الفصل الثاني عشر

الهوية

(١) هل نحن نُعتبر حيوانات؟

هل يُعتبر الإنسان حيوانًا؟ إنه بلا شك سؤال قديم جدًّا يشغل الإنسانية منذ بداياتها.

لا يَضَع العديدُ من الحضارات حدودًا بين البشر والحيوانات وحتى الآلهة. فكان للعديد من آلهة الفراعنة أشكال حيوانية، وكان الإله الأزتيكي كيتسالكوتل يستطيع أن يتخذ شكل ثعبان ذي ريش، وكان للإله الإغريقي بان أقدام تيس، وكذلك جانيش إله التجار والمسافرين لدى الهندوس كان له رأس فيل، والأمثلة على ذلك لا تُحصى. وفي العصور الوسطى في أوروبا تُظهِر المحاكمات والإدانات بحق حيوانات قَتَلَتْ بشرًا أن الحيوانات كانت تُعتبر مسئولة عن أفعالها شأنها في ذلك شأن الإنسان، حتى وصل الأمر بأسقف أن يعتزم إخراج كل الفئران من العقيدة؛ لأنها تنقل مرض الطاعون! إن تشبيه الإنسان بالحيوان، وتخيل حيوانات تتصرف مثل الإنسان وتُناقِش وتَتَفَلسَف أصبحا يترددان بكثرة في الفنون والأدب (مثل قصص الثعلب رينار أو أساطير لافونتين) حيث يجد المُشاهِد والقارئ مادةً للتفكير والحُلم (انظر قسم «هل تساعدنا الحيوانات على التفكير في أنفسنا؟»)

(١-١) الحيوان والتفكير الحديث

لِنَدَعِ المجال الأدبي والفني لنتطرق إلى مجالِ التفكير الفلسفي والعلمي الحديث، وهو المجال الذي يَهدِف إلى تحديد ماهية «الحيوان» أو «الإنسان»، وهل ينتميان إلى العالَم نفسه أم إلى عوالم منفصلة. يتطور هذا الفكر في الغرب بين فرضيتين: فرضية «معارضة للتكامل» ترى أن الإنسان والحيوان منفصلان بصورة واضحة، وفرضية أخرى «مؤيدة للتكامل» ترى أنه، في المقابل، ثمة تكامل بينهما. ومع تطورات العلم، أحرزت الفرضية المؤيدة للتكامل تقدمًا وأثبتت أنه لا يوجد انفصال بين الحيوانات والإنسان، وذلك دون إغفال بعض السمات المميزة للجنس البشري، وهي السمات التي سنُسلِّط عليها الضوء في الجزء الأخير من هذا الكتاب.

ولنبدأ بالموقف «المعارض للتكامل» فهو ينبع من رغبة مستمرة لدى الإنسان الذي طالما أراد أن يعتبر ذاته كائنًا فريدًا من نوعه ومختلفًا عن باقي الكَوْن، وهي رغبة استهدفتْ دائمًا الدفاعَ عن أفكار تتمحور حول الإنسان، أيْ «مذهب المركزية البشرية». وعلى الصعيد الكَوْنِي ظلَّ الإنسان يَعتَبِر كوكب الأرض الذي يعيش عليه مركزًا للكون، وهو مُعتَقَد لم يتمَّ دَحضُه علميًّا إلا بإثبات أن الأرض تتبع الشمس، وأن ثمة مليارات «الشموس» في الكون في شكل نجوم.

وفيما يتعلق بالإنسان نفسه وليس مكان معيشته، يَشرَح مناصرو الفرضية المعارضة للتكامل «مذهب المركزية البشرية» بالتأكيد على أننا لسنا حيوانات على الإطلاق. ووفقًا للرؤية الأكثر تطرفًا لهذه الفرضية، لا سيما رؤية الفيلسوف نيكولا مالبرانش التي عبَّر عنها في القرن السابع عشر، تزعم هذه الفرضية أن الحيوان جماد مثل الساعة وأنه يختلف عن الإنسان الذي يُعَدُّ من طبيعة مختلفة تمامًا؛ لأنه يمتلك روحًا أبدية (انظر الفصل التاسع عشر). ونجد فكرة مماثلة لدى المناصرين الدينيين لفرضية تهدف إلى تفسير العالَم الحي وهي الفرضية التي نسميها «الخلقية» والتي لا تزال موجودة بصورة كبيرة حتى الآن.1 فيعتقد مناصرو هذه الفرضية أن الله خلق الحيوانات كما هي بالتوازي مع خلق الإنسان ولكن بصورة منفصلة تمامًا؛ فوفقًا لهذه الفرضية، إن الله هو الذي شاء أن نُشبِهَ جسديًّا مخلوقات خُلقت باختلاف كبير عنَّا وفي استقلال عنا مثل الشمبانزي! خلافًا لموقف مالبرانش، خُلقت الحيوانات بصفتها كائنات حية وليست جمادًا ولكن فصلها عن الإنسان مطلق، وذلك هو الموقف الحالي للعديد من الحركات الأصولية الدينية أو الظلامية.2 فقد سمحت تطورات علم الأحياء، ولا سيما نظرية تطور الكائنات الحية (انظر الفصل الأول)، بدحض هذه الأفكار التي لم يَعُدْ يُدافع عنها في يومنا هذا أيُّ مفكر عاقل. وفي الواقع يُبيِّن3 علمُ الأحياء الحديثُ أن بعض الحيوانات قريبة جدًّا من الإنسان في آلياتها الوراثية أو البيوكيميائية أو الهرمونية أو العصبية، وأن الإنسان يتشارك مع الشمبانزي في ٩٨٪ من جيناته، وأن العديد من الأمراض يُمكِنها أن تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان أو العكس، وأن الإنسان القديم كان يُشبِهُ القرود؛ لذا هو يشبهها حاليًّا بصورة كبيرة.

نعم، فعلى الصعيد البيولوجي نحن نُعتبر حيوانات.

(١-٢) المملكة الحيوانية والثقافة

مع ذلك لم تتوقف الآراء المعارضة للتكامل عند هذا الحد. فقد استكمل بعض الكُتَّاب الأكثر جدية تقديم البراهين على فرضيتهم، وأقروا أن الإنسان بالطبع حيوان بجسده وطبيعته البيولوجية وبأصله التطوري؛ أيْ ما نسميه «طبيعته»، ولكنهم يَرَوْن أن الإنسان يظل مختلفًا تمامًا عن الحيوانات بنتاج فكره وبثقافته. وحتى في هذا المجال سمحت التطورات الأخيرة في مجال الإيثولوجيا بإظهار الفروق البسيطة في هذا الأمر؛ ففي الواقع نَجِدُ لَدَى العديد من الحيوانات سلوكياتٍ قد نُشبهها بسمات ثقافية: مثل استخدام الأدوات والتواصل ولغة الخطاب والسلوكيات الأخلاقية (الأولية) والاختيارات الجمالية … إلخ (انظر الفصلين الثامن والتاسع). بعبارة أخرى نجد في المملكة الحيوانية «المبادئ الأُولَى» (مصطلح «المبادئ الأولى» شديد الأهمية) لكل ما نقابله بصورة أكثر تطورًا لدى الجنس البشري؛ ومِن ثَمَّ فليس من الممكن أن يكون ثمة انفصال كامل بين الإنسان والحيوان في مجال الثقافة. وقد استمدت الفرضية المؤيدة للتكامل حُجَجًا قوية من تقدم المعارف العلمية بشأن الحيوانات.

نعم، نحن نُعتبر حيوانات بطبيعتنا البيولوجية وبأسس ثقافتنا في آنٍ واحد، ونستمد سماتنا الفسيولوجية والثقافية من المملكة الحيوانية التي انحدرنا منها.

إلا أننا نملك أيضًا عقلًا نافذًا قادرًا على تناول كمٍّ أكبر من المعلومات التي يَتَنَاولها نُظَراؤنا حتى شديدو الشَّبَهِ بنا مثل الشمبانزي. فنحن إذن حيوانات ولكن «حيوانات مميَّزة».4 وقد يقود هذا «التميُّز» حيوانيتنا إلى نجاحات فكرية وتقنية نقدر عليها وحدنا في النظام الشمسي مثل: الذهاب إلى القمر، أو تصنيع اللقاحات وأجهزة الكمبيوتر، أو كتابة الروايات، أو تسجيل تاريخ جنسنا. وعلى مستوى الفكر يقودنا هذا التميز إلى طريقة عيش مبتكرة جدًّا سنذكر عنها بعض الأشياء في الجزء الأخير من هذا الكتاب.

(٢) هل نحن نُعتبر آلات؟

في كل فصل من فصول هذا الكتاب نكرر الرسالة ذاتها: «نحن لسنا آلات، ولكن الآلات قد تساعدنا على التفكير في أنفسنا.» وفي الغرب تحديدًا يعتبر الإنسان نفسه آلة بالإضافة إلى «شيء آخر». ولكي نفهم أنفسنا علينا أن نلجأ إلى استعارات آلية، ولكن بعد ذلك يظل دائمًا ما هو غامض وغير مُفسَّر. فبهذه الطريقة نتناول ما نطلق عليه جوهر الإنسان وهو الجزء الذي لا يمكن اختزاله في مجرد آلية. ولكي نقتنع بذلك قد يكون مجديًا أن نعود إلى نصوص قديمة.

(٢-١) الله خلق الإنسان على مرحلتين

يشير العهد القديم إلى أن الله قام بعملية على مرحلتين:

وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسًا حية.

(سفر التكوين، ٢ : ٧)

كانت المرحلة الأولى فنية؛ فيقوم الله الخالق بعمل صانع خزف فيُشكِّل تمثالًا من التراب، ويستخدم المواد المتاحة لتصميم شكل، وصناعة الخزف كانت أحد مجالات الفنون الأكثر تقدمًا في العصر الذي يصفه الإنجيل. وفي هذه العملية كان بمنزلة فنان على غرار ما سيكون عليه أبناء سلالة آدم فيما بعد. وفي المقابل تعتمد المرحلة الثانية على قدرة مختصة بالله، فهذه التقنية الهوائية والقدرة على نفخ نسمة حياة هي ميزة مختصة بالله وحده.

نجد بصورة مماثلة هذه الطريقة التي تمت بها عملية الخلق، وذلك على مرحلتين منفصلتين، في عدد هائل من الأساطير والخرافات. ففي الأساطير السومرية والفرعونية والصينية وأساطير بعض مناطق أفريقيا، كان ثمة آلهة «صُنَّاع خزف»، كالإله المذكور في العهد القديم، يخلقون شكلًا من التراب ثم ينفخون فيه نسمة الحياة بحركة أو كلمة سحرية. وتفضل أساطير الشمال الخشب المنحوت على التراب المُشكَّل، وتذكر بعض الأساطير تماثيل من الحجر تبث فيها الآلهة الحياة. فتوجد في كل مكان حالة التوالي بين تقنية إنسانية لتشكيل القشرة الخارجية وتقنية إلهية بصورة حصرية تسمح ببثِّ الحياة (في كل مكان سوى اليابان، يمكن للقارئ أن يطلع على العديد من المقالات بشأن هذه الاختلافات الثقافية). 5

تقود الأسطورة التقنية لخلق الإنسان إلى سؤال طبيعي: هل يُعَدُّ الإنسان الذي خلقه الله على صورته قادرًا على بلوغ مستوًى من التقنية التي من شأنها أن تسمح له بإتقان هذه المهارة الإلهية؟ هل تُعتبر القدرة على بثِّ الروح من المجالات الممكنة؟ أيستطيع الإنسان أن يكتشف هذه القدرة ذاتيًّا أم يجب أن يُهدِيَها إياه بروميثيوس؟

يشغل هذا السؤال بؤرة اهتمام كل حكايات صناعة الكائنات الاصطناعية والآلات المعقدة. فيثبت فيليب بروتون في دراسته بهذا الشأن أنه يوجد هيكل نمطي متخفٍّ في أساليب وأشكال متنوعة خاصة بكل عصر، ويسمح لنا هذا الهيكل بالتأكيد على أن النصوص والأساطير والحكايات والمقالات العلمية المختلفة تتشكل في الواقع من القالب ذاته.6 فهي قصة وحيدة تُروى لنا دائمًا: إعادة تمثيل المشهد البدائي الذي يُصمِّم فيه الله شكلًا ثم ينفخ في آدم نسمة الحياة.

وفي كل الحكايات يبدأ المشهد بتناول مادة أساسية: عاج أو طين أو خشب سحري أو بقايا جثث أو خلايا عصبية اصطناعية. وغالبًا ما تكون مادة نبيلة أو على الأقل ملحوظة، وهنا تبدأ المرحلة التقنية فينبغي تشكيل هذه المادة ونحتها وتنظيمها باستخدام التقنيات الأكثر تطورًا في العصر: مطرقة أو فخار أو رياضيات أو كهرباء أو علم الكمبيوتر. ويطمح المصمم إلى محاولة إعادة الإنتاج الاصطناعي لسمة ما من جوهر الإنسان. ولكن هذا «الجوهر» قد يتغير من عصر إلى آخر: كالجمال بالنسبة إلى الإغريقيين، أو الحركة والتحدث في عصر النهضة، أو الذكاء بالنسبة إلى علماء الكمبيوتر، أو ربما العاطفة أو الوعي في عصرنا هذا. ورغم كل الجهود التي يبذلها المصمم، فإنه لا ينجح إلا في الاقتراب من هدفه دون بلوغه بصورة كاملة في أي حين. فيلزم تدخل خارجي لوضع اللمسة الأخيرة: سحر أو تدخل إلهي أو مصادفة سعيدة، وهي كلها أسماء مختلفة تحجب عجز الإنسان عن إتقان التقنية الإلهية في بث الحياة حتى لو كان مهندسًا محنكًا.

إن عجز المصمم البشري عن إتقان التقنية الإلهية في مجملها هو تحديدًا ما يجعل من الكائن الاصطناعي كائنًا خاصًّا. وفي الحكايات قد نجد حالتين؛ فإن كان الكائن شيئًا مصنوعًا بصورة كاملة على يد الإنسان، فهو بالضرورة ناقص؛ فثمة شيء يجعله مختلفًا ويكون هذا الاختلاف أساسيًّا لتطور الحكاية. وإن استعان المصمم البشري بتدخل سحري أو إلهي، فيكون الكائن غير مُشكل بصورة طبيعية أو تقنية بحتة؛ فيصبح إذن كائنًا سحريًّا بدوره ويختلف عن مصممه. وفي الحالتين لا يخلق الإنسان أبدًا سواء في الأساطير أو العلم كائنات شبيهة به.

(٢-٢) الإنسان الغربي آلة بالإضافة إلى «شيء آخر»

لا يحدثنا الروائيون وعلماء الروبوت فقط عن آلات المستقبل عبر وضع سيناريوهات تقنية، بل يصفون الاختلافات التي تميز الإنسان أو الكائن الحي في عصرهم. وتروي لنا كل حكاية أن الإنسان الغربي يعتبر نفسه الآلة الأكثر إتقانًا في عصره والتي يجب أن يُضاف إليها شيء آخر: وهو «عامل دخيل» ويعادل هذا «العامل الدخيل» التقنية الإلهية التي لا يتقنها الإنسان. فنحن لا نريد أن نصور أنفسنا مجرد آلات، إلا أننا نتوصل بفضل الآلات إلى فهم إنسانيتنا بصورة أفضل؛ فالإنسان ليس آلة بل آلة بالإضافة إلى «شيء آخر» وهذا «الشيء الآخر» هو ما يحدد هوية الإنسان. ومنذ ذلك الوقت، كلما كان تأثيرنا الاصطناعي مماثلًا زادت معارفنا عن أنفسنا وزاد انزعاجنا من تمثيلنا بهذه الطريقة، فهذه المواجهة مستمرة منذ فترة طويلة. ويمكن قراءة تاريخ الطب من جديد في ضوء تاريخ الهندسة (انظر الفصل الثالث عشر).

اليوم، يتمركز المفهوم الغربي عن الإنسان أكثر من ذي قبل حول تقديرنا لأداء الآلة وحدودها بصورة كاملة. فننظر إلى أنفسنا في مرآة الآلات التي نستطيع تصميمها ونقيِّم في هذا الانعكاس اختلافنا، هذا «العامل الدخيل» غير المعروف حتى الآن. وبذلك يمكن اعتبار كل تقدم للآلة فرصة ووعدًا بفهم أفضل لأنفسنا، ولكن لا يحدث ذلك للأسف؛ فالآلة الجديدة تعني إعادة تعريف محتمل لما يميز إنسانيتنا، «هذا الشيء الآخر» الذي نعتقده أبديًّا ونهائيًّا. وفي هذا الصدد قد توحي الآلة بالحذر، فدائمًا ما تتم إعادة التعريف على مضض، وربما نكون بذلك قد توصلنا إلى النقطة المحددة التي تفسر خوفنا من الروبوتات ومن الآلات الجديدة بصفة عامة؛ لأننا نتخيل جحافل من الروبوتات العسكرية التي تسيطر على الأرض ولكن ما نخشاه في الحقيقة هو أن نرى تعريفنا يتغير بالتواصل معها. فنحن نحب أنفسنا بحالتنا كما هي، ولا نريد أن تجبرنا آلة جديدة على إعادة النظر في أسس ما نسميه بالطبيعة الإنسانية.

لذا نحن نناقش أنفسنا ونكافح باستخدام عدد من الحجج ومن بينها: الآلات لا تفعل إلا ما تم برمجتها عليه، وهي لا تفهم ما تقوم به، ونحن لدينا عواطف ولكن الآلات تحاكيها فقط. لن تُظهِر الآلة أبدًا قدرة على الإبداع ولن تفعل إلا ما نطلبه منها. وقد عبَّر سيرج تيسرون7 عن رأيه قائلًا: «كلما اكتسبتِ الأشياء استقلالية بفضل أنظمة رد فعل عكسي وتعلم معقد بصورة متزايدة، زادت أهمية تكرار أنها «حبيسة» برنامجها.» فيرى أغلب الناس أن إظهار قدرة برنامج ما على التطور بأشكال يصعب أن يتنبأ بها حتى واضع هذا البرنامج، يُعَدُّ من قبيل الدعابة أو الهذيان من شخص هاوٍ للخيال العلمي.
يُعتبر الإنسان الغربي مخلوقًا لا يفهم نفسه إلا عبر الأشياء التي يصنعها. ففي الغرب لا تُعَدُّ الآلة مجرد سبب للتجديف؛ لكن على حد قول بيتر سلوتادايك مغيظة أيضًا.8 وبسبب المكانة الأساسية التي نخصصها للتقنيات لتحديد هويتنا، ربما تكون كل آلة جديدة خطرًا علينا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤