عفاف جميل وبثينة

وشت جارية بجميل وبثينة إلى أبيها، وأنه الليلة عندها، فأتى وأخوها مشتملين معتمدين سيفهما لقتله، فسمعاه يقول لها بعد شكوى شغفه بها: هل لك في طفء ما بي بما يفعل المتحابان، فقالت: قد كنت عندي بعيدًا من هذا، ولو عدت إليه لن ترى وجهي أبدًا، فضحك وقال: والله ما قلته إلا اختيارًا ولو أجبت إليه لضربتك بسيفي هذا إن استطعت وإلا هجرتك، أما سمعت قولي:

وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى
وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول ينقضي
أواخره لا نلتقي وأوائله

فلما سمعا ما دار من الكلام بينهما قالا: فلندعهما والله سوية لأن من كانت هذه حالته لا يجوز منع الزيارة عنه أو الاجتماع بها وانصرفا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤