من النقل إلى العقل: الجزء الثاني (علوم الحديث): من نقد السند إلى نقد المتن

«وعلوم الحديث كلها خلافيَّات مثل باقي العلوم النقلية. ومن ثَم فهي ليست علومًا مُقدَّسة؛ الصواب فيها من جانب واحد. هي اجتهاداتٌ إنسانية خالصة، الصواب فيها متعدد؛ ومن ثَم فالاجتهاد مع القدماء وضدهم خلافٌ مشروع.»

حَظِيت أقوالُ النبي «محمد» بمكانةٍ كبيرة لدى الجيل الأول من المسلمين، باعتبارها نصوصًا مُفسِّرة لمنطق الوحي في القرآن الكريم، ومُقرِّرةً لما استُحدِث من أفعالٍ وأقوال من غير وحي. وتُوورِثت هذه المكانة من عقدٍ إلى عقد حتى دُوِّنت هذه الأقوال وما جاءت في سياقه من أحداثٍ في القرن الثاني الهجري، ثم نُقِدت ورُتِّبت وفقَ شروطٍ ومُحدِّدات مع القرن الخامس الهجري. ومن هنا يرى «حسن حنفي» أن منهجية علم الحديث تحتاج إلى نظر، فكما احتاج السنَد إلى نقدٍ وتحليل وتأصيل وتَتبُّع للراوي وجرحه وتعديله، يحتاج المتن أيضًا إلى هذه الآليات حتى لو صحَّ السنَد واتَّصل.

في هذه السلسلة يحاول «حسن حنفي» إعمالَ العقل فيما تركه لنا الأوَّلون من تراثٍ أصبحنا نتوارثه نقلًا وكأنه عِلمٌ مُقدَّس لا يجوز تأويله أو دراسته، وذلك عن طريق عقلنة العلوم الخمسة في السلسلة (القرآن، الحديث، التفسير، السيرة، الفقه)، التي خصَّص «حنفي» لكل موضوعٍ فيها كتابًا واحدًا.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور حسن حنفي.

تحميل كتاب من النقل إلى العقل: الجزء الثاني (علوم الحديث): من نقد السند إلى نقد المتن مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٩.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

حسن حنفي: مُفكِّرٌ وفَيلسُوفٌ مِصري، له العديدُ مِنَ الإسهاماتِ الفِكريةِ في تطوُّرِ الفكرِ العربيِّ الفَلسفي، وصاحبُ مشروعٍ فَلسفيٍّ مُتكامِل.

وُلِدَ حسن حنفي بالقاهرةِ عامَ ١٩٣٥م، وحصَلَ على ليسانسِ الآدابِ بقِسمِ الفلسفةِ عامَ ١٩٥٦م، ثُمَّ سافَرَ إلى فرنسا على نفقتِهِ الخاصَّة، وحصَلَ على الدكتوراه في الفلسَفةِ مِن جامعةِ السوربون. رأَسَ قسمَ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ جامِعةِ القاهِرة، وكانَ مَحطَّ اهتمامِ العديدِ مِن الجامعاتِ العربيَّةِ والعالَميَّة؛ حيثُ درَّسَ بعدَّةِ جامِعاتٍ في المَغربِ وتونسَ والجزائرِ وألمانيا وأمريكا واليابان.

انصبَّ جُلُّ اهتمامِ الدكتور حسن حنفي على قضيَّةِ «التراثِ والتَّجديد». يَنقسِمُ مشروعُهُ الأكبرُ إلى ثلاثَةِ مُستويات: يُخاطبُ الأولُ منها المُتخصِّصين، وقد حرصَ ألَّا يُغادرَ أروِقةَ الجامعاتِ والمعاهِدِ العِلمية؛ والثاني للفَلاسفةِ والمُثقَّفين، بغرضِ نشرِ الوعْيِ الفَلسفيِّ وبيانِ أثرِ المشروعِ في الثَّقافة؛ والأخيرُ للعامَّة، بغرضِ تَحويلِ المَشروعِ إلى ثقافةٍ شعبيَّةٍ سياسيَّة.

للدكتور حسن حنفي العديدُ من المُؤلَّفاتِ تحتَ مظلَّةِ مَشروعِهِ «التراث والتجديد»؛ منها: «نماذج مِن الفلسفةِ المسيحيَّةِ في العصرِ الوسيط»، و«اليَسار الإسلامي»، و«مُقدمة في عِلمِ الاستغراب»، و«مِنَ العقيدةِ إلى الثَّوْرة»، و«مِنَ الفناءِ إلى البقاء».

حصلَ الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائزَ في مِصرَ وخارِجَها، مثل: جائزةِ الدولةِ التقديريةِ في العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠٠٩م، وجائزةِ النِّيلِ فرعِ العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠١٥م، وجائزةِ المُفكِّرِ الحرِّ من بولندا وتسلَّمَها مِن رئيسِ البلادِ رسميًّا.

وعكف الدكتور حسن حنفي بقية حياته على كتابةِ الأجزاءِ النهائيةِ من مَشروعِهِ «التراث والتجديد» بمَكتبتِهِ التي أنشَأَها في بيتِه.

رحل الدكتور حسن حنفي عن دنيانا في ٢١ أكتوبر عام ٢٠٢١ عن عمرٍ يناهز ٨٦ عامًا تاركًا خلفه إرثًا فكريًا عظيمًا ومشروعًا فلسفيًا ثريًا سيظل علامةً بارزة في تاريخ الفكر العربي الحديث.

رشح كتاب "من النقل إلى العقل: الجزء الثاني (علوم الحديث): من نقد السند إلى نقد المتن" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤