تاريخ ووصف الجامع الطولوني
في صفحات هذا الكتاب يُقدِّم العالِم الأثري «محمود عكوش» وصفًا ضافيًا ورائعًا لواحدٍ من أعظم وأكبر المساجد التاريخية في مصر؛ إنه «جامع ابن طولون»، الذي يُعَد من أشهر المساجد الأثرية في مصر، نظرًا لقِدَم مبناه الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث الهجري، وذلك حينما شرع والي مصر «أحمد بن طولون» في تشييده وسط مدينة «القطائع» التي أراد أن يجعل منها عاصمةً للبلاد آنذاك. ومنذ تلك اللحظة حتى الآن ظلَّ «جامع ابن طولون» من أبرز المساجد التاريخية التي لم تتغير مَعالمها عبر الأزمان، فهو لا يزال محتفظًا بتخطيطه وتفاصيله المعمارية الفريدة، وزخارفه الإبداعية الباهرة، وهو من أكثر المساجد تأثرًا بالطراز المعماري العراقي، ولا سيما مسجد «سامراء» الذي شيَّده الخليفة العباسي «المتوكل» بالعراق؛ حيث نرى المِئذنة المُدرَّجة التي تُعَد واحدة من أقدم المآذن الموجودة في مصر. وسيبقى هذا الجامع نموذجًا فريدًا وشاهدًا من شواهد فن العمارة الإسلامية، وما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في عهد الدولة الطولونية من عظَمةٍ وازدهار.