الفصل الخامس

اليسر الإدراكي

عندما تكون واعيًا — وربما حتى عندما لا تكون كذلك — تجري العديد من العمليات الحسابية في دماغك، وهي عمليات تحافظ على — وتحدِّث — الإجابات الحالية على بعض الأسئلة المهمة؛ مثل: هل يجري أي شيء جديد؟ هل هناك تهديد؟ هل تجري الأمور على ما يرام؟ هل يجب تحويل انتباهي؟ هل هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لإنجاز هذه المهمة؟ يمكن أن تتخيل معي كابينة تحكم تشتمل على مجموعة من العدادات التي تشير إلى القيم الراهنة لكل متغير من هذه المتغيرات الأساسية. تجري عمليات التقييم آليًّا عبر النظام ١، وتتمثل إحدى وظائفها في تحديد ما إذا كان يلزم بذل جهد إضافي من قبل النظام ٢.

يقيس أحد العدادات «اليسر الإدراكي»، ويمتد نطاقه بين القيمتين «يسير» و«مضغوط». يعتبر اليسر الإدراكي علامة على أن الأشياء تسير على ما يرام؛ فلا توجد تهديدات، ولا أخبار مهمة، ولا حاجة إلى إعادة توجيه الانتباه أو شحذ الجهد. يشير «الضغط الإدراكي» إلى وجود مشكلة، وهذا يتطلب زيادة شحذ النظام ٢. يتأثر الضغط الإدراكي بالمستوى الحالي للجهد ووجود أي متطلبات لم تُلبى. تتمثل المفاجأة في أن عدادًا واحدًا لليسر الإدراكي يتصل بشبكة كبيرة من المدخلات والمخرجات المتنوعة. يوضح الشكل ٥-١ ذلك.

يشير الشكل إلى أن أي جملة مطبوعة بخط واضح، أو جرى تَكرارها، أو جرى استباقها، ستجري معالجتها بطلاقة في يسر إدراكي. يستحث أيضًا الاستماع إلى متحدث عندما تكون في مزاج طيب — أو حتى عندما يكون هناك قلم موضوع عبر فمك لجعلك «تبتسم» — حالة يسر إدراكي. وعلى العكس، تمر بحالة ضغط إدراكي عندما تقرأ إرشادات مكتوبة بخط غير واضح، أو بألوان باهتة، أو مُصاغة في لغة معقدة، أو عندما تكون في مزاج سيئ، أو حتى عندما تقطِّب.

fig5
شكل ٥-١: أسباب ونتائج اليسر الإدراكي.

تحظى أسباب اليسر أو الضغط العديدة بآثار متبادلة. فعندما تمر بحالة يسر إدراكي، تكون على الأرجح في مزاج طيب، وتحب ما ترى، وتصدق ما تسمع، وتثق في حدسك، وتشعر أن الموقف الحالي موقف مألوف إلى حد كبير. من المحتمل أيضًا أن تكون عفويًّا وسطحيًّا نسبيًّا في طريقة تفكيرك. عندما تمر بحالة ضغط إدراكي، يُحتمل أكثر أن تكون أكثر يقظة وريبة، وأن تبذل جهدًا أكثر فيما تفعل، وتشعر براحة أقل، وترتكب أخطاء أقل، لكنك تكون أيضًا أقل حدسية وإبداعًا عن المعتاد.

أوهام التذكر

تستحضر كلمة «وهم» أوهامًا بصرية في العقل؛ نظرًا لأننا جميعًا نكون على دراية بالصور التي تضللنا. لكن ليست الرؤية هي مجال الأوهام الوحيد؛ إذ تتأثر الذاكرة أيضًا بها، مثلما يتأثر التفكير بها بصورة عامة.

ديفيد ستنبيل، ومونيكا بجوتسكي، وشانا تيرانا. هذه أسماء أتيت بها من وحي خيالي. إذا صادفت أيًّا من هذه الأسماء خلال الدقائق القليلة القادمة، فستتذكر على الأرجح أين رأيتها. أنت تعلم، وستظل تعلم لفترة، أن هذه الأسماء ليست أسماء شخصيات عامة معروفة بدرجة ما. في المقابل، هب أنه جرى عرض قائمة طويلة تتضمن عددًا من الأسماء بعد بضعة أيام من الآن، بما في ذلك بعض الشخصيات العامة التي ليست لها شهرة كبيرة وأسماء «جديدة» لأشخاص لم تسمع بهم من قبل. ستكون مهمتك هي التأكد من اسم كل شخصية عامة في القائمة. هناك احتمال كبير أن تشير إلى ديفيد ستنبيل باعتباره شخصًا معروفًا، على الرغم من أنك لن تعرف (على وجه التأكيد) ما إذا كنت صادفت اسمه في سياق الأفلام، أم الرياضة، أم السياسة. عنون عالم النفس لاري جاكوبي، الذي كان أول من بيَّن وهم الذاكرة هذا معمليًّا، بحثه «كيف تصبح مشهورًا بين عشية وضحاها». كيف يحدث هذا؟ ابدأ بسؤال نفسك كيف تعرف إذا ما كان أحد الأشخاص مشهورًا أم لا. في بعض حالات الأشخاص المشهورين فعلًا (أو في حالات الأشخاص المشهورين في مجال تتابعه)، تحظى بسجل عقلي يتضمن معلومات ثرية عن أحد الأشخاص، مثل ألبرت أينشتاين، وبونو، وهيلاري كلينتون. في المقابل، إنك لا تمتلك سجلًّا من المعلومات عن ديفيد ستنبيل إذا صادفت اسمه في غضون أيام قليلة. كل ما تمتلكه هو شعور بالألفة تجاه هذا الاسم؛ الشعور بأنك رأيت هذا الاسم في مكان ما.

عبَّر جاكوبي جيدًا عن هذه المسألة: «تتميز خبرة الألفة بطابع بسيط لكنه قوي من «الماضوية» التي يبدو أنها تشير إلى أنها انعكاس مباشر لخبرة سابقة.» يعتبر طابع الماضوية هذا وهمًا. حقيقة الأمر أن — مثلما بيَّن جاكوبي والكثير ممن تبعه — اسم ديفيد ستنبيل سيبدو مألوفًا عندما تراه «نظرًا لأنك ستراه أكثر وضوحًا». تصبح الكلمات التي رأيتها قبلًا أكثر سهولة عند رؤيتها مجددًا. فتستطيع تحديد هذه الكلمات بصورة أفضل من الكلمات الأخرى عند عرضها بسرعة أو إذا كان الضجيج يشوش على سماعها، وستكون أسرع (ببضعة آحاد من المائة من الثانية) في قراءتها من قراءة الكلمات الأخرى. باختصار، ستمر بخبرة يسر إدراكي أكبر في إدراك كلمة رأيتها قبلًا، وهذا الشعور باليسر هو ما يمنحك الانطباع بالألفة.

يشير الشكل ٥-١ إلى طريقة لاختبار ذلك. اختر كلمة جديدة تمامًا، واجعلها أسهل في رؤيتها، وستحظى على الأرجح بطابع الماضوية. في حقيقة الأمر، من المرجح إدراك الكلمة الجديدة باعتبارها كلمة مألوفة إذا جرى استباقها بصورة لاواعية عن طريق عرضها لبضعة ملي ثوانٍ قبل الاختبار مباشرةً، أو إذا جرى عرضها في تناقض صارخ مع كلمات أخرى في القائمة. تؤدي هذه العلاقة أيضًا وظيفتها في الاتجاه المعاكس. تخيَّل أنه جرى عرض قائمة من الكلمات التي تبدو بشكل أو بآخر غير واضحة. تبدو بعض هذه الكلمات ضبابية تمامًا، وبعضها أقل ضبابية، وتتمثل مهمتك في تحديد الكلمات التي تظهر أكثر وضوحًا. ستظهر كلمة رأيتها مؤخرًا أكثر وضوحًا من كلمات غير مألوفة. مثلما يبين الشكل ٥-١، تعتبر الطرق العديدة التي تؤدي إلى اليسر أو الضغط الإدراكي متبادلة. فربما لا تعلم على وجه الدقة ما الذي يجعل الأشياء أكثر يسرًا أو ضغطًا من الناحية الإدراكية. هذه هي الطريقة التي يتحقق بها وهم الألفة.

أوهام الحقائق

«نيويورك مدينة كبيرة في الولايات المتحدة.» «يدور القمر حول الأرض.» «تمتلك الدجاجة أربع أرجل.» في جميع هذه الحالات، استرجعت بسرعة كمية كبيرة من المعلومات ذات الصلة، يشير جميعها تقريبًا في اتجاه أو آخر. وقد علمت فور قراءة العبارات أن العبارتين الأوليين صحيحتان وأن الأخيرة خطأ. لاحظ في المقابل أن عبارة «تمتلك الدجاجة ثلاث أرجل» تعتبر خاطئة بصورة أوضح من «تمتلك الدجاجة أربع أرجل.» تبطئ ذاكرتك الترابطية من الحكم على صحة العبارة الأخيرة من خلال نقل حقيقة أن الكثير من الحيوانات تمتلك أربع أرجل، وربما أيضًا أن المتاجر عادةً ما تبيع أرجل الدجاج في عبوات تشتمل على أربع أرجل. اشترك النظام ٢ في تدقيق هذه المعلومة، ربما مثيرًا مسألة ما إذا كان السؤال عن مدينة نيويورك سهلًا أكثر من اللازم، أو باحثًا عن معنى كلمة «يدور».

تذكر المرة الأخيرة التي خضت فيها اختبار قيادة. هل صحيح أنك تحتاج رخصة خاصة لقيادة شاحنة تزن أكثر من ثلاثة أطنان؟ ربما ذاكرت بجد وتستطيع تذكر جانب الصفحة الذي توجد الإجابة فيه، فضلًا عن المنطق وراء ذلك. لم تكن هذه تأكيدًا الطريقة التي اجتزت بها اختبارات القيادة عندما كنت أنتقل إلى ولاية جديدة. كنت أقرأ كُتيب القواعد بسرعة مرة واحدة ثم آمل في أن تسير الأمور بخير وحسب. كنت أعلم بعض الإجابات من واقع خبرتي في القيادة مدة طويلة. في المقابل، كانت هناك أسئلة لم ترد إجابة جيدة عليها إلى عقلي، فيما كان ما يجب أن أمر به هو اليسر الإدراكي. إذا بدت الإجابة مألوفة، كنت أفترض أنها كانت صحيحة على الأرجح. إذا بدت الإجابة جديدة (أو بعيدة تمامًا)، فكنت أرفضها. ينشأ انطباع الألفة عن النظام ١، ويعتمد النظام ٢ على ذلك الانطباع للحكم بصحة/خطأ أمر ما.

يتمثل الدرس في الشكل ٥-١ في أن الأوهام التي يمكن توقعها تقع لا محالة إذا كان أحد الأحكام يعتمد على انطباع باليسر أو الضغط الإدراكي. سيؤدي أي شيء يجعل آلية التداعي تعمل بصورة أيسر إلى جعل المعتقدات متحيزة أيضًا. تتمثل إحدى الطرق الموثوق بها في جعل الناس يعتقدون في صحة الأكاذيب في التَّكرار المستمر؛ نظرًا لأن الألفة لا يجري تمييزها بسهولة عن الحقيقة. عرفت المؤسسات السلطوية والمسوقون هذه الحقيقة دومًا. لكن كان علماء النفس هم من اكتشفوا أنه ليس عليك أن تكرر عبارة بكاملها تتضمن حقيقة أو فكرة كي تجعلها تبدو صحيحة. كان الأشخاص الذين يقرءون على نحو متكرر عبارة «درجة حرارة جسم الدجاجة» يميلون على الأرجح لقبول عبارة «درجة حرارة جسم الدجاجة هي ١٤٤ درجة مئوية» (أو أي رقم آخر اعتباطي) باعتبارها عبارة صحيحة. كانت الألفة في جزء من العبارة كافية لجعل العبارة بكاملها تبدو مألوفة، ومن ثم صحيحة. إذا لم تستطع تذكر مصدر عبارة ما، ولا تملك سبيلًا إلى ربطها بأشياء أخرى تعرفها، فلا تملك خيارًا سوى قبول ما تمليه عليك حالة اليسر الإدراكي.

كيف تكتب رسالة مُقنِعة؟

هَب أنه يجب عليك كتابة رسالة تريد أن يصدقها متلقوها. بالطبع، ستكون رسالتك صحيحة، لكن لن يكون ذلك بالضرورة كافيًا لأن يعتقد الناس أنها صحيحة. من المشروع تمامًا بالنسبة إليك أن تستعين باليسر الإدراكي ليعمل في صالحك، وتقدِّم دراسات «أوهام الصحة» مقترحات محددة قد تساعدك على تحقيق هذا الهدف.

يتمثل المبدأ الرئيسي في أن أي شيء يمكن أن تقوم به للتقليل من الضغط الإدراكي سيكون مفيدًا؛ لذا يجب أن تعظِّم أولًا من الوضوح وسهولة القراءة. قارن بين هاتين العبارتين:
ولد أدولف هتلر عام ١٨٩٢.
ولد أدولف هتلر عام ١٨٨٧.

بينما كلتا العبارتين خاطئتان (ولد هتلر عام ١٨٨٩)، أظهرت التجارب أن الأولى أكثر ميلًا إلى التصديق. إذا كانت رسالتك ستُطبَع، فأنصحك أن تستخدم ورقًا عالي الجودة لتعظيم التباين بين الأحرف والخلفية. إذا استخدمت الألوان، فستُصدق على الأرجح إذا كان نصك مطبوعًا في لون أزرق أو أحمر ساطع مما لو كان في الدرجات البينية للأخضر أو الأصفر، أو الأزرق الباهت.

إذا كنت تهتم بأن يُنظر إليك باعتبارك شخصًا ثقة وذكيًّا، فلا تستخدم لغة معقدة فيما يمكن أن تؤدي اللغة الأبسط المعنى ذاته. دحض زميلي في جامعة برينستون داني أوبنهايمر خرافة كانت شائعة بين طلاب الجامعة حول المفردات التي يعتبرها الأساتذة أكثر إثارة للإعجاب. في بحث بعنوان «آثار استخدام اللغة المتعالمة بغير ضرورة: مشكلات استخدام الكلمات الطويلة دون ضرورة»، بيَّن أوبنهايمر أن التعبير عن أفكار شائعة باستخدام لغة متصنعة يُعتبر علامة على الذكاء المحدود وقلة المصداقية.

بالإضافة إلى جعل رسالتك أكثر بساطة، حاول أن تجعلها قابلة للتذكر. عبِّر عن أفكارك في صورة مقفاة إن أمكن؛ فستؤخذ أفكارك على الأرجح باعتبارها صحيحة. قرأ المشاركون في تجربة يجري الإشارة إليها كثيرًا العشرات من المقولات غير الشائعة، مثل:
Woes unite foes.
Little strokes will tumble great oaks.
A fault confessed is half redressed.
قرأ طلاب آخرون بعضًا من المقولات نفسها والتي جرى تحويلها إلى مقولات غير موزونة:
Woes unite enemies.
Little strokes will tumble great trees.
A fault admitted is half redressed.

جرى الحكم على المقولات باعتبارها أكثر حكمة عندما كانت مقفاة مما لم تكن غير ذلك.

أخيرًا، إذا استشهدت بأحد المصادر، فاختر واحدًا يسهل نطق اسمه. طُلب من المشاركين في إحدى التجارب إجراء عملية تقييم لمستقبل شركات تركية خيالية بناءً على تقارير صادرة عن شركتَيْ سمسرة. لسهم كل شركة من هذه الشركات، جاء أحد التقارير من شركة يسهل نطق اسمها (مثلًا، آرتان)، فيما جاء التقرير الآخر من شركة يصعب نطق اسمها (مثلًا، تاهوت). كان التقريران مختلفين في بعض الأحيان. وكان أفضل إجراء بالنسبة للمشاركين هو أخذ متوسط نتيجة التقريرين، لم يكن ذلك هو ما قاموا به. أعطى المشاركون وزنًا أكبر للتقرير الصادر عن آرتان من التقرير الصادر عن تاهوت. تذكر أن النظام ٢ كسول، وأن الجهد العقلي شيء غير محبب. إذا كان الأمر ممكنًا، يريد متلقو رسالتك أن يظلوا بعيدين عن أي شيء يذكرهم بالجهد، بما في ذلك مصدر اسمه معقد.

بينما يلج كل ذلك في باب النصح، لا يجب أن ننجرف بعيدًا وأن نضع الأمور في نصابها الصحيح. لن يجدي الورق عالي الجودة، أو الألوان الساطعة، أو اللغة الموزونة أو البسيطة إذا كانت رسالتك لا معنى لها على الإطلاق، أو إذا كانت تتناقض مع حقائق يعلم جمهورك أنها صحيحة. لا يعتقد علماء النفس الذين يُجرون هذه التجارب أن المشاركين فيها أغبياء أو في غاية السذاجة. يعتقد علماء النفس في المقابل أن جميعنا يعيش معظم حياته تقوده انطباعات النظام ١، ولا نعرف عادةً مصدر هذه الانطباعات. كيف تعلم أن عبارة ما صحيحة؟ إذا كانت العبارة ترتبط منطقيًّا أو عن طريق التداعي بمعتقدات أو تفضيلات أخرى تتبناها، أو تأتي من مصدر تثق به وتحبه، فستشعر بقدر من اليسر الإدراكي. لعل المشكلة هنا تتمثل في احتمال وجود أسباب أخرى لشعورك باليسر — بما في ذلك جودة الخط والإيقاع الجذاب للنثر — ولا تتوفر لديك وسيلة سهلة لتتبع مشاعرك إلى مصدرها. هذه هي رسالة الشكل ٥-١: توجد أسباب متعددة للشعور باليسر أو الإجهاد الإدراكي، ومن الصعوبة بمكان فصلها عن بعضها. يظل الأمر صعبًا لكنه غير مستحيل. ربما يتغلب الناس على بعض العوامل السطحية التي تُفضي إلى أوهام الصحة عندما يجري تحفيزهم بشدة للقيام بذلك. في المقابل، في معظم الحالات، سيتبنى النظام ٢ الكسول مقترحات النظام ١ ثم يواصل عمله.

الضغط الإدراكي والجهد

كان التماثل في العديد من الصلات الترابطية موضوعًا سائدًا في النقاش حول التماسك الترابطي. مثلما رأينا سابقًا، يميل الأشخاص الذين يُجبرون على «الابتسام» أو «التقطيب» من خلال وضع قلم في أفواههم أو حمل كرة بين حواجبهم المقطَّبة إلى المرور بالمشاعر التي يعبر عنها التقطيب والابتسام عادةً. توجد التبادلية التي تؤكد نفسها أيضًا في دراسات اليسر الإدراكي. فمن جانب، يمر المرء بحالة الضغط الإدراكي عندما تؤدي العمليات المجهدة للنظام ٢ عملها. على الجانب الآخر، تميل حالة الضغط الإدراكي، مهما كان مصدرها إلى شحذ النظام ٢، منتقلة بالأشخاص من معالجة المشكلات وفق نمط حدسي عَرَضي إلى نمط أكثر انخراطًا وتحليلًا.

ذُكرت مسألة المضرب والكرة سابقًا باعتبارها اختبارًا لميل الأشخاص للإجابة على الأسئلة بأول فكرة ترد إلى عقولهم، دون التحقق منها. يتألف اختبار التفكير الإدراكي لشين فردريك من مسألة المضرب والكرة ومسألتيْن أخريين، جرى اختيارها جميعًا لأنها تستحضر إجابة حدسية آنية غير صحيحة. المسألتان الأخريان في اختبار التفكير الإدراكي هما:

إذا كانت ٥ آلات تنتج ٥ معدات في ٥ دقائق، فكم من الوقت تستغرقه ١٠٠ آلة لصناعة ١٠٠ معدة؟

١٠٠ دقيقة أم ٥ دقائق؟

في بحيرة، توجد رقعة من أوراق نبات الزنبق الطافية. يوميًّا، يزداد حجم الرقعة بمقدار الضعف.
إذا كان الأمر يستغرق ٤٨ يومًا حتى تغطي الرقعة البحيرة كلها، فكم تستغرق الرقعة من الوقت لتغطية نصف البحيرة؟
٢٤ يومًا أم ٤٧ يومًا؟

الإجابتان الصحيحتان على كلتا المسألتين هما ٥ و٤٧، على التوالي. استعان القائمون على التجربة بأربعين طالبًا من طلاب جامعة برينستون لإجراء اختبار التفكير الإدراكي. رأى نصف الطلاب المسألتين بخط صغير في لون رمادي غير ظاهر. بينما كانت المسألتان مقروءتين، استدعى الخط حالة ضغط إدراكي. تشير النتائج إلى مسألة واضحة. بينما ارتكب ٩٠ في المائة من الطلاب الذين عُرض عليهم اختبار التفكير الإدراكي في خط عادي خطأ واحدًا على الأقل، انخفضت النسبة إلى ٣٥ في المائة عندما كان الخط مقروءًا بالكاد. بعبارة أخرى، كان الأداء أفضل عندما كان الخط سيئًا. يشحذ الضغط الإدراكي، مهما كان مصدره، النظام ٢، الذي يرفض على الأرجح الإجابة الحدسية التي يقترحها النظام ١.

متعة اليسر الإدراكي

يتناول بحث عنوانه «العقل المستريح يرسم ابتسامة على الوجه» تجربة يُعرض على المشاركين فيها لفترة وجيزة صور لأشياء. جُعلت بعض هذه الصور أكثر سهولة في التعرف عليها من خلال عرض ملامحها العامة قبيل عرض الصورة الكاملة مباشرة عرضًا في وقت قصير للغاية، بحيث لا يجري التعرف على ملامح الصورة الأساسية على وجه الدقة. جرى قياس ردود الأفعال الشعورية من خلال تسجيل الإشارات الكهربية من عضلات الوجه، مع تسجيل أي تغييرات دقيقة وقصيرة للغاية للتعبير، والتي يصعُب على المشاركين في التجربة تحديدها. مثلما كان متوقعًا، أظهر المشاركون ابتسامة طفيفة وكانت حواجبهم مسترخية عندما كان يسهُل رؤية الصور. يبدو أن ارتباط اليسر الإدراكي بالمشاعر الطيبة يعتبر أحد ملامح النظام ١.

كما هو متوقع، تُفضي الكلمات سهلة النطق إلى اتخاذ مواقف إيجابية. تؤدي الشركات ذات الأسماء سهلة النطق أداءً أفضل من الشركات الأخرى خلال الأسبوع الأول بعد طرح أسهمها، وإن كان تأثير ذلك يختفي مع الوقت. يتخطى أداء الأسهم التي يسهل نطق رموزها التجارية (مثل KAR أو LUNMOO) أداء الأسهم التي يصعب نطق رموزها مثل PXG أو RDO، ويبدو أن الأسهم الأولى تحتفظ بميزة طفيفة لبعض الوقت. وجدت دراسة أُجريت في سويسرا أن المستثمرين يعتقدون أن الأسهم التي يسهل نطق اسمها مثل Emmi وSwissfirst وComet ستحقق أرباحًا أعلى من تلك الأسهم ذات الأسماء ثقيلة الوقع على الأذن مثل Geberit وYpsomed.
مثلما رأينا في الشكل ٥-١، يفضي التكرار إلى حالة اليسر الإدراكي وإلى شعور مريح بالألفة. كرَّس عالم النفس الشهير روبرت زاينتس معظم حياته المهنية لدراسة العلاقة بين تكرار مثير اعتباطي وشعور الود الطفيف الذي يتملك الناس في نهاية المطاف تجاهه. أطلق زاينتس على ذلك «أثر التعرض المحض». وتعد التجربة التي أُجريت من خلال الصحيفة الطلابية لكل من جامعة ميشيجان وجامعة ولاية ميشيجان إحدى التجارب المفضلة لدي. فخلال فترة امتدت بضعة أسابيع، ظهر مربع إعلاني في الصفحة الرئيسية من الصحيفة الطلابية. احتوى المربع على إحدى الكلمات التركية (أو التي تشبه في وقعها الكلمات التركية) التالية: kadirga وsaricik وbiwonjni وnansoma وiktitaf. كان معدل تكرار الكلمات مختلفًا. بينما جرى عرض إحدى الكلمات مرة واحدة، ظهرت كلمات أخرى مرتين، أو خمس مرات، أو عشر مرات، أو خمسًا وعشرين مرة في حالات منفصلة. (كانت الكلمات التي ظهرت أكثر من غيرها في إحدى الصحيفتين هي الأقل ظهورًا في الصحيفة الأخرى.) لم تقدَّم أي تفسيرات، وكان يجري الإجابة على تساؤلات القرَّاء بعبارة «يرغب مالك الإعلان في عدم الإفصاح عن هويته.»

عندما انتهى نشر سلسلة الإعلانات الغامضة، أرسل القائمون على التجربة استطلاعات رأي إلى طلاب الجامعة، يطلبون منهم فيها التعبير عن انطباعاتهم عما إذا كانت كل كلمة «تعني شيئًا «جيدًا» أو شيئًا «سيئًا».» كانت النتائج مدهشة. مُنحت الكلمات التي جرى عرضها بصورة أكثر تَكرارًا درجة أفضلية أعلى من الكلمات التي جرى عرضها مرة واحدة أو مرتين. تأكدت النتائج في أكثر من تجربة باستخدام العلامات الصينية، والأوجه، وأشكال مضلعة عشوائية.

لا يعتمد أثر التعرض المحض على الخبرة الواعية للألفة. في حقيقة الأمر، لا يعتمد هذا الأثر على الوعي على الإطلاق. يتحقق أثر التعرض المحض حتى عند عرض الكلمات أو الصور المتكررة بسرعة فائقة بحيث لا يتمكن المشاركون في التجربة من معرفة ما إذا كانوا رأوها أو لا. ينتهي المطاف بالمشاركين بتفضيل الكلمات أو الصور التي جرى عرضها بصورة أكثر تكرارًا. مثلما يجب أن يكون الأمر جليًّا الآن، يستطيع النظام ١ الاستجابة للانطباعات حول الأحداث التي لا يكون النظام ٢ على وعي بها. في حقيقة الأمر، يعتبر أثر التعرض المحض أكثر قوة بالنسبة إلى المثيرات التي لا يراها المرء أبدًا بصورة واعية.

رأى زاينتس أن أثر التكرار على الإعجاب بالأشياء هو حقيقة بيولوجية مهمة كثيرًا، وأنها مسألة تنسحب على جميع الحيوانات. فحتى يتسنى له البقاء في عالم خطر باستمرار، يجب أن يتصرف الكائن الحي بحذر تجاه أي مثير جديد، من خلال الانكفاء على الذات والخوف. تعتبر فرص البقاء بالنسبة إلى الحيوان الذي لا يحذر من الأشياء الجديدة ضئيلة. في المقابل، من قبيل التكيف أن يخفت تدريجيًّا رد فعل الحذر المبدئي إذا ثبت أن المثير آمن. يرى زاينتس أن أثر التعرض المحض يقع نظرًا لأن التعرض المتكرر لأحد المثيرات لا يتبعه شيء سيئ. يصبح هذا المثير في نهاية المطاف علامة على السلامة التي تُعد شيئًا جيدًا. من الواضح أن هذا الطرح لا يقتصر على البشر فقط. لتوضيح هذه المسألة، عرَّض أحد زملاء زاينتس مجموعتين من بيض الدجاج المخصَّب إلى نغمتين مختلفتين. بعد فقس البيض، عبَّرت الكتاكيت عن استغاثات أقل عند تعريضها للنغمة التي كانت قد سمعتها أثناء وجودها في قشرة البيض.

قدَّم زاينتس تلخيصًا معبِّرًا عن برنامجه البحثي، قائلًا:

يستفيد الكائن من الآثار المترتبة على عمليات التعرض المتكررة، في علاقاته بالبيئة العاقلة وغير العاقلة المباشرة. تسمح هذه الآثار للكائن بتمييز الأشياء والأماكن الآمنة عن تلك التي ليست كذلك، وتُعد هذه الآثار هي أكثر الأسس بدائية للتعلق الاجتماعي؛ بناءً عليه، تشكِّل هذه الآثار الأساس للتنظيم والتلاحم الاجتماعي، اللذيْن يُعدان المصدرين الأساسيين للاستقرار النفسي والاجتماعي.

تحظى العلاقة بين المشاعر الإيجابية واليسر الإدراكي في النظام ١ بتاريخ تطوري طويل.

اليسر الإدراكي والمزاج والحدس

نحو عام ١٩٦٠، اعتقد عالم نفس شاب يُدعى سارنوف ميدنيك أنه استطاع تحديد جوهر عملية الإبداع. كانت فكرته بسيطة بقدر ما كانت قوية: يمثل الإبداع الذاكرة الترابطية التي تعمل بصورة جيدة للغاية. وضع ميدنيك اختبارًا سماه «اختبار التداعي البعيد» الذي لا يزال مستخدمًا في دراسات الإبداع.

كمثال بسيط، خذ الكلمات الثلاث التالية:
cottage  Swiss  cake
هل تستطيع التفكير في كلمة ترتبط بالكلمات الثلاث؟ ربما توصلت إلى أن الإجابة هي cheese. جرِّب الآن هذه الثلاثية:
dive  light  rocket
رغم أن هذه المسألة أكثر صعوبة، فإن لها إجابة صحيحة محددة، وهي إجابة يعرفها كل متحدث بالإنجليزية، على الرغم من أن أقل من ٢٠ في المائة من عينة طلاب توصلت إلى الإجابة خلال ١٥ ثانية. الإجابة هي sky. بالطبع، لا توجد إجابة على كل ثلاثية كلمات. على سبيل المثال، لا تنطوي الكلمات dream وball وbook على ارتباط مشترك يدركه الجميع باعتباره ارتباطًا صحيحًا.
توصَّلت فرق عديدة من علماء النفس الألمان التي درست اختبار التداعي البعيد في الأعوام الأخيرة إلى اكتشافات لافتة حول اليسر الإدراكي. أثار أحد هذه الفرق سؤالين: هل يستطيع الناس الشعور بأن هناك ترابطًا بين ثلاثية كلمات قبل أن يعرفوا الحل؟ وكيف يؤثر المزاج على الأداء في هذا الاختبار؟ للتوصل إلى الإجابة على هذين السؤالين، جعل فريق البحث بعض المشاركين في الاختبار سعداء بينما جعلوا الآخرين حزانى، من خلال سؤالهم بالتفكير لعدة دقائق في أحداث سعيدة أو حزينة في حياتهم. ثم عرض فريق البحث على المشاركين سلسلة من الثلاثيات، نصفها بينها ترابط (مثل dive وlight وrocket) ونصفها الآخر ليس بينها ترابط (مثل dream وball وbook)، وطلبوا منهم الضغط على أحد زرين بسرعة جدًّا للتعبير عما إذا كانت الثلاثية بينها ترابط أم لا. كان الوقت المخصص للتخمين، ثانيتين، أقصر بكثير من أن يرِد الحل الصحيح إلى ذهن أي مشارك.

تمثلت المفاجأة الأولى في أن تخمينات المشاركين كانت أكثر دقة بكثير مما لو كانت تخمينات عشوائية. أجد هذا مدهشًا. يتولد شعور باليسر الإدراكي فيما يبدو من خلال إشارة ضئيلة للغاية تصدر عن آلية التداعي، التي «تعرف» أن الكلمات الثلاث متماسكة (تشترك في رابط) قبل وقت طويل من استرجاع الترابط. تأكد دور اليسر الإدراكي في إصدار الأحكام معمليًّا عن طريق فريق ألماني آخر: تؤدي الأمور التي تزيد من اليسر الإدراكي (مثل الاستباق، والخط الواضح، والكلمات التي تم التعرض لها مسبقًا) إلى زيادة الميل للنظر إلى الكلمات باعتبارها مترابطة.

يتمثل اكتشاف آخر لافت للنظر في الأثر الهائل للمزاج على الأداء الحدسي. قام المسئولون عن التجربة بحساب «مؤشر حدس» لقياس الدقة. وجد هؤلاء أن توفير مناخ للمزاج الطيب للمشاركين قبل إجراء الاختبار عن طريق جعلهم يفكرون في أفكار سعيدة يزيد دقة الإجابة بمقدار الضعف. كانت النتيجة الأكثر إدهاشًا هي أن المشاركين غير السعداء كانوا غير قادرين على الإطلاق على أداء الاختبار الحدسي بدقة. ولم تكن تخميناتهم أفضل من التخمينات العشوائية. يؤثر المزاج بوضوح على عمليات النظام ١. فعندما نكون غير مرتاحين وغير سعداء، نفقد صلتنا بحدسنا.

تدعم هذه النتائج الدلائل المتزايدة على أن المزاج الطيب، والحدس، والإبداع، والتلقائية، والاعتماد المتزايد على النظام ١؛ تشكل جميعها مجموعة مترابطة. على الطرف الآخر، يرتبط الحزن، والحذر، والشك، والأسلوب التحليلي، والجهد المتزايد ببعضها. يؤدي المزاج السعيد إلى تقليل تحكم النظام ٢ في الأداء. عندما يكون مزاج الناس طيبًا، يصبح الناس أكثر حدسًا وإبداعًا، لكنهم يصبحون أقل حذرًا وأكثر ميلًا لارتكاب الأخطاء المنطقية. هنا مرة أخرى، مثلما هو الحال في أثر التعرض المحض، تعتبر العلاقة ذات جانب بيولوجي. فالمزاج الطيب مؤشر على أن الأمور تسير على ما يرام عامةً، وأن البيئة آمنة، وأن من المقبول تخلي المرء عن حذره. يشير المزاج السيئ إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام، وأنه ربما يكون هناك تهديد، وأن الحذر مطلوب. يعتبر اليسر الإدراكي سببًا ونتيجة في آن واحد للمزاج الطيب.

يبين لنا اختبار التداعي البعيد المزيدَ عن العلاقة بين اليسر الإدراكي والمشاعر الإيجابية. خذ مثلًا ثلاثيتَيِ الكلمات التاليتين:
sleep  mail  switch
salt  deep  foam
لم تستطع معرفة الإجابة بالطبع، لكن ربما أظهرت قياسات النشاط الكهربي في عضلات وجهك ابتسامة طفيفة عندما قرأت الثلاثية الثانية المتماسكة (sea هي الإجابة). يظهر رد فعل الابتسام هذا للتماسك لدى المشاركين الذين لا يجري إخبارهم أي شيء عن الترابطات الشائعة بين الكلمات؛ كل ما يحدث أن يعرض على هؤلاء مجموعة ثلاثية رأسية من الكلمات ويطلب منهم الضغط على شريط المسافات بعد قراءتها. يبدو انطباع اليسر الإدراكي، الذي يتأتى من خلال عرض ثلاثية متماسكة من الكلمات، سارًّا على نحو طفيف في حد ذاته.

الدلائل المتوفرة لدينا حول المشاعر الطيبة، واليسر الإدراكي، والحدس الخاص بالتماسك، مثلما يشير العلماء، ارتباطية وليست سببية بالضرورة. يحدث اليسر الإدراكي والابتسام معًا، لكن هل تؤدي المشاعر الطيبة إلى حدس خاص بالتماسك؟ الإجابة هي نعم. يتوفر الدليل من خلال تجربة بارعة تصير أكثر شعبية كل يوم. فقد عُرض على بعض المشاركين قصة خيالية قدَّمت تفسيرًا بديلًا لمشاعرهم الطيبة. أُخبر المشاركون عن الموسيقى التي يسمعونها في سماعات الأذن بأن «البحوث السابقة أظهرت أنها تؤثر على ردود الأفعال الشعورية للأفراد.» لا تتضمن هذه القصة أي إشارة إلى الحدس الترابطي. تشير نتائج التجربة إلى أن رد الفعل الشعوري القصير الذي يتبع عرض ثلاثية الكلمات (رد فعل شعوري سار إذا كانت الثلاثية مترابطة، وغير سار إذا لم تكن كذلك) هو الأساس الذي تصدر من خلاله الأحكام حول التماسك. لا يوجد شيء هنا لا يستطيع النظام ١ تنفيذه. يجري توقع التغييرات الشعورية، ونظرًا لأنها غير مفاجئة لا ترتبط سببيًّا بالكلمات.

هذا أفضل ما توصلت إليه البحوث النفسية، في جمعها بين الأساليب المعملية ونتائجها، التي تتميز بأنها حيوية ومفاجئة معًا. عرفنا الكثير عن العمليات الآلية للنظام ١ في العقود الأخيرة. وكان سيُعد كثير مما نعرفه الآن من قبيل الخيال العلمي منذ ثلاثين أو أربعين سنة مضت. فقد كان يُعد شيئًا وراء الخيال أن يؤثر الخط السيئ على الأحكام حول صحة الأشياء ويحسِّن الأداء الإدراكي، أو أن يؤدي رد الفعل الشعوري تجاه اليسر الإدراكي لإحدى ثلاثيات الكلمات إلى توفر انطباعات بالتماسك. لقد قطع علم النفس شوطًا طويلًا في هذا المجال.

في الحديث عن اليسر الإدراكي

«دعنا لا نتجاهل خطة عملهم فقط لأن الخط المكتوبة به يجعلها أصعب في قراءتها.»

«نميل إلى الاعتقاد في صحة الأمر لأنه تكرر كثيرًا، لكن دعنا نفكر فيه مليًّا مرة أخرى.»

«تؤدي الألفة إلى الإعجاب. هذا هو أثر التعرض المحض.»

«مزاجي طيب للغاية اليوم، والنظام ٢ الخاص بي أضعف من المعتاد. يجب أن أكون أكثر حذرًا.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤