تجربة ١٠: سحق زجاجة المياه الغازية

يخلق الكبير جوًّا يُؤثر تأثيرًا سلبيًّا على الصغير … فهو يُشبه الكاشف الكيميائي، فيوم واحد من أيام هذا الجو، مثل إحدى قطرات هذا الكاشف، سوف يُؤثر جدًّا على المناظر ويُزيل لونها … حتى إنها ستظل بعد ذلك باهتة إلى الأبد. يوم منه بالنسبة إلى عقل لم يُجربه من قبل مثل الأفيون بالنسبة إلى جسم لم يتناوله من قبل. ويتولد في النفس اشتهاء إذا أُشبِع يُفضي إلى أحلام أبدية … إلى أن يحين الموت ويُذيب الانحلال قوتها.

ثيودور درايزر في كتابه «الأخت كاري»، ١٩٠٠

نحن عامة لا نعي الأجواءَ التي تُحيط بنا، مثلما لا تعي السمكة البحر. إلا أننا نسبح في محيط من الهواء ونُذكِّر بذلك من وقت إلى آخر عندما تسقط شجرة من جرَّاء عاصفة، أو يُسوي إعصارٌ مدينة بالأرض. وهذه التجرِبة التي نحن بصددها هي تَذْكار فعال أيضًا على وجود قوة الضغط الجوي.

أحضِر حوضًا مملوءًا بماء مُثلَّج إلى آخره. املأ زجاجة مياه غازية بلاستيكية بماء ساخن من الصنبور واترك الماء الساخن بها لبضع ثوانٍ. فرِّغها من الماء ثم بسرعة غطِّها. ضع الزجاجة المغطاة في الماء البارد وانتظر ثوانيَ قليلة، تجد أن زجاجة المياه الغازية تنفجر إلى الداخل وتتهشم على نحو مثير.

يُسبب تسخين الغاز تمدُّده ويُقلل التبريد من ضغطه، ويعمل ماء الصنبور الساخن على تسخين جوانب الزجاجة التي بدورها تسخن الهواء بالداخل. وعندما يُحكَم غلق الزجاجة بعد تسخينها بالماء الساخن، فإن الهواء المحتجز بالداخل يكون هواءً دافئًا. وعندما تُغمَس الزجاجة في الماء البارد فإن الهواء بالغاز بالداخل يبرد باذلًا ضغطًا على الجوانب الداخلية أقلَّ من الضغط الذي يبذله الجو من الخارج على الجوانب الخارجية. عندئذٍ يضغط الجو على جوانب الزجاجة وتكون النتيجة زجاجة صودا مُحطَّمة.

وللمزيد من الخصائص عن الحالة الغازية — وما يحدث في زجاجات الصودا — تابع معنا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤