الفصل الثاني

تحليل المتن

أولًا: أنواع الحديث: الصحيح والحسَن والضعيف

ومن الصعب الفصل التام بين تحليل السند وتحليل المتن؛ فالصحيح والحسَن والضعيف والشاذ والمنكر والمردود والمشهور تتعلق بالسند والمتن على حدٍّ سواء.١
وينقسم الحديث إلى صحيحٍ وحسَن وضعيف، دون تمييز بين السند والمتن؛ ففي هذه القسمة لا ينفصل تحليل السند بتاتًا عن تحليل المتن أو شعور الراوي، وإن كان أحيانًا تبدو التسمية من ناحية السند أكثر منها من ناحية المتن. والسند ما ارتفع من الجبل. والإسناد رفع الشيء إلى عُلو؛ أي إيصاله إلى الرسول على نحوٍ مُتصل.٢ لذلك الإسناد له فضل كبير.٣ والمتن من المتانة أي الشدَّة والقوة. والمتين اسم من أسماء الله أي الشديد القوي. فمتانة الحديث في النهاية في مَتنه أي في القول وليس في طريقة حصوله أو الوصول إليه.
والصحيح لغةً الصدق. واصطلاحًا المُتفق، ما نقله العدل الضابط عن مثله من أوله إلى آخره سالمًا من القدح.٤ هو السند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط إلى مُنتهاه، احترازًا من المُرسَل والمنقطع والمُعضل والشاذ والمعلول بعِلةٍ قادحة والمجروح؛ فهو مصطلح يتعلق بالسند. وينقسم إلى المُتَّفق عليه والمُختلَف فيه، ويتنوع إلى مشهور وغريب، ويتفاوت قوة وضعفًا.٥ وقد لا يُوجَد في الإصحاحات وبالتالي لزم عدم التسرُّع بالحكم على صحته. وأول من صنَّف فيه البخاري ثم مُسلم. وأصح الأسانيد البخاري، وأول من جرَّده البخاري ومُسلم.٦ وقد يُوجَد في غيرهما. والمستخرج منها يفيد العلو والزيادة والطرُق.٧ الصحيح لذاته هو خبر الآحاد بنقل عدْل تام الضبط مُتصل السند غير مُعلل ولا شاذ.٨
الحديث الصحيح هو السند المتصل إلى الرسول ولكن ينقله العدل؛ أي مشروط بوعي الراوي.٩ وهو أيضًا مَوضع خلاف. يتفاوت الحفاظ في النظر إليه. ولا ينتهي إلى الرسول وحدَه بل قد ينتهي إلى الصحابي أو التابعي. فماذا يبقى من صحته؟ الصحيح هو السالِم عن الطعن في رجاله ومتنه ومعناه مع تتالي الإسناد، وحُكمه وجوب العمل بمُحكمه وعامة المُطلق. وحديث صحيح أعلى من صحيح الإسناد لأنه يتعلَّق بالمتن. ومكانه أنه يتلقَّى من حافظٍ أو أصل مُعتمد.١٠ لذلك سُمِّيت كتُب الحديث الخمسة الإصحاحات، ثم المُفاضلة بين الصحيحين والأول البخاري. ولم يستوعِب كل الأحاديث الصحيحة. والسؤال هو: هل فات الإصحاحات الخمسة من الحديث الصحيح شيء؟ وكيف يمكن الحكم على صحتها؟ الصحيحان الأوَّلان هما المقياس مع الدقة في ألفاظ الأحاديث (الحاكم، ابن حبان). وفوائدها علو الإسناد والزيادة من الثقة وقوة الحديث. وهو الحديث المتفق عليه. ويظل السؤال قائمًا هل أحاديث الصحيحين تُفيد اليقين؟ وما وضع الحديث الذي انفرد به كل صحيحٍ من الصحيحين الأوَّلَين أو ما انفرد به كلاهما؟

جملة ما في الأحاديث المُكررة سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا. وبعد إسقاط المكرر نحو أربعة آلاف. وفي مُسلم أربعة آلاف بعد إسقاط المُكرر. وفي معظم المُدوَّنات عشرون ألف حديث.

والصحيح قد يُضعَّف بالقرينة، والحسن قد يُصحَّح بالقرينة. قد يُحكم للحديث بالصحة مع حذف إسناده إذا قبله العلماء. ومُسند أحمد فيه الصحيح والضعيف والموضوع. وقد يكون الصحيح في السنن الصغرى للنسائي؛ لذلك كان التصحيح والتحسين والتضعيف أمورًا اجتهادية تتبع القدرة الذاتية على إثبات الصحة وليست أمورًا موضوعية في ذات الحديث؛ مجرد قول مسموع أو مَروي أو مُدوَّن بناء على عملياتٍ ذاتية خاصة.١١
والحسَن ما عُرف مخرجه واشتهر رجاله. ولغةً هو المُلائم، واصطلاحًا ما نقله العدل الضابط عن مثله مُتصلًا.١٢ والحديث الحسن الصحيح باعتبار مُسندَين أو مذهبين، وحُكمه العمل به. وهو قسمان: الأول ما لا يخلو رجاله من مستورٍ لم تتحقق أهليته إلا أنه ليس كثير الخطأ ولا مُتَّهمًا بالكذب أو الفسق خاصة إذا روي المتن بإسناد آخر فيخرج عن كونه شاذًّا أو منكرًا. والثاني أن يكون روايةً من المشهورين بالصدق والأمانة إلا أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح، لكنه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان.١٣ وهو أقل من الصحيح لأن شرط الصحيح أن يكون جميع رواته من الثقات، عدالة وضبطًا وإتقانًا؛ إما بالنقل الصريح أو بطريق الاستفاضة وهي غير شروط الحسَن. ويطلق على الحسَن الصحيح؛ فالحسَن بتعدُّد طرُقه قد يصِل إلى درجة الصحيح ومِثاله، وقد يكون المتن ضعيفًا وأسانيده قوية.١٤ ومع ذلك لا يكون حسَنًا لضعفٍ في المتن. وأنه يكون صحيح الإسناد دون المتن. وقد يكون راوي الحديث مُتأخرًا عن درجة أهل الحفظ والإتقان مع أنه مشهور بالصدق والستر. وإن خفَّ الضبط فالحسَن لذاته؛ أي المتن.١٥ وبكثرة طرُقه يُصحَّح. وإن جُمِعا فالتردُّد في الناقل حيث التفرُّد وإلا فباعتبار إسنادين.
ويدخل المتن في تعريف الحسَن عندما يروي مثله وبالتالي لا يكون شاذًّا أو منكرًا. هو ما فيه وهَن لا يمنع من العمل به.١٦ ويمكن لحديثٍ أن يكون حسَنًا من حيث المتن وصحيحًا من حيث الإسناد، وفي هذه الحالة تأتي صحة الحديث من السند أكثر ممَّا تأتي من المتن؛ لأن الصحيح أقوى من الحسَن.١٧ الحسَن كالصحيح في الاحتجاج به وإن كان دونه قوة. والحسن لذاته إذا رُوِي من غير وجهٍ ولو وجهًا واحدًا ارتفع للصحة. والحسَن في معظم كتب السُّنَّة والمُتفق عليه عند الصحيحين. والقوي يعمُّ الصحيح والحسَن. وإذا كان المقصود منه العمل فلماذا لا يكون العمل على دراية وفهم وتبصرة؟ أحيانًا تطغى أولوية العمل على الصحة النظرية كما هو الحال في خبر الواحد؛ فالحديث ذو اتجاه عملي، وطرق الرواية أي وسائل المعرفة مجرد ضمانٍ نظري لصحة العمل.١٨
والضعيف والسقيم للسند والمتن على حدٍّ سواء. وهو ما لم يجتمع فيه صفات الصحيح ولا الحسن. وهو أقسام طبقًا لِما نقص من صفات واحدة أو أكثر. وما عدمت فيه جميع الصفات هو الأرذل. ويشمل الموضوع والمقلوب والشاذ والمُعلل والمُضطرب والمرسل والمنقطع والمعضل.١٩ وكلها مصطلحات في السند، وله أقسامه طبقًا لدرجة ضَعفه واتصال إسناده مثل المعلق والمُرسل والموقوف والمرفوع. وقد يشمل الضعيف الموضوع. أما إذا تعدَّدت طرقه فيصير حسنًا. والعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؛ فالغاية في الحديث العمل وليس النظر.
والمطروح ما قلَّ عن رتبة الضعيف.٢٠
وقد أصبح موضوع الصحيح والحسَن والضعيف موضوعًا مُستقلًّا يتمُّ التأليف فيه مثل: «كشف اللثام عن الأحاديث الضعيفة في الأحكام المعمول بها منذ الأئمة الأعلام» لباشنقر.٢١
وتستمِرُّ الدراسة في عِلم الحديث على نحوٍ تطبيقي بعد أن وضعت القواعد النظرية في الفَرق بين الصحيح والحسن والضعيف؛ فالضعيف عكس الصحيح كما أنَّ المتواتر عكس الآحاد. تكشف هذه المؤلفات التطبيقية المتأخرة عن القدرة في الاستمرار في نقد السند والمتن على حدٍّ سواء، والجرأة على التضعيف دون حرج، والإحساس بضرورة الاستمرار في تنقية الأحاديث وتصفيتها ومُراجعتها وعدم الاكتفاء بمراجعات القدماء؛ فلا عيب في الحُكم على الحديث بالضعيف أو بالموضوع أو بالشاذ أو الغريب أو المُدلَّس أو المنكر إلى آخِر ما وضعه القدماء في نقد المتن، خاصة أن بعض الأحاديث الضعيفة أصبحت مشهورة وتعادل الصحيحة بقوة التداول. والتطبيق على إصحاح الترمذي وحدَه كما طبَّق الكتاني على إصحاح البخاري.٢٢ وهي مُرتَّبة طبقًا لأبواب الفقه التقليدي بالتفصيل، ثمانية وستون موضوعًا، وداخل كل موضوعٍ يُذكَر الحديث وتخريجاته ومَن عمل به ومَن ضعَّفه مع الترجيح لبعض مذاهب أهل العِلم، بالإضافة إلى فروع وفوائد.٢٣ ويُفسِّر الحديث بالحديث ويَعتمد على العديد من الشواهد القرآنية دون الشعر.٢٤
والسؤال هو: هل التعريف بنفي الضِّدِّ تعريف؟ فكثير من التعريفات تتِمُّ نفيًا. الصحيح ما لا يكون شاذًّا ولا مُعللًا ولا مردودًا.٢٥ والحسَن ما سُكِت عنه. فالسكوت كلام سلبي. هو ضِدَّ السقيم والمكسور. والضعيف ما لم تجتمِع فيه صفات الصحيح ولا صفات الحسَن، ليس تعريفًا لأنه يقوم على نفي الضد.٢٦ والخبر الكاذب هو نقيض الخبر الصادق.٢٧ وخبر الواحد ينقص أحد شروط التواتر.٢٨ والمشهور غير الصحيح.٢٩ وهذا يدل على حدود التعريف، وأنه لا يُوجَد تعريف واحد مرة إيجابًا للإثبات ومرة نفيًا للنفي؛ فالمُتصل ما ليس المنقطع، والمنقطع ما ليس المتصل، وهو ما لا يُضيف جديدًا؛ فهناك تعريف واحد وليس تعريفان. وإذا كان أحدهما نفيًا للآخر فلا تعريف.
وبعض التعريفات تضع نفسها فقط بين تعريفين في موقفٍ وسط مثل تعريف الحسن بأنه وسط بين الصحيح والضعيف.٣٠ وكيف يكون في الاحتياج كالصحيح وهو أقل منه يقينًا؟ وكيف يكون الحسن غريبًا؟ وقد ترجع صحته أيضًا إلى عدالة الراوي وشهرته بالصدق والأمانة وإن لم يَبلُغ درجة رجال الصحيح في الحفظ والإتقان. وهو أيضًا ليس تعريفًا جديدًا بل مجرد إيجاد وسط بين طرفين. وإذا كان الطرفان أحدهما نفي للآخر فلا تعريف أصلًا.
وأحيانًا يجمع بين نوعين فيقضي على التمييز بينهما مثل الحديث الحسَن الغريب. فالحسن لا يكون غريبًا، والغريب لا يكون حسَنًا، أو الحَسن الصحيح، فالصحيح أقوى من الحسن، والحسن أضعف من الصحيح. التعريف هو الجامع المانع، والحسَن الغريب ليس جامعًا ولا مانعًا بل يدخل فيه الاثنان. ومن شروط التعريف ألا يكون مُتناقِضًا، ألا يكون إيجابًا وسلبًا في نفس الوقت؛ فالحديث الحسَن الغريب تعريف مُتناقض. الحديث إما حسَن أو غريب ولا يمكن أن يكون حسنًا وغريبًا في نفس الوقت.٣١

ثانيًا: أشكال المتن

(١) زيادات الثقات

وبالرغم من أن الزيادات في المتن إلا أن الثقات في السند.٣٢ وهي مقبولة إذا ما تمَّ التفرُّد بها سواء من راوٍ واحد أو من عدَّة رواة. وينقسِم إلى ثلاثة أنواع: الأول المُخالف لما رواه الثقات وحُكمه حكم الشاذ. والثاني عدم مخالفته فهو مقبول. والثالث ما بين الاثنين.

(٢) الإفراد

هو حديث تفرَّد به أهل مدينة واحدة من الصحابي أو تفرَّد بروايته رجل واحد عن إمام من الأئمة أو لأهل مدينة تفرَّد بها عنهم أهل مكة أو أهل المدينة أو الخراسانيون أهل الحرمين.٣٣ هو ما ينفرد به الراوي عن شيخه أو قُطره مثلًا الزيادة في الحديث. ومنه ما هو فرد مُطلقًا أو بالنسبة لجهة خاصة.٣٤ الإفراد العام هو انفراد راوٍ بحديثٍ عن الكل. والإفراد الخاص هو انفراد قُطر أو مدينة.٣٥ ويُسمَّى أيضًا الوُحدان أي مُتوحِّد الراوي. ويفيد في التعارُض.٣٦ وهنا يتجاوز الإفراد خبر الواحد عن طريق المتن؛ فخبر الواحد يعتمد على السند فقط في حين أن الإفراد يعتمد على المتن الذي يفرض وجوده على السند.

(٣) المدرج

وهو تدخُّل كلام الصحابة في كلام الرسول وتلخيصه من كلام غيره.٣٧ هو زيادة لفظٍ في متن الحديث من كلام الراوي فتُحسَب مرفوعة. هو الخلط بين الرواية والكلام المباشر.٣٨
وهو أقسام. منها ما أُدرج في حديث الرسول من كلام بعض رواته، مثل الصحابي مُوصلًا إيَّاه بالحديث دون فصلٍ بينهما فيلتبس الأمر. ويتصوَّر السامع أن كل الكلام من الرسول. ومنها أن يكون المتن عند الراوي بإسناد إلا طرفًا منه بإسنادٍ آخر فيُدرجه على الإسناد الأول ويحذف الثاني. ومنها إدراج في متن حديث بعض من حديث آخر غير الأول في الإسناد. ومنها رواية حديثٍ عن جماعة بينهم اختلاف في الإسناد، فلا يَذكُر الاختلاف ويُوفِّق بين الروايات.٣٩
والمُدرَج لغويًّا الوصل. وهو وصل الحديث بغيره من قوله أو قول غيره، ورواية حديثين بإسناد أحدهما أو رواية أحاديث مختلفة الأسانيد أو الألفاظ باتفاق يُوهمه. وهو مثل التلبيس.٤٠ إن كانت المخالفة بتغيير السياق فمُدرَج الإسناد أو بدمج موقوف بمرفوع فمُدرج المتن.٤١ ويدل المُدرَج على أنه لا تُوجَد صِلة ضرورية بين السند والمتن؛ إذ يمكن تركيب متنٍ على غير سنده، وسندٍ على غير متنه. للمتن استقلاله الذاتي بصرف النظر عن حامِلِه الذي قد يكون هذا الحامل أو ذلك. وقد تم التأليف في المُدرَج على نحوٍ مُستقل مثل:

«الفصل للوصل المُدرَج في النقل» للبغدادي (٤٦٣ﻫ)٤٢

وهي دراسة في المتن، ونوع معين منه وهو المدرج؛ أي إدخال قول الصحابي في متن الحديث بالرغم من أن العنوان أقرب إلى السند. المُدرج مُؤلِّفه اثنان ورواته ثلاثة. ولكل راوٍ أكثر من حديث. الحديث هو وحدة التحليل وليس الراوي. وبالرغم من أهمية الموضوع إلا أن الكتاب يخلو من أي مقدمةٍ نظرية تشرح التناصَّ في المتن كما يفعل النقَّاد المحدثون. يضطرب التقسيم بين الباب والذكر والقول. وتُعطى أمثلة من مائة وأحد عشر حديثًا. وللكتاب خمس روايات.٤٣ وهو موضع أشكلَ على كثيرٍ من علماء الحديث. فمن الأحاديث ما رفع إلى النبي بألفاظ رواتها، ومنها ما أسند غير لفظه أو ألفاظ بإسناد آخر، ومنها ما أدخل لفظًا أو ألفاظًا من متنٍ آخر، ومنها ما رواه صحابي بمتن غيره إلى الرسول، ومنها ما اختُلِف عليه وأُدرج متفقًا.٤٤ لذلك قُسِّمت الأبواب طبقًا لعلاقة المتون بأسانيدها.٤٥ فهناك أحاديث وصلت ألفاظ رواتها بمتونها ثم أُدرجت أقوال الصحابة منها أو أقوال التابعين. وهناك أحاديث أخرى مَتن كلِّ واحدٍ منها عند راويه بإسنادٍ باستثناء لفظةٍ لم تُسمع فأُدرجت دون بيان إسنادها. وقد يتَّصِل المُرسَل المقطوع بالمُتصل المرفوع. وقد تُوصَل متون متغايرة بعضها ببعض. وقد تُروى أحاديث عن صحابةٍ على لسان صحابة آخرين. وقد تروى أحاديث عن جماعةٍ وليس عن أفراد. كل ذلك يُبين عدم الصلة الضرورية بين المتن والسند؛ فالمتن له بنيتُه الخاصة وصِدقه الداخلي بصرْف النظر عن مصدره وطرُق سماعه. ومجموع الأحاديث أقلُّ من رواتها.٤٦ وأكثرهم روايةً أبو بكر الفقيه والخوارزمي البرقاني. وأكثرهم روايةً ليس أكثرهم شهرة، وأكثرهم شهرة ليس أكثرهم رواية. وأبو هريرة هو باستمرار صاحب الكيس الواسع.٤٧

(٤) المُدبَّج

هي رواية الأقران عن بعضهم البعض لتقاربهم في السن والإسناد. وغير المُدبَّج هو رواية أحد القرينين دون الآخر.٤٨ وهو ما يُسمَع بالتعاصُر أو المعاصرة كشرطٍ للرواية والسماع المباشر. والتباعد بين وفاة الراوِيَين عن شيخٍ واحد يُشكك في سماعهما وروايتهما، لأنهما غير مُتعاصِرَين. لو تعاصر راوٍ مع الشيخ فالثاني ليس كذلك.

(٥) النقل بالمعنى

والنقل باللفظ والنقل بالمعنى أقرب إلى المتن منه إلى السند. النقل باللفظ هو العزيمة. والنقل بالمعنى هو الرخصة «أو كما قال». الأصل هو النقل باللفظ وليس بالمعنى لأن استنباط الأحكام من الألفاظ وليس من المعاني. ولا يُوجد معنًى خارج اللفظ في الأحكام، وإن وُجِد في علوم الحكمة في الأذهان. كما لا يجوز إسقاط شيء في المتن كذلك لا يجوز في السند. كما لا يجوز اختصار الحديث وحذف بعضه؛ فالحديث وحدة متكاملة.٤٩ ويكون النقل باللغة العربية، ويكون الناقل عارفًا بها حتى لا يقع في اللحن. وإذا روى الحديث عن شيخَين ولم يتطابقا في الألفاظ وإن تطابقا في السياق، فإن ذلك يُعارض النقل باللفظ ويجعله أقرب إلى النقل بالمعنى.
ولا يجوز إبدال كلمةٍ بكلمة؛ فلكل كلمة فرديتها، أو تقديم كلمة على كلمة.٥٠ فكل كلمة لها وضعها في السياق من حيث التقديم والتأخير. ولا يجوز زيادة حرفٍ واحد ولا حذفه وإن كان لا يُغير المعنى، أو إبدال حرف بحرف وإن كانت صورتها واحدة، أو تقديم حرف على حرف، أو تخفيف حرف ثقيل، أو تثقيل حرف خفيف، وإن كان المعنى واحدًا، أو رفع أو نصب مرفوع أو مجرور.٥١ فالحديث من جوامع الكلِم ومن أساليب البلاغة العربية؛ لذلك كان أداء الحديث على لفظه وليس على المعنى.٥٢ ولا تجوز مخالفة اللغة العربية الفصيحة أو تغيير اللحن في الحديث لأن اللحن يكون مَدعاة للشك في صحته. والرسول أفصح العرب. ولا تجوز الزيادة أو النقصان فيه لأن الكلام يُفسِّر بعضه بعضًا.٥٣ ولا يجوز تقطيع المتن الواحد وتفريقه في الأبواب؛ فالحديث وحدة واحدة في سياقٍ واحد وسبب نزولٍ واحد. وإن جاءت الرواية بالمعنى بشرط عدَم الإخلال به والمعرفة بالألفاظ وعدم تعارُضها مع روايات أخرى باللفظ أو بالمعنى، فإنها لا تجوز في الأحكام.٥٤ وتجوز عند البعض الآخر رواية الحديث من الحفظ وتأدية معناه دون اللفظ.٥٥
وقد يُجمع المُتفرق أو يُوفَّق بينهما عندما يكون الحديث عن راوِيَين أو أكثر بينهما تفاوت في الألفاظ والمعنى واحد، وإمكانية الجمع بينهما في الإسناد ثم سَوق الحديث عن أحد اللفظين.٥٦ ويكون ذلك في الموضوعات الخُلقية أو الإنسانية العامة وليس في الأحكام الشرعية الخاصة؛ فالمعنى مُستقل عن اللفظ مثل استقلال المتن عن السند.

(٦) المشهور والمُستفيض والعزيز

هو الشائع عند الناس أو المحدثين أو الفقهاء والأصوليين.٥٧ وهو غير المُتواتر لأن المشهور بمَتنه لا بسنده، في حين أن المتواتر صحيح بسنده، وصحة متنه مشروطة بصحة سنده. ويتحوَّل في صياغته إلى شيءٍ أشبه بالقول المأثور أو المثل العربي البليغ الدقيق القصير، حكم في قضية، حكمة السنين.
والمشهور أمر نسبي، وهو غير المتواتر أو المُستفيض وليس أقوى منهما. تعتمد الشهرة على الأهواء؛ الإعلان أو السكوت والمصالح، في حين أن التواتر منطق مضبوط للرواية الشفاهية.٥٨ والمشهور في المنطق مِن المُقدمات الخطابية وليست البرهانية، أقرب إلى منطق الظن وليس إلى منطق اليقين.٥٩ وقد يبلغ المشهور من الذيوع درجة تجعله أكثر استعمالًا من الصحيح، بل يتحول في الوعي الشعبي إلى أقوى من الصحيح.٦٠
وينقسم إلى صحيحٍ وغير صحيح.٦١ فشُهرة المتن قد تصاحبها صحة السند فيكون صحيحًا. كما ينقسم إلى المشهور بين علماء الحديث والمشهور عند غيرهم.٦٢ فالشهرة طبقًا للعِلم؛ المشهور عند الصوفية غير المشهور عند الفقهاء. والأهم المشهور المتواتر في الفقه وأصوله لاستنباط الأحكام منه. وقد أصبح المشهور موضوعًا مُستقلًّا يتمُّ التأليف فيه مثل:

(أ) «الشذرة في الأحاديث المُشتهرة» لمحمد بن طولون الصالحي (٩٥٣ﻫ)٦٣

وهو تطبيق عملي وتجميع للأحاديث المشهورة، وهي التي لم تبلغ درجة التواتر، مُرتَّبة أبجديًّا طبقًا للحروف.٦٤ وهي على مستوى التداول لا تقل أثرًا أو فاعلية عن المتواترة. ولا يمكن الشك في صحتها. تُلخص ثلاثة كتب مُرتبة طبقًا للحروف، وطبقًا للحروف والأبواب، وطبقًا للأبواب. وهي مجرد رصد وتجميع ونقل من المجموعات السابقة، تنتهي بلفظ «انتهى». ولا يدَّعي المؤلف أن كتابه تأليف بل تطبيق. والغاية البحث عن الأحاديث الصحيحة ضد محاولات الكذب على الرسول.٦٥ ويُذكَر في الحديث مصدره ورواته ومكان تدوينه، ودرجته في السند وفي المتن طبقًا لقواعد الجرح والتعديل. ويُذكَر القول المباشر وأحيانًا رأس الموضوع في الحديث والصياغات المختلفة له. وتضمُّ ألفًا ومائة وتسعةً وستين حديثًا. تعتمد على الآيات كأسباب نزولها أو تفسيرها. ومنها بعض الأحاديث القدسية، كما تعتمد على الشواهد الشعرية. فالأحاديث من جوامع الكلم وفنون القول.٦٦ وتظهر فيه بعض مصطلحات العلوم الإسلامية مثل «الإبدال» وهو مصطلح في علوم التصوُّف.٦٧

(ب) «كشف الخفاء ومُزيل الإلباس عمَّا اشتُهر من الأحاديث على ألسنة الناس» للعجلوني الجراحي (١١٦٢ﻫ)٦٨

وهو أيضًا مجموعة من الأحاديث المشهورة مُرتبة ترتيبًا أبجديًّا. والغاية من الكتاب تلخيص كتبٍ رئيسية سابقة في الموضوع تعميمًا للفائدة.٦٩ ويضم ثلاثمائة ومائتين وواحدًا وثمانين حديثًا، ويذكر وضع كلٍّ منها من حيث السند والمتن عند علماء الحديث. ويُذكَر العديد من الآيات القرآنية والشواهد الشعرية، وبعض الأمثال العربية؛ فبين الأحاديث المشهورة والشعر والأمثال العربية تشابه من حيث الصياغات الأدبية.٧٠ وقد أوتي الرسول جوامع الكلِم، وهو أفصح العرب. وتتعدَّد أشكال الحديث الأدبية مثل الأشكال الشعرية.٧١ وقد تتكرَّر بعض الأشعار.٧٢ يغيب التبويب الموضوعي للأحاديث لمعرفة مضمونها مثل أحاديث الأنا أو مصر.٧٣ إلا إنه يُضيف فهرسًا للكتاب مُرتبًا على الأبواب، وهي أبواب الفقه التقليدية بالإضافة إلى مُقدمتَين؛ الإيمان والعلم وثلاث خواتم في فضائل القرآن والمناقب والبعث والنشور والفتن.٧٤
والمُستفيض بين التواتر والآحاد.٧٥ وهو الذي يزيد رواته عن ثلاثة، يتعلق بالسند أكثر ممَّا يتعلق بالمتن.
والعزيز ليس شرطًا للصحيح، وهو ألا يرويه أقل من اثنين عن اثنين. وسُمِّي كذلك لقلة وجوده.٧٦ هو ما انفرد به اثنان أو ثلاثة. وحُكمه حُكم الغريب.٧٧ وهناك فرق بين المشهور والعزيز؛ المشهور ما روته الجماعة والعزيز رواية رجُلين أو ثلاثة.٧٨

(٧) الغريب

(أ) تعريف الغريب. والغرابة في المتن، وفي اللفظ وفي الإسناد في التفرُّد به. وفي حين أن العزيز هو اشتراك شيخين في الرواية، والمشهور اشتراك الجماعة. الغريب إذا انفرد الراوي بالحديث، والعزيز إذا رواه اثنان أو ثلاثة، والمشهور إذا روته الجماعة. وضبط ألفاظ الحديث أقرب إلى المتن منه إلى الإسناد.٧٩ والأمثلة على الغريب كثيرة تبعث أحيانًا على الدهشة بل والضحك.٨٠ وقد يكون الصحيح غريبًا لأن صحة السند لا تُوجِب صحة المتن.٨١ ويُضاف إليه ما يتفرد به راوٍ في متنه أو إسناده؛ فالغريب متنًا وإسنادًا، الذي تفرَّد به واحد، والغريب إسنادًا لا متنًا إذا انفرد بروايته صحابي واحد.٨٢ الغريب ما وقع في المتون من الألفاظ الغامضة البعيدة عن الفهم لقلة استعمالها. ولا حاجة إلى تفسيرها.٨٣ وإذا كانت الغرابة في أصل السند فهو الفرد المُطلق، وإذا كانت في السند فهو الفرد النسبي.٨٤ وقد يكون الغريب في الصحيحين. وقد تمَّ التأليف فيه كموضوع مُستقل مثل:

(أ) «غريب الحديث» لابن سلام الهروي (٢٤٤ﻫ)٨٥

«الغريب» أحد مقولات المتن. ويدل الكتاب على أن التأليف في الغريب كان مُبكرًا منذ جمع الحديث وربما قبلَه؛ فالمؤلف سابق على المُحدِّثين أصحاب الإصحاحات الخمسة. يصنف تصنيفًا أبجديًّا غير واضح طبقًا لحروف ألفاظ الحديث وليس بالضرورة أول الألفاظ. وليس ترتيب الحروف هو الترتيب الأبجدي المعروف. والجزء الثاني مُصنف طبقًا للرواة من الصحابة والتابعين.٨٦ ولا تُوجد مقدمة نظرية للكتاب تضع في إطار عِلم الحديث وتُبين هدفه ومناسبته، بل هو مُجرد مادة خام دون تحليل. ويبدو أن كثرة الاستشهاد بالشعر وبالقرآن وتفسيرهما لغويًّا وبلاغيًّا يدل على أن مقياس الغربة في الحديث هي اللغة العربية والأساليب البلاغية كما بدت في الشعر العربي وفي القرآن.٨٧ والشعر أكثر من القرآن لأنه أصل البلاغة. وبلاغة القرآن في الشعر؛ فقد نزل بلغة العرب وبأساليبهم البلاغية. القرآن من أعلى والشعر من أسفل كمقياسين للحُكم على غرابة الحديث.٨٨

(ب) «غريب الحديث» لابن قتيبة (٢٧٦ﻫ)٨٩

وهو نفس عنوان الهروي ومن نفس الفترة تقريبًا. وتُبين المقدمة الهدف من الكتاب؛ وهو توضيح الغريب من الحديث عن طريق شرح الألفاظ غير المألوفة أو رفع التناقُض بين الرواة؛ إذ تروي أحاديث وتروي نقيضها.٩٠ وتُبوب الألفاظ طبقًا لأبواب الفقه أو ألفاظ القرآن والكتب السماوية وألفاظ علم الكلام، والأحاديث الطوال، وأحاديث النساء، وأحاديث الصحابة والتابعين.٩١ والتعامُل مع الغريب بالفهم والرواية. ومعايير الصدق القرآن والحديث والشعر، واللغة الجامع بينها. الشعر وحدة القياس. يأتي مُرقمًا.٩٢ وهو أكبر المقاييس، بعدها يأتي القرآن، ثُم أقلها الأحاديث. وتشرح الألفاظ الغريبة في الحديث بالقرآن والشعر، وهما واجهتان لعُملة واحدة. وتُذكَر الأحاديث طبقًا للرواة وليس طبقًا للرسول؛ فإن الراوي هو صاحبها نظرًا لروايته لها بالرغم من غرابتها وبالتالي يكون مشكوكًا في نِسبتها إلى الرسول. والأمثال العربية جامع ثانٍ بين الغريب والنثر العربي.٩٣ فالذات الراوية أهم من الموضوع المروي.٩٤ وتُضاف السنن الفعلية إلى السنن القولية.٩٥

(ﺟ) «الفائق في غريب الحديث» للزمخشري (٥٨٣ﻫ)٩٦

وهو أيضًا معجم ألفاظ غريب الحديث مُرتَّب ترتيبًا أبجديًّا على طريقة قواميس اللغة؛ ابتداء من الحرف الأول فالثاني فالثالث. هو مجرد مُعجم دون استخراج دلالاتٍ أو محاولات تركيبية لمعانٍ وأنساق فكرية؛ فاللفظ هو القصد واللغة هي الجامع للقرآن والشعر والحديث، مما يدل على سيطرة اللغة على العلوم النقلية، مع أن المؤلف هو المُعتزلي المُفسر الشهير صاحب «الكشاف»، ولكن هنا اقتصر على كونه لغويًّا خالصًا. وتبين المقدمة أهمية اللغة وهِبة النطق والعربية كأفصح اللغات. وقد عبر الرسول عن هذا البيان.٩٧ فقد أُوتي جامع الكلِم، وهو أفصح العرب، ينتمي إلى قريش واستُرضِع في بني سعد بن بكر. وهو استئناف لجهود علماء نحوٍ سابقين في مُقدمتهم سيبويه والفسوي.٩٨ ويُذكَر ألف وعشرون لفظًا. ويُعتمد على الأحاديث النبوية القولية والنقيلة وآثار الصحابة والتابعين والأعلام والقبائل والجماعات والأمثال والقوافي والأرجاز وأنصاف الأبيات.٩٩ وأكبر الأعلام عمر بن الخطاب ثم علي ثم عائشة.١٠٠

(د) «غريب الحديث» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)١٠١

وتتعدَّد كتب غريب الحديث وبنفس المنهج الترتيب الأبجدي للحرفين الأول والثاني، ليس الغرض منه إثبات صحة السند والمتن، بل شرح غرابة المتن لغويًّا عن طريق فهمه وشرحه وتفسيره اعتمادًا على اللغة العربية. وتعينها في القرآن من أعلى وفي الشعر من أسفل.١٠٢ لا يتعلَّق بالوعي التاريخي بل الوعي النظري.١٠٣ ولا يُذكَر المتن نصًّا بل روحًا، موضوعه وقلبه وقصده وليس أطرافه أو الحوار حوله أو روايته. فالغريب من مقولات المتن وليست من مقولات السند. ويعتمد على اللغة أساسًا؛ الجامع بين الحديث والقرآن والشعر.١٠٤ والحروف أربعمائة وثلاثة وثمانون حرفًا. كل حرفٍ منها يضم عشرات الأحاديث القصار، الأقوال المأثورة أو ليست الرواية أو حوار الصحابة.١٠٥ وأن يكون مجموع الأحاديث عشرات الألوف.١٠٦ ويُنسب الحديث إلى راويه وليس إلى قائله وهو الرسول. ويُكتفى بالرصد والتجميع دون التحليل والتركيب؛ فاللغة هي الهمُّ الأكبر كما يتضح ذلك في المقدمة، فقد تحوَّلت اللغة من العربية الصافية إلى عربية مُهجنة بعد دخول الأعاجم في الإسلام.١٠٧ ويعتمد الكتاب على الأدبيات السابقة في الموضوع. ومع ذلك يعجز التفسير اللغوي عن فهم بعض الألفاظ مثل الأريسيين.١٠٨

(ﻫ) «النهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير (٦٠٦ﻫ)١٠٩

وهو نفس الموضوع؛ «الغريب» مع تغييرٍ في صياغة العنوان، إضافة الأثر مع الحديث في نهاية العنوان، وإضافة النهاية في أول العنوان أي المُبتغى والقول الفصل. والأحاديث مُرتبة ترتيبًا أبجديًّا طبقًا للحرفين الأول والثاني. والبحث عن الغريب بداية بالدوافع العقلية واللجوء إلى أولي الألباب والعقل وذوي المعارف والمحصول.١١٠ ويبدأ بنظرية في قِسمة اللفظ إلى مُفرد ومركب، وقسمة المفرد إلى قسمين؛ الخاص والعام، وهي القسمة الأصولية.١١١ ويستعرض الأدبيات السابقة ويُراجعها؛ لذلك كثُرت أسماء الأعلام.١١٢ أكبرها عمر ثم علي ثم عائشة ثم أبو بكر ثم عبد الله بن عمر ثم أبو هريرة ثم عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عباس ثم معاوية ثم عثمان وباقي الصحابة، لا فرق بينهم من حيث الفضل والتقوى. ويعتمد على القرآن والشعر لضبط معاني الألفاظ. وتأتي الأمثال السائدة كشكلٍ أدبي مُشابه للحديث.١١٣ وتعدُّد أماكن جمع الحديث، مواطن القبائل والجماعات.١١٤

(٨) مختلف الحديث

والتعارُض بين الأحاديث هو ما يعرف باسم معرفة مختلف الحديث.١١٥ ومنه الناسخ والمنسوخ. وهو نفس الموضوع في علوم القرآن كما عرَض ابن قتيبة. وهو باب في عِلم أصول الفقه عن التعارُض والتراجيح. وهو في المتن. المختلف هو حديث مُعارَض بمثله فيَحتجُّ كل صاحب مذهبٍ بأحدهما، وهما في الصحة والضعف متساويان. وفي مقابل ذلك هناك أخبار لا مُعارِض لها بوجهٍ من الوجوه.١١٦ المُختلف هو رواية حديثين ظاهرهما التضاد فإما الجمع بينهما أو الترجيح.١١٧ إن عُورض بمثلِه وأمكن الجمع فمختلف الحديث.١١٨ والموافقة الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه.١١٩ وينقسم قِسمين؛ الأول الجمع بين الحديثين والقول بهما معًا، والثاني استحالة الجمع بينهما، فإما أن يكون أحدهما ناسخًا والآخر منسوخًا أو الترجيح بينهما.١٢٠ وفي مقابل المؤتلف والمختلف هناك المُتفق والمُفترق. وهناك فرق بين الموافقات في روايتَين عن شيخٍ واحد، والإبدال في الرواية الواحدة عن شيخين.

وقد تمَّ التأليف فيه كموضوع مُستقل:

(أ) «اختلاف الحديث» للشافعي (٢٠٤ﻫ)١٢١

ساهم الفقهاء في عِلم الحديث كما ساهم المُحدِّثون في علم الفقه؛ فالفقهاء مُحدِّثون، والمُحدِّثون فقهاء. الكتاب ليس بقلم الشافعي بل من رواية آخَر مثل «الرسالة»، وهي حتمًا رواية مُدوَّنة؛ لأنه بين المؤلف والراوي ستة وستون عامًا. وهي مدة طويلة لحفظ الرواية شفاهًا، ولا يُعقل أن تكون سماعًا مباشرًا لأنَّ المدة جيل بأكمله يصعُب معه التعاصُر بين الشيخ والراوي. موضوع الكتاب اختلاف الحديث سندًا ومتنًا، روايةً وقراءة، نصًّا وتأويلًا. والأحاديث مُبوَّبة طبقًا لأبواب الفقه التقليدي تفصيلًا، تسعة وسبعون بابًا. بعض المعاملات القديمة انتهت.١٢٢ وبعض الخلافات القديمة استقرَّت. وعلم الخلافيَّات في المنقول وليس في المعقول، في بيان المُتَّفَق والمُختلَف عليه من الروايات. معظمها روايات وليست أقوالًا مباشرة أو سُننًا فعلية وليست سُننًا قولية. والغاية التأكيد على سلطة الحديث كما هو الحال في «الرسالة» من أجل ضبط الخلافات الفقهية.١٢٣ تكثُر الشواهد القرآنية وتغيب الشواهد الشعرية. وإن كان للكتاب ميزته في حصر الموضوعات قلب الروايات، والشجاعة في إثبات اختلاف المنقول وتأويله، فإن العيب هو تصنيف الأحاديث تحت الموضوعات دون تحويلها إلى موضوعات تنتسِب إلى الفقه التقليدي، والاقتصار على المنقول دون المعقول.

(ب) «تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (٢٧٦ﻫ)١٢٤

وهو كتاب في اختلاف الأحاديث والدفاع عنه ضدَّ الطعن فيه من أهل الأهواء وهم علماء الكلام والفِرق الكلامية وأصحاب الرأي، خاصة المُعتزلة أو القدرية والخوارج.١٢٥ فقد أصبح الحديث أحد أسلحة الفِرَق والقوى السياسية المختلفة. ومُقدمة الكتاب كلها في هذا الموضوع.١٢٦ والمُتكلمون هم الطاعنون على أهل الحديث. كل فرقة تروي الحديث الذي يؤيدها مثل: الخارجي والقاعد والمُرجئ والمخالف، ومُفضلو الغنى، ومفضلو الفقر، والقائلون بالبداء.١٢٧ كما يردُّ على أصحا الرأي وعلى رأسهم أبي حنيفة وأهل الرأي في الرأي والقياس، روَوا واختلفوا في ثبوت الخير وتفسير القرآن.١٢٨ فأصحاب الحديث هم الأخيار. وغيرهم هم الأشرار.١٢٩ فرَوَوا الأحاديث الموضوعة وحذروا منها. وأَوَّلَوا الأحاديث الصحيحة الشكل، ونبَّهوا على الأحاديث الضعيفة. ومع ذلك فهم مُعابون، حُذقاء في اللغة العربية وفي المعارف العامة، منفردون بفنٍّ واحد، ويزلُّون في غيره، ولكنها عيوب بسيطة بالمقارنة بآثام الأشرار وهفوات القدرية وضلالهم وطعنهم بالثقات. ولا عيب في الاختلاف فقد اختلف الصحابة أنفسهم، إنما العيب في النوايا الحسنة أو السيئة.

وينقسم الكتاب إلى قِسمين. الأول الأحاديث المتناقضة في ذاتها والمتعارضة مع الكتاب والتي يدفعها النظر والعقل، والثاني أحكام يُبطلها القرآن ويحتج بها الخوارج. ومقاييس التناقُض سبعة:

الأول تناقُض الحديث مع نفسه، وإبطال أوله آخره أو تناقض حديثَين؛ والثاني تناقض الحديث مع الكتاب ومُناقضته للقرآن؛ والثالث تناقُض الحديث مع القرآن والإجماع؛ والرابع تناقُضه مع القرآن وحجة العقل؛ والخامس تكذيب الحديث وإبطاله بحجة العقل وحده؛ والسادس تكذيب النظر له.١٣٠ والسابع تكذيب العيان له. وهناك تناقُضان آخران؛ الأول التناقض مع أحاديث أخرى، والتناقض مع التجربة الشعرية. لذلك كثرت الشواهد القرآنية والشعرية.١٣١ وقد تُحَلُّ هذه التناقُضات بالرجوع إلى سياق كل حديث؛ أي إلى أسباب الورود وترتيب الأحاديث الزماني لمعرفة الناسخ والمنسوخ أو لإثبات أنَّ كِلا الحديثين صحيحان، ولكن في سياقَين مختلفين؛ الأول تقريري لأحوال الجاهلية، والثاني معياري لتقنين أحوال الإسلام.١٣٢ وقد يكون كلاهما ضعيفين أو أحدهما صحيحًا والآخر ضعيفًا، وقد يكون التأويل أحد عوامل رفع التناقُض؛ فدرجات المتن وصياغاته الأديبة تُرجِّح إحدى القراءات على الأخرى.١٣٣ والتناقض في الأقوال المباشرة أقوى منه في الروايات والأقوال غير المباشرة. وتتشكل الأحاديث القدسية التي يتحوَّل فيها الله إلى مُتحدِّث، والأحاديث السياسية التي تُشير إلى وقائع سياسية بعد وفاة الرسول.١٣٤ كما تظهر الإسرائيليات كمادةٍ دخيلة على الحديث.١٣٥ كما يُحال إلى الفلاسفة بالرغم من بُعدهم عن موضوع الحديث.١٣٦

(ﺟ) «مشكل الحديث وبيانه» لابن فورك (٤٠٦ﻫ)١٣٧

ويتعلق بالمتن وحسن فهمه بتأويله دفاعًا عن التنزيه ضد التشبيه والتجسيم عند بعض الفرق الإسلامية.١٣٨ والمؤلف من أئمة الأشاعرة له باع طويل في علم الأصول، أصول الدين وأصول الفقه. يستعمل الفلسفة في محاجاته.١٣٩ كما يستعمل القرآن والشعر. والتأويل للحديث والقرآن على حدٍّ سواء.١٤٠ وسبب التأليف هو تأويل الأحاديث المروية عن الرسول مما يُوهم ظاهرُه التشبيه، للطعن في الدين من المُلحدين. وهناك فرقتان؛ الأولى أهل النقل والرواية، والثانية أهل النظر والمقاييس، وكلاهما ضروريان للدين. الأولى كالخُزنة للملك، والثانية كالبطارقة التي تذبُّ عنها. وأهل الأهواء خمسة: الجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة والجسمية.١٤١ وآيات القرآن نوعان؛ مُحكم ومُتشابه. ويُفهم المتشابه بردِّه إلى المُحكم.١٤٢ كما يفهم الحديث المتشابه بردِّه إلى المُتشابه المثيل أو المُحكم في القرآن.
وتتفاوت فصول الكتاب كمًّا ولا تتمايز كيفًا.١٤٣ والموضوع الغالب تأويل المُتشابه وردُّه إلى المُحكم في التوحيد مثل الصورة، والقبضة، واليمين، والرِّجل، والقدَم، وشَعر الذراعين، والنزول والصعود، والقرب والبعد أو المكان في السماء، والرؤية والنفخ والأصبع والطي والتجلي والساعد والعين والوجه والنظر والعرش والمنكب والكاهل، والجعد الأقطط وعرق الخيل، والجارحة والشاب الأمرد، وكلها تشبيهات للتقريب إلى الأفهام؛ فلا يمكن تصوُّر الله إلا بقياس الغائب على الشاهد أو بعض الصفات البشرية؛ كالنوم، أو بعض أحاديث الانفعالات كالضحك والفرَح والعجب والنفس والتخويف والملل والسب والاستحياء والقراءة والمحو والجمال والرفق، والكلام والمباهاة والمناجاة. والقليل بالنسبة للخلق مثل المرأة، وهو الأقل لأن المرأة حاضرة وليست غائبة ولا تحتاج إلى تشبيه.

ثالثًا: الموضوع

(١) تعريف الموضوع

والموضوع شكل من أشكال المتن ولكنه مُتفرد نظرًا لأهميته ودلالاته وكثرة التأليف فيه. له مترادفان آخران: المُختلق والمصنوع. ويضم الثلاثة في نوع واحد. ويعرف بالإقرار على النفس بالوضع قولًا أو حالًا. والقرائن؛ ركاكة الألفاظ وفساد المعاني أو مجازفة الفاحشة أو مخالفة للثابت في الكتاب والسنة الصحيحة. ولا تجوز روايته إلا على سبيل القدح للتحذير منه وحتى لا يغترَّ به الجهلة والعوام والرعاع.١٤٤ وهي في الغالب روايات أهل الأهواء من الزنادقة والمُتكلمين مثل الكرامية، مما يكشف عن الدوافع السياسية وراء الروايات؛ فالمتكلمون فِرقة سياسية. والزنادقة والكرامية من الشيعة من المعارضة ضدَّ أهل السنة عامة والأمويين خاصة. الموضوع هو المختلف وهو أردأ الكل. هو المختلف المعزوِّ إلى النبي كذبًا. وأضره وضْع المُعتقَد فيه.١٤٥ الموضوع هو شرُّ الأحاديث الضعيفة التي تُمثل الصدق حين تجوز روايتها للترغيب والترهيب.١٤٦ فغاية الراوية ليست المعرفة الخالصة بل تغيير سلوك الناس عن طريق جدل العواطف. وقد يكون الوضع عن لا تعمُّد أو عن تعمُّد في الترغيب والترهيب أو لنصرة المذهب أو تقربًا إلى الملوك أو بدافع الزندقة والإلحاد أو طمعًا في الجاه والدنيا. وقد تم التحذير منذ البداية من التدليس والوضع والكذب.١٤٧ وأكثر الواضعين للحديث من يدعون الزهد، وهم الصوفية احتسابًا فيما زعموا. فتقبَّل الناس موضوعاتهم ثقةً منهم وركونًا إليهم. وقد اعترفوا بذلك دون مواربة مثل الأحاديث التي وضعت في فضائل القرآن.١٤٨ وقد دخلت في علوم التفسير. أخذوا كلام بعض الحكماء ووضعوه على لسان النبي.١٤٩ والطعن إما أن يكون لكذِب الراوي أو تُهمته بذلك أو فُحش غلَطه أو غفلته أو وهَنه أو مخالفته أو جهالته أو بدعته أو سوء حفظه؛ فالأول الموضوع، والثاني المتروك، والثالث المُنكر ثم خلق الوهم.١٥٠ ويُعرف الوضع عن طريق حال الراوي أو المروي، ومنها ركاكة اللفظة والمعنى مما يتعلق بالمتن. وهناك طرق لمعرفته إما بإقرار واضعه، أو بتعريته من حال الراوي، أو مُعارض للعقل ولا يقبل التأويل.
هل يمكن معرفة الموضوع بضابطٍ من غير نظر في سنده؟١٥١ والحقيقة أنه لا عبرة بالأحاديث المنقولة في كتب الفقه والتصوُّف ما لم يظهر سندها وإن كان مُصنفها جليلًا.١٥٢ ومع ذلك يتم الرد على من يزعم تصحيح بعض الأحاديث بالكشف بأنَّ مدار الصحة على السند.١٥٣ فللقلب السليم إشراف على معرفة الموضوع.١٥٤ وليس كل حديث في باب الترغيب تُحدَّث به العامة.١٥٥
ولا يعني الموضوع «الكاذب» غير الصحيح من حيث السند، وهو المعنى التداولي، بل يتطلب مهارة فائقة للتقليد تصل إلى حدِّ الإبداع كما هو الحال في الانتحال.١٥٦ فالصياغة الأدبية تحتاج إلى قدرات بلاغية ولفظية وأسلوبية من أجل الإقناع، بعيدًا عن السطحية والفجاجة. والمضمون يكون إنسانيًّا صادقًا في التجربة الإنسانية يخاطب الفطرة والطبيعة. فالموضوع في حاجة إلى دراسة فنية لمعرفة طرق الإبداع فيه:

«كتاب العلل ومعرفة الرجال» عن ابن معين (٢٣٣ﻫ) تصنيف عبد الله أحمد بن حنبل (٢٩٠ﻫ)١٥٧

وبالرغم من أن العنوان يُوحي بموضوعه، العلل والرجال، إلا أنه أقرب إلى الرجال مع نقدهم. له مؤلفان، ابن معين راويًا وعبد الله أحمد بن حنبل مُصنفًا في الجيل التالي له. يقدم مائتين وأربعًا وثمانين رواية ومائتين وسبعةً وستين راويًا. تتضمَّن ثمانية وثلاثين حديثًا. وتعتمد على أربع آيات قرآنية. يدخل في الموضوع مباشرة دون أي مقدمة نظرية تُحدد موضوع الكتاب أو الهدف منه أو طريقة تأليفه. والعلل أي العيوب في الحديث طبقًا لقواعد الجرح والتعديل عن طريق نقد الرجال، وليست العلل في عِلم أصول الفقه.١٥٨ وتعطي عدة درجات للحُكم على الصحة التاريخية ابتداءً من السلب المُطلق مثل ليس بشيء، ولا يساوي فلسًا، ليس بثقة؛ إلى ثقة، صدوق وما بينهما، مثل لا بأس به، ضعيف، متروك، مُدلس، كاذب؛ أو التوقُّف عن الحكم، لا أعرفه.١٥٩ فالموضوع هنا يرجع إلى حال الراوي.

(٢) التأليف في الموضوع

وقد كثُر التأليف في الموضوع نظرًا لأهميته، بل يكتب أكثر من عالِم مثل ابن الجوزي والسيوطي وملا علي القاري أكثر من كتابٍ وذلك مثل:

(أ) «كتاب الضعفاء» لأبي جعفر العقيلي (٣٢٢ﻫ)١٦٠

والعنوان صريح يُشير إلى ضعفاء الرواة بسبب الكذب والوضع والوهم والاتهام والمجهول والبدعة، حتى وإن كان الحديث مُستقيمًا.١٦١ فالأمر يتعلق بشخص الراوي. وهم حوالي ألفين ومائة وستة رواة ضعفاء مع تقييم كل واحد، مما يدل على أن الراوي أهم من الرواية، وأن الرجل أهم مما يروي. يضم مجرد مادة خام، تاريخ رجال في ترتيبٍ أبجدي دون أي تحليل نظري. الباب الأول وحده حاول أن يكون مدخلًا نظريًّا. يعتمد على النقل دون العقل، وعلى السند دون المتن. ضخم كمًّا وقليل كيفًا. لم يتحقَّق العنوان الفرعي في كل راوٍ لمعرفة أين الكذب والوضع والوهم في الحديث المروي. فالوضع هنا مرتبط بحال الراوي.١٦٢

(ب) «الأحاديث الطوال» للطبراني (٣٦٠ﻫ)١٦٣

وهو من الموضوعات الجزئية المبكرة الذي تحول فيما بعد في القرون المتأخرة إلى الأحاديث الموضوعة. وهو إدراك مبكر لأن طول الحديث مدعاة للشك فيه؛ إذ لا تستطع الذاكرة أن تعي حديثًا طويلًا بلا تغيير أو تبديل أو تحريف أو إضافة. كما تدل موضوعاته، مثل الأحلام والأخرويات والابتهالات وقصص الأنبياء والحكايات كالأمثال والإسراء والمعراج والسياسية وتفصيلات في الإبل والغنم وحياة الصحراء، على إمكانية الوضع؛ فهي موضوعات تثير الخيال، وتبهج النفوس، وتظهر الإبداعات اللغوية والبلاغية.١٦٤ وبعضها ليست طوالًا تمامًا.١٦٥ ولا يتعلق شيء منها بالعمل، العبادات، وهو الموضوع الغالب على الأحاديث الصحيحة. وهي نوع من جمع السنن الطويلة مرة بالمُحدِّثين ومرة بالموضوع ومرة بكليهما.١٦٦ والأكثر المحدِّثون والموضوعات. وتتنوَّع الأشكال الأدبية بين الحديث، وإسلام الصحابة، وتفسير حديث وعهد، وكتاب، وخطبة، وشعر، وقصيدة، وإنشاء، وطواف، وقصة، وقول، واجتماع، ودخول، والأغلب حديث.١٦٧ وهو مجرد رصد لها دون تحليل أو تعليل أو محاولة لإيجاد دلالة للأحاديث الطويلة على الوضع، وكأنها مجرد جمع للسنن مثل الإصحاحات والسنن والمسانيد.
وتتأرجح قسمة الأجزاء إلى أربعة، يتكرَّر بعضها دون نظام مُطرد.١٦٨ وتتقطع الأحاديث بلفظ «قال» لكسر حدة الطويل والسماح للوضع بالعمل بأنفاس مُتقطعة إن غاب النفَس الطويل.١٦٩ والبعض له أصول مكتوبة للرد على استحالة حفظ الذاكرة لمِثل هذه الأحاديث الطوال. ويعتمد على كثيرٍ من الشعر، فالشعر مع الأحاديث الطوال إبداعان أدبيان.١٧٠ بل إن هناك صفحات بأكملها تقتصر على الشعر.١٧١ كما تنسج الأحاديث الطوال على القصص القرآني مثل قصة موسى والخضر، لذلك كثيرًا ما تعتمد على القرآن وتُحيل إليه.١٧٢

(ﺟ) «كتاب الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (٣٨٥ﻫ)١٧٣

وهو رصد لأسماء الرواة الضعفاء والمتروكين مُرتَّبة أبجديًّا دون أي مقدمات نظرية. يعتمد على خمس روايات، ويدون طبقًا لحوار.١٧٤ ويخلو من الآيات والأحاديث والأشعار. ويطلق على كل حديثٍ درجة من الصحة التاريخية مثل: متروك، منكر، ضعيف، مجهول، مُقل، ليس بقوي، كذاب أو يغلب عليه الوهم، أو موضوع.١٧٥ وقد يُطلق وصفان على نفس الحديث في آنٍ واحد، كما يحدد المنطقة الجغرافية التي ينتسب إليها الراوي مثل، حجازي، مصري، خراساني، يمني، شامي. وقد تحدد المدينة أكثر تخصيصًا مثل كوفي، بغدادي، مكي، مدني، بصري، هروي، بخاري، واسطي، بلخي، سرخسي، عسقلاني، صنعاني، حمصي. وقد يُعِين تحديد المنطقة على معرفة المذهب الغالب أو الموقف السياسي من السلطة المركزية. وقد يُحدد مذهب الراوي بالقدرية أو الشيعة.١٧٦ كما تُحدَّد مهنته وموهبته إذا كان من الحفاظ.١٧٧ فالموضوع هنا يتحدَّد بحال الراوي.

(د) «العلل المُتناهية في الأحاديث الواهية» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)١٧٨

والعنوان أصيل؛ فالموضوع هو الواهي أي الضعيف الساقط. فوهى يعني سقط. والعِلل المتناهية تعني الأسباب المحددة لوضع الحديث وليس الوضع من حيث هو وضع. والعلل كالأمراض تصيب الحديث بالسقم. والموضوع كالغريب مقولة من مقولات نقد المتن، ولكنها تعدَّت إلى شكل، أيضًا نقد المتن. وكما يتم تناول أنواع الوضع ودرجاته يتم أيضًا تناول أنواع السند، اتصاله وانقطاعه، ورفضه وإرساله. بل يتم أيضًا استعمال قواعد الجرح والتعديل لضبط شعور الراوي.١٧٩ ولا يتم الاعتماد على القرآن والشعر لضبط الأحاديث، فالوضع هنا إبداع خالص.١٨٠ واللفظ مثل الكرسي هو الرابط بين القرآن والحديث.١٨١ والغاية الدفاع عن علم الحديث وإخراج الموضوع منه. وهناك أدبيات سابقة في الموضوع.١٨٢ ويمكن معرفته بسهولة لطوله. فالذاكرة لا تعي الأحاديث الطوال. وركاكة الألفاظ وَعَيُّ العبارة، والرسول قد أوتي جوامع الكلم.
والتبويب طبقًا لأبواب الفقه؛ أربعون بابًا، طبقًا لمقدمة الكتاب وفهرسه المبدئي، ثم سقط في التنفيذ باب السخاء الذي أعلن عنه. ومن ضمنها أبواب التوحيد والإيمان والقرآن والحديث والمبتدأ؛ أي بدء الخلق مثل البخاري.١٨٣ وأكبرها الفضائل والمثالب، وثانيها الصلاة، وثالثها العلم، ويشمل القرآن والحديث والفقه.١٨٤ ورابعها الطهارة، وخامسها النكاح. وأصغرها الهدايا.١٨٥ وترقم الأحاديث داخل كل باب. وقد وضع المُحدثون أكثر من ثلاثة آلاف حديث.١٨٦
والموضوع نقيض القسمة الثلاثية إلى صحيح وحسَن وضعيف.١٨٧ ويتضمن الحُكم بالوضع أحكامًا أخرى مثل الكذب والتدليس والترك.١٨٨ والوضع إبداع. ويتتبع أحيانًا منطق الإبداء وبيان أصله ومَساره وأسبابه الذاتية، مثل ضعيف الذاكرة في الأحاديث الطوال أو تدخُّل الخيال كما هو الحال فيما سُمي الأحاديث القدسية التي يتحدث فيها الله أو الملائكة في الصحو أو في المنام، أو الأخلاقية كما هو معروف في ألفاظ الجرح ولا شك في عدالة الراوي.١٨٩ الأسباب التاريخية مثل الأهداف العقائدية والسياسية كما هو الحال عند الفرق الكلامية؛ الشيعة والقدرية والخوارج.١٩٠ ويتحدَّد مستوى المتن من الركاكة اللفظية والأسلوبية، ودرجته في ضعف السند. وتتعدَّد طرُق روايته.١٩١ وتوصف قصته كلها من خلال هذه الأسباب مُجتمعة.١٩٢ ويُلجأ إلى مقاييس العقل والبداهة والفطرة للحُكم على صحة الحديث.١٩٣

(ﻫ) «كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)١٩٤

وهو الكتاب الثاني في نفس الموضوع لنفس المؤلف.١٩٥ وسبب التأليف هو إلحاح بعض الطلاب في جمع الأحاديث الموضوعة وسبب الوضع.١٩٦ فقد أعرض الطلاب عن العلوم النقلية. واعتمد بعض الفقهاء والقصاصين والزهاد على الأحاديث الموضوعة؛ تملقًا للعوام، لما فيها من خيال. ويقوم على نقد السند وليس نقد المتن، مع أن الإشارة إلى نقد المتن تظهر في مقدمة كتاب التوحيد «نقد المتن بما يخالف المعقول أو يناقض الأصول؛ فقد فسد الزمان، وساء حال المتأخرين عن حال المتقدمين. لقد عرف السلف التمييز بين الصحيح والسقيم، والسليم والعليل، واستخراج الحُكم، واستنباط العِلم، ثم طالت طرُق البحث على من قلدوهم. ثم جاء الخلف فخلطوا بين الصحيح والسقيم.»١٩٧ ويروي القاص للعوام ما يخرج عن العلم.١٩٨
ويضم الكتاب مقدمة نظرية طويلة في اثني عشر فصلًا.١٩٩ وتدور حول إكرام الله لهذه الأمة وتفضيلها على غيرها، وسبب ذلك، ثم تخلُّف المتأخرين عن المتقدمين، والخلف عن السلف.٢٠٠ ثم تقسم الأحاديث إلى ستة أقسام: الصحيح، ما انفرد به البخاري أو مسلم، ما صح سنده على رأي أحد الشيخين، ما فيه ضعف قريب مُحتمل، الشديد الضعف، الموضوع.٢٠١ وتطمئن النفس للأربعة الأولى. أما الوضع فقد تم لأسبابٍ ستة: إفساد الشريعة من الزنادقة، نصرة مذاهب الفِرَق، الترغيب والترهيب، وضع الأسانيد لكل كلامٍ حسَن، الوضع لغرَض دنيوي، الإغراب للطلب والإسماع.٢٠٢ ثم يأتي ذم الكذب والتحقُّق من روايات حديث «من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده في النار» وتبلغ حوالي ثمانٍ وتسعين رواية.٢٠٣ وتذكر تأويلاته المختلفة. ونقد السند أمر شرعي منعًا للتدليس؛ فالموضوع هنا يرجع إلى حال الراوي.٢٠٤
وتستخرج الأحاديث الموضوعة من الإصحاحات خاصة البخاري طبقًا للتبويب الفقهي.٢٠٥ ومجموعها ألف وثمانمائة وسبعة وأربعون حديثًا. ويستشهد بالقرآن بدرجةٍ أقل وبالشعر نادرًا.٢٠٦ بعضها أحاديث خيالية أو تفصيلية تُبين المصالح الخاصة.٢٠٧ ويظهر ذلك في كتاب التوحيد وكتاب المبتدأ، وهو بدأ الخلق عند البخاري.٢٠٨ وتتداخل مظاهر الطبيعة مع الملائكة في جوٍّ خيالي أسطوري شعبي. وتظهر الدوافع السياسية والنزاع بين الفرق مثل المُرجئة والقدرية في الوضع.٢٠٩ وفي كتاب الفضائل والمثالب تُروى كثير من الأحاديث الموضوعة ذمًّا أو مدحًا أو تخيلًا.٢١٠ ومن علامات الوضع التناقض، وذم الأمر ومدحه في آنٍ واحد مثل الجراد والغناء.٢١١ ومن علاماته التعارُض مع العقل وغياب السبب، وكون الموضوع أقرب إلى العادات الشعبية. خاصة بالنساء.٢١٢ ومنها ما يُشبه الأساطير مثل ذبائح الجن، ومنها ما يعتمد على الخبر وحدَه ولا يمكن التحقُّق من صِدقه، مثل كل ما يحدث بعد الموت وفي الجنة والنار والحور العين ممَّا يسمح بالخيال.

(و) «الكشف الحثيث عمَّن رُمي بوضع الحديث» لبرهان الدين الحلبي (٨٤١ﻫ)٢١٣

وهو كتاب يكشف عن أسماء الكذَّابين والوضَّاعين للأحاديث مُرتَّبين أبجديًّا، أي وضع قائمة اتهام مع مقدمة نظرية عن أنواعهم وأسباب الوضع.٢١٤ وطبقًا لابن الجوزي، الوضَّاعون سبعة أقسام: الأول الانتصار للمذهب كالخطابية والروافض وقوم من السالمية، وهم ليسوا وحدَهم؛ فالوضع من فِرَق المعارضة ومن فرق السلطة. كل وضع رد فعل على الآخر، وضعًا بوضع. والثاني التقرُّب لبعض الخلفاء والأمراء دفاعًا عن السلطان. والثالث التكسُّب والارتزاق بالقصص، والرابع الامتحان مع الأولاد ووضع الأحاديث لتربيتهم بحُسن نية، فلا إثم فيه، ولكنه ليس بحجَّة وإن كانوا عدولًا. والخامس إقامة الدليل على الآراء في مجتمعٍ النصُّ فيه سلطة. والسادس قلب سند الحديث للاستغراب وإثارة الأسماع. والسابع الترغيب لفعل الخير والترهيب لتجنُّب الشر كما يفعل بعض الزهاد والصوفية.٢١٥ وقد جوَّز ذلك بعض الكرامية ترغيبًا للناس في الطاعة وزجرًا لهم عن المعصية، قياسًا على قول الرسول. فالوضع هنا يتعلق بحال الراوي. ويُعلم الحديث موضوعًا بإقرار صاحبه أو عن طريق التعاصُر بين الراوي ومَن سمع منه بأن يكون الشيخ قد تُوفي قبل أن يُولَد السامع أو أن يكون السامع قد تُوفي قبل أن يُولد الشيخ. وقد تكون ركاكة المتن وألفاظه مما يدل على الوضع. وقد تكون البداهة والإحساس الطبيعي.٢١٦

(ز) «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» للسيوطي (٩١١ﻫ)٢١٧

وهو مجرد رصد وتجميع للأحاديث الموضوعة مع تشبيهها باللآلئ المصنوعة نظرًا لبريقها ومُطابقة بعضها للحسِّ والعقل والوجدان. وهو مُبوَّب طبقًا للتبويب الفقهي؛ واحد وعشرون بابًا، سبعة في الفقه الأكبر وأحد عشر في الفقه الأصغر.٢١٨ أكبرها مناقب آل البيت، ثم المبتدأ، ثم الصدقات، وأصغرها المواريث.٢١٩ وما يسمح بالوضع هو المدح والذم والتحيُّز والتحزُّب والتشيُّع، ثم الكون والخلق والخيال الميتافيزيقي. وما يقلُّ فيه هي الحدود والأحكام والقوانين مثل المواريث. يعتمد على المصادر السابقة التي تُذكَر أو تُذكَر أسماء أصحابها. كما يعتمد على القرآن والشعر.٢٢٠ يغيب التحليل والتنظير وأشكال الوضع، معناه ودوافعه. بل إن الفهارس الأخيرة، وهي الجزء الثالث كله. لا يشتمل إلا فهرس الأحاديث الفعلية.٢٢١ لذلك استحق المؤلف اسم الحافظ بالرغم من أن الوضع يتعلق بالسند والمتن معًا.

ومع ذلك، تظهر بعض التحليلات النظرية في آخر الكتاب اعتمادًا على ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات وتقسيم الرواة الذين وقع في حديثهم الموضوع والكذب على خمسة أقسام:

  • (١)

    الزهاد والمُتقشِّفون الذين غفلوا من الحفظ والتمييز، منهم من ضاعت كتبه أو حُذفت أو دُفنت. فحُفظت شفاهًا فوقع الغلط. يرفع المرسل، ويسند الموقوف، ويقبل الإسناد، ويُدخل حديثًا في حديث. وهم الصوفية الموهوبون بالإبداع الفني.

  • (٢)

    قوم لم يُعانوا علم النقل فكثر خطؤهم وفُحشهم، وهم الذين أرادوا تجاوز تحليل السند إلى وضع المتن.

  • (٣)

    ثقات اختلطت عقولهم في أواخر أعمارهم فخلطوا الرواية، فالسند مرتبط بمراحل العمر وقوة الذاكرة، والقُدرة على الحفظ.

  • (٤)

    قوم غلبت عليهم الغفلة. قسم منهم مجرد مُلقن دون علم، وهم ضعاف السند الذين يجعلون الحديث مجرد نقل دون فهم، ورواية دون دراية.

  • (٥)
    قوم تعمدوا الكذب، إما أنهم روَوا عن خطأ دون عِلم ثم علموا وأصرُّوا على الخطأ، أو روَوا عن كذَّابين ضعفاء فدلَّسوا أسماءهم أو تعمَّدوا الكذب عن محمد، وهم كثر: زنادقة لإفساد الدين والشك في الشريعة وقد وضع أحدهم أربعة آلاف حديث، وقوم لنصرة مذاهبهم، وقوم للترغيب والترهيب لإتمام الشريعة ولحُبِّ الأوطان ووضع الأحاديث في فضلها، وللتقرُّب إلى السلطان ونصرته، وقصد للإغراب وجذب الانتباه للسماع إليهم، ولتجاوز النقل إلى الإبداع، والمحفوظ إلى الخلق.٢٢٢

والوضاعون كبار وصغار. ولكل فرسان. وفرسان الإسلام أصحاب الأسانيد. فالوضع إبداع فني. ويختلف الوضاعون في درجات الإبداع.

وكما يقسم الرواة الوضاعون إلى خمسة أقسام تُقسَّم الأحاديث ستة أقسام طبقًا لدرجة صِحتها من الصحيح حتى الموضوع.

  • (١)
    ما اتفق عليه البخاري ومسلم وهما الصحيحان بالرغم مما أثاره القدماء قبل المُحدَثين من أوجه الضعف في روايات الصحيحَين.٢٢٣
  • (٢)

    ما تفرد به البخاري ومسلم.

  • (٣)

    ما صح سنده ولم يُخرجه واحد منهما. فصحة السند لا تعني صحة المتن. فقد يصحُّ السند ويكون المتن مُركبًا عليه وهو المدرج.

  • (٤)

    ما فيه ضعف قريب مُحتمل وهو الحسَن طبقًا للأنواع الثلاثة للحديث؛ الصحيح والحسن والضعيف. والحسن أقل درجة من الصحيح.

  • (٥)

    الشديد الضعف الكثير التزلزل، بين الحسَن والموضوع. وهو الدرجة الثالثة من قسمة الحديث إلى صحيح وحسَن وضعيف.

  • (٦)
    الموضوع الكذب.٢٢٤ وهو المُتناهي في الضعف سندًا ومتنًا، وبالتالي الخروج من قسمة الحديث الثلاثية إلى الموضوع.

(ﺣ) «تحذير الخواص من أكاذيب القصاص» للسيوطي (٩١١ﻫ)٢٢٥

ويدل العنوان على أن الكذب في الحديث كان شائعًا. وكان من يقوم بذلك القصاصون نظرًا لاستعداد الخيال على القصِّ والرواية. يعتمد على المنهج النقلي الخالص مثل معظم أعمال السيوطي، نقلًا وتلخيصًا.٢٢٦ ويتضمن عشرة فصول. تتناول تعظيم الكذب على الرسول وتجريحه، وتوقِّي الصحابة والتابعين كثرة الرواية، وضرورة المراجعة على العلماء، واستحقاق العقاب بالضرب، وظهور النبي في المنام مُنكِرًا الكذب عليه، وإنكار العلماء ذلك، وقدرة الناقد المُجتهد على معرفة الموضوع.٢٢٧ ويعتمد الموضوع هنا على حال الراوي والقدرة على وضع المتون في آنٍ واحد.

(ط) «تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة» لابن عراق الكناني (٩٦٣ﻫ)٢٢٨

وهو عنوان دفاعي «تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة»، وتخليص الصدق من الكذب، والحق من الباطل. والمقدمة النظرية الأولى دفاعية كذلك.٢٢٩ فالغرَض من الكتاب تنزيه الشريعة عن كل حديثٍ مُفترى. وهو كتاب تجميعي، مُلخصًا من عدة كتب سابقة مثل ابن الجوزي. وتابع تقسيم «اللآلئ المصنوعة»، مع زيادة الأسيوطي. وهو مُقسم إلى كتب، والكتاب إلى أبواب، والباب إلى فصول. ولا يُوجَد موضوع خاص لكل فصلٍ أو مُبرر يتميز به فصل عن آخر. ولأول مرة يتمُّ تعريف الموضوع وإمارته وحكمه. فالموضوع اسم مفعول، ويعني اشتقاقًا «أسقط» و«حط»، واصطلاحًا مختلق مصنوع، لا يستحق الرفع. وهو أشر أنواع الضعيف. وله أمارات: إقرار الواضع، ما ينزل منزل الإقرار، التصريح بالكذب، خبر عن أمرٍ جسيم تتوفر الدواعي على نقله من الجميع وألا ينقله إلا واحد، رواية خبر قد استقرَّت فيه الأخبار، كون الراوي رافضيًّا والحديث في فضائل آل البيت، وأن يكون الراوي جزءًا منه. وحُكمه تحريم روايته. وقد أنكر وقوعه بعض المتكلمين بالرغم من تحذير الرسول من الكذب عليه. ودراسة الأحاديث الموضوعة باتفاق القدماء وبيان أسباب الوضع أكثر أمانًا من دراسة الأحاديث الصحيحة والشك في صحتها.
والكتاب مُرتَّب طبقًا لأبواب الفقه؛ ثمانية وعشرون بابًا، ثمانية في الفقه الأكبر وعشرون في الفقه الأصغر.٢٣٠ أكبرها المناقب والمثالب ثم المبتدأ أي بدء الخلق، وأصغرها المواريث.٢٣١ فالإبداع في المدح والذم وفي الأطعمة وحاجات الناس وأذواقهم أكثر منه في الحدود والقوانين. ويوضع الفهرس في المقدمة إعلانًا لموضوعات الكتاب.٢٣٢ والأحاديث الطوال كلها أحاديث خيالية عن عوالم ميتافيزيقية مثل ليلة القدر، وأطلق عليها فيما بعد الأحاديث القدسية، يتحدَّث فيها الله أو جبريل.٢٣٣ والعجيب هذه القدرة الفنية والتبصُّر على الوضع.٢٣٤ ولا يظهر القرآن إلا عرضًا في حين يظهر الشعر.٢٣٥ ولا تظهر الأمثال العربية كنماذج للوضع، كما يتم الاعتماد على السابقين والاقتباس منهم ووضع لفظ «انتهى».٢٣٦
والحكم بالوضع على السند والمتن معًا بالرغم من التركيز على المتن.٢٣٧ وأحيانًا يكون السند صحيحًا والمتن موضوعًا، والسند موضوعًا والمتن صحيحًا. وعادة ما يكون السند مرفوعًا والمتن موضوعًا لأنه لا يمكن إسناد الحديث الموضوع، فلا تُوجَد علاقة ضرورية بين صحة السند وصحة المتن. وتتعدد طرق نقد السند عن طريق إحصاء طرق الرواية، وتتبع سلسلة الرواة؛ فقد يكون أحدهم كذابًا، وقد يكون هناك نوع من الاضطراب الزماني يجعل مقابلة راوِيَين مُستحيلًا ووجودهما في عصرين مختلفين.٢٣٨ وتطبق شروط الراوي في قواعد الجرح والتعديل على الرواة.٢٣٩ والجرح أكثر من التعديل. وقد تستعمل بعض الصور الفنية للحكم على السند مثل كونه مُظلمًا.٢٤٠ وتتفاوت درجات الوضع بين الكذب والضعف وما بينهما مشهور، بين الموضوع والضعيف.٢٤١ والموضوع والواهي.٢٤٢ وقد ينتهي الحكم على الحديث بالحسن أو الصحة.٢٤٣ وقد يكون الحكم بالتوقف عن الحُكم لوجود أدلة وأدلة مُضادة على الوضع.٢٤٤ وربما يُرجع الأمر كله إلى الله «والله أعلم» للدلالة على نسبية الأحكام. ويعتمد على الفقهاء كمصدر لها خاصة فقهاء السلف مثل ابن تيمية.٢٤٥ ولا يتحرج القدماء في إطلاق الحكم بالوضع على الحديث حتى ولو كان مشهورًا متداولًا.
ويصدر الحكم على صحة المتن بشهادة حديثٍ آخر أو بشهادة العقل. فالعقل يُحسِّن ويُقبِّح ولا مناص من الاعتماد عليه حتى عند السلفيين عامة والأشاعرة خاصة. ومن ثم يصعب الحُكم على أحاديث العقل بأنها موضوعة.٢٤٦
وقد تكون أسباب الوضع داخلية في الصراع بين القوى السياسية كما مثَّلها الصراع بين فِرَق السلطة؛ الأشاعرة الأموية، وفرق المعارضة المعتزلة والخوارج والشيعة؛ لذلك كثرت الأحاديث الموضوعة في تبرئة فرقة السلطة وتكفير فِرَق المعارضة كما هو واضح في كتاب «السنة» أي الطريق السليم.٢٤٧ وهل ظهرت هذه الفِرَق والصراع على السلطة في عصر الرسول حتى يطلق أحاديث لتبرئة فريق وإدانة فريق؟٢٤٨ وتشتد الحملة على التشيُّع باعتباره السبب الرئيسي في الوضع، المُعارضة الجذرية. أما أسباب الوضع الخارجية فهي التوراة أي الإسرائيليات التي تكون أحيانًا نموذجًا للوضع من القصص.٢٤٩
والوضَّاعون أصناف سبعة شبيهة بتصنيف السيوطي:
  • (١)

    الزنادقة بدافع الاستخفاف بالدين والتلبيس على المسلمين. وقد وضعوا وحدَهم حوالي أربعة آلاف حديث. وهو وضع عن قصدٍ لمَّا كان الحديث سلطة، والقرآن دُوِّن من قبل يصعُب الوضع فيه.

  • (٢)

    أصحاب الأهواء والبِدَع لنصرة مذاهبهم أو ثلب مُخالفهم. فالنص أحد وسائل الدفاع عن الذات ونقد الخصوم في مجتمعٍ الحجَّة فيه ما زالت نصية، والنص فيه ما زال سلطة.

  • (٣)

    صُنَّاع الوضع وتُجَّاره؛ جُرأةً على الدين. وهم الذين امتهنوا الوضع، لقدراتهم الإبداعية، لأصحاب المصالح، مع أنه لا يجوز أخذ الأجر على قراءة القرآن أو رواية الحديث.

  • (٤)

    الزهاد الجهلاء للترغيب والترهيب وحثِّ الناس على الخير وزجرهم عن الشر، مثل الكرامية وبعض المُتصوفة؛ فالغاية تُبرر الوسيلة. والصوفية لا يؤمنون برواية السند عن طريق العنعنة لرواةٍ ماتوا، بل ينقلون أحاديثهم من الحي الذي لا يموت. فالذوق بديل عن الرواية.

  • (٥)

    أصحاب الأغراض الدنيوية كالقصَّاصين والشحاذين وأصحاب الأمراء الذين يضعون الحديث لمصالحهم أو لمنافعهم أو كأحد وسائل كسْب العيش.

  • (٦)

    الشره ومحبو الظهور وتحويل الإسناد الضعيف إلى مشهور، وتغيير الإسناد لادِّعاء سلطة عِلمية في مجتمع يرى حمَلَة العلم علماء، وأن العِلم هو العِلم المنقول.

  • (٧)
    واضعو الموضوع دون تعمُّد بل عن سهوٍ وغلط.٢٥٠ وهم حسنو النية الذين يصاحبون المتن أكثر ممَّا يحرصون على السند. وينقصهم شرط الرواية وهو الضبط، وهناك مئات من الوضَّاعين مُرتَّبون ترتيبًا أبجديًّا؛ حوالي ألف وسبعمائة وثلاثة وستين واضعًا. والكُنى بعد الأسماء.٢٥١ ويوصف كل واضع في عبارة قصيرة تُحدد شخصيته ومعرفة درجة الوضع ابتداءً من الاختلاق القصدي والكذب المُتعمد.

(ك) «المصنوع في معرفة الحديث الموضوع» لعلي القاري الهروي المكي (١٠١٤ﻫ)٢٥٢

وهو كتاب في الأحاديث الموضوعة ومقاييسها. ويضم تسعمائة وثمانية وسبعين حديثًا مع مقدمة نظرية عن الأصل والموضوع في الإسناد، وهو عدم الثبوت، ولا يعني بالضرورة أن يكون موضوعًا.٢٥٣ فقد يكون الحديث موضوعًا من طريق، صحيحًا من طريق آخر. ويعتمد على عدد من الأحاديث والآيات والأشعار.٢٥٤ ويُحكَم على درجة صحته بمقياس لغوي. والترتيب الموضوع أفضل. وأحيانًا ينتقل من الحديث إلى المُحدِّث. وهي عديدة: ليس بثابت، ليس بحديث، لم أجده موضوعًا، كذب، لا أصل له، لا أعرف، لم أقف عليه، لم يُوجَد، لا أصل له بهذا اللفظ. وهناك مقاييس أخرى أكثر موضوعية مثل المقياس اللغوي والفرقة الناجية.٢٥٥ وقد يبحث عن مصدره خارج الوحي مثل مُحدِّث دجَّال، باطل، بدعة، لا يصح، منكر، كلام ساقط، كذب صريح، ليس مرفوعًا، خبر باطل، أو يُعرف مصدره مثل منسوب إلى التوراة، كلام بعض أهل السلف، خبر باطل أو يرفع لبعض الصحابة تُرغِّب في العلوم، أو اعتمادًا على السابقين كالفرقة الناجية أو لبعض الصوفية أو الحكماء.٢٥٦ وقد يكون من كلام الصحابة أو عمر بن عبد العزيز أو إبراهيم بن أدهم أو ذي النون المصري أو علي بن أبي طالب الشافعي أو القدرية أو الزنادقة أو الزيدية، والقدرية مجوس هذه الأمة، أو النقيض، بعض الأبرار أو بعض الفقهاء. وأكثر الأعلام وردوا؛ ابن حجر العسقلاني ثم السيوطي ثم السخاوي ثم الذهبي ثم العراقي ثم ابن الجوزي ثم أحمد بن حنبل ثم البخاري ثم أبو هريرة ثم البيهقي ثم علي بن أبي طالب ثم العجلوني ثم الترمذي.٢٥٧ لا فرق بين محدث وجامع للحديث. والجامعون المتأخرون أكثر من المُحدِّثين الأوائل. ويرجع الوضع هنا حال الراوي.٢٥٨

(ك) «الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» للملا علي القاري (١٠١٤ﻫ)٢٥٩

وهو جمع وتحقيق، ورصد ودراسة، ترتيب هجائي في ألف وثلاثمائة وثمانية وستين حديثًا موضوعًا، ثم تحليل لأسباب وضعها ومقاييس الوضع وليس ترتيبًا فوقيًّا كالموضوع أو هجائيًّا كالغريب.٢٦٠ الجزء الأول منه خارج الهجاء بل مجرد ترقيم، والثاني داخل الهجاء مع الترقيم.٢٦١ الأول مجرد مادة خام، رصد وتجميع مع ترقيم الأحاديث وإيراد كل صياغات المتون. ولا يحكم على الحديث بأنه موضوع بأي درجة. والاعتماد على الآخرين في الحكم على وضع الحديث مثل ابن تيمية أو «الإحياء».٢٦٢ وتؤخذ الاقتباسات بلفظ «انتهى». ويظهر موقف الفِرق؛ المعتزلة والخوارج والرافضة من الأحاديث السياسية، وموقف الصوفية من الأحاديث القلبية.٢٦٣ وتظهر بعض مصادر الوضع مثل التوراة.٢٦٤ ويُستعمل العديد من الآيات القرآنية والشواهد الشعرية والأمثال العربية للتحقُّق من صدق الأحاديث الموضوعة.٢٦٥ كما يتم اللجوء إلى الحس والبداهة والفطرة كمعايير خارج النص بل لتصديق النص المعياري ذاته.٢٦٦
وأهمية الجزء الثاني هو محاولة وضع منطق للوضع يعتمد على طرُق الرواية في السند وتاريخيته وعلى اللغة والظروف السياسية والاجتماعية للمتن من أجل التحقق من بعض المسائل التي اشتُهرت والصواب خلافها.٢٦٧ وذلك مثل لقاء بعض الأئمة، وإضافة تصانيف لبعض الناس، وتعيين قبور للمشاهير، وشهرة البعض بالعِلم على الإطلاق أو في أحد العلوم.٢٦٨ فكثير من الوقائع موضوعة مكذوبة مختلقة. وجميع كتب الملاحم بهذه الصفة. وكتب المغازي مملوءة بها، وأماكن القبور للأنبياء والأولياء والصالحين.٢٦٩ وكثير من الأحاديث موضوعة بإسنادٍ واحد وخطب الوداع للصحابة. وقد وضع الزنادقة أحاديث لإفساد الشريعة وإيقاع الشك والتلاعب بالدين لنصرة مذهبٍ أو ترغيب وترهيب، وتركيب الأسانيد على كلام حسَن أو بقصد التقرُّب إلى سلطان أو للقُصَّاص.٢٧٠ فالوضع هنا يرجع مباشرة إلى المتن.
ويمكن معرفة الحديث الموضوع دون النظر في سنده.٢٧١ وهناك مؤشرات وعلامات تدل على وضع الحديث منها:
  • (١)

    اشتماله على كثير من المجازفات التي لا يقول مثلها الرسول أي مجرد العادات وبداهة العقل.

  • (٢)
    تكذيب الحس؛ أي الاتفاق مع الواقع المشاهد، فالحديث ليس ضرب خيال أو محض خرافة؛ وبالتالي استبعاد أحاديث الملائكة والشياطين والجن.٢٧٢
  • (٣)

    سماجة الحديث وإمكانية السخرية منه وهو ما يُصان عنه العقلاء والأنبياء. فالحديث مدعاة للاحترام والتقدير. وبالتالي تخرج أحاديث الأعاجيب وعلاج الحيوانات والأشجار وباقي مظاهر الطبيعة.

  • (٤)

    مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بينة. وكل حديث يشتمل على فسادٍ أو ظلم أو عبث أو مدح باطل أو ذمِّ حق. فالحديث يصحح بعضه بعضًا. والغالب يصحح الاستثنائي.

  • (٥)

    الادعاء بأن النبيَّ فعل أمرًا ظاهرًا بمحضرٍ من كل الصحابة وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم يفعلوه. فالحديث للتبليغ وليس للكتمان. ولا يمكن إجماع الصحابة على التواطؤ على الكتمان في أمور الدين لأمر الرسول لهم بالتبليغ.

  • (٦)

    بطلان الحديث في نفسه أي الاتساق الذاتي. وهو وقوع الحديث في التناقض الداخلي يجعله موضوعًا. فالحديث يخاطب العقول والحواس ومن شرطه الاتساق في بنيته الداخلية وإلا كان مركبًا مصطنعًا أي مُختلَقًا موضوعًا.

  • (٧)

    مخالفة الحديث كلام الأنبياء بل أيضًا كلام الصحابة. فالوحي مُتصل واحد، ومراحل مختلفة لقول واحد. والصحابة مجرد مُبلغين له وليسوا مؤلفين.

  • (٨)

    وضع تواريخ مُحددة في الحديث وهو ما يتناقض مع عموميات الحديث وكلياته. فالحديث لا يتنبأ بوقوع حوادث لأشخاص مُعينين وإلا كان تبريرًا لواقع مُتوهَّم أو وقائع مُتمنَّاة.

  • (٩)
    مشابهة الحديث لمواعظ الصوفية ووصفات الأطباء.٢٧٣ فالحديث لا يهدف إلى إحداث أثر مباشر ومنفعة عاجلة، بل يوجه السلوك الإنساني.
  • (١٠)

    ليست أحاديث العقل كلها كذب نظرًا لأهمية العقل واشتهارها. والعقل أساس الوحي. والوحي يخاطب العقول وجمهور العقلاء.

  • (١١)

    أحاديث الخضر وحياته وقصصه كلها كذب دون استثناء، وكذلك كل قصص الصوفية وأحاديث الأولياء وكراماتهم.

  • (١٢)

    قيام الشواهد الصحيحة على بطلان الحديث إما عن طريق عدم التعاصُر بين الرواة في السند أو الركاكة في المتن.

  • (١٣)

    مخالفة الحديث لصريح القرآن. فالحديث شرح وتفصيل للقرآن ويستند إليه. والبخاري يبدأ كل بابٍ في الحديث وكل موضوع بالآية التي يستند إليها.

  • (١٤)

    أحاديث صلوات الأيام والليالي كلها كذب. فهي أدعية صوفية وخيالات ذهنية للإثارة، وجعل الزمان يتحدَّث مثل باقي الظواهر الطبيعية.

  • (١٥)
    ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها بحيث يمجُّها السمع، ويدفعها الطبع. فليس كل واضعي الحديث على نفس الدرجة من القدرة اللغوية والإبداع البلاغي.٢٧٤
  • (١٦)

    ذم الحبشة والسودان والترك والخصيان والمماليك؛ أي الأحاديث في الأعراق والأجناس والإسلام يعترف بتعددية الأمم والألسنة والألوان وبأن الاستحقاق فردي وليس جماعيًّا. ولا يمكن إطلاق حُكم واحد على قوم بأكملهم.

  • (١٧)

    ما يقترن بالحديث من القرائن التي تبطله، وهي قرائن تتعلق بالسند أو بالمتن؛ فلا يكفي في الحديث أن يُقال قال رسول الله على الإطلاق، بل إخضاع القول لشروط الرواية. والرواية ليست مجرد قول بل حفظ وأداء.

وبعض موضوعات الأحاديث تبطلها، وليس فقط اضطراب السند أو ركاكة المتن مثل:
  • (١)

    أحاديث الحمام لا يصح منها شيء؛ فالحمام لا يتكلَّم. وهو يخالف مجرى العادات، وبداهات العقول، وشهادة الحس.

  • (٢)

    أحاديث اتخاذ الدجاج ليس فيها حديث صحيح؛ فالدجاج أيضًا لا يتكلم والقصد منه إثارة الخيال، والانتباه حول الموضوع بالتفنُّن في خلق الوسائل.

  • (٣)

    أحاديث ذم الأولاد كلها من أولها إلى آخرها. وهو ما يناقض الطبيعة البشرية والتجربة الإنسانية بل والقرآن بتزيين حب النساء والأولاد.

  • (٤)

    أحاديث التواريخ المُستقبلة التي تهدف إلى تحديد مسار المستقبل، خاصة النظم السياسية والسلطات الحاكمة بانهيار الخصوم وقدوم الأصدقاء.

  • (٥)

    الاكتمال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه لا يصح منها شيء ولا حديث واحد. ولا يثبت عن النبي غير أحاديث صيامه وما عداها باطل. وهو ما تحوَّل في الدين الشعبي إلى الأيام المفترجة وعدم تساوي الزمان في الفضل.

  • (٦)

    فضائل السور وثواب قراءة سورة كذا وله أجر كذا، من أول القرآن إلى آخره. وقد اعترف بذلك واضعوها. وهو ما تحول في الدين الشعبي إلى أُحجية وبركات وقراءات في الأفراح والأحزان لنيل الثواب وتجنب العقبات.

  • (٧)

    فضل الصديق وفضائل معاوية ومعظم أحاديث فضائل الصحابة الذين دخلوا في معارك سياسية من أجل تفضيل أحدهما على الآخر طبقًا للموقف السياسي.

  • (٨)
    مناقب أبي حنيفة والشافعي والتنصيص على اسميهما، وحديث الإيمان لا يزيد ولا ينقص والتنشيف بعد الوضوء ومسح الرقبة وأحاديث الذكر والحيض ومدح العزوبة، ومدح بعض المأكولات والأزهار والعطور والحناء والأصباغ والرؤى واللعب بالشطرنج، ورفع اليدين في الصلاة، وقتل المرأة، ودخول الجنة … إلخ. والدخول في كل هذه التفصيلات التي لا دلالة لها والتي فرضتها مواقف خاصة لتبريرها أو رفضها.٢٧٥

(ل) «الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث» للغزي العامري (١١٤٣ﻫ)٢٧٦

وقد أشكل موضوع الحديث «الموضوع» حتى أصبح علمًا مُستقلًّا له تصانيفه الخاصة، ويمكن أن يصبح مادة للإبداع الأدبي، كيفية صناعة الحديث. ولم يستعمل الكتاب مصطلح «الموضوع» بل اكتفى بتعبير «ما ليس بحديث». وهو أقرب إلى التطبيق منه إلى النظرية. يقتفي أثر كتاب الجد، ويقتبس من القِسمين الأخيرين.٢٧٧ يكتفي بمجرد الرصد وترتيب الأحاديث المصنوعة ترتيبًا أبجديًّا.٢٧٨ وفي الغالب يذكر القول المباشر فقط دون الرواية، المتن دون السند؛ لأنه حديث موضوع لا يهم سنده.٢٧٩ ويمكن التعرُّف على مصادره في الكتب المقدسة السابقة أو عند الصحابة أو عند الحكماء والصوفية.٢٨٠ ويُرجع الحديث الموضوع إلى أصله في الكتاب أو السنة للتحقُّق من صدقه.٢٨١ كذلك يستعمل الشعر المصدر المشترك، الرسول الشاعر، وعلي شاعرًا.٢٨٢ بل قد يدخل الله كعاملٍ في الوضع لإعزاء سلطة الحديث. كما هو الحال في الحديث القدسي.٢٨٣
وأهم شيء في الوضع هو تكيفه مع الشكل الأدبي للحديث، وقربه من الأمثال العامية السائرة، سجعها، وقصرها، ووضوحها، وتعبيرها عن التجربة الإنسانية.٢٨٤ وتظهر خصائص الشعوب كما هو الحال في الحِكَم الشعبية في أحاديث فضائل العرب والعجم.٢٨٥ ومعظمها له رصيد في التجربة البشرية والمعاني البديهية دون تعليل أو إبداءٍ للأسباب كما هو الحال في أسباب الحديث الصحيح.٢٨٦ وفي الخاتمة تستبعد ثلاثة كتب ليس لها أصول في علم الحديث: الملاحم، والمغازي، والتفسير.٢٨٧ وهي موجودة في البخاري.٢٨٨

(م) «النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية» للمالكي (١٢٣٢ﻫ)٢٨٩

وهو رصد لبعض الأحاديث المكذوبة، أربعمائة وثلاثة وثلاثون حديثًا، مرتبة أبجديًّا دون مقدمة نظرية باستثناء سبب تأليف الكتاب.٢٩٠ وهو رصد الأحاديث التي لا أصل لها في السنة ولكنها جارية على ألسنة العوام. وهي متون دون أسانيد ما دامت مكذوبة. ولا يهم قائلها وإن أمكن التعرُّف على مصدرها. تعتمد على بعض الآيات ولكن على كثيرٍ من الشواهد الشعرية نظرًا لارتباط الأحاديث المكذوبة بها فكلاهما من فنون القول وأساليب البلاغة.٢٩١ وقد أتى الكثير منه من التوراة أو الصحابة والتابعين أو من بعض الصوفية مثل الغزالي أو من الأمثال العامية السائرة.٢٩٢ ومنه كثير من كلام أهل السلف بوجهٍ عام. البعض منه وضع في حُب مصر والآخر في ذمِّ الفِرَق الكلامية الزيدية والقدرية أي المعتزلة والشيعة.٢٩٣ والبعض على لسان كسرى، الملك العادل.٢٩٤
ولا يكتفي برصد الأحاديث المكذوبة بل حكَم على درجة الكذب ونوعه على كل منها. مثل عدم وورده أصلًا.٢٩٥ وعبارات أخرى تستعمل صيغ لم يُعرَف، لا يُعرف، أو لا يثبت، وغير وارد، ولم يُروَ أبدًا.٢٩٦ وعبارات أخرى تتوجَّه نحو تحديد السند مثل أنه لم يرفع وموقوف ومنقطع وغريب ومنكر وضعيف وبراء مُهمل أو منسوخ، وبالتالي فهو كذب وباطل ومكذوب وموضوع وكذب محض.٢٩٧ وقد يجتمع أكثر من وصفٍ لتقوية الحُكم مثل كذب موضوع، كذب باطل.

(ن) «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» للشوكاني (١٢٥٠ﻫ)٢٩٨

ويتضمن العنوان تقابلًا بين الفائدة والوضع. فللوضع فوائد في منطق الإبداع. والغاية الدفاع عن الحديث وتمييز الصحيح من الموضوع، والتحذير من العمل به، وإرشاد الناس إليه.٢٩٩ وقد سبقت أدبيات أخرى في هذا الموضوع، وهو قسمان: الأول مُختص بالكذابين والضعفاء، والثاني مُختص بالأحاديث الموضوعة.٣٠٠ ويشمل النقد السند والمتن على حدٍّ سواء، فيذكر السند إذا كان مرفوعًا، وتُذكر درجة صحة المتن ضعيفًا أو مشهورًا أو موضوعًا، ويُحكَم على السند المجهول والمتن الموضوع.٣٠١ وعلى كليهما؛ باطل. كما يحكم على الراوي؛ من تفرَّد به، وأول من وضعه قبل أن يشتهر. وأحيانًا لا يكون الحديث موضوعًا بل صحيحًا، ولكن انتابته شبهة. ومع ذلك فالموضوع أكثر من الصحيح طبقًا لعنوان الكتاب. وتتعدَّد الآراء في الحديث الواحد بل وتتضارب؛ فالأحكام نسبية، والموضوع لا يخرج عن كونه موضوعًا برواية الثقات له.٣٠٢ وقد يبلغ الموضوع من الشهرة بحيث يُصبح هو المُتحكم في سلوك الناس بل والجماعات المُتشدِّدة.٣٠٣ ومن الأحاديث ما بلغ الشهرة بحيث لا يمكن اعتباره موضوعًا مثل «اطلبوا العِلم ولو في الصين.»٣٠٤ وأحيانًا يذكر قلب الحديث وليس متنه كله.٣٠٥ فالوضع ليس تُهمة بل هي عملية خلق طبيعي، أدبي اجتماعي طبقًا للحاجة. وتتعدَّد صِيَغ المتون الموضوعة كما تتعدَّد صيغ المتون الصحيحة. وتتعدَّد درجات الحُكم على الحديث بين الإثبات «موضوع» أو النفي «ليس صحيحًا»، «متروك» أو «لا يؤخذ به». وقد يُتوقَّف عن الحكم لصعوبة الجزم. ولا يُكتفى أحيانًا بمجرد الحُكم بل يُشفَع بدراسة طويلة كما هو الحال في الدراسات المعاصرة.٣٠٦
وتم التبويب على أبواب الفقه؛ ستة عشر بابًا.٣٠٧ أكبرها الفضائل وأصغرها الطلاق.٣٠٨ وترقم الأحاديث على التوالي كتابًا كتابًا. ومجموعها ألف ومائتان وتسعة وثلاثون حديثًا. إلى هذا الحد بلغ الوضع عن السلف الصالح. وهناك موضوعات مضافة إلى الفقه مثل مناقب الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة والمشهورين بالوضع ومؤلفاتهم والأسباب الحاملة عليه، والكتب الموضوعة في التفسير في آخِر فضائل القرآن، محاولة للجمع بين التنظير والرصد.٣٠٩ ومع ذلك تُذكر الأحاديث المتفردة بلا تعليق. وتحليل أسباب الوضع تُبين دوافع المجتمع وتياراته وصراعاته السياسية والاجتماعية، فالمجتمع هو الواضع، والواضع مجرد الأديب الذي صاغ، وهو ما يُسمَّى بالكذب في الحديث وكصفة في الراوي، الموضوع مخترع وهو يعني أن «الموضوع» في نظرية المعرفة مُخترَع أيضًا ومصنوع من الذات، فكل موضوع من خلق الذات، وقد لا يعني الوضع سوء نية مُبيتة من مُغرضين وأصحاب فرق المعارضة المعتزلة والخوارج والشيعة، بل قد يكون عن حُسن نية للترغيب والترهيب ومزيد من الإقناع ما دام الحديث سلطة عند الناس، وإذا كان هذا الوضع في الحديث، فكيف يمكن الاعتماد على سلطة واهية خاصة إذا كان فيها أمر بالقتل وسفك الدماء مثل «مَن بدَّل دينه فاقتلوه.» أو قتل الكفار والمرتدين؟
والموضوع يتفق مع مصلحة واضعِه حين الوضع. مصلحة فردٍ أو جماعة، خاصة أو مشتركة٣١٠ وقد يكون الوضع على سبيل المزاح في البداية ويُروى مزاحًا ويُسمع مزاحًا بروح عربية تحب الفكاهة. وقد يتفق مع العقل والبداهة والفطرة والتجربة البشرية والمصالح العامة، ولا اعتراض عليه من أحد٣١١ كما أن كثيرًا من الأحاديث الصحيحة قد تتعارض مع العقل والفطرة، ويساهم الصوفية وهم الطهرة الأتقياء في الوضع، حتى إنه يستحيل التمييز بين أقوال الصوفية الأوائل وأحاديث رسول الله٣١٢ بل قد يُسنَد عديد من أقوال الصحابة خاصة إلى الرسول٣١٣ فالمعاني والقيم الأخلاقية موجودة في أحاديث الرسول وفي غيره من الصوفية والصحابة، وهناك مجالات يسهل فيها الوضع ويرتع فيها الخيال مثل الموضوعات المُتعالية، موضوعات السماء والملائكة والقيامة والمعاد.
ويعتمد الوضع أيضًا على الشواهد القرآنية والشعرية والأمثال العربية؛ فالمتن فنٌّ من فنون القول، وأسلوب من أساليب البلاغة يُضاف إلى النثر العربي.٣١٤ والقرآن أكثر من الشعر للحاجة إليه للتصديق كنموذج في المعنى والعبارة. وهو ضروري لاتفاق أسباب النزول مع سياق الحديث.٣١٥ ويُحال إلى بعض المؤلَّفات وهي نفسها تستعمل عديدًا من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة مثل «الإحياء».٣١٦ وهل يكفي الاعتماد على القرآن لضبط الحديث والقرآن نفسه حمَّال أوجه؟ وتُقتبس بعض الشواهد من الأعمال السابقة والإشارة إليها بلفظ «انتهى».

(ق) «البيان المُكمل في تحقيق الشاذ والمُعلل» للأنصاري اليماني (١٣٢٧ﻫ)٣١٧

وهو تأليف في موضوع جزئي في نقد السند. يعتمد على كتب السابقين، وتقل فيه الشواهد النقلية. يغيب القرآن، ويقل الحديث والشعر.٣١٨ وكان التأليف جوابًا على سؤال.٣١٩ يُميِّز بين الشاذ والمعلل، ويعرِّف كلًّا منهما، ويعطي نماذج الشاذ في السند والمتن. وينقل اختلاف المُحدِّثين في تعريف كلٍّ منهما والمذاهب المشهورة فيها واختلاف آراء الفقهاء خاصة الشافعي؛ فالشاذ والمُعلل أحد مؤشرات الأحاديث الموضوعة. الشاذ والمُعلل عكس الصحيح.

رابعًا: أسباب النزول والناسخ والمنسوخ

وكل حديث له سياق، تمامًا مثل الآية القرآنية. وله أسباب نزول. وقد يَنسخ حديث لاحق حديثًا سابقًا. وقد تمَّ التأليف في هذين الموضوعين على نحوٍ مُستقل.

(١) أسباب النزول

وتعني الموقف الذي تكلَّم فيه الرسول وأهم المؤلفات فيه:

(أ) «اللمع في أسباب الحديث» للسيوطي (٩١١ﻫ)٣٢٠

في القرآن «أسباب النزول» وفي الحديث أسباب القول. فكل قولٍ له سياق سواء كان إلهيًّا أو نبويًّا. وهو مُرتَّب على أبواب الفقه مثل الإصحاحات الخمسة في اثني عشر بابًا، تضم ثمانيةً وتسعين حديثًا. وتضمُّ مقدمة المُحقق تحليلات إحصائية عن الأحاديث وتكرارها ومجموعها وأسباب تكرارها ومجموعها ثم المجموع الكلي، بداية كل حديث ونهايته وتخريجها في الصحاح والجوامع والمسانيد.٣٢١ يذكر الحديث ومكانه وسبب قوله حديثًا حديثًا، حتى ولو كان مكررًا بصياغاتٍ عدة في القول المباشر أو الرواية. ويتعرض للأشكال الأدبية دون وعيٍ بها، مثل السؤال والجواب. كما يربط الحديث بالقرآن.٣٢٢

(ب) «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» لابن حمزة الحسيني (١١٢٠ﻫ)٣٢٣

وقد امتدت دراسة النزول في القرآن إلى الحديث لمعرفة سياق كل حديث. فلا قول إلا في موقف، ولا حديث إلا في مناسبة. لا تُوجَد أقوال على الإطلاق أو أحاديث خارج الزمان والمكان؛ فلكل قول سبب، وكل حديث في موقف. لا تقتصر أسباب النزول على علوم القرآن وحدَه بل تمتدُّ أيضًا إلى علوم الحديث.٣٢٤ في القرآن سورة سورة، وفي الحديث أبجديًّا مرَّتين، بالحرف الأول ثم بالحرف الثاني كما هو الحال في قواميس اللغة. وهي في القرآن لأن الوحي من السماء بسبب الأرض.٣٢٥ في حين أن الحديث من الأرض بسبب الأرض؛ لذلك جاءت دلالات أسباب النزول في الحديث أقلَّ من دلالاتها في القرآن. وقد غلب الكم على الكيف، والمعلومات على العِلم، والوقائع على الدلالات. مادة بلا دلالات. وهي كثيرة مقارنة بما دُوِّن عن المسيح، ثلاثة وعشرون عامًا بثلاثة أعوام. النية جيدة ولكن التحقيق أقل. كان يمكن تتبع الأشكال الأدبية من خلال الترتيب الأبجدي. وكان من الممكن أيضًا التحوُّل من الترتيب الأبجدي إلى التصنيف الموضوعي لولا أنَّ الموضوع ليس فقط في بداية الحديث، بل قد يكون في الوسط أو في النهاية.٣٢٦ وقد يكون الحديث سببًا للحديث وقد يكون القرآن سببًا للحديث.٣٢٧ ومع ذلك يتداخل القرآن والسنة في الحديث. ويذكر القرآن كمناسبة للحديث.٣٢٨ ولا تُوجَد تفرقة في أسباب النزول بين الموقف الواقعي والموقف المُتخيل أو الأسطوري.٣٢٩ وتكشف أيضًا عن تطور الحديث، منسوخه وناسخه.٣٣٠
والأسباب نوعان: الأول يُذكَر في الحديث، والثاني لا يذكر داخل الحديث، بل خارجه. وقد يذكر السبب عقب قول النبي مباشرة أو بعد انقضاء عصر النبوة. والثاني قد يدخل فيه التوجُّه السياسي لمدح فرقةٍ في السلطة وذم أخرى في المعارضة.٣٣١ وإذا أتى الحديث من غير قرن سببٍ به فإنه يكون مثل الآية الأخلاقية. فالفضائل الخلقية عامة لا ترتبط بالضرورة بالزمان والمكان والموقف. وهو ما عناه الأصوليون بخصوص السبب وعموم الحُكم. وقد يكون السبب أكثر من سببٍ واحد. فالأسباب المتداخلة تؤدي إلى حُكم واحد. والمطلوب ليس فقط وصف علاقة السبب بالحديث من حيث الشكل الأدبي، بل من حيث المضمون وتصنيف الأسباب لمعرفة علاقة الفكر بالواقع كما هو الحال في أسباب النزول في علوم القرآن.٣٣٢ ويُذكر الحديث ثم تخريجه في الإصحاحات الستة ثم سببه. يُذكَر ألف وثمانمائة وتسعة وثلاثون حديثًا ومنها أحاديث طوال.٣٣٣ وقد يكون القرآن سبب قول الحديث، وقد يكون الحديث سبب نزول القرآن.٣٣٤ ويدخل القرآن في حديث الرسول.٣٣٥ وتعتمد الروايات على الشعر.٣٣٦ ومنها شعر الرسول.٣٣٧ وتُرتَّب الأحاديث ترتيبًا أبجديًّا مثل القواميس اللغوية وليس ترتيبًا موضوعيًّا طبقًا لأبواب الفقه كما هو الحال في الإصحاحات الستة وبعض السنن. وسبب النزول بديل عن السند، وربط للحديث بواقعه وليس فقط بقائله، بسياقه وليس فقط بروايته.٣٣٨
ويُقتَصر في الأحاديث على الأقوال المباشرة حتى لو تكرَّرت دون الروايات أو الحوارات. وهي أقوال قصيرة أشبه بالأمثال والحكم والأقوال المأثورة.٣٣٩ وتتخلَّلها أحيانًا بعض الأحاديث الطوال والأدعية.٣٤٠ الأحاديث التي تبدأ بالهمزة أطولها.٣٤١ ومنها ما يبدأ بحرف التوكيد والنصب «إن». وأحيانًا يتم اختصار الحديث وحذف مقدماته ونهايته من أجل الإبقاء على قلبه، وهذا يدل على أهمية المتن على السند، وأهمية الواقع والسياق، وجدل العلاقة بين الاثنين. وأحيانًا يُقطع القول داخل وصف السبب لحُسن فهمه.

(٢) الناسخ والمنسوخ

والناسخ والمنسوخ يتعلقان بالمتن ومضمونه في الأحكام.٣٤٢ وهو أدخل في علوم القرآن في أحد الحوامل الموضوعية وهو الزمان. وهو أدخل أيضًا في عِلم الأصول في المصدر الأول للتشريع وهو الكتاب.٣٤٣ النسخ لغةً الإزالة، واصطلاحًا بيان انتهاء تكليف الخطاب بآخر. وفائدته تدرُّج المكلف. ومحل صِيغ الطلب. وأركانه الناسخ والمنسوخ. وشروطه استمرار الأهلية والمقاومة والتضاد لا اتحاد الجنس.٣٤٤ وإن ثبت المتأخِّر فهو الناسخ والمُتقدِّم المنسوخ.٣٤٥ وإن لم يثبت فالترجيح ثم التوقُّف. وأهم المؤلفات فيه:

(أ) «ناسخ الحديث ومنسوخه» لابن شاهين البغدادي (٣٨٥ﻫ)٣٤٦

وهو موضوع جزئي في علم الحديث، وموضوع رئيسي في علوم القرآن في العوامل الموضوعية، الزمان. وقد تمَّ تبويب الموضوع طبقًا لأبواب الفقه الخمسة: الطهارة، والصلاة، والجنائز، والصيام، والجامع لموضوعات متفرقة في المعاملات ومنها الحدود. وهو أكبرها. وأصغرها الصيام.٣٤٧ ويكتفي بالرصد والإحصاء دون بيان الدلالات أو مكانته في الحديث، ودون وعيٍ بتطور التشريع أو مقارنة مع النسخ في القرآن.٣٤٨ ويتكرَّر الحديث بأكثر من متنٍ وأكثر من سند. ويعتمد أحيانًا على الأحاديث المدونة.٣٤٩ ويحيل مرة واحدة إلى القرآن.٣٥٠ والبعض يحتاج إلى تفسير، مثل الغُسل من الحجامة. هدف الكتاب تاريخي صِرف، التدقيق في الموضوع وعدم الخلط فيه.٣٥١

(ب) «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في الحديث» للحازمي الهمذاني (٥٨٤ﻫ)٣٥٢

ويشتمل على مقدمة نظرية وتبويب فقهي تطبيقي. وتضم المقدمة النظرية اشتقاق لفظ النسخ وأهله، وحَدَّه وشرائطه، ووجود الترجيحات فيه والفرق بين النسخ والتخصيص.٣٥٣ وأهم شيء في التعريف هو عنصر الزمان، بيان المدة، أي ارتباط الحكم بفترةٍ معينة تتجاوزه فتُعاد صياغة الحكم طبقًا للفترة الجديدة. لذلك يظهر تعبير «بدأ الإسلام».٣٥٤
ويحدث ذلك في حياة الرسول. والسؤال هو: وماذا بعد وفاته؟ الفترات تتوالى، والعصور تتوالى، فهل تتغير الأحكام طبقًا للعصور الجديدة أم أن هناك قدرًا من الدوام والثبات بعد التغيُّر الأول، لا يُصبح التغيير بعدها دالًّا؟ وإذا كان النسخ تمَّ في فترة ثلاثٍ وعشرين سنة للحديث وهي فترة حياة الرسول كنبيٍّ فماذا بعدها وقد تجاوزت الآن أربعة عشر قرنًا؟ وهو عِلم نقلي يعتمد على ما تمَّ نقله عن النبي؛ لذلك تظهر أهمية السند أكثر من أهمية المتن حتى في طريقة طباعة الأحاديث؛ حيث يُفرد للسند مساحة أكبر وأسطر أكبر، في كل سطرٍ راوٍ.٣٥٥ وهو واقع في الكتاب والسنة. ووقوعه في الكتاب يُثبت وقوعه في السنة.٣٥٦ ويقع في العبادات والمعاملات ضدَّ التصوُّر الشائع بثبوت العبادات وتغيُّر المعاملات. فالأولى إلهية والثانية بشرية. ويستند إلى عديدٍ من الآيات والأحاديث.٣٥٧
النسخ هو الإبطال والإثبات في آنٍ واحد. إبطال القديم وإثبات الجديد لنهاية فترة القديم وحضور فترةٍ جديدة.٣٥٨ والزوال إما على جهة الانعدام أو على جهة الانتقال. لذلك، النسخ إما بدون بدلٍ أو ببديل. والنسخ أيضًا انتهاء مدة العبادة برفع الحكم بعد ثبوته.٣٥٩ وشرائطه أن يكون النسخ بخطابٍ وليس بموت المُكلف. وأن يكون المنسوخ حكمًا شرعيًّا وليس حُكمًا عقليًّا، لأنه ليس في الزمان، وألا يكون الحكم السابق مُقيدًا بزمانٍ مخصوص، وأن يكون الخطاب الناسخ مُتراخيًا عن المنسوخ.٣٦٠ وأماراته بصريح اللفظ، أن يكون التاريخ معلومًا، وإجماع الأمة.٣٦١ وقد يكون بالتمني مثل «لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت.» ووجوه الترجيحات فيه كثيرة تصل إلى الخمسين وجهًا.٣٦٢
وفرق بين النسخ والتخصيص أن الناسخ يكون متأخِّرًا عن المنسوخ، وأن يكون خطابًا، وأن يكون مثل المنسوخ في القوة أو أقوى منه، في حين أن التخصيص يكون بما هو مثله أو أضعف.٣٦٣ دخول النسخ على مأمورٍ واحد على عكس التخصيص، النسخ رفع الحُكم، والتخصيص إخراج جزء من مضمونه.٣٦٤ التخصيص مع النسخ من موضوعات علم أصول الفقه، وهو قصر العام على بعض مُسمياته. يشترك معه بالبيان، ويتمايز عنه بالزمان والأعيان. فائدته التهيُّؤ. ويكون بالنقل والعقل، متصلًا ومنفصلًا.٣٦٥
والترتيب طبقًا لكتب الفقه.٣٦٦ ويتكرر موضوع الصلاة في ثلاثة كتب: الصلاة، والجمعة، والجنائز.٣٦٧ وكتب النكاح والعشرة والطلاق والعدة والرضاع موضوع واحد.٣٦٨ والغنائم والهدنة موضوع واحد هو الحرب.٣٦٩ وتسقط كتب الأشربة والجهاد وغيرها من الكتب الأساسية، مثل العلم. وتظهر موضوعات قديمة تجاوزها الزمن مثل البول، والإنزال ومس الذكَر والوضوء مما مسَّت النار في كتاب الطهارة، وتحريم التصوير.٣٧٠ وبعضها يستند إلى أُسس نفسية خالصة، مثل صلاة الخوف، واللجوء إلى الله في ساعة العسرة.٣٧١

(ﺟ) «إعلام العالَم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)٣٧٢

والنسخ في الحديث كما هو الحال في القرآن. وكما ينسخ القرآن ينسخ الحديث مع أن النسخ في القرآن أوقع وأشد لأنه نسخ في الأحكام الشرعية في النص الأول قبل أن يحدُث في النص الثاني.٣٧٣ والدلالة واحدة؛ تغيُّر الحُكم بتغيُّر الزمان. ولا يمكن أن يتغير الزمان ويثبت النص؛ فالنص لقطة على لحظة زمنية معينة، صورة لواقع مُحدد. والزمان يتغيَّر، والواقع يتبدَّل. وتتبدَّل اللقطات والصور تبعًا لها. ويقع النسخ في الأقوال والأفعال. ينسخ القول بالفعل، وينسخ الفعل بالقول.٣٧٤ ويتفق النسخ مع العقل والمصلحة، ويطابق البداهة العقلية والواقع العياني. وقد يتغير الرأي والحُكم بناء على اتِّساع المعارف والعِلم بالعقل وتغيُّر المنظور مثل طهارة الجلد المدبوغ.٣٧٥
وبالرغم من اعتماد الكتاب على النقل دون العقل وأنه تجميع من رصد السابقين للناسخ والمنسوخ في الحديث، إلا أنه يعقد فصولًا نظرية في المقدمة تُبين فائدة النسخ وأهدافه.٣٧٦ فللنسخ فائدتان: الأولى كسر التعوُّد وإيثار الجدَّة والتغيُّر وإلا استكان الطبع للمألوف.٣٧٧ والثانية تغير المصالح وجريان الشرع طبقًا للمصالح المتجددة.٣٧٨ ويعرف النسخ بثلاثة أشياء: الأول تعارُض الخبرَين، وتأخُّر أحدهما عن الآخر وبالتالي نسْخ المتأخِّر للمتقدِّم. ويكون ذلك صراحة بالإعلان أو بتناقُض الخبرين من راوِيَين مختلفَين وموت الأول قبل إسلام الثاني، أو مخالفة خبر الواحد للإجماع، ويكون الإجماع ناسخًا وخبر الواحد منسوخًا.٣٧٩
وقد تم ترتيب النسخ طبقًا لكتب الفقه مع حذف الأسانيد، فالنسخ للمتون.٣٨٠ وينقسم كتاب الطهارة وحدَه إلى أربعة أبواب.٣٨١ وتفصل الصلاة في خمسة كتب وهي موضوع واحد.٣٨٢ وتقسَّم الأطعمة والأشربة في كتابَين وهما موضوع واحد.٣٨٣ وتتقدَّم العبادات على المعاملات بالرغم من ظهور الجوانب الاجتماعية في العبادات مثل الزكاة والصوم.٣٨٤ ومن المعاملات مع النفس مثل الأطعمة والأشربة واللباس والعِلم والسفر والأدب؛ أو مع الآخرين مثل النكاح والبيوع والجهاد والحدود والعقوبات. وهي موضوعات في حدود البيئة الاجتماعية القديمة التي انقضى عليها حوالي ألف عام.
١  تعريف المتن لغةً واصطلاحًا، منظومة ألقاب، ص٣٩.
٢  الكافي ص١٢٢-١٢٣. تعريف علم المصطلح، موضوعه، غايته، منظومة ألقاب، ص٣٧. تعريف السند ص٤٠، في الإسناد، قواعد التحديث، ص٢٠٩–٢٨٨، معنى السند والإسناد والمسند والمتن ص٢١٠-٢١١.
٣  فضل الإسناد، قواعد التحديث، ص٢٠٩-٢١٠، فوائد الأسانيد المجموعة في الإثبات، ص٢٢٤-٢٢٥، ثمرة رواية الكتب بالأسانيد في الأعمار المتأخِّرة ص٢٢٥.
٤  الجعبري ص٥٤.
٥  ابن الصلاح ص٧–١٥، الذهبي ص٢٤–٢٦.
٦  الجعبري ص٥٦-٥٧.
٧  السابق ص٦٩.
٨  العسقلاني ص٨٢، ابن تيمية ص٨١–٨٥، ٨٩-٩٠، أقسام الحديث، منظومة ألقاب ص٤١، قواعد التحديث ص٨١–١٠٤، التهانوي ص٤٩-٥٠، الاقتراح ص٢١٥–٢٢٦.
٩  ابن كثير ص٢١-٢٢.
١٠  الجعبري ص٦٠، الكافي ص١٢٩–١٦٥، منظومة ألقاب ص٢–٥١، التهانوي ص٣٣–٣٥، ٥٦–٧١.
١١  التهانوي ص٥٦–٧١.
١٢  الجعبري ص٦١-٦٢.
١٣  ابن الصلاح ص١٥–٢٠، الذهبي ص٢٦–٣٣.
١٤  وذلك مثل «الأذنان من الرأس.»
١٥  العسقلاني ص٩١–٩٤، ابن تيمية ص٩٩–١٠٠، الكافي ص١٦٥–١٩٤، منظومة ألقاب ص٥٢–٥٩، قواعد التحديث ص١٥–١١١، التهانوي ص٣٣، ٤٩، ٧١–٧٨، الاقتراح ص٢٢٧–٢٤٥، البيان المكمل ص٥٠.
١٦  الباعث الحثيث ص٣٩.
١٧  السابق ص٤٣.
١٨  السابق ص٦١-٦٢.
١٩  النيسابوري ص٥٨–٦٢، ابن الصلاح ص٢٠-٢١، الجعبري ص٦٢-٦٣، الذهبي ص٣٣-٣٤، الكافي ص١٩٤–٢٠٤، ٢٤٥–٢٦٣، منظومة ألقاب ص٦٠–٦٤، قواعد التحديث ص١١١–١٢٦، التهانوي ٣٥، ٣٧، ٥٩، ٨٢، ٩٢–١٠٨، الاقتراح ص٢٤٦–٢٦١.
٢٠  الذهبي ص٣٤-٣٥.
٢١  سعيد بن عبد القادر باشنقر: كشف اللثام عن الأحاديث الضعيفة في الأحكام المعمول بها عند الأئمة الأعلام، دار ابن حزم، بيروت، ١٤٢٧ﻫ/٢٠٠٦م.
٢٢  وهذه الدراسة عن علم الحديث «من نقد السند إلى نقد المتن»، على إصحاح البخاري وحدَه.
٢٣  الترجيح، كشف اللثام، ص٢٧٥، ٣٠٣، ٣٢٥، مذهب أهل العلم ص١٩٢، ٣١٠، فرع ص٢١٠، فائدة ص٢١٠، ٢٨٥.
٢٤  الآيات (٣٢).
٢٥  ابن كثير ص٢١، ٤١، ابن الصلاح ص٨، الكافي ص١٢٩.
٢٦  السابق ص٤٤، ابن النفيس ص١٢٣، ابن الصلاح ص٢٠.
٢٧  ابن النفيس ص١٠١.
٢٨  السابق ص١٢١.
٢٩  النيسابوري ص٩٢.
٣٠  الباعث الحثيث ص٣٧–٤٠.
٣١  السابق ص٣٨، ٤٣.
٣٢  ابن الصلاح ص٤٠-٤١، مثل حديث «جُعِلت لنا الأرض مسجدًا وجعلت تربتها لنا طهورا.» في مقابل «وجُعِلت لنا الأرض مسجدًا وطهورا.» الجعبري ص٨٢-٨٤، الكافي ص٢٤٢–٢٤٤، زيادة الثقة والمحفوظ والشاذ، منظومة ألقاب ص١١٠–١١٣، التهانوي ص١٢–١٢٢، الكفاية ص٣٦٤–٣٦٩، البيان المُكمل ص٣٤–٣٨.
٣٣  النيسابوري ص٩٦–١٠٢.
٣٤  ابن الصلاح ص٤١-٤٢.
٣٥  الجعبري ص٨٥.
٣٦  السابق ص١٥٨–١٦٠، العسقلاني ص١٣٤، قواعد التحديث ص١٣٢، التهانوي ص١٢٢.
٣٧  النيسابوري ص٣٩–٤١.
٣٨  ابن كثير ص٧٣–٧٧ وأيضًا ظاهريات التأويل ص١٨٦–٢١٩.
٣٩  ابن الصلاح ص٤٥–٤٧ مثل «لا تباغَضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تناقشوا.» وإدراج «لا تناجشوا.» أو إضافة «لا تحسبوا، ولا تحسدوا.»
٤٠  الجعبري ص٩٠-٩١، الذهبي ص٥٣-٥٤، الكافي ص٢٧٠–٢٧٣، منظومة ألقاب ص١٢٨–١٣٠، قواعد التحديث ص١٢٨، التهانوي ص٣٩، الاقتراح ص٣٠١–٣٠٤.
٤١  العسقلاني ص١٢٤.
٤٢  الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي: الفصل للوصل المدرج في النقل (جزءان)، دراسة وتحقيق محمد بن مطهر الزهراني، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٧م.
٤٣  السابق ج١، ٩٩.
٤٤  «فمنها ما يلتبس على العالِم الجليل القدْر فضلًا عن المُتعلم القليل الخبر. فمنها أحاديث وصلت متونها بقول رواتها وسِيق الجميع سياقةً واحدة نصًّا، الكل مرفوعة إلى النبي. ومنها ما كان متن لحديث عند رواية بإسنادٍ غير لفظةٍ منه أو ألفاظ، فإنها عنده بإسنادٍ آخر فلم يُبين ذلك، بل أدرج الحديث وجعل جميعه بإسنادٍ واحد. ومنها ما أُلحق بمتنه لفظة أو ألفاظ ليست منه، وإنما من متنٍ آخر. ومنها ما كان بعض الصحابة يروي متنَه عن صحابي آخَر عن رسول الله فوصَل بمتنٍ يرويه الصحابي الأول. ومنه ما كان يرويه المُحدِّث عن جماعة اشتركوا في روايته فاتفقوا غير واحدٍ منهم خالفَهم في إسناده فأدرج الإسناد وحُمِل على الاتفاق. فذكرتُ جميع ذلك وشرحته وبيَّنتُه وأوضحته.» السابق ج١، ١٠٠-١٠١.
٤٥  (١) باب ذكر الأحاديث التي وصلت ألفاظ رواتها بمتونها (١٩ حديثًا): (أ) ما أُدرج قول الصحابي فيه، (ب) ما أدرج بها ألفاظ التابعين (٢١ حديثًا)؛ (٢) باب ذكر الأحاديث التي من كل واحدٍ منها عند راويه بإسناد (٢٥ حديثًا): (أ) ذكر أخبار من روى عن شيخٍ حديثًا في متنه لفظة واحدة لم يسمعها ذلك الشيخ فأدرج المتن ولم يُبين إسناد تلك اللفظة (حديثان)، (ب) ذكر أخبار من وصل المُرسَل المقطوع بالمُتصل المرفوع (٦ أحاديث)؛ (٣) باب ذِكر المتون المتغايرة التي وصل بعضها لبعض (١٦ حديثًا)؛ (٤) باب ذِكر ما كان بعض الصحابة يرويه عن صاحبٍ آخر (حديثان)؛ (٥) باب ذكر من روى حديثًا عن جماعة (١٩ حديثًا).
٤٦  الأحاديث (١١١)، الرواة (١٧٣٠).
٤٧  (١) أبو بكر الفقيه، الخوارزمي (١٢٧)، (٢) أبو هريرة (١١١)، (٣) أبو علي بن شاذان (١٠٠)، (٤) عمر بن مسلم الزهري (٩٧)، (٥) أبو عبد الله نافع المدني مَولى عمر (٩٥)، (٦) عبد الله بن أحمد بن حنبل (٧٧)، (٧) الحسن بن علي الواعظ (٦٧)، (٨) مالك بن أنس (٦٨)، (٩) أحمد بن جعفر بن حمدان (٦٤)، (١٠) قتادة بن دعامة السوسي (٦٣)، (١١) أبو نعيم بن إسحاق الحافظ، سفيان النووي (٥٦)، (١٢) عبد الله بن مسعود (٥١)، (١٣) الحسن بن علي الجوهري (٤٨)، (١٤) أبو الحسن بن بشران المعدل (٤٧)، (١٥) محمد بن المظفر الحافظ (٤٥)، (١٦) دحلج بن أحمد السجستاني (٣٨)، (١٧) عبد الملك بن جريج عبد الله القصبي، علي بن عمر الحافظ (٣٦)، (١٨) مُسدد ابن مُسربل (٣٥)، (١٩) سفيان بن عيينة، محمد بن سيرين (٣٤)، (٢٠) أبو سهل بن زياد القطان، أبو علي اللؤلؤي، عبد الله بن عمر بن الخطاب، عبد الله المصري، يونس (لم نذكُر الرواة الأقل تكرارًا)، بن حبيب الأصفهاني (٣٢)، (٢١) موسى بن هارون (٣١)، (٢٢) عبد الله بن جعفر بن فارس.
٤٨  ابن الصلاح ص١٥٤-١٥٥، الجعبري ص١٥١-١٥٢، العسقلاني ص١٦٠، الكافي ص٤١٥–٤٢١، الاقتراح ص٤٠٩–٤١١.
٤٩  الباعث الحثيث ص١٤١–١٤٨، العسقلاني ص١٢٨–١٣٠، في أحوال الرواية، رواية الحديث بالمعنى، قواعد التحديث ص٢٢٩–٢٣٩، الكفاية ص١٥٦–١٥٨، ١٧٩–١٩٠.
٥٠  الكفاية ص١٥٨–١٦٢.
٥١  السابق ص١٦٢–١٦٥.
٥٢  السابق ص١٧١، من النص إلى الواقع ج٢ بنية النص ص١٨٥–١٨٨.
٥٣  الكافي ص٥٨٢–٥٩٢.
٥٤  الكفاية ص١٦٦–١٧٩.
٥٥  الجامع ص٢٣٨–٢٤١، ٢٤٨–٢٥٢.
٥٦  الكافي ص٦٠٥–٦٠٩.
٥٧  الجعبري ص٧٩–١٠٠، العسقلاني ص٦٢، القول السديد فيما اشتُهر على ألسنة الناس من الحديث، ابن تيمية ص١٦٧–١٧٨، الكافي ص٢٨٣–٢٨٦، ٢٩٢، منظومة ألقاب ٦٨، قواعد التحديث ص١٢٨، التهانوي ص٣٢.
٥٨  ابن كثير ص١٦٥-١٦٦.
٥٩  النيسابوري ص٩٢–٩٤، ابن تيمية ص١١٦.
٦٠  مثل «طلب العلم فريضة على كل مسلم.» «لا نكاح إلا بولي.» «إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى.» «إن الله لا يقبض من العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس.» «المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده.» «نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها.» والأقل تداولًا مثل «أفطر الحاجم والمحجوم.» «من سُئل عن علمٍ فكتمه أُلجِم يوم القيامة بلجامٍ من نار.» «من مسَّ ذكَره فليتوضأ.» «من أتى الجمعة فليغتسِل.» «كل معروف صدقة.» «إنما الإمام ليؤتمَّ به.» «إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجيء رمضان.» «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة.» وأخرى أقرب إلى الغريب مثل «الأذنان من الرأس.» «صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم.» «إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا.» «أُمِرت أن أسجد على سبعة أعضاء.» النيسابوري ص٩٢–٩٤.
٦١  ابن الصلاح ص١٣٤–١٣٦، الصحيح مثل «إنما الأعمال بالنيات.» وغير الصحيح مثل «طلب العلم فريضة على كل مسلم.»
٦٢  المشهور عند علماء الحديث مثل «المُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.»
٦٣  العلامة محمد بن طولون الصالحي: الشذرة في الأحاديث المشتهرة، تحقيق كمال بن بسيوني زغلول (مجلدان)، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٣ﻫ/١٩٩٣م.
٦٤  وهي: (١) المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المُشتهرة على الألسنة، للسخاوي، (٢) الدُّرر المُنتثرة في الأحاديث المُشتهرة للسيوطي، (٣) اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة للزركشي، السابق ص١٧.
٦٥  السابق ص١٧–٢٠.
٦٦  الآيات (١٠٩)، القدسية (٦٠)، الأشعار (١١١).
٦٧  الشذرة ص٢٣.
٦٨  المُفسر المُحدث الشيخ إسماعيل بن محمد بن العجلوني الجراحي: كشف الخفاء ومُزيل الإلباس عمَّا اشتُهر من الأحاديث على ألسنة الناس (جزءان)، أشرف على ضبطه وتصحيحه والتعليق عليه أحمد القلاشي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٨ﻫ/١٩٨٨م.
٦٩  وهي أربعة: (١) اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة، لابن حجر، (٢) المقاصد الحسنة، للسخاوي، (٣) تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لابن الديبع تلميذ السخاوي، (٤) الدرر المُنتثرة في الأحاديث المُشتهرة، للسيوطي، السابق ج١، ٦–١٠.
٧٠  السابق ج٢، ٨٠-٨١.
٧١  الأمثال العامية ج٢، ١٥٠، ٢٧٥.
٧٢  السابق ج٢، ٢٢٠، ٢٢٥.
٧٣  فضائل مصر ج٢، ٢٧٥.
٧٤  وهي ستة عشر بابًا: (١) الإيمان، (٢) العلم، (٣) الطهارة والصلاة، (٤) الجنائز (الطب، المرض، المواعظ)، (٥) الزكاة (الصدقة، البخل، الكرم، اصطناع المعروف، البر، الصلة، الزهد)، (٦) الصيام، (٧) الحج والسفر وفضل مكة والمدينة، (٨) الأضاحي والصيد والأطعمة، (٩) البيوع والسودان والخدم، (١٠) النكاح، (١١) الإيمان (الرضاع، النفقات، اللباس، الزينة، البناء فوق الكفاية)، (١٢) (الأشربة، الزنا، اللواط، الجنايات، الحدود)، (١٣) الجهاد والإمارة والقضاء والشهادات، (١٤) فضائل القرآن، (١٥) المناقب، (١٦) البعث والنشور والفتن، السابق ج٢، ٥٧١–٥٩٠.
٧٥  الجعبري ص٥٥، العسقلاني ص٦٢، قواعد التحديث ص١٢٨، التهانوي ص٣٢.
٧٦  العسقلاني ص٦٤–٦٩، منظومة ألقاب ص٦٨–٧٠.
٧٧  الجعبري ص٨١، قواعد التحديث ص١٢٩، التهانوي ص٣٢.
٧٨  الاقتراح ص٤٠٧-٤٠٨.
٧٩  ابن كثير ص١٦٦-١٦٧، ١٧٠–١٧٤.
٨٠  السابق ص١٧٠–١٧٤.
٨١  مثل «حُزقة، حزقة، ترقَّ عين بقه …» النيسابوري ص٨٨–٩١.
٨٢  مثل «شواعيلها» على جبل أثناء حفر الخندق، «لا يبيع حاضرٌ لبادٍ.» «إن هذا الدين متين فادخل فيه برفق، ولا تُبغِّض إلى نفسك عبادة الله؛ فإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.» السابق ص٩٤–٩٦.
٨٣  ابن الصلاح ص١٣٦–١٣٨، وذلك مثل «الجار أحق بسَقَبِه.» الجعبري ص٨٠-٨١، ٩٤-٩٥، الذهبي ص٤٣، العسقلاني ص٧٠، ابن تيمية ص١٠٠، الكافي ص٢٧٩، ٢٨١–٢٨٣، ٦٠٤، منظومة ألقاب ص٧١–٧٣، قواعد التحديث ص١٢٨، التهانوي ص٣٢، الاقتراح ص٢٧١.
٨٤  الذهبي ص٧٨.
٨٥  أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي: غريب الحديث (جزءان)، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٤ﻫ/٢٠٠٢م (دون مُحقق).
٨٦  وعددهم ٩٦ راويًا.
٨٧  الأشعار (٨٦٦)، الآيات (٢٧٩).
٨٨  مجموعة ألفاظ الأحاديث حوالي (١٦٥٠ لفظًا)، والأحاديث حوالي (٦٠٠)، والآثار طبقًا للرواة (٣٦٠).
٨٩  أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري: غريب الحديث (جزءان)، صنع فهارسه نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٨ﻫ/١٩٨٨م.
٩٠  السابق ص٣–٧.
٩١  الفقه والأحكام (٤٦)، الكتب السماوية (٤)، ألفاظ القرآن (٣٢)، الأحاديث الطوال (٥٥)، أحاديث الصحابة والتابعين (٢٠٥)، أحاديث النساء (٣٣)، أحاديث التابعين ومن بعدهم (١٥٨).
٩٢  الأشعار (٩١٨)، الآيات (١٦٢)، الأحاديث (١٣٤)، الأمثال (٨٨)، الأقوال المأثورة من كلام العرب (٥٧).
٩٣  الأمثال العربية، غريب الحديث ج١، ٢٤٧، ٢٦٩، ٢٧٦.
٩٤  الأحاديث الواردة عن الصحابة والتابعين (٤٧٧)، الآثار الواردة عنهم (١٣٢).
٩٥  السنن الفعلية (الأثار) (٤٨).
٩٦  العلامة جاد الله محمود بن عمر الزمخشري: الفائق في غريب اللغة (أربعة أجزاء)، وضع حواشيه إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٧ﻫ/١٩٩٦م.
٩٧  السابق ص٩-١٠.
٩٨  الأحاديث القولية (١٩٠٠)، الألفاظ (١٢٠٠)، الأعلام (١١٤٠)، القوافي (٨٦٥)، آثار الصحابة والتابعين (١٢٥)، الأرجاز (٤٩٩)، الأماكن (٣٦٠)، القبائل والجماعات (٣٣٠)، الآيات (٢٣١)، أنصاف الأبيات (٢٢٣)، الأمثال (٦٥).
٩٩  عمر بن الخطاب (١٧٥)، عائشة (١١١)، علي (١٢٠)، أبو بكر (٦٠)، عبد الله مسعود (٥٩)، أبو هريرة (٤٩)، الأصمعي (٥١)، ذو الرمة (٥٠)، معاوية (٤٨)، ابن الأعرابي، عثمان، عبد الله بن عمر (٤٥)، الحسن البصري (٣٠)، عمر بن عبد العزيز (٢٩)، سيبويه (٢٣)، إبراهيم النخعي (٢٢)، أنس بن مالك (٢٤)، الحجاج بن يوسف (٢٦).
١٠٠  نظرًا لأهمية الفهارس التحليلية تم تخصيص الجزء الرابع بأكمله لها.
١٠١  الشيخ الإمام العالم الأوحد شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي: غريب الحديث (جزءان)، وثَّق أصوله وخرَّج حديثه وعلَّق عليه د. عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٥ﻫ/٢٠٠٤م.
١٠٢  «وقد رتَّبتُه على حروف المُعجم وإنما آتي بالمقصد من شرح الكلمة من غير إيصال في التعريف والاشتقاق»، السابق ص٤.
١٠٣  من النص إلى الواقع ج٢ بنية النص ج٢، الفصل الأول، الفصل الثاني.
١٠٤  الأشعار (١٨)، الآيات (١١).
١٠٥  مجموع الأحرف (٤٨٣).
١٠٦  عدد الأحاديث ٤٨٠٠ حديث على الأقل، بمُعدل عشرة أحاديث لكل مرتبة فتكاد تقترب من ٤٨٠٠٠ حديث، ولا توجد فهارس تفصيلية بين عدد الأحاديث والآثار والأشعار والأرجاز والأعلام والأماكن والرواة.
١٠٧  «فإن رسول الله كان عربيًّا، وكذلك جمهور أصحابه وتابعيهم، فوقع في كلامهم من اللغة ما كان مشهورًا بينهم ثم وقعت مُخالطة الأعاجم، ففشا اللحن وجهل جمهور الناس مُعظم اللغة، فافتقر ذلك الكلام إلى التفسير.» غريب الحديث ١–٤.
١٠٨  السابق ٢٩.
١٠٩  الإمام مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري: النهاية في غريب الحديث والأثر (خمسة أجزاء)، خرَّج أحاديثه وعلَّق عليه أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٣ﻫ/٢٠٠٢م.
١١٠  السابق ص٧–١٥.
١١١  من النص إلى الواقع ج٢ بنية النص، ص٢١٦–٣٥٦.
١١٢  الأعلام السابقين (١٣٠٠)، وأهمُّهم على الترتيب: عمر (٤٩٣)، علي (٤٨٢)، عائشة (٣٣٣)، أبو بكر ١٧٩)، عبد الله بن عمر (١٥٦)، أبو هريرة (١٥٤)، عبد الله بن مسعود (١٣٨)، عبد الله بن عباس (١٣٥)، معاوية (١٣١)، عثمان (١٢١)، الحجاج بن يوسف (١١٣)، الزمخشري (١٠٨)، الخطابي (٩٧)، الأزهري (٩١)، جابر بن عبد الله (٨١)، كعب بن زهير (٩٠)، كعب بن مالك (٨٦)، أبو ذر، أم زرع (٨١)، أنس بن مالك (٧٦)، عبد الله بن الزبير (٧١)، الهروي (٧٠)، حذيفة بن اليمان (٦٧)، قس ابن ساعدة (٦٤)، عمرو بن العاص (٦١)، الشعبي (٦٠)، الجوهري، أم سلمة (٥٩)، فاطمة (٥٨)، المغيرة ابن شعبة (٥٧)، إبراهيم بن يزيد، الزبير بن العوام، سطيح الكاهن (٤٩)، أبو الدرداء، أبو سفيان، طلحة ابن زهير (٤٨)، الأحنف بن قيس، ابن سلام، عمر بن عبد العزيز، أبو موسى الأشعري (٤٧)، العباس بن عبد المطلب، ابن قتيبة (٤٦)، سلمان الفارسي (٤٤)، الحسن بن علي، أم معبد (٤٠)، خزيمة السلمي (٣٩)، أبو جهل، مجاهد بن جبر، عطاء بن رباح (٣٩)، معاذ بن جبل (٣٨)، بلال، أبو موسى المديني، قيلة بنت مخزمة (٣٤)، الحسين بن علي، عبد الرحمن بن عوف (٣٣)، سعد بن أبي وقاص، عمار بن ياسر (٣٢)، خالد ابن الوليد، أبو سعيد الخدري، قتادة (٣١)، عبد الله بن عمرو بن العاص، محمد بن سيرين (٢٩)، عمرو بن يعرب، سيف بن ذي يزن، وائل بن عمر (٢٨)، حسان بن ثابت، لقمان بن عاد (٢٧)، ظبيان (٢٥)، الشافعي، أبو طالب (٢٤)، زيد بن ثابت (٢٣)، رفيقة، عبد الملك بن عمير، مالك بن أنس (٢٢)، أبي بن كعب، عكرمة، النجاشي، هرقل (٢١)، أبو أيوب الأنصاري، حمزة بن عبد المطلب، سلمة، بن الأكوع، أبو قتادة الأنصاري.
١١٣  الآيات (٣٧٠)، الأشعار (٢٠١)، الأرجاز (٢٦٧)، أشطار الأبيات (١٤٩)، الأمثال (٩٦).
١١٤  الأماكن والبقاع (٦٨٠)، القبائل والجماعات (١٩٦).
١١٥  ابن كثير ص١٧٤-١٧٥، ابن النفيس ص١٢٩، النيسابوري ص١٢٢–١٢٨.
١١٦  النيسابوري ص١٢٩–١٣٥.
١١٧  الجعبري ص٨٥-٨٦.
١١٨  العسقلاني ص١٠٣.
١١٩  العسقلاني ص٢٥٧، الكافي ص٢٩٨–٣٠٣، المحكم، مختلف الحديث، منظومة ألقاب ص١٣٢، مشكل الحديث ص٣٥، التهانوي ص٤٥، الاقتراح ص٤١٢.
١٢٠  ابن الصلاح ص١٤٣، والتعارُض مثل حديثي «لا دعوى ولا طيرة.» «لا يُورد ممرض على مصح.» «فرَّ من المجزوم فرارك من الأسد».
١٢١  الإمام محمد بن إدريس الشافعي: اختلاف الحديث، برواية الربيع بن سليمان المرادي (٢٧٠ﻫ)، تحقيق عامر أحمد حيدر، مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ١٤٠٥ﻫ/١٩٨٥م.
١٢٢  مثل: أكل الضب، السابق ص١٢٩-١٣٠، الجزية ص١٣٦–١٣٨، النجش ص١٥٤–١٥٥، استقبال القبلة للغائط والبول ص٢٢٨–٢٣٠، العتق ص٢٩٣–٢٩٨، قتل المؤمن بالكافر ص٢٢٩–٣٠٢.
١٢٣  السابق ص٣٥–٦٥.
١٢٤  الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: تأويل مختلف الحديث، تحقيق محمد مُحيي الدين الأصفر، المكتب الإسلامي، بيروت، دار الإشراق، الدوحة، ط٢، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٩م.
١٢٥  خاصة النظام، أبو الهذيل العلاف، هشام بن الحكم، ثمامة، عبد الله بن الحسين، صاحب البكرية، السابق ص٦٦–١٢٦.
١٢٦  السابق ص٤٧–٦٠.
١٢٧  «يأخذ النظَّام حظًّا وافرًا من الهجوم لأن أقواله مزاعم وأكاذيب. خالف أئمة المسلمين وطعن بالصحابة والتابعين، وخطَّأ أبا بكر وعمر، وكذَّب ابن مسعود واتَّهمَه، وعباس وعثمان، وطعن بأبي هريرة.» السابق ص٦٠–٩٤.
١٢٨  السابق ص١٠٢–١٢٦.
١٢٩  السابق ص١٢٧–١٤٢.
١٣٠  «ذَكَر الأحاديث التي ادَّعوا عليها التناقض، والأحاديث التي تخالف عندهم كتاب الله تعالى، والأحاديث التي يدفعها النظر وحجة العقل.» الأول يشمل ستةً وستين حديثًا، السابق ص١٤٣–٢٧٦، الثاني يشمل ثلاثة وأربعين حديثًا، ص٢٧٧–٢٨٧، ويكون المجموع مائة وتسعين حديثًا.
١٣١  التناقض في ذاته (٢٤)، التناقض مع القرآن (٦)، التناقض مع القرآن والإجماع (٥)، التناقض مع القرآن وحجة العقل (٤)، التناقض مع حجة العقل (٤)، التناقض مع العيان (١).
١٣٢  الآيات (٢٣٧)، الأحاديث (٣٧٠)، الأشعار (٥٤).
١٣٣  تأويل مختلف الحديث ص١٧٠.
١٣٤  الأحاديث القدسية، السابق ص٧٧، ٢٥٤، ٣٢٧، ٣٩٨، الأحاديث السياسية ص١٣٦، ٢٠٠.
١٣٥  السابق ص٢١٢.
١٣٦  السابق ص٣٧٧.
١٣٧  الإمام الحافظ أبو بكر بن فورك: مشكل الحديث وبيانه، تحقيق وتعليق موسى محمد علي، عالم الكتب، بيروت، ط٢، ١٤٠٥ﻫ/١٩٨٥م.
١٣٨  السابق ص٣٨-٣٩.
١٣٩  السابق ص٥٥–٥٧.
١٤٠  الشعر (٣٥).
١٤١  السابق ص٣٧–٣٩.
١٤٢  السابق ص٤٠.
١٤٣  فصل (٢٢)، فصل آخر (٢٢)، باب (١)، وتتفاوت الفصول كما بين ١٦١ ص وصفحتين.
١٤٤  ابن كثير ص٧٨–٨٦.
١٤٥  الجعبري ص٩٥-٩٦، الذهبي ص٣٦–٣٨.
١٤٦  ابن الصلاح ص٤٧-٤٨.
١٤٧  «سيكون في آخر أُمتي أناس يُحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإيَّاكم وإيَّاهم.» النيسابوري ص١٣.
١٤٨  صرح نوح بن أبي مريم «إني رأيتُ الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد ابن إسحاق، فوضعتُ هذه الأحاديث حسبة.» السابق ص٤٧-٤٨.
١٤٩  مثل «من كثرت صلاته بالليل حسُن وجهه بالنهار.» السابق ص٤٧.
١٥٠  العسقلاني ص١١٤–١٢٣، الكافي ص٢٤٦–٢٦٣، منظومة ألقاب ص١١٨–١٢٤، قواعد التحديث ص١٥٥–١٩٣، التهانوي ص٣٦، الاقتراح ص٣١١–٣١٦.
١٥١  هو سؤال ابن القيم، قواعد التحديث ص١٧١-١٧٢.
١٥٢  السابق ص١٨٣–١٨٧.
١٥٣  السابق ص١٩١–١٩٣.
١٥٤  هو رأي أبي الحسن علي بن عروة الحنبلي في «الكواكب»، السابق ص١٧٢–١٨٢.
١٥٥  السابق ص١٩١.
١٥٦  من النقل إلى الإبداع مج١ النقل، ج١ التدوين، ص٢٩٥–٢٩٩.
١٥٧  أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: كتاب العلل ومعرفة الرجال عن أبي زكريا يحيى بن معين، حقَّقه وعلق عليه وخرَّج نصوصه أبو عبد الهادي محمد جعفان الجزائري، دار ابن حزم، بيروت، ١٤٢٥ﻫ/٢٠٠٤م.
١٥٨  من النص إلى الواقع، ج٢ بنية النص، ص١٧٩–١٨١.
١٥٩  كتاب العلل ص٧٣، ٧٩.
١٦٠  أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن جهاد العقيلي: كتاب الضعفاء، دار ابن حزم، بيروت، ١٤٢٩ﻫ/٢٠٠٨م.
١٦١  العنوان الفرعي «ومن نُسِب إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غلب على حديثه الوهم، ومن يُتَّهم في بعض حديثه، ومجهول روى ما لا يتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعو إليها وإن كانت حالُه في الحديث مستقيمة».
١٦٢  بعنوان «تبيين أحوال من نقل عنه الحديث ممَّن لم ينقل على صحبه»، السابق ص٧–١١.
١٦٣  الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني: الأحاديث الطوال، حقَّقه وخرج أحاديثه حمدي عبد الحميد السلفي، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، عمان، ط٢، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٨م.
١٦٤  الأحلام ص٨٤-٨٥، قصص الأنبياء ص٨٦-٨٧، الحكاية والمثل ص٨٧–٨٩، الإسراء والمعراج ص٩٠-٩١، السياسة ص١٢٨–١٣٣، تفصيلات الإبل ص١٣٣–١٤٠.
١٦٥  الطوال ابتداء من ٥٧–٥٩.
١٦٦  المُحدِّثون والموضوعات (٢٥)، الموضوعات (٨).
١٦٧  الحديث (٤١)، الإسلام (١٠)، شعر (٨)، قصة (٦)، دخول، قول، اجتماع، كتاب، خطبة (٢)، إنشاء، قصيدة (١).
١٦٨  الأحاديث الطوال ص٤٥-٤٦، ٩٠، ١٠٠-١٠١، ١١٧-١١٨.
١٦٩  السابق ص٧٧–٧٩.
١٧٠  الشعر هي ٥١، ٦١، ٦٣-٦٤، ٦٩-٧٠، ٧١، ٧٣–٧٦، ٧٨-٧٩، ٨١-٨٢، ٨٦، ٩٣–٩٥، ١٠٤–١٠٦ (٧١ شاهدًا شعريًّا).
١٧١  الأحاديث الطوال ١٤٥–١٦٤.
١٧٢  السابق ص٤٦-٤٧، ٦٢، ٩٣-٩٤.
١٧٣  الإمام علي بن عمر أحمد الدارقطني: كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق محمدين لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٠ﻫ/١٩٨٠م.
١٧٤  السابق ص٥٥، ٥٧.
١٧٥  السابق ص٢٠٧، ١١، ٢٢١-٢٢٢، ٢٢٦.
١٧٦  السابق ص١٠٨، ٢١٤.
١٧٧  السابق ص١١٧.
١٧٨  الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التميمي القرشي: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (جزءان)، قدم له وضبطه الشيخ خليل الميس، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٤ﻫ/٢٠٠٢م.
١٧٩  السابق ج١، ٥٩، ٦٤-٦٥.
١٨٠  الآيات (٣٤)، الأشعار (٣).
١٨١  السابق ج١، ٢٢.
١٨٢  «لمَّا كانت الأحاديث تنقسم إلى صحيح لا يُشك فيه، وحسَن لا بأس به، وموضوع مقطوع بكذبه، مُتزلزل قوي التزلزل، فأما الصحيح والحسَن فقد عُرِفا، وأما الموضوع فإني رأيتُه كثيرًا حتى إنهم وضعوا نسخًا طوالًا وأحاديث مدُّوا فيها النفس، لا يخفى وضعها وبرودة لفظها؛ فإنها تنطق بأنها موضوعة وأن حاشية المُصطفى منزَّهة عن مثلها.» السابق ج١، ١٧.
١٨٣  السابق ج١، ١٩–١٣٣.
١٨٤  هي على الترتيب: (١) التوحيد (٢٤)، (٢) الإيمان (٣)، (٣) المبتدأ (١٨)، (٤) العلم (٧٨)، (٥) السنة وذم البدع (٢٩)، (٦) الفضائل والمثالب (١٥٧)، (٧) الطهارة (٥٩)، (٨) الصلاة (٨٨)، (٩) الزكاة (٩)، (١٠) الصدقة (٥)، (١١) فعل المعروف والبر والصدقة (٢٣)، (١٢) الصوم (٣٥)، (١٣) الحج (١٤)، (١٤) السفر والجهاد (١١)، (١٥) البيع والمعاملات (١٩)، (١٦) النكاح (٤٣)، (١٧) الأطعمة (٨)، (١٨) الأشربة (١٠)، (١٩) اللباس (٧)، (٢٠) الزينة (١٠)، (٢١) النوم (٨)، (٢٢) الأدب (١٤)، (٢٣) معاشرة الناس (٣٥)، (٢٤) الهدايا (٢)، (٢٥) الأحكام والقضايا (١١)، (٢٦) الأحكام السلطانية (٣)، (٢٧) ذم المعاصي (٢٧)، (٢٨) الزهد (٣٤)، (٢٩) الذكر (٩)، (٣٠) الدعاء (٨)، (٣١) الملاحم والفتن (١٧)، (٣٢) المرض (١٠)، (٣٣) الطب (١٠)، (٣٤) ذكر الموت (٢٤)، (٣٥) القبور (٥)، (٣٦) أشراط الساعة وذكر البعث وأهوال القيامة (١٥)، (٣٧) صفة الجنة (٨)، (٣٨) صفة جهنم (٧)، (٣٩) المُستبشع من الروايات الواهية من الصحابة (٦).
١٨٥  ومن ثم تكون على الترتيب الكمي: (١) الفضائل والمثالب، (٢) الصلاة، (٣) العلم، (٤) الطهارة، (٥) النكاح، (٦) الصوم، معاشرة الناس، (٧) الزهد، (٨) السنة وذم البدع، (٩) ذم المعاصي، (١٠) التوحيدي، ذكر الموت، (١١) فعل المعروف والبر والصدقة، (١٢) البيع والمعاملات، (١٣) المبتدأ، (١٤) الملاحم والفتن، (١٥) أشراط الساعة وذكر البعث وأهوال القيامة، (١٦) الحج، الأدب، (١٧) الأحكام والقضايا، السفر والجهاد، (١٨) الأشربة، الزينة، المرض، الطب، (١٩) الزكاة، الذكر، (٢٠) الدعاء، الأطعمة، النوم، صفة الجنة، (٢١) اللباس، (٢٢) صفة جهنم، المستبشع من الروايات الواهية من الصحابة، (٢٣) الصدقة، القبور، (٢٤) الأحكام السلطانية، الإيمان، (٢٥) الهدايا.
١٨٦  مجموعها ١٥٧٩ حديثًا.
١٨٧  العلل المتناهية ج١، ٥٥، ج٢، ٧٧٧.
١٨٨  السابق ج١، ٢١.
١٨٩  السابق ج١، ٥٩، ٩٣، ١٠٧.
١٩٠  السابق ج١، ٤٨، ١٦٣، ج٢، ٦٧٩–٧٠٣.
١٩١  السابق ج١، ٥٠، ٦٤-٦٥.
١٩٢  السابق ج١، ٢٩١.
١٩٣  السابق ج١، ١٠٥.
١٩٤  الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن جعفر ابن الجوزي: كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات (أربعة أجزاء)، حقق نصوصه وعلق عليه الدكتور نور الدين بن شكري بن علي بويا جيلار، أضواء السلف، الرياض، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٧م.
١٩٥  هو كتاب «العلل المُتناهية في الأحاديث الواهية».
١٩٦  «فإن بعض طلاب الحديث ألحَّ عليَّ أن أجمع له الأحاديث الموضوعة، وأُعرِّفه من أي طريق يُعلم أنها موضوعة، فرأيت أن إسعاف الطالب للعِلم بمطلوبه يتعين خصوصًا عند قِلة الطلاب، لا سيما لعِلم النقل، فإنه قد أُعرِض عن ذلك بالكلية حتى إن جماعة من الفقهاء يبنون على أحاديث موضوعة، وكثيرًا من القصاص يروون الموضوعات فيتحدَّث بها العوام وخلفًا من الزهاد يتعبدون بها.» السابق ص٣-٤.
١٩٧  السابق ص١٥٠-١٥١.
١٩٨  «وقد كان جماهير أئمة السلف يعرفون المنقول من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ثم يستخرجون حُكمه، ويستنبطون علمه، ثم طالت طرق البحث على من بعدهم فقلدوهم فيما نقلوا، وأخذوا عنهم ما هذَّبوا، فكان الأمر متحاملًا، إلى أن آلت الحال إلى خلَف لا يفرقون بين صحيح وسقيم … فالفقيه منهم يقلد التعليق في خبرٍ ما غير خبره. والمُتعبد يتعبَّد لأجل حديثٍ لا يدري مَن سطرَه. والقاص يروي للعوام الأحاديث المُنكرة … فكم قد أفسد القصاص من الخلق بالأحاديث الموضوعة …» السابق ص٨.
١٩٩  كتاب الموضوعات ص٤–١٤٨.
٢٠٠  السابق ص٤–٨.
٢٠١  السابق ص٩–١٤.
٢٠٢  السابق ص١٥–٤٦.
٢٠٣  السابق ص٤٨–١٣٨.
٢٠٤  السابق ص١٣٩–١٤٦.
٢٠٥  وهي: (١) التوحيد، (٢) الإيمان، (٣) المبتدأ، (٤) ذكر جماعة من الأنبياء القدماء، (٥) العلم، (٦) السنة وذم أهل البدع، (٧) الفضائل والمثالب، (٨) الطهارة، (٩) الصلاة، (١٠) الزكاة، (١١) الصدقة، (١٢) فعل المعروف، (١٣) مدح السخاء والكرام، (١٤) الصوم، (١٥) الحج، (١٦) السفر، (١٧) الجهاد، (١٨) البيع والمعاملات، (١٩) النكاح، (٢٠) النفقات، (٢١) الأطعمة، (٢٢) الأشربة، (٢٣) اللباس، (٢٤) الزينة، (٢٥) الطب، (٢٦) النوم، (٢٧) الأدب، (٢٨) معاشرة الناس، (٢٩) البر، (٣٠) الهدايا، (٣١) الأحكام والقضايا، (٣٢) السلطانية، (٣٣) الإيمان والنذور، (٣٤) ذم المعاصي، (٣٥) الحدود والعقوبات، (٣٦) الزهد، (٣٧) الذكر، (٣٨) الدعاء، (٣٩) المواعظ، (٤٠) الوصايا، (٤١) الملاحم والفتن، (٤٢) المرض، (٤٣) الطب، (٤٤) ذكر الموت، (٤٥) الميراث، (٤٦) القبور، (٤٧) البعث وأهوال القيامة، (٤٨) صفة الجنة، (٤٩) صفة جهنم، (٥٠) المستبشع من الموضوع على الصحابة.
٢٠٦  الآيات (١٢٣)، الأشعار (١).
٢٠٧  مثل: تشبيه كلام الله بالصواعق، عروج الله إلى السماء، التاج المخوص من لؤلؤ، نزول الله يوم عرفة وركوبه جملًا أحمر، رؤية الرسول ربه في المنام شابًّا موفرًا، جلوس الله بين الجنة والنار يوم القيامة، السابق ص١٦٠–١٨٤.
٢٠٨  التوحيد، السابق ص١٤٩–١٨٤؛ المبتدأ، السابق ص٢٠٤–٣٠١، وذلك مثل الشمس والقمر يلتقيان في النار ص٢٠٦، خلق المجرَّة من عرق الأفعى ص٢٠٩، الملائكة المُوكلون بالمساجد الثلاثة ص٢٢٠، ما يكتب في رأس المولود قبل أن يُولَد ص٢٣٢، مدح الصلع في الرأس ص٢٦١، نبات الشعر في الأنف ص٢٦٢، خلق النخلة من طين آدم ص٢٩٠، خلق الزنابير من رءوس الخيل ص٢٩٩، المشي حافيًا في طلب العلم ص٣٥٠، ذم الحاكة، خروج الحاكة مع الرجال ص٣٦٥-٣٦٦، إفاقة المجنون والمصروع بقراءة القرآن عليه ص٤١٧، وضع القلم على الأذن ص٤٢٣، إنشاد الشعر بعد العتمة ص٤٢٦، زيارة الملائكة قبور العلماء ص٤٣٣، انتشار الشياطين يظهرون البدع ص٤٤٢.
٢٠٩  الاستثناء في الإيمان، القول في المرجئة والقدرية، السابق ص١٩٥–١٩٧، القدرية مجوس الأمة، ذم المرجئة، ذم القدرية والمعصبية والروافض والخوارج، السابق ص٤٥١–٤٥٧.
٢١٠  مثل تكليم حمار المسيح يعفور ج٢، ٢٦، مقدار بعثه في قبره ميتًا ٢٣٩، معانقة الله عليًّا عند موته، رؤية عودة الرسول، ركوبه يوم القيامة، صعود علي المنبر وكسوته يوم القيامة، فضل شيعته، دخولها الجنة، لا يجاز الصراط إلا به، إدخال الجنة من يُحب، تسليم روحه على الرسول قبل خلق الأجساد، علي نفس محمد ص١٧٥–١٩٠، فضل الحُسين وقتل سبعين ألفًا بقتله ص٢٠٦، خلق فاطمة من نطفة ص٢٠٨، كانت لا تحيض، تحريمها وذريتها على النار ص٢٢٥-٢٢٦، عائشة ولدت من الرسول ص٢٣٩، حبُّ العرب، فضل قريش، ذم النبط، فضل الجنة ص٢٩٢–٢٩٥، التنزُّه من مس الكافر ص٣٥٤، العمائم البيض يوم الجمعة ص٤٠٤، النهي عن قسمة طريق ناسكة ص٦٠٩، الأمر باتخاذ السودان، ذم السودان، ذم الزنج، مدح الحبش، ترك الترك ص٦٢٣-٦٢٤.
٢١١  السابق ج٣، ١٥٢-١٥٣، ٣٣٦-٣٣٧.
٢١٢  مثل نثر التمر على رأس المُتزوج ج٣، ٥٦، تعليم النساء سورة النور ومنعهن من سُكنى الغرَف وتعلُّم الكتابة ص٦٤، بركة المرأة إذا بكَّرت بأنثى ص٧٧، أطراف الأولاد وتقديم البنات ص٧٨، تقليل كسوة المرأة ص٨٨، النهي عن ذبائح الجن ص١٢٧، ما ذُكر أن السماء ديك ص١٣٩، اتخاذ الحمام في البيت لدفع الشيطان ص١٤٩، صفة لباس الملائكة ص٢٢١، النهي عن قصِّ المنام على النساء ص٢٥٥، الركوع عند دخول الدار ص٢٦٢، إذا أراد الله أن يخلق خلقًا للخلافة مسح ناصيته بيده ص٣٠٢، في كيفية حشر أولاد الزنا، في أنَّ ولد الزنا لا يدخل الجنة ص٢٣٥-٢٣٦، قتل اللص ص٣٥٤، التعوُّذ من الهوام ص٤٢٥، ذم المولودين بعد المائة أو المائتين أو الثلاثمائة ص٢٦٣–٤٧٥، ذكر خليفة آخر الزمان ص٤٧٥، النهي عن الحجامة أيام السبت والثلاثاء والأربعاء والجمعة ص٥٠١–٥٠٧، دخول الذباب النار ص٦٠١.
٢١٣  برهان الدين الحلبي: الكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث، حقَّقه وعلَّق عليه السيد صبحي البدري السامرائي، عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط٢، ١٤١٦ﻫ/١٩٩٦م.
٢١٤  وهم (٨٨٠ واضعًا)، وعدد الأحاديث الموضوعة والضعيفة والباطلة (٢١٢).
٢١٥  السابق ص٢٨–٣٠.
٢١٦  «قال الربيع بن خثيم: إن للحديث ضوءًا كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره. وقال ابن الجوزي: واعلم أن الحديث المُنكر يقشعر له جلد الطالب للعلِم وينفر منه قلبه.» السابق ص٣٠-٣١.
٢١٧  الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، (ثلاثة أجزاء)، خرَّج أحاديثه وعلَّق عليه أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٧ﻫ/١٩٩٦م.
٢١٨  وهي: (١) التوحيد (٢٦)، (٢) الإيمان (١٢)، (٣) المبتدأ (١٠٠)، (٤) الأنبياء والقدماء (٢٦)، (٥) العلم (٣٢)، (٦) السنة (١٦)، (٧) المناقب (٢٠٠)، (٨) الطهارة (٧)، (٩) الصلاة (٧٢)، (١٠) الصيام (١٧)، (١١) الحج (١٢)، (١٢) الجهاد (٨)، (١٣) المعاملات (١٥)، (١٤) النكاح (٢٠)، (١٥) الأحكام والحدود (٢٢)، (١٦) الأطعمة (٤٤)، (١٧) الأدب والزهد (٥١)، (١٨) الذكر والدعاء (١٣)، (١٩) المواعظ والوصايا (٢٠)، (٢٠) الفتن (٩)، (٢١) المرض والطب (١٥)، (٢٢) الموت والقبور (٢٣)، (٢٣) المواريث (١)، (٢٤) البعث (٣١).
٢١٩  طبقًا للترتيب الكمِّي: (١) مناقب أهل البيت، (٢) المبتدأ، (٣) الصدقات، (٤) الأدب والزهدر، (٥) الأطعمة، (٦) فضائل القرآن، (٧) البعث، (٨) التوحيد، الأنبياء والقدماء، (٩) الموت والقبور، (١٠) الأحكام والحدود، (١١) المواعظ والوصايا، النكاح، (١٢) الصيام، (١٣) اللباس، (١٤) المعاملات، السنة، (١٥) الذكر والدعاء، المرض والطب، (١٦) الإيمان، (١٧) الفتن، (١٨) الجهاد، (١٩) الطهارة، (٢٠) المواريث.
٢٢٠  الآيات (٥٨)، الأشعار (٣٠).
٢٢١  الأحاديث القولية (٢٨٥٦)، الأحاديث الفعلية (١٠٧٧).
٢٢٢  فوائد متفرقة، ج٢، ٣٨٨–٣٩٣.
٢٢٣  انظر المقدمة.
٢٢٤  السابق ص٣٩٣-٣٩٤.
٢٢٥  الإمام جلال الدين السيوطي: تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، تحقيق الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، ط٢، بيروت، دمشق، ١٤٠٤ﻫ/١٩٨٤م.
٢٢٦  والفصل العاشر تلخيص لأحد الأعمال السابقة «الباعث الحثيث على الخلاص من حوادث القصاص» للحافظ الكبير زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم العراقي، السابق ص٧٤، ٢٢١–٢٨٢.
٢٢٧  وهي: (١) الأحاديث الواردة في تعظيم الكذب على الرسول، (٢) تحريم رواية الحديث والكذب عنه، (٣) توقى الصحابة والتابعين كثرة الحديث، (٤) لا يجوز لأحد رواية حديث حتى يعرضه على شيخ من علماء الحديث، (٥) من أقدم على رواية الأحاديث الباطلة يستحق الضرب ويغتاب ويستعدى عليه ويحكم عليه بالمنع من رواية ذلك، (٦) من رأى النبي في المنام مُنكِرًا لما رُوي عنه من الأباطيل، (٧) إنكار العلماء على القصاص ما روَوه من الأباطيل وسفه القصاص، (٨) الأحاديث الموضوعة كثيرة ولا يميزها إلا الناقد المجتهد، (٩) تلخيص كتب العراقي، (١٠) زيادات فاتت الحافظ العراقي.
٢٢٨  أبو الحسن علي بن محمد عراق الكناني: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (جزءان)، حقَّقه وراجع أصوله وعلَّق عليه عبد الوهاب عبد اللطيف، عبد الله محمد الصديق، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٢، ١٤٠١ﻫ/١٩٨١م.
٢٢٩  السابق ص٣–١٠.
٢٣٠  وهي: (١) التوحيد (١٥)، (٢) الإيمان (٦)، (٣) المبتدأ (٧٣)، (٤) الأنبياء والقدماء (٢٣)، (٥) العلم (٣٤)، (٦) فضائل القرآن (٢٥)، (٧) السنة (١١)، (٨) المناقب والمثالب (١٦٧)، (٩) الطهارة (١٠)، (١٠) الصلاة (٥٢)، (١١) الصدقات والمعروف (١٧)، (١٢) الصيام (١٠)، (١٣) الحج (١٠)، (١٤) الجهاد والسفر (١٠)، (١٥) المعاملات (١٧)، (١٦) النكاح (١٨)، (١٧) الأحكام والحدود (١٧)، (١٨) الأطعمة (٣٢)، (١٩) اللباس والزينة (١٤)، (٢٠) الأدب والزهد (٣٧)، (٢١) الذكر والدعاء (٢٠)، (٢٢) المواعظ والوصايا (٧)، (٢٣) الفتن (٧)، (٢٤) المرض والطب (١٠)، (٢٥) الموت والقبور (١٤)، (٢٦) المواريث (١)، (٢٧) البعث (١٦)، (٢٨) الجامع (١١).
٢٣١  طبقًا للكم: (١) المناقب والمثالب (١٦٧)، (٢) المبتدأ (٧٣)، (٣) الصلاة (٥٢)، (٤) الأدب والزهد (٣٧)، (٥) العلم (٣٤)، (٦) الأطعمة (٣٢)، (٧) فضائل القرآن (٢٥)، (٨) الأنبياء القدماء (٢٣)، (٩) الصيام (٢٢)، (١٠) الذكر والدعاء (٢٠)، (١١) النكاح (١٨)، (١٢) الأحكام والحدود والصدقات والمعروف (١٧)، (١٣) البعث (١٦)، (١٤) التوحيد (١٥)، (١٥) اللباس والزينة، الموت والقبور (١٤)، (١٦) المعاملات (١٦)، (١٧) السنة-الجامع (١١)، (١٨) الحج، الجهاد والسفر، الطهارة، المرض والطب (١٠)، (١٩) المواعظ والوصايا، الفتن (٧)، (٢٠) الإيمان (٦)، (٢١) المواريث (١).
٢٣٢  السابق ج١، ١٣٣.
٢٣٣  السابق ج١، ١٤٧-١٤٨.
٢٣٤  السابق ج١، ١٥٥–١٦٩، ١٧٩، ١٨٩، ٢٤١، ٢٤٥، ٣٠٣–٣٠٦، ٣٢٧–٣٣١، ٣٧٨–٣٨٢، ٣٩٣–٣٩٥. ج٢، ٣٣–٣٦، ٣٧–٤٥، ٣٩٧–٤٠١.
٢٣٥  الأشعار (١٧).
٢٣٦  السابق ج١، ٣٣٥.
٢٣٧  تنزيه الشريعة المرفوعة ج١، ١٨٩. «وهذا متن باطل وإسناد مختلف» ج٢، ١٩.
٢٣٨  السابق ج١، ٢٧٢.
٢٣٩  السابق ج١، ١٣٦.
٢٤٠  السابق ج١، ٣٨٨.
٢٤١  السابق ج١، ١٤٨.
٢٤٢  السابق ج١، ٢٥١.
٢٤٣  السابق ج١، ١٩٤.
٢٤٤  السابق ج١، ٣٩٠.
٢٤٥  السابق ج١، ١٤١.
٢٤٦  تنزيه الشريعة المرفوعة ج١، ٢١٣-٢١٤. «وما أضعف عقل من لا يعتقد هذا مرفوعًا.» السابق ج١، ٣٧٠.
٢٤٧  السابق ج١، ٣١٠–٣٢٠.
٢٤٨  السابق ج١، ٤٩٠.
٢٤٩  السابق ج١، ٢٤٠.
٢٥٠  السابق ج١، ١١–١٨.
٢٥١  السابق ج١، ١٩–١٣٣.
٢٥٢  الإمام العلامة الفقيه المُحدث علي القاري الهروي المكي: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (وهي الموضوعات الصغرى)، حقَّقه وراجع نصوصه وعلق عليه عبد الفتاح أبو غدة، (١٤١٧ﻫ)، اعتنى بإخراجه سلمان بن عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات، ط٦، ١٤٢٦ﻫ/٢٠٠٥م. دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.
٢٥٣  «لأن هذا كله يُحسَب، ظهر للمُحدِّثين من حيث النظر إلى الإسناد، وإلا فلا مطمع للفظ الإسناد لا تجويز العقل أن يكون الصحيح في نفس الأمر موضوعًا، والموضوع صحيحًا إلى الحديث المتواتر فإنه في إفادة العلم اليقيني يكون قطعيًّا صريحًا.» السابق ص٤٣-٤٤. «ولهذا قال الزركشي: بين قولنا لم يصح وقولنا موضوع بَون واضح؛ فإن الوضع إثبات الكذب. وقولنا يصح إنما هو إخبار عن عدم الثبوت ويلزم منه إثبات العلم.» السابق ص٤٤.
٢٥٤  الآيات (١٧)، الأحاديث (٦٠)، الأشعار (٢).
٢٥٥  السابق ص٨٠-٨١، ٦٩.
٢٥٦  المصادر القديمة (١٤٥).
٢٥٧  (١) ابن حجر العسقلاني (١١٦)، (٢) السيوطي (٩٤)، (٣) السخاوي (٧٦)، (٤) الذهبي (٦٧)، (٥) العراقي (٤٦)، (٦) ابن الجوزي (٤٠)، (٧) أحمد بن حنبل (٣٨)، البخاري (٣٤)، (٨) أبو هريرة (٣٣)، (٩) البيهقي، علي بن أبي طالب، العجلوني، الترمذي (٣٢)، (١٠) الطبري (٢٦)، (١١) ابن تيمية (٢٥)، (١٢) ابن عدي (٢٤)، (١٣) ابن حبان، الحاكم (٢٢)، (١٤) ابن عراق (٢١)، (١٥) ابن الربيع، الخطيب البغدادي (٢٠).
٢٥٨  السابق ص١٣١-١٣٢، ١٣٤، ١٥١، ١٥٩، ١٦١.
٢٥٩  العلامة نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشهور بالملا علي القاري: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة المعروفة بالموضوعات الكبرى، تحقيق خادم السنة المطهرة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول صاحب موسوعة أطراف الحديث النبوية، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٥ﻫ/١٩٨٥م.
٢٦٠  القسم الأول: ذكر الأحاديث مُرتبة على حروف الهجاء ص٤٧–٢٧٦ (٢٣٠ص)، الثاني: فصول في تحقيق بعض المسائل التي اشتُهرت والصواب خلافها ص٢٧٧–٣٥٩ (٨٣ص).
٢٦١  خارج الهجاء، السابق ص١–١٣٩، داخل الهجاء ص١٤٠–٢٧٦.
٢٦٢  السابق ص٧٥.
٢٦٣  السابق ص١٢٦، ٣٠٠.
٢٦٤  السابق ص٢٥٢.
٢٦٥  الآيات (١٢١)، الأشعار (٩)، الأمثال (٤).
٢٦٦  السابق ص٢٩٨–٣٠٠.
٢٦٧  خاتمة: المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، السابق ص٢٧٧–٣٥٩.
٢٦٨  «ما اشتُهر من لقاء بعض الأئمة ونحوهم ببعض، وكذا تصانيف مضافة لأناس، وقبور لأقوام ذي جلالة مع بطلان ذلك كله، وأناس يُذكَرون بين كثير من العوام بالعِلم إما مُطلقًا أو في خصوص عِلم مُعين. وربما تساهل في ذلك من لا معرفة له بذلك العِلم تقليدًا أو استصعب ما كان مُتصفًا ثم أزال بالترك أو تشاغل بما انسلخ به عن الوصف الأول. وهو في جميع هذا كثير لا ينحصر.» السابق ص٢٧٧.
٢٦٩  السابق ص٢٧٧–٢٧٩.
٢٧٠  السابق ص٢٨٦.
٢٧١  السابق ص٢٩١–٢٩٧.
٢٧٢  «ولا يخفى أنه إذا ثبت شيء في النقل فلا عبارة بمخالفة الحس من العقل.» السابق ص٢٩٩. «فالحس يرد هذا الحديث.» السابق ص٣٠٠.
٢٧٣  السابق ص٣٠٦–٣١٦.
٢٧٤  السابق ص٣١٨–٣٣٥.
٢٧٥  السابق ص٣٣٦–٣٥٩.
٢٧٦  أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري: الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، تحقيق فواز أحمد زمرلي، دار ابن حزم، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٧م.
٢٧٧  «فلما كان الكتاب المُسمَّى ﺑ «إتقان ما يحسُن من الأخبار الدائرة على الألسن» لجدِّنا شيخ الإسلام نجم الدين الغزي العامري … كتاب كمل في بابه وفاق على أترابه، يحتوي على بيان ما دار من الأحاديث على الألسن، وما يصح فيها وما يحسُن، وعلى بيان ما لم يُرْوَ من سيد البشر أحببت أن أنتقي منه القِسمين الأخيرين أعني ما ورد في الأثر وما هو كذب عليه ومن لا يعلم أن ما عداها قد ورد في السنن غير أنه ينقسم إلى صحيح وضعيف وحسَن. فهو وإن لم يصح جُله لكن ورد في السند كله.» السابق ص٣٥-٣٦.
٢٧٨  «ورتبته كالأصل على حروف المعجم لتسهل مطالعته، وتقرُب مراجعته. وقد وافقت الأصل في مصطلحه …» السابق ص٣٦.
٢٧٩  وضع الرواية، السابق ص٦٧.
٢٨٠  أحاديث أفاضل الصحابة والفقهاء، السابق ص٦٤، ٩٦، ١٠١، الصوفية، الغزالي، التوراة ص١١٨، ٧٥، ٩٦.
٢٨١  القرآن، السابق ص٥٨، ٦٠، ٧٤، ٧٧، ٨٢، ٨٤-٨٥، ٨٨. الحديث ص٥٦. الآيات (٤٢)، الأحاديث (٨٠٧).
٢٨٢  الشعر، السابق ص٩٣.
٢٨٣  حديث الله، السابق ص٦٣، ٢٠٠.
٢٨٤  حديث الله، السابق ص٦٣، ٢٠٠.
٢٨٥  الأمثال العامية، السابق ص٤١، ٢٦٤. الشكل الأدبي ص٤٩، السجع ص٥٠.
٢٨٦  الشعوبية، السابق ص٤٥، ٢٠٩.
٢٨٧  السابق ص٧٣.
٢٨٨  وهو قول أحمد الخطيب في الجامع وابن إسحاق، السابق ص٢٦٨–٢٦٩.
٢٨٩  العلامة محمد الأمير الكبير المالكي: النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية، تحقيق زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٩ﻫ/١٩٨٨م.
٢٩٠  «فيها الأحاديث المكذوبة على النبي، الباطلة التي لا أصل لها، الجارية على ألسنة العوام. أربعمائة حديث كلها مكذوبة وباطلة ومنكرة. وتركت أسانيدها لكونها لا أصل لها. وقليل ما أُبين قائله تبعًا للأصل المأخوذة منه … ورتَّبتُها كأصلها على حروف المعجم لأجل التسهيل …» السابق ص٢٥-٢٦.
٢٩١  الآيات (٦)، الأشعار (٣٠).
٢٩٢  التوراة، النخبة البهية ص٢٥، ٦٥، ٨٢، الصحابة مثل علي والصديق وعمرو بن العاص والتابعين، والفقهاء مثل الأوزاعي، والصوفية مثل الداراني والغزالي، السابق ص١٢٢.
٢٩٣  في حب مصر مثل «ما تبعُد مصر على حبيب.» «مصر أطيب الأرضين ترابًا وعجمها أكرم العجم أنسابًا.» «مصر بأقوالها كلها.» «مصر كنانة الله في أرضه، ما طلبَها عدو إلا وأهلكه الله.» السابق ص١٠٦، ١١٢-١١٣. في ذم القدرية والزيدية «الزيدية مجوس هذه الأمة.» «القدرية مجوس هذه الأمة.» السابق ص٦٦.
٢٩٤  «بعثت في زمن الملك العادل.» السابق ص٤٥.
٢٩٥  وهي عبارات مثل: لم يُروَ، لم يرِدْ، لم يُروَ أصلًا، لا أصل له، باطل لا أصل له، لم يُوقَف له على أصل، لا أصل له بهذا اللفظ، كذب لا أصل له، لا يصح أصلًا، لا يصح عن النبي.
٢٩٦  وهي: لم يعرف، لا يعرف، لا يعرف في السنة، لا يثبت فيه شيء، غير وارد، لم يروَ أبدًا، ورد بمعناه لا بهذا اللفظ، لم يُوجَد، لم يثبُت، ليس بحديث.
٢٩٧  وهي: لا يرفع، موقوف، منقطع، ضعيف، منكر، غريب، براء مهمل، منسوخ، كذب وباطل، مكذوب، مكذوب وموضوع، كذب محض.
٢٩٨  شيخ الإسلام الإمام محمد بن علي الشوكاني: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، أشرف على تصحيحه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٦ﻫ/١٩٩٥م.
٢٩٩  السابق ص٣–٥.
٣٠٠  «ولو لم يكن منها إلا تنبيه المُقصرين في عِلم السنة على ما هو مكذوب على رسول الله ليتجنبوه، ويحذروا من العمل به، واعتقاد ما فيه، وإرشاد الناس إليه …» السابق ص٣.
٣٠١  السابق ص٣٦.
٣٠٢  السابق ص٨٨.
٣٠٣  وذلك مثل تحريم جلوس الفتى مكان جلوس الفتاة الدافئ إلا بعد أن يبرد؛ بناء على حديث موضوع. السابق ص١١٩.
٣٠٤  السابق ص٢٧٨.
٣٠٥  السابق ص١٣٠.
٣٠٦  السابق ص٢٧٨–٢٨٣، ٣٦١–٣٦٦.
٣٠٧  هي: (١) الطهارة (٩)، (٢) الصلاة (٤٥)، (٣) صدقة العرف والتطوع والهدية والقرض والضيافة (١٧)، (٤) الصيام (١٥)، (٥) الحج (١٧)، (٦) النكاح (٢٠)، (٧) الطلاق (٢)، (٨) المعاملات (١٥)، (٩) الأطعمة والأشربة (٣٢)، (١٠) اللباس والتختم (٨)، (١١) الخضاب والطيب وقص الظفر والشارب وتسريح الشعر والختان (٥)، (١٢) القضاء (٢)، (١٣) الحدود (٦)، (١٤) الجهاد وما ورد في الأئمة الظلَمة (٨)، (١٥) الأدب والزهد والطب وعيادة المريض (٥٦)، (١٦) الفضائل (١٨٤). خاتمة في ذكر أحاديث متفرقة لا تختص بباب معين (٥٧).
٣٠٨  وبالتالي يكون الترتيب الكمِّي على النحو الآتي: (١) الفضائل، (٢) الأدب والزهد والطب وعيادة المريض، (٣) الصلاة، (٤) الأطعمة والأشربة، (٥) النكاح، (٦) الحج، (٧) الصدقة والتطوع والهدية والقرض والضيافة، (٧) الصيام، المعاملات، (٨) اللباس والتختم، (٩) الطهارة، الجهاد والأئمة الظلمة، (١٠) الحدود، (١١) الطلاق.
٣٠٩  «وقد قدمت الأحاديث الموضوعة في مسائل الفقه مبوبًا ذلك على الأبواب. ثم ذكر بعد ذلك سائر الموضوعات. وقد ذكرت في أخريات، مناقب الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة ومن بعدهم أبحاثًا مقيدة في ذكر النسخ الموضوعة، ومن هو مشهور بالوضع، والأسباب الحاملة على الوضع. وكذلك ذكرت في آخر باب فضائل القرآن والكتب الموضوعة في التفسير.» السابق ص٥.
٣١٠  السابق ص١٧٦.
٣١١  «هذا كذب وباطل لا يُحدِّث بهذا أحد يعقل.» السابق ص٦٥.
٣١٢  مثل نسبة بعض أقوال أبي سعيد الخراز إلى الرسول، السابق ص٢٥٠.
٣١٣  السابق ص٢٥٦.
٣١٤  الآيات (٤٠)، الأشعار (٣).
٣١٥  الفوائد المجموعة ص٢٩.
٣١٦  السابق ص١٣٨.
٣١٧  العلامة المحدث القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني: البيان المكمل في تحقيق الشاذ والمُعلل، اعتنى به سعد بن عبد الله بن سعد السعدان، دار العاصمة، الرياض، ١٤١٧ﻫ/١٩٩٧م.
٣١٨  الحديث، السابق ص١٧، ٢٦، ٢٥، ٣٧. الشعر، السابق ص١١-١٢، ٢٠-٢١.
٣١٩  البيان المكمل ص١١.
٣٢٠  الإمام المحدث الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: اللمع في أسباب الحديث، حقَّقه وخرَّج أحاديثه غياث عبد اللطيف دحدوح، دار المعرفة، بيروت، ١٤٢٥ﻫ/٢٠٠٤م.
٣٢١  السابق ص٢٦-٢٧.
٣٢٢  السابق ص٧٤، ٧٦، ١١١، ١٣٧-١٣٨، ١٥٣، ١٦٥، ١٨١، ١٨٥.
٣٢٣  العلامة إبراهيم محمد بن كمال الدين الحنفي الشهير بابن حمزة الحسيني: البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف (ثلاثة مجلدات)، حقَّق أصوله وخرَّج أحاديثه الشيخ خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، ٤٢٤ﻫ/٢٠٠٣م.
٣٢٤  السابق ج١، ٣٢.
٣٢٥  من النقل إلى العقل ج١ علوم القرآن، من المحمول إلى الحامل، الباب الأول، الحوامل الموضوعية، الفصل الثاني: البيئة الاجتماعية.
٣٢٦  مجموع الأحاديث ١٨٣٢ حديثًا.
٣٢٧  البيان والتعريف ج١، ٣٨.
٣٢٨  السابق ج٢، ٢٣-٢٤. ج٣، ٢٢٣، ٢٣٨، ٣٣٤، ٣٤٧.
٣٢٩  السابق ج١، ٣٣.
٣٣٠  السابق ج١، ٣٥.
٣٣١  السابق ص٩-١٠.
٣٣٢  من النقل إلى العقل ج١ علوم القرآن، من المحمول إلى الحامل، الباب الأول: الحوامل الموضوعية، الفصل الثالث: أسباب النزول.
٣٣٣  السابق ص١٤٦، ١٧١-١٧٢.
٣٣٤  السابق ص١٥٤، ١٥٦-١٥٧، ١٨٧، ٢٢٢، ٢٢٦، ٢٢٨، ٣١٥، ٣٥٧، ٣٦٥، ٣٩٨، ٤٠٠، ٤٣٥، ٤٧٩، ٤٨١، ٤٩١-٤٩٢، ٥١٩، ٥٢٩، ٥٤٢، ٥٧٦، ٥٧٩، ٦٠٢، ٦٤٩.
٣٣٥  السابق ص٥١٨.
٣٣٦  السابق ص٥٠، ١٥٨، ٢٥٣، ٣٩٩، ٤٠٧.
٣٣٧  السابق ج١، ٤٤، ١١٢، ١٦٥، ٣٣٣، ٣٤٢. ج٢، ٧٣، ١١٩، ٢٢٨، ٢٦٨، ٢٨١-٢٨٢، ٣٤٤–٣٤٦، ٣٥٦. شعر الرسول ج٢، ١٥٢، ١٦٣.
٣٣٨  السابق ص٤٤، ١١٢، ١٦٥، ٣٣٣، ٣٤٢. ج٢، ٧٣، ١١٩، ٢٢٨، ٢٦٨، ٨١-٢٨٢، ٣٤٤–٣٤٦، ٣٥٦. شعر الرسول ج٢، ١٥٢، ١٦٣.
٣٣٩  تكرار بعض الأحاديث، البيان والتعريف ج١، ٢٧٣.
٣٤٠  السابق ص٣١٥–٣١٩، ٣٧٣-٣٧٤.
٣٤١  تشمل الجزء الأول كله.
٣٤٢  ابن كثير ص١٦٩–١٧٠. وذلك مثل حديث «كنتُ نهيتُكم عن زيارة القبور فزوروها.» السابق ص١٦٩.
٣٤٣  ومن الأحاديث المنسوخة «لا تتوضئوا من لحوم الغنم.» «هلا استمتعتُم بجلدها … إنما حُرِّم أكلها.» «هو الطهور ماؤه الحل ميتته.» «لا يأكل أحدكم من أضحية فوق ثلاثة أيام.» «كنتُ نهيتكم عن لحوم الأضاحي ألا فكلوا منها وتزوَّدوا.» النيسابوري ص٨٥–٨٨. ابن الصلاح ص١٣٩-١٤٠.
٣٤٤  الجعبري ص٨٦–٨٩.
٣٤٥  العسقلاني ص١٠٥–١٠٧، الكافي ص٣٠٣–٣٠٩، منظومة ألقاب ص١٣٣–١٣٥، التهانوي ص٤٥.
٣٤٦  أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان أحمد المعروف بابن شاهين البغدادي: ناسخ الحديث ومنسوخه، دراسة وتحقيق د. كريمة بنت علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٠ﻫ/١٩٩٩م.
٣٤٧  الجامع (١٥٦)، الطهارة (١٥٤)، الصلاة (١٠٠)، الجنائز (٥٢)، الصيام (٣٧).
٣٤٨  ناسخ الحديث ومنسوخه ص٢٤٧–٢٤٩.
٣٤٩  وذلك مثل الواقعة في عدم الاستحمام والاكتفاء بالوضوء.
٣٥٠  السابق ص٢٥٢.
٣٥١  «أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله من منسوخه.» السابق ص١٠٦.
٣٥٢  الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني: الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في الحديث (جزءان)، دراسة وتحقيق أحمد طنطاوي جوهري مُسدَّد، المكتبة المكية، مكة، دار ابن حزم، بيروت، ١٤٢٢ﻫ/٢٠٠١م.
٣٥٣  السابق ص١٢–١٨٠.
٣٥٤  السابق ص١٨١.
٣٥٥  السابق ص١١٣–١٢١.
٣٥٦  السابق ص١٦٣–١٨٠.
٣٥٧  الآيات (٥٥)، الأحاديث (٤٢٨).
٣٥٨  وهو معنى المصطلح الشهير عند هيجل Aufhebung.
٣٥٩  «الخطاب الدال على ارتفاع الحُكم الثابت المُتقدِّم على وجهٍ لولاه لكان ثابتًا به مع تراخيه عنه.» السابق ص١٢٣.
٣٦٠  السابق ص١٢٣–١٢٧.
٣٦١  مثل «كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها.» السابق ص١٢٨–١٣٠.
٣٦٢  منها: كثرة العدد، الإتقان والحفظ للرواة، العدالة، البلوغ، السماع المباشر وليس الحكاية، الشفاه وليس التدوين، كون الراوي صاحب القصة، حُسن السياق، القرب في المكان، ملازمة الشيخ، السماع من القريب وليس من الغريب، تعدُّد الرواة، الحجازية، البعد عن التدليس العنعنة، المشاهدة والمشافهة، الاتفاق في الروايات، سلامة اللفظ، الرفع، الاتصال، النقل باللفظ وليس بالمعنى، الحفظ والدراية، التدوين، النسبة للنبي بالنص وليس بالاستدلال، مقارنة الفعل للقول عند النبي، الاتفاق مع ظاهر القرآن، الاتفاق مع سنة أخرى، الاتفاق مع القياس، الاتفاق مع حديث آخَر مُرسل أو منقطع، الاتفاق مع عمل الأمة، النطق بالحكم وليس مجرد الفهم، الاستقلال دون الإضمار، الاقتران بصفة، الاتفاق مع تفسير الراوي، أولوية القول على الفعل، التخصيص، عدم القدح في الصحابة، الإطلاق، دلالة الاشتقاق، القول بالخبرين عند المخالف، الزيادة والنقصان، براءة الذمة، الاتفاق مع نظير في الحكم، أولوية الحظر، الاتفاق مع حكم الشرع السابق، أولوية الإيجاب على السلب، والاتفاق مع العقل، شخصية الصحابي، السابق ص١٣١–١٦٠.
٣٦٣  الاعتبار ص١٦١-١٦٢.
٣٦٤  من النص إلى الواقع، ج٢ بنية النص ص١١٨–١٣٨.
٣٦٥  الجعبري ص٨٩-٩٠.
٣٦٦  وهي واحد وعشرون كتابًا: (١) الطهارة، (٢) الصلاة، (٣) الجمعة، (٤) الجنائز، (٥) الزكاة، (٦) الصيام، (٧) الحج، (٨) الأضاحي والذبائح، (٩) البيوع، (١٠) النكاح، (١١) العشرة، (١٢) الطلاق، (١٣) العدة، (١٤) الرضاع، (١٥) الجنايات، (١٦) السير، (١٧) الغنائم، (١٨) الهدنة، (١٩) الإيمان، (٢٠) الأشربة، (٢١) اللباس.
٣٦٧  السابق ص٢٧٨–٤٨٦.
٣٦٨  السابق ص٦٢٩–٦٦٤.
٣٦٩  السابق ص٧٦٢–٧٨٠.
٣٧٠  السابق ص٢١٦–٢٣١، ٨٠٦–٨٠٩.
٣٧١  السابق ص٤٣٢–٤٣٩.
٣٧٢  جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي: إعلام العالَم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه، تحقيق الدكتور أحمد بن عبد الله العماري الزهراني، دار ابن حزم، بيروت، ١٤٢٣ﻫ/٢٠٠٢م.
٣٧٣  «إن أحاديثي ينسخ بعضها بعضًا كنسخ القرآن.» السابق ص٥٢.
٣٧٤  السابق ص٥٩–٦٥، ٧٣-٧٤.
٣٧٥  السابق ص٧٥، ٨٢.
٣٧٦  ناسخ الحديث ومنسوخه ص٤٩.
٣٧٧  «ابتلاء المخلوق تارة بالتسليم للأمر، وتارة بإزعاجه عما ألِف. فإنه إذا دام على حالة صارت الحالة مألوفة كالطبيعة فلم يتبين تأثير المزعج الشرعي إلى الفعل لِأُنس الطبع بما اعتاد. فإذا نُقل بالتكليف إلى غيرها قُطِعَ إلفه وبان أثر تعبُّده.» السابق ص٥٤.
٣٧٨  «تدبير المصالح، فإن الشرع قد يرى العمل بالشيء مصلحةً في وقتٍ ولا يراه مصلحةً في وقتٍ، كالنهي عن قتال المشركين لكون ضعف المسلمين، ثم أُمِروا بالقتال حين قويَ الإسلام.» السابق ص٥٤-٥٥.
٣٧٩  السابق ص٥٦-٥٧.
٣٨٠  «وقد رتبت كتابي هذا على نحو كتب الفقه ليكون أسهل لتناوُل الأحاديث. وحذفت أكثر الأسانيد لئلا يطول على الحفاظ.» السابق ص٥٧.
٣٨١  وهي الوضوء، والمسح على الخفَّين، ونواقض الوضوء، والغسل. السابق ص٥٩–١٦٤.
٣٨٢  وهي المساجد، المواقيت، الأذان، الصلاة، الجنائز. السابق ص١٦٥–٣١٥.
٣٨٣  السابق ص٣٥٩–٣٨٥.
٣٨٤  العبادات: (١) الطهارة، (٢) المساجد، (٣) المواقيت، (٤) الأذان، (٥) الصلاة، (٦) الجنائز، (٧) الزكاة، (٨) الصوم والمعاملات، (٩) النكاح، (١٠) البيوع، (١١) الأطعمة، (١٢) الأشربة، (١٣) اللباس، (١٤) العلم، (١٥) السفر، (١٦) الجهاد، (١٧) الحدود والعقوبات، (١٨) الأدب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤