مناورات الإعداد

في صباح اليوم التالي، دعا كيسي إلى عقد اجتماع خاص لكل مرءُوسيه المباشرين. فاعترضَ كلٌّ من مات وتيم لأنهما كانا قد أعدَّا جداول أعمالهما لهذا اليوم بالفعل. وعلى غير العادة، طلبَ منهما كيسي مباشرةً أن يغيِّرا الجداول ويحضرا في الموعد المحدَّد بالضبط.

وعندما وصلَ الجميعُ إلى قاعة الاجتماعات، بدأ كيسي وقائع الجلسة.

كيسي: «من العجيب أننا نعقد هذا الاجتماع بغرض الحديث عن اجتماع آخر. فكما تعلمون، سيحضر جيه تي هاريسون وويد إلى هنا الأسبوع المقبل ليتابعا اجتماع الفريق، وكما تعلمون أيضًا، فأنا أتعرض فيما يبدو لبعض الضغوط. ولكني لا أودُّ أن أتحدَّث عن ذلك الأمر مرة ثانية.»

فنظر التنفيذيون أحدهم إلى الآخر في ارتباك.

أوضحَ كيسي: «ما أقصده هو أننا يجب أن ننسى أي هواجس أو مخاوف لدينا بشأن ما يحمله المستقبل؛ لأننا ليس لنا أي سلطان على ذلك.» توقَّف ثم تابع: «فليس في مقدورنا سوى جعل اجتماع الأسبوع القادم أفضل اجتماع عقدناه على الإطلاق.»

بدا على وجوه الحاضرين أنهم فهموا مقصد كيسي الآن.

جاءَ أولُ تعليق من جانب تيم. فقال: «إذن، نحن مجتمعون الآن لمناقشة ما سنقوله الأسبوع القادم، وكيف نرتِّب الأمور.» كان هذا تصريحًا، ولكن كيسي كان يدرك أنه كان يقصد به توجيه سؤال.

قال كيسي: «لا. أريد أن أوضِّح هذا الأمر جيدًا. لن نقدِّم عرضًا مسرحيًّا الأسبوع المقبل. وما سنقوم به الآن ليس بروفة. بل سنستعد، ثم سنذهب إلى الاجتماع ويشدُّ كلٌّ منا من أزر الآخر لإنجاح المهمة.»

دبَّت الروحُ في الفريق فجأةً، ورأى ويل أن ذلك كان مزيجًا من الإثارة والخوف.

رفعَ مات يده. وقال: «ماذا تعني بالضبط؟»

فردَّ كيسي قائلًا: «لست متأكدًا بعد. وهذه هي الفكرة. اليوم سنحدِّد كيف سيبدو جدول أعمالنا، ثم نذهب ونجري البحث المطلوب لكي نعود الأسبوع المقبل مستعدين لنرقص على إيقاعات الروك آند رول.»

ضحكَ الجميع على جرأة كيسي غير المعتادة.

ولم يترك كونر هذه الفرصة لممازحة رئيسه فقال: «روك آند رول؟»

ابتسمَ كيسي، وشارك فريقه الضحك مما قاله. ثم قال: «حسنًا، ربما لا تكون هذه طريقتي في الحديث.»

وعندئذٍ تذكَّر ويل مجددًا لماذا أحبَّ هذا الرجل حبًّا جمًّا.

تابعَ كيسي. فقال: «ولكن لا يغيِّر هذا ممَّا أقصده. فنحن سنستعد لعقد اجتماع استراتيجي شهري قوي ومثير وفعَّال.»

تجهَّم تيم. وقال: «إذن لن نُجري الجولات الخاطفة وكل تلك الأشياء؟»

فهزَّ كيسي رأسه. ثم قال: «لا. سيكون اجتماعًا استراتيجيًّا، وسينحصر في موضوعَيْن. ويجب أن نتفق عليهما الآن.»

كان أعضاءُ الفريق في انتظار مَنْ سيبدأ منهم بالكلام، ولذا اقترحَ ويل فكرة. «فليكتب كلٌّ منكم قضية واحدة يعتقد أنها مناسبة للمناقشة في اجتماع الأسبوع المقبل.»

وأمضى التنفيذيون جزءًا من الدقيقة في التفكير والكتابة، ثم طلبَ كيسي سماع أجوبتهم.

مات : «المنتَج القادم.»
صوفيا : «التوسُّع في ألعاب الفيديو السائدة في السوق.»
ميشيل : «شراء أسهم شركاتٍ منافسة.»
تيم : «وقف التعيين في غير وظائف المبيعات.»
كونر : «زيادة مرتبات الفريق التنفيذي بنسبة ٤٠٪.»

لم يستطع كونر منع نفسه من المزاح. لكن كانت لديه فكرة مهمة.

كونر : «تخصيص ميزانية الإعلانات لرعاية إحدى دورات اتحاد لاعبي الجولف المحترفين.»

أوضحَ ويل: «حسنًا، قبل أن نجري الاقتراع، أريدُ من كلٍّ منكم أن يوضِّح لنا في ستين ثانية لماذا يعتقد أن فكرته تستحق أن تُطرح للمناقشة.»

على مدى الدقائق العشر التالية تقريبًا، عرضَ التنفيذيون موضوعاتهم، وكانوا يستحثون بعضهم بعضًا أحيانًا على تقديم مزيد من التوضيح. وأخيرًا، وبعد أن انتهوا، حسم كيسي الأمر. فقال: «فليكن لكلٍّ منا صوتان. يمكنكم استخدامهما لدعم فكرة واحدة، أو توزيعهما على فكرتَيْن. ولكن، بشرط عدم تصويت أي منكم لفكرته الخاصة.»

بعد التصويت، كان هناك تفضيلان واضحان: التوسُّع في ألعاب الفيديو السائدة، ورعاية إحدى دورات اتحاد لاعبي الجولف المحترفين.

أعلنَ كيسي: «إذن فلتكن هذه هي موضوعاتنا. كان لدينا جميعًا فرصة للإسهام بموضوع، ولذا يجب ألا نعود وننتقد أنفسنا. ما ينبغي لنا القيام به الآن هو الانطلاق وإجراء أي بحث نحتاجه لنكون مستعدين بحلول الأسبوع القادم لإنهاء المناقشات. هل لديكم أي أسئلة؟»

لم يبدُ أن أحدًا لديه سؤال، حتى رفع تيم يده. وقال: «نعم، أعتقد أننا يجب أن نُكلِّف شخصَين يكون كلٌّ منهما مسئولًا عن أحد الموضوعَين، من حيث تنظيم البحث وطرح الموضوعات الأسبوع القادم.»

وافقَ كيسي قائلًا: «هذه فكرة عظيمة.» ثم أضاف: «أعتقدُ أنه من المنطقي أن تتولَّى أنت موضوع رعاية إحدى دورات اتحاد لاعبي الجولف المحترفين، وأنتِ يا صوفيا عليكِ تولي موضوع التوسُّع في الألعاب. لماذا لا يلقي كلٌّ منكم نظرة أولية على متطلبات البحث، ثم نتحدَّث غدًا أثناء اجتماعنا اليومي عن توزيع الأدوار؟»

توقَّف برهة. ثم تابعَ: «حسنًا، لنعد جميعًا إلى العمل.»

وبينما كان الفريق يتجَّه صوب الأبواب، تساءلَ ويل: «هل هذه هي نفس الشركة التي التحقتُ بها منذ شهرَين؟»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤