البحث

على مدى الأسبوع التالي، خصَّص كونر وصوفيا وزملاؤهما — المقسَّمون إلى فِرق الآن — جزءًا كبيرًا من وقتهم لاستعراض أرقام المبيعات، والنظر في الميزانيات السابقة، وإجراء دراسات غير رسمية لمجموعة منتقاة من البائعين والعملاء.

وباستثناء حضور الاجتماعات اليومية، ظلَّ كيسي بعيدًا عن العمل، حيث أراد أن يحتفظ ببعض الحيادية حتى يكون موضوعيًّا وواضحًا بقدر الإمكان يوم الاثنين القادم. وبدلًا من ذلك، أمضى هو وويل معظم الوقت في الحديث عن الدور الذي يجب على كيسي القيام به في الاجتماع.

وبالإضافة إلى البحث نفسه، كان يحدث شيءٌ مثير لاهتمام الفريق في الوقت الذي كانوا يستعدون فيه ليوم الاجتماع. لقد بدأت معنوياتهم ترتفع نوعًا ما.

وفي مراتٍ عديدة، طلبت صوفيا وكونر جلب وجبة العشاء إلى الشركة حتى تتمكَّن فرقهم من البقاء وبلورة النتائج التي توصلوا إليها. وازداد التفاعل في الأروقة بين التنفيذيين وأعضاء فرق عملهم الذين أصبحوا مشاركين في البحث. وأحيانًا كانت تنشب خلافات عفوية بين بعض الموظفين فيما يتعلق بمَن سيتمكَّن من التوصُّل أولًا إلى كشف معلومة عن المنافسين.

تغيَّرت الشركة نتيجة لهذا النشاط الجماعي، مع أن هذا التغيير لم يكد يكون ملحوظًا. ومع ذلك، لم يعرف أيٌّ من الموظفين بالخطر الذي يتهدَّد كيسي، والذي دفعه لأن يدعوهم جميعًا إلى التحرك.

وبعد ظهر يوم الجمعة، دعا كيسي أعضاءَ الفريق إلى مكتبه لإجراء حوار سريع. وفُوجئ عندما وجد أن حماسهم قد تبدَّد.

سألَ كيسي: «ما الخطب؟»

بدأت صوفيا. وقالت: «حسنًا، لا يمكنني التحدُّث بالنيابة عن فريق كونر، ونظن أننا توصَّلنا إلى اتفاق الآن. ولكننا منقسمون الآن كما كنَّا قبل أن نبدأ كلَّ ذلك.»

كان كونر يُومئ برأسه. وقال: «أرى أن هذا صحيح إلى حد ما بالنسبة إلينا أيضًا. ولكن الأهم من ذلك أنني أخشى أن بياناتنا ليست نهائية. ولا نعتقد أن بإمكاننا التوصل إلى توصياتٍ ملموسة قبل يوم الاثنين.»

قال كيسي: «أعتقد أنكم نسيتم أهمية ما تقومون به يا رفاق.» ابتسمَ كيسي. ثم تابعَ: «لا يهمني إن لم يكن لديكم اقتراح ملموس. ولا يقلقني على الإطلاق أنكم لا تتفقون حول ماهية القرارات الصائبة. في الحقيقة، كنت سأقلق لو أنكم كنتم متفقين.»

كانوا مرتبكين، ومن ثَم واصل كيسي حديثه.

«هذا هو الغرض الأهم للاجتماع. إني متشوق للحضور وخوض النقاش والحصول على بعض البيانات لاختبار مناقشاتنا بِناءً عليها. ولكن في النهاية، لا يوجد برنامج حسابات أو عملية حسابية لاتخاذ القرارات نيابةً عنَّا. فالأمر يستند في النهاية إلى حُسن التقدير. وهذا هو الجزء المثير من الموضوع.»

أبلى كيسي بلاءً حسنًا في إخفائه أية مخاوف لديه بخصوص اجتماع يوم الاثنين. وبالتأكيد كانت لديه بعض المخاوف.

قال كيسي: «حسنًا إذن. سأراكم جميعًا يوم الاثنين. فلنعدُّ أنفسنا للانطلاق.»

ومع أنه بدَّد بالتأكيد بعض المخاوف التي حملها التنفيذيون معهم إلى الاجتماع، إلا أن شعورًا بالذعر ساد القاعة، لا شك، في تلك اللحظة.

ورأى ويل أنهم جميعًا كانوا يفكِّرون في نفس الشيء. وتساءل: «تُرى، هل سيكون هذا الاجتماع هو آخِر اجتماعاتنا؟»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤