الأصمعي وهارون الرشيد والجارية

قال الأصمعي: دخلت على هارون الرشيد وبين يديه جارية حسناء عليها لمة جعدة وذؤابة مسترسلة وهلال بين عينيها مكتوب عليه بالذهب: «هذا ما عمل في طراز الله»، فقال: يا أصمعي صفها، فأنشأت أقول:

كنانية الأطراف سعدية الحشا
هلالية العينين طائية الفمِ
لها حكم لقمان وصورة يوسفٍ
ونغمة داودٍ وعفة مريمِ

فقال: أحسنت والله يا أصمعي، فهل عرفت اسمها؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، فقال: اسمها دنيا. فأطرقت ساعة ثم قلت:

إن دنيا هي التي
تملك القلب قاهرهْ
ظلموها شطر اسمها
فهي دنيا وآخرهْ

فسُرَّ هارون الرشيد من هذا الوصف سرورًا عظيمًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤