تغير

عن الشاعرة إلا هويلر ولكوكس، مهداة إلى الصديق الشاعر محمد أحمد رجب، المحامي الذي اقترح عليَّ ترجمتها وارتضاها.

***

تَغَيَّرْتُ؟ نَعمْ، هذا اعترافي
فَلستُ بحبِّكَ الماضي أهيمْ
وإنْ أدُمْ الصديقةَ لم يُبدِّلْ
زمانٌ مِنْ هَوًى ماضٍ يُقيمْ
ولكنْ سِحْرُ أيامي بِحُلْمي
وفرحةُ عهدِها الحلوِ المؤقَّتْ
مَضَتْ مثلَ الرُّؤى مِن ذهنِ غافٍ
ولكنْ لستُ أدري كيف ولَّتْ
لماذا أنتَ في شبهِ اتِّهامٍ
تَفَرَّسني؟ وهل عَجَبٌ مُحَيِّرْ؟
إذا غَدَتْ القلوبُ ككلِّ شيءٍ
تحِسُّ بما يحبِّبهُ التَّغَيُّرْ؟
فما الأطيارُ والأزهارُ جَمْعًا
وما الأوراقُ بل تلك النُّجوم؟
وإنْ ظُنَّتْ ثوابتَ في جلالٍ
وما الدُّنيا على حالٍ تَدُومْ
وهذا الوَجْهُ عامًا بعد عامٍ
تُريهِ لنا المَرايا في اختلافِ
وأشْهَى ما نُرَجِّي بل وشَتَّى
مَشَاعرِنا على هذا الخلافِ
وكيف نَرومُ للإنسانِ قلبًا
قَنُوعًا بالخيالِ مِنَ الطفولَهْ؟
يَشُبُّ العامُ عن فَيُلاتِ مايو١
وإنْ لم يَغتنمْ أُخرى جميلَهْ
كذاكَ حياتُنا، فلربَّ خافي
هَواها ليس أشْهَى مِنْ هَوَانَا
وإنْ يكُ باردًا، لكنْ سنمضي
أبَى الوردُ البنفسجَ إذْ دَعَانَا
١  بنفسج الربيع May Violets.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤