الفصل الثاني

نقد المضمون العقلي

(١) من نقد الشكل إلى نقد المضمون

ويعني «نقد المضمون العقلي» التحوُّل من نقد الشكل إلى نقد المضمون. ولمَّا كان الحديث مُوجَّهًا نحو العمل فإن كل ما يتعارض مع العمل يصبح عُرضة للنقد. ويعني النقد هنا التساؤل حول الصحة التاريخية من حيث السند أو من حيث المتن. ولمَّا كان الوحي نفسه يقوم على العقل، وكان الحديث جزءًا من الوحي، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فإنه أيضًا يتأسَّس على العقل مثل الوحي؛ فكلاهما من أصل واحد. القرآن وحي لفظًا ومعنًى، والحديث وحيٌ معنًى دون لفظ. علاقة الكتاب بالسنة هي علاقة النص بالعبارة الشارحة، المبدأ العام بالتفصيلات، النظرية العامة بالتطبيقات.

ولا يصنف المضمون العقلي أو المضمون الواقعي تحت الأشكال الأدبية. الشكل الأدبي يتعلق بالصياغة، القول المباشر، الرواية، الحوار … إلخ، وليس بمضمون الحديث. في حين أن المضمون العقلي يتعلق بمدى اتفاق معنى الحديث مع العقل، والمضمون الواقعي يُبين مدى اتفاق معنى الحديث مع الواقع. المضمون العقلي أو الواقعي يتعلق بموضوع الحديث وليس بطريقة أدائه في السند أو المتن.

ومن الصعب التفرقة بين «نقد المضمون العقلي» (الفصل الثاني) و«نقد المضمون الواقعي» (الفصل الثالث) نظرًا لاتحاد العقل والواقع في ثُلاثي الوحي والعقل والواقع كأبعادٍ ثلاثة لشيءٍ واحد. فالوحي يرتكز على العقل في الذات وعلى الواقع في العالم. ومع ذلك كل الأحاديث الغيبية الخاصة بالموضوعات المُتعالية تدخل في «نقد العقل» وما سُمِّيت «الأحاديث القدسية». وكل الأحاديث الخاصة بالمعجزات تدخل في «نقد الواقع» لأنها تناقض قوانين الطبيعة.

هناك أحاديث لم تسبقها آيات، كغطاءٍ أو قاعدة لها ممَّا يدعو إلى الشك فيها.١ وعقلًا كيف يغفر عمل ليلةٍ ذنوبَ العمر كله؟ وقد حسبت عائشة وأسماء آية في السماء وأيَّدهما الرسول لأنه يرى حتى الجنة والنار في مقامه والفتنة في القبور. ولا يدري الراوي هل قالت أسماء فتنة المسيح الدجَّال؟ وهل قالت المؤمن أو المُوقِن يقول هو محمد رسول الله ولا يدري هل قالت المنافق أو المُرتاب؟٢ ولا أصل في الكتاب لهذا الخبر، وكذلك حديث موسى يغتسل وحدَه واتهام بني إسرائيل له بأنه آدر، وفرار الحجر بثوب موسى وضرب موسى الحجر فثبتَ بطلان الاتهام، ونفس الحديث مع أيوب.٣
والأقوال الغيبية هي في نفس الوقت أشكال أدبية ومضمون. هي أشكال أدبية لأنها قَصٌّ من صُنع الخيال. وهي مضمون لأنها تُعارض العقل. وهناك علاقة بين الأحاديث الغيبية والأحاديث الطوال. فالأحاديث الغيبية طويلة. والأحاديث الطويلة غيبية. فالخيال يحتاج إلى مساحة. والتصوُّر الفني لا حدود له.٤
والأحاديث الطوال لا تستطيع الذاكرة استيعابها مثل قصة موسى والخضر، وإمكانية الخيال التدخُّل لمزيدٍ من الإحكام الروائي والإبداع الفني.٥ ومن الأحاديث الطوال رؤية الله كما يُرى البدر، وعقاب الكافرين ومُجازاة المؤمنين.٦ وحلم طويل تصوير فني.٧
وكتاب «بدء الخلق» وهو أطول كتب البخاري ضمن تبويب الفقه، مع أنه موضوع نظري عقائدي فلسفي صوفي خالص لا شأن له بالأحكام العلمية وهي موضوع الحديث. وهو الذي اعتمد عليه المُستشرقون لإثبات أثر الأفلاطونية المُحدثة في علم الحديث.٨ والعجيب أن معظم كتاب بدء الخلق لا يتعلق بالموضوع بل يدخل في عِلم السيرة. يشمل الكتاب بدء الخلق أقل من الربع، وعِلم السيرة ثلاثة أرباع الكتاب.٩ وهو ما يوحي بالحقيقة المحمدية عند الصوفية وعلاقتها بالخلق.١٠ بل وتضم أكثر من موضوعات السيرة.١١ تجمع بين الخاص والعام. فتركيبه مُصطنع؛ يجمع بين موضوعين لا شأن لهما بالفقه.
ومن الصعب فصل الأشكال الأدبية في كتاب «بدء الخلق» عن مضمونها الميتافيزيقي لأن المضمون يفرض نفسه على الشكل، لأن المضمون أقوى وأكثر حضورًا. والشكل أقوى وأكثر حضورًا في المسائل العلمية. ويمكن تصنيف كتاب بدء الخلق على مستويين:
  • (١)

    استمرار تحليل الأشكال الأدبية في باقي أجزاء البخاري اتساقًا مع باقي الأجزاء بصرف النظر عن المضمون.

    التحول من الأشكال الأدبية إلى تحليل المضمون ثم ظهورها من جديد من خلال المضمون، وتصنيف المضمون طبقًا لها.

والقول المباشر نداء. يتقطع مرة بالرواية.١٢ ويتكرر النداء مما يدل على رغبة الراوي في الإقناع والإصرار على الإيحاء بصدق الرواية. وقد تحتوي الرواية على جانب من الخيال كان من الصعب وضعه في الأقوال المباشرة للرسول. وهو قليل في أبواب الفقه. ففي الموضوعات الفقهية يقلُّ الخيال.١٣

(٢) الحلم والرؤية

وهناك صور فنية وأمثال تُعبر عن مدى الصداقة والأخوة بينه وبين صاحبَيه. وهناك صياغات أخرى مشابهة. ويدعو الرسول لعدم سب أصحابه؛ فلو أن أحدًا أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ قدْر أحدهم أو نصفه.١٤ رأى الرسول ظلة، تنضح السمن والعسل يأخذ منها المُستكثر والمُستقل، ثم رأى سببًا واصلًا من السماء إلى الأرض أخذ به أبو بكر فَعَلا ثم أخذه آخر فَعَلا ثم ثالث فانقطع ثم وصل. والظلة الإسلام، وظلة السمن والعسل القرآن، والسبب الواصل من السماء إلى الأرض الحق الذي أخذه أبو بكر فَعَلا به ثم آخر ثم ثالث، وربما هم الخلفاء.١٥ وبينما الرسول نائم شرب اللبن حتى خرج الريُّ من أظافره فناوله عمر. وكان تأويله العلم.١٦ وفي تشبيهٍ آخر قميص فاض عن صدر عمر وأوَّلَه الرسول بالدين. ومن الأقوال المباشرة للرسول حلم في فضل عمر بن الخطاب.١٧ ورأى ابن عمر كأن في يده سَرَقة من حرير لا يهوي بها إلى مكانٍ في الجنة إلا طارت إليه. والقيد في المنام ثبات في الدين. وحلم آخر في فضل الشهداء.١٨
وبطبيعة الحال تتعدَّد موضوعات الأحلام، منها الحسَن ومنها السيئ؛ فمن الحسَن الخضر في المنام والروضة الخضراء.١٩ ومنه أيضًا التعليق بالعروة والحلقة وهو حلم كأن صاحبه في روضةٍ ووسطها عمود أعلاه عروة وصعده متمسكًا بالعروة. ومن السيئ رأى أحدهم ملكين في يد كلٍّ منهم مقمعة من حديد وأوقفاه على شفير جهنم وعليها رجال مُعلقون بالسلاسل ورءوسهم إلى أسفل، منهم رجال من قريش تنبئوا بالغدر وبالانقلاب على الإسلام. ومنه أيضًا أن النبي رأى امرأةً سوداء ثائرة الرأس وأوَّلَها أنها وباء ينزل بالمدينة.٢٠ وفي رمز آخر أتى مُسيلمة الكذَّاب والرسول في يده جريدة يُهدده فيها بالعقر ثم ينقطع القول إلى أن ذلك يحدُث في الحلم. بين يدي الرسول سواران من ذهب فنفخهما فطارا. فتأويلهما أنهما كذَّابان يخرجان من بعده، العنسي ومُسيلمة. فالحلم في حاجة إلى تأويل.
ومن موضوعات الأحلام عائشة؛ فقد رآها الرسول في المنام يجيء بها الملك إليه في سرقة من حرير مُخبرًا إيَّاه بأنها امرأته، فكشف الرسول عن وجهها فإذا هي عائشة. فرضِيت لأنه أمر الله.٢١ وكانت تفخر باستمرار وتتباهى على باقي نساء الرسول بأن أهليهن زوَّجوهن في الأرض أما هي فقد زوَّجها الله في السماء. وعندما يصعُب نسبة القول إلى الرسول في اليقظة يُنسَب إليه في المنام كما رأى الرسول عائشة في سرقة من حرير على أنها امرأته.٢٢ وهو دليل على مدى القُرب والمحبة بين الرسول وزوجه.٢٣ فقبل أمر الله. وتضيف الرواية أنه نكحها وهي بنت ستِّ سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين.٢٤
وقد يطول الحديث ويتشعب وتكثر شخصياته. وكان يسأل أصحابه أن يقصُّوا رؤاهم فإن لم يفعلوا قصَّ هو نفسه.٢٥ والحلم به كل مقومات القصِّ والتقابل بين الخير والشر، بين النعيم والعذاب، بين الجمال والقُبح. وتعليق التأويل حتى النهاية. وهي مناظر سبعة بما يدل عليه العدد من رمزية.
وتشمل الأحلام ليس فقط الأشخاص بل أيضًا الأمكنة والحوادث. فقد رأى الهجرة في المنام، أرضًا بها نخل اليمامة أو أرضًا أخرى، ثم اتضح أنها يثرب. فكل فعل يأتيه في منام.٢٦ ويرى الرسول في المنام وهو يهاجر مكة إلى أرضٍ بها نخل وهي المدينة، جمهور المؤمنين وكأنهم بقر يوم أحد، والصدق والخير بعد يوم بدر.٢٧ ورؤية الرسول عن بُعدٍ ردُّ فعلٍ على تكذيب الناس له.٢٨ كل شيء في حياة الرسول يتم بمخطط مُسبق يعرفه حلمًا، الهجرة إلى المدينة، هزيمة أحد، عام الفتح، نصر بدر.
والإسراء والمعراج حلم مثل رؤيا يوحنا في الإنجيل، مثل وصف الكوثر كنهر حافتاه قباب اللؤلؤ مُجوفًا.٢٩ وفي السدرة أربعة أنهار، اثنان ظاهران، النيل والفرات، واثنان باطنان في الجنة، فأخذ ثلاثة أقداح؛ لبن وعسل وخمر، فشرب اللبن طبقًا للفطرة له ولأمته.٣٠ ويحشر الناس عراة. وإبراهيم أول من يُكسى. أما أصحاب الرسول فقد أحدثوا الفتن بعدَه.٣١ وهو ما يتناقض مع مدح الرسول لأصحابه. خاصة أبا بكر وعمر. وقد ربط الرسول بينه وبين إبراهيم في التشهد في الصلاة.٣٢
ورأى الرسول في رؤياه أنه هزَّ سيفًا فانقطع صدْر أحد المؤمنين يوم أحد. فهزه مرة أخرى فعاد أحسن ممَّا كان يوم الفتح، تشجيعًا لهم ونصرةً وتأييدًا.٣٣ ويرى الرسول أعداءه في المنام. فقد رأى وقد وُضِع في يديه سواران من ذهب فكرهَهُما ونفخهما فطارا. وهذا يعني خروج كذَّابَين من بعده؛ العنسي الذي قُتل ومسيلمة.٣٤ ويرى الرسول في المنام المصائب التي تقع بالأمة ويتنبَّأ بها كما رأى امرأةً سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة فأوَّلَ ذلك بأنه وباء.٣٥
وهناك أقوال مباشرة للرسول في أحلامه بعد اليقظة يرى فيها المستقبل. وهي وظيفة النبي في اليهودية.٣٦ ويعرف الرسول ما يحدُث قبل أن يجيء خبرُه، مثل موت النجاشي، ويُطالب بالصلاة عليه والاستغفار له.
من لم يرَ تحقيق الحلم فكأنما طلب منه أن يعقد بين شعرتَين. ومن استمع إلى حديث قوم وهُم له كارهون أو يفرُّون منه صُبَّ في أذنه يوم القيامة. ومن صوَّر صورة عُذِّب وكُلف أن ينفخ فيها فيُحيِيها. فالحلم الصادق يتحقق، والكاذب لا يتحقق. ومن افترى فرية جعل عينيه ترى ما لم ترَ.٣٧ وبهذا المعنى السيئ، الحلم من الشيطان. فإذا حلم أحد فليبصق من يساره وليستعذ بالله.٣٨ فالحلم نوعان؛ حلم صادق وحلم كاذب. الأول من الملاك، والثاني من الشيطان.
وتُخبر الرواية أنَّ أناسًا رأوا ليلة القدر في السبع الأواخر، وأن آخرين رأوها في العشر الأواخر.٣٩ فالحلم ليس قاصرًا على الرسول بل يمتدُّ أيضًا إلى الصحابة والتابعين وكل الأتقياء الصالحين مثل الصوفية.
والحدْس مثل الرؤية الصادقة ولكن في حالة اليقظة. ويتم بالقدرة على الفهم وإدراك طبائع الأشياء. فالوحي والعقل والطبيعة نسَق واحد، ثلاثة أوجه لشيءٍ واحد. العقل والطبيعة ركيزتا الوحي. والوحي يقوم على ركيزتَين: العقل والطبيعة. وهذا هو معنى حديث أن عمر مُحدِّث هذه الأمَّة كما كان في الأمم السابقة.٤٠

(٣) الأحاديث القدسية

وفي كتاب «بدء الخلق» تكثُر فيما سُمِّي فيما بعد «الأحاديث القدسية» أي حديث الله وليس الرسول لإعطاء مزيدٍ من السلطة واليقين لهذه الأحاديث المشكوك في صحتها. ولم تكن قد ظهرت من قبل في الأجزاء الثلاثة الأولى والنصف الأول من الجزء الرابع. مثال ذلك: يقول الله إنَّ أهون أهل النار عذابًا ما كان له شيء في الأرض يفتدي به وهو في صلب آدم، وهو عدَم الشرك به فأبى الإنسان إلا الشرك. وكيف يتكلم الإنسان وهو في صلب آدم؟ وكم في صلبه؟ وإذا كان الله أخذ عهد الذر على البشر وقدَّر كل شيءٍ فكيف يكفر الإنسان بالله؟٤١ والسؤال هو: كيف يحمل ابن آدم الذي سنَّ القتل وِزر القاتل، وكلُّ نفس بما كسبت رهينة؟
الله هو المتحدِّث في القدسي وليس جبريل أو الملائكة كنوع من التصوير الفني واستعمالًا لأساليب البلاغة وفنون القول. مثال ذلك كذبه ابن آدم وأنكر الحشر، وشتمه بنسبة الولد والزوجة له. وقد أمر بالإنفاق لأن يد الله ملأى لا تنقصها نفقة حتى ولو أنفق ما في السماء والأرض.٤٢ وينادي الله يوم القيامة على آدم لإخراج بعث إلى النار وآخر إلى الجنة من ذريته وقدره تسعمائة وتسعة وتسعون من كل ألف أي الأغلبية. وللحديث صياغات عدة يتدخل فيها الخيال بإدخال يأجوج ومأجوج، والشعرة السوداء في جانب الثور الأبيض أو الشعرة البيضاء في جانب الثور الأسود، وكيف تكون هذه النسبة الضئيلة ويكون المسلمون الأغلبية في الجنة؟٤٣ وقال الله إن ابن آدم يؤذيه بسبِّه الدهر والله هو الدهر.٤٤ بيده الأمر، يقلب الليل والنهار. وهذه الزيادة تجعل الدهر مجرد تقلب الليل بيده.
ويبدأ الحديث أحيانًا بلفظي «يقول الله» خارج القرآن وهو ما سُمي بعد ذلك الأحاديث القدسية لإعطاء الحديث مزيدًا من القوة.٤٥ ولم يكن في البداية كذلك. وهو مثل حديث مُحاربة الله من يُعادي أولياءه وهم الصوفية، والقربة بين الإنسان والله عن طريق المحبَّة، ثم التوحيد بين السمعَين والبصرَين واليدَين والرجلَين.٤٦ وإدخال الله في الحديث لتقويته وزيادة أثره في الإقناع وليس الاكتفاء بالتبليغ. فكل عمل الإنسان له إلَّا الصوم فإنه لله يجزي به. خُلوف فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.٤٧ وقد يكون ذلك إيجابًا وسلبًا حين يلعن الله الواصِلة والمستوصِلة، وهو حلق الشعر حتى ولو كان بسبب المرض.٤٨ وحق العباد على الله إذا عبدوه ألا يُعذبهم.٤٩ فللإنسان حقوق على الله كما أن عليه واجبات. والله له حقوق على الإنسان كما أن عليه واجبات (كتب الله على نفسه الرحمة). وكما قالت المُعتزلة الواجبات العقلية. والأحاديث القدسية هي أحاديث نبوية نُسبت إلى الله لمزيدٍ من الإقناع والتأثير. فالقرآن كلام الله والحديث كلام الرسول. ولا يُوجَد توسُّط بينهما. وبها مزيد من التشويق.٥٠ وبها بُرهان على أن الله في صفِّ الإنسان باستمرار.٥١ مثال ذلك الصوم لله يجزي به. وهو سيطرة على الشهوات من أجل الله.٥٢ والتشبيه لتقوية المعنى مثل كشف الله عن ساقه فيسجُد له كل مؤمنٍ ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً فيذهب ليسجد فيجد ظهره طبقًا واحدًا.٥٣ ويظلُّ ظهره مقوسًا من كثرة الانحناء.
وقد يكون كلام الله على لسان جبريل.٥٤ فيبدو الحديث القدسي كأنه أقوال جبريل سائلًا عن أهل بدْر، وإجابة الرسول أنهم من أفضل الناس. وأيده جبريل مُضيفًا من شهد بدرًا من الملائكة.٥٥
وردًّا على أسئلة اليهود الثلاثة يجيب الرسول، ويعزو إجابته إلى جبريل تقويةً له ضد اليهود، وإعطاء الإجابة مزيدًا من اليقين. وهي إجابة يتساءل حولها العقل. فكيف تكون أول أشراط الساعة نارًا تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وهو ضد تصوُّر الرحمة الإلهية؟ ولماذا يبدأ الحشر بالنار دون الجنة؟ ولماذا يكون أول طعام أهل الجنة زبدة كبد حوت؟ وكيف إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة يكون الوليد أشبَهَ بأبيه، وإذا سبق ماء المرأة يكون أشبَهَ بأمِّه؟ ما علاقة سرعة الإنزال بقانون الوراثة والجينات؟٥٦ ومثال آخر حديث الإيمان والإسلام والإحسان، الإيمان بالله وملائكته ورسله وبالبعث، والإسلام عبادة الله الواحد وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، والإحسان عبادة الله وكأنه يُرى، وأشراط الساعة إذا ولدت المرأة ربَّتَها، وتلقين جبريل ذلك للرسول، وليس الرسول للناس،٥٧ وقراءة القرآن على أحرُفٍ من جبريل.٥٨
ويتحدَّث الرسول باسم الله مُبلغًا قوله داخل الحديث، فلا فرق بين قول الله وحديث الرسول.٥٩ لذلك كان الحديث القدسي أقوى من الحديث النبوي لأن الله هو المُتكلم نيابةً عن الرسول ثم يتكلَّم الرسول نيابةً عن الله مثل الحديث بعد صلح الحديبية. فقد احتاج الرسول إلى تقوية حديثه بعد أن دبَّ الشك في قلوب بعض الصحابة مثل عمر عن مدى شرعية هذا الصلح وعدَم إجحافه بالمسلمين. ويبدأ بسؤال الرسول الناس إذا كانوا قد علِموا ماذا قال ربُّهم للتشويق والنسبة إلى الله. وكيف يعلم المُسلمون ماذا يقول الله دون إبلاغ الرسول وهم ليسوا على اتصالٍ به اتصالًا مباشرًا؟ ولمَّا أخبروه أن الله ورسوله أعلم أخبرَهم بأن الناس أصبحوا نوعَين؛ مؤمن وكافر به. فمن ينسب المطر إلى رزق الله ورحمته وفضله فهو المؤمن به، الكافر بالكواكب. ومن قال مُطِرنا بنجم كذا فهو مؤمن بالكواكب كافر به. فكل شيء يُرَدُّ إلى الله. وتلك علامة الإيمان بالرسول حتى يَقلَّ المتشككون في صلح الحديبية ويؤمنوا به.٦٠ ومثَل اليهود والنصارى والمسلمين كمن عمل نصف النهار وثلاثة أرباعه أو كله، إلى الظهر أو إلى العصر أو إلى المساء.٦١
والصور الفنية في الحديث كما هي في القرآن. وإذا استُعملت في الشاهد فإن استعمالها في الغائب أولى. فالمُسلم كالشجرة لا يتحاتُّ ورقها وتؤتي أكلَها كل حين.٦٢ وهو كالنخلة. وإذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها لقوله كالسلسلة على صفوان.٦٣ واجتماع الملائكة في صلاة الصبح تصوير فني لبيان فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد خمسًا وعشرين درجة.٦٤
والعجيب أنه لا ذِكر في علم الحديث للأحاديث القدسية، وهل لها أسانيد خاصَّة أم تنطبق عليها قواعد السند للأحاديث النبوية؟ ولا يُوجَد حتى تساؤل عن مدى صحتها سواء من حيث السند أو المتن أو الراوي؟ ولا عن مدى الحاجة إليها وضرورتها خاصة أنها تُغرق في مسائل عقائدية تصل إلى حدِّ الأسطورة والخيال بعيدًا عن مقاصد الأحاديث النبوية في التفصيلات العملية. ويطول بعضها بحيث يصعُب على أي ذاكرة لراوٍ حفظها وروايتها. فمُدوَّنات الأحاديث القدسية من وضع المتأخِّرين وليس المُتقدِّمين. وتطوُّر الحديث في التاريخ مثل السيرة يخضع للتقديس المستمر، والتحوُّل من الإنساني إلى الإلهي، ومن الحسِّ إلى الخيال. ويضطرب السند في الأحاديث القدسية. فبعد السند التاريخي أي العنعنة المُتصل إلى الرسول يأتي سند مُفتعل آخر «أراه يقول الله». فمن سمعه من الله؟ بطبيعة الحال ليس الراوي بل الرسول! وكيف؟٦٥
وهي أقوال تُشير إلى عقائد الفرق الإسلامية وغير الإسلامية بتعبير علماء الكلام ومؤرِّخي الفِرَق. شتيمة بني آدم لله وتكذيبهم له قد تعني الكفر والشرك به. ويشرح القول معنى الشتيمة وهو ادِّعاء النبوة لله، ومعنى التكذيب وهو إنكار البعث والمعاد.٦٦ وهذا يعني أن بعضًا منها موضوع لأنَّ الله أو جبريل أو الرسول لا يتحدَّثون عن وقائع حدثت فيما بعد وفاة الرسول.

(٤) تشخيص الطبيعة وبدء الخلق

وتتناول بعض الأحاديث تشخيص الطبيعة والحديث معها وأنسنتها والدخول في حوارٍ معها وأمرها ونهيها. فالطبيعة كائن حي بشر، والإنسان جزءٌ منها وفي علاقة معها. كما تتناول خلقها ونشأتها ومصيرها في كتاب «بدء الخلق».

(أ) تشخيص الطبيعة

وتبدأ الآية كسندٍ نظري للحديث في البداية في موضوع الريح وكيف أن الرسول نُصِر بالصَّبا وهلكت عاد بالدبور، وفي ذكر الجن وقرابهم.٦٧ وتُشفَع الآية بعدة آيات أخرى في نفس المعنى. كما يُشفع بألفاظٍ قرآنية يتم شرحها. ومنها ألفاظ الخلق مثل المَني والنطفة. وأيضًا في باب قصص الأنبياء. حديث الطبيعة هو قول فيه تشخيص لمظاهر الطبيعة وحوار الله مع الشمس وكأنها كائن حي. وتستعمل لغة تشخيصية مثل سجود الشمس وليست لغة طبيعية مثل شروقها وغروبها. وتُعطى الأوامر وكأنها كائن عاقل إرادي. ولا تفعل إلا بعد استئذانٍ مثل باقي البشر. ولا يؤذَن لها دون سبب. وتؤمر بالرجوع فتعود للشروق من مغربها مع أن اضطراب قوانين الطبيعة من علامات الساعة. وتأتي الآية بعد ذلك سندًا لهذا التفسير ومصدرًا له، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.٦٨
والطبيعة في علاقة مع الإنسان والإنسان في علاقة مع الطبيعة. فالرسول يُحب جبل أحد وجبل أُحد يُحبه في قصدية متبادلة.٦٩ ويخاطب الرسول جبل أحد ويُعلِمه بأنه ما عليه إلا نبي وصديق وشهيدان.٧٠ الرسول يُحب جبل أحد وجبل أحد يُحبه ليُخفِّف وقع الصدمة على المسلمين.٧١ ويُعذَّب قوم بالريح وكأن الريح لا تخضع لقوانين الرياح.٧٢
وصعد الرسول المنبر الخشبي فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل الرسول من على المنبر وضمَّها إليه وقد كانت تئنُّ أنين الصبي حتى استقرَّت. فقال الرسول «بكتْ على ما كانت تسمَع من الذكر.» فقد نطق الجماد.٧٣ وهو مجاز على شدَّة تأثير كلام الرسول في المُستمِعين. كما قال عن جبل أحد «هذا جبل يُحبنا ونحبه.»٧٤
ويُحدِّث الحيوانات مثل الذئب كمدعاةٍ للإيمان والتصديق.٧٥ وتتحدَّث الأغنام والأبقار والذئاب، والرسول يسمعها كلها ويضمُّ إليه أبا بكر وعمر.٧٦ وللحديث عدة صياغات أخرى مُشابهة أو مُخالفة. ويحادث الرسول أجساد الشهداء سائلًا إيَّاهم إذا كانوا وجدوا ما وعد الله لهم حقًّا كنوع من التحقُّق بالتجربة أمام اعتراض عمر؛ كيف يسمع من لا حراك لهم؟٧٧
وقد لا يحتاج تشخيص الطبيعة إلى كلامٍ بل يكفي التعامل معها. ففي القول المباشر الحيَّات جزء من الطبيعة الحية. وقتلها مع الثعابين اتقاءً لشرِّها. أما لمسها البصر وإسقاط الحبل فإنها صور فنية. وتَذكر الرواية الخلاف حولها من الصحابة تُقتَل أم لا تُقتَل لأنها من عوامر البيوت.٧٨ فاختلاف الرواية حول القول المباشر مَدعاة للشك فيه. وإذا دخلتْ جُحرها فقد وُقِيتْ شرَّ الناس كما اتقى الناس شرَّها. وفي القول المباشر هل قتل الحيَّات يحمي البصر ويحافظ على الحبَل وهل تركها أحياء يُعمي البصر ويسقط الحبَل؟٧٩ وفي القول المباشر خمس دواب يُقتلن في الحرم: الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور.٨٠

(ب) بدء الخلق

ويبدأ كتاب بدء الخلق بالآيات الخاصة به للإيحاء بمصداقية أحاديثه. وتذكر آيات كاملة وألفاظ آيات يتمُّ شرحها مثل «أفَعَيِينَا» أي أعيا علينا، «أَنْشَأَكُمْ» أي خلقكم، «لُغُوبٌ» أي النصب والتعب، «أَطْوَارًا» أي مراحل وقدرا. وهو في الرواية وليس في القول المباشر.٨١ وتشرح الرواية الآية في بداية باب «النجوم» وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ بأن لها وظائف ثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدى بها. وسوى ذلك تأويل وخطأ وتكلُّف ما لا عِلم به.٨٢ وتستأنف الرواية ما لا يستطيع القول المباشر التعبير عنه. وكلها شرح ألفاظ القرآن مثل «هَشِيمًا» أي منفردًا و«الأبُّ»، ما يأكله الأنعام و«الأنام» أي الخلق و«بَرْزَخٌ» أي حاجب وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ أي نكدًا قليلًا.٨٣ وفي الرواية أيضًا بدأ الرسول يُحدِّث عن بدء الخلق والعرش فتفلَّتت راحلة أعرابي نادمًا على قدومه لأنه لم يفهم هذه الأقوال الفلسفية الميتافيزيقية في الخلق وخسِر انفلات راحلته. فالواقع أبلغ من الفكر وأكثر حضورًا.٨٤
والسؤال هو: من أين أتى علم الرسول بنظريات الخلق؟ بعضها في القرآن مثل وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وليس بها جديد؟ وكذلك خلق السموات والأرض في القرآن لا جديد فيه. إنما تبرُز معارك العقائد حول القدَر المُسبق وعِلم الله وإرادته من ناحيةٍ وحرية الاختيار من ناحية أخرى بين الجهمية والمعتزلة والأشاعرة كحلٍّ وسط في نظرية «الكسب» الشهيرة.٨٥
وفي «بدء الخلق» استدار الزمان كهيئته يوم خُلقت السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم. فدائرة الزمان شكل طبيعي وإيحاء إنساني بدوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس.٨٦ وتغرب الشمس وتذهب حتى تسجُد تحت العرش.٨٧ ويقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟٨٨ ولمَّا كانت الشمس والقمر آيتين من آيات الله ينتهي الكسوف والخسوف بدوران الأرض والقمر وليس بالدعاء والصلاة.٨٩
ليست وظيفة الحديث صياغة نظرية في الزمان المُستدير بدوران الأرض، اثنا عشر شهرًا، أربعة حرم، وثلاثة مُتواليات، ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ورجب بين جمادى وشعبان. النظرية الأولى ميتافيزيقية خالصة، والثانية الزمان العددي الشهري أكثر حسِّية وأقرب إلى القرآن، يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ.٩٠ ولماذا الشمس والقمر مُكوَّران يوم القيامة فقط وهما كذلك منذ الخلق؟٩١ الشمس والقمر ظاهرتان طبيعيَّتان لا ينخسِفان لموت أحدٍ ولا لِحياته. ثم يعود التشخيص والدعوة للصلاة لهما حين رؤيتهما ممَّا يقرب من الصابئة. وفي صياغة أخرى فَاذْكُرُوا اللهَ وهو أفضل من الصلاة بالرغم من أنه مقابلة العِلم بالدين. وفي صياغة ثالثة «فافزعوا إلى الصلاة» والفزع أي الهروب من الظواهر الطبيعية إلى السلوك الديني.٩٢
ويصف قولٌ مباشر آخر خلقَ الإنسان في رحِم الأم أربعين يومًا ثم علقة أربعين غيرها ثم مُضغة أربعين ثالثة. ثم يبعث الله ملكًا بأربع كلماتٍ ليكتب عمله ورزقه وأجله، سعيد أم شقي. ثم ينفخ فيه الروح. لذلك يعمل الإنسان. وقبل أن يدخل الجنَّة يُصبح من أهل النار أو يعمل عمل أهل النار ويُصبح من أهل الجنة ضربًا بقانون الاستحقاق عرض الحائط. ووصف النشأة في الرحِم لا يتجاوز أربعة أشهر، وماذا عن الخمسة الأخرى بعد أن تنشأ فيه الروح؟ وكيف يُقدَّر على الإنسان رزقُه وأجله وسعادته وشقاؤه قبل أن تُبعَث فيه الروح وهو غير مسئول أو عاقل أو حر أو حتى ينبض بالحياة؟ هي العقيدة الأشعرية التي سادت والتي أفرزت أحاديث أُخرى مشابهة مثل «السعيد من سعِد في بطن أُمِّه، والشقي من شقيَ في بطن أمه.»٩٣ وفي صياغة أخرى أن الله وكَّلَ في الرحِم ملكًا يقول يا ربِّ نطفة يا ربِّ علقة يا رب مُضغة، يا ربِّ ذكر أو أنثى، شقي أم سعيد، وما الرزق وما الأجل فيكتب ذلك في بطن الأم. وفي صياغةٍ ثالثة: خلق الله الخلق فأخذ الرحم بحقِّ الرحمن عائذًا به من القطيعة. فوافق الله على أن يصِل من وصلها ويقطع من قطعها.٩٤ وفي رواية خلق آدم وذريته من صلصالٍ من طين خُلط برمل فصلصل كالفخار أي أصبح مُنتنًا.٩٥
وفي قولٍ مباشر خلق آدم وطوله ستُّون ذراعًا. ثم ينقطع القول ويستمر في أمرٍ بالذهاب للسلام على الملائكة، وتحيتهم. فردُّوا على التحية بأحسنَ منها. فكل من دخل الجنة فهو على صورة آدم. وما زال الخلق يتناقَص حتى الآن حتى يدخل الجميع الجنة. وهناك ارتباط بين آدم وشكله وأهل الجنة. فأول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر بدرًا، والذين يلُونهم مثل كوكب دُرِّي. لا يبولون ولا يتغوَّطون أو يتفُلون أو يمتخِطون. أمشاطهم ذهب ورشحهم مسك، ومجامرهم عود الطيب، وأزواجهم حور العين على خلق رجلٍ واحد. وصورة أبيهم آدم، ستُّون ذراعًا في السماء. فكيف يسير آدم على الأرض بهذا الطول، ستُّون مترًا؟٩٦
وتذكر الرواية قول عمر عن حديث النبي عن «بدء الخلق» دون قولٍ مباشر له أو للنبي، فدخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم. والأهم هو وضع مشكلة التذكُّر والنسيان. «حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.» لبيان صعوبة رواية هذا الموضوع بالذاكرة.٩٧ وتصف رواية الجنة منسوبة إلى عديدٍ من الصحابة أي أنها مُؤلَّفة من كثيرين بأنها مخلوقة، مطهرة من الحيض والبول والبزاق. وهو تشبيهٌ إنساني. كلَّما رُزِقوا أُتوا بشيءٍ ثم آخَرَ متشابهٍ شكلًا ومُختلفٍ في الطعم موضوعًا. يقطفون منها ما يشاءون، دانية قريبة من الأرائك؛ السُّرُر، وجوه نضرة، وقلوب مسرورة. وهي شروح على ألفاظٍ قرآنية مثل «قطوفها دانية»، «دهاقًا» أي ممتلئة، «كواعب» أي نواهد، «الرحيق» أي الخمر، «التسنيم» شراب أهل الجنة، «ختامه» طينه مسك، «نضَّاختان» فياضتان، الكوب ما لا أُذن له عكس الإبريق الذي له أُذن «عُربًا» مثقلة، «روح» جنة ورخاء، «ريحان» رزق، مخضود أي موقر، والعُرُب المُحبَّبات إلى أزواجهن، «مرفوعة» بعضها فوق بعض، «لغوًا» بطلان، «أفنان» أغصان، «مُدهامَّتان»، سوداوان.٩٨
وتصف رواية النار. فهي مخلوقة. ويعتمد الوصف على شرح ألفاظٍ قرآنية تصفها مجمَّعة من آراء الصحابة. فهي غسَّاق كما يغسق الجرح، وغسلين من الدُّبر. وحصَب جهنم، حطب بالحبشية أو الريح العاصف بالعربية. والحصب مُشتق من الحجارة. والصديد هو القيح والدم والخبَث.«تُورون» أي تستخرجون أو توقدون، والمُقوُون المسافرون. وألقى العَصْر. وصراط الجحيم سوء الجحيم، لشَوبًا من حميم يُخلط طعامهم ويُحرك بالحميم. وزفير وشهيق صوتان شديد وضعيف، وردًا أي عطاشًا، غيًّا أي خسرانًا، يُسجَرون أي يوقدون ونحاس الصفر يُصبُّ على الوجوه، «ذوقوا» أي باشروا وجرِّبوا، مارج أي خالص، ومريج مُلتبس مثل «مرج البحرين».٩٩

ولم تغب روح «بدء الخلق» عن باقي كتب البخاري بل خفَّت لصالح المسائل العملية وهو موضوع علم الحديث.

(٥) الملك وجبريل

والحلم والرؤية والأحاديث القدسية وتشخيص الطبيعة وبدء الخلق كلها موضوعات يغلب عليها الخيال وخلق الذات. ثم تأتي بعد ذلك الموضوعات المُتعالية التي تساهِم الذات في تصويرها قياسًا للغائب على الشاهد مثل الملك وجبريل، والشياطين والجن والأرواح والموت، وأشراط الساعة ويوم القيامة، ومشاهد الآخرة وطرُق الحساب، والجنة والنار ثم القصص وأثر الإسرائيليات.

(أ) الملك والملائكة

تتدخَّل عوامل خارجية في الحديث مثل سؤال الملك وجواب الرسول، وتكرار السؤال وتكرار الجواب ثلاث مرات. ثم نزول الملك بالقرآن، أول سورة نزلت منه، وكذلك سؤال جبريل الرسول عن الإيمان ثم الإسلام ثُم الإحسان ثم الساعة، وإجابة الرسول بنجاح، وإخبار الرسول الصحابة بأنه جبريل أتى ليُعلمهم دينهم. وهي طريقة سقراطية في توليد الحقيقة من المسئول الأقل علمًا بفضل السائل الأكثر علمًا.١٠٠ ويأتي الحديث وكأنه تفسير لآيةٍ أو عدة آيات حتى لا يبدو خارجًا عنها ويزداد اليقين بصحَّتِه.١٠١ وهي آيات ذات رنةٍ صوفية. وشرح الرسول الآيات بقدوم رجُلَين له؛ مالك خازن النار، وميكائيل وجبريل. وشتَّان ما بين معنى الآيات ومعنى الحديث. وشهادة أمَّةِ الإسلام على غيرها تفسيرًا لآية وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ.١٠٢
والحكاية مع القول المباشر مثل حكايته عن نزول الملك المرة الثانية وقوله «زمِّلوني.»١٠٣ وفي قول مباشر يقول الرسول أنه لمَّا فتر عنه الوحي مرةً سمع صوتًا من السماء وهو ماشٍ فرأى الملك الذي جاءه بحراءٍ جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فهوى إلى الأرض. وجاء إلى أهله قائلًا: «زمِّلوني، زملوني.» فأنزل الله يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، ثم يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.١٠٤
وردًّا على سؤال كيف يأتيه الوحي، يجيب بأن الملك يأتي أحيانًا مثل صلصلة الجرَس فيفصم عنه فيَعِي ما يُلقنه وهي الصورة الأقسى. وأحيانًا يتمثَّل له رجلًا يُكلِّمه فيعي ما يقول.١٠٥ وقد يتكرَّر ذلك ليُصبح مضاعفًا أربعة أو ستة مثل سؤال طاقة الصوم، وفي كل مرةٍ يسأل السائل أنه يطيق أكثر من ذلك حتى أوقف الرسول التنازُل عن الحد الأدنى.١٠٦ وقد يكون جواب الرسول فعلًا لا قولًا، جفافًا أو مطرًا.١٠٧ وتُخبِر الرواية بحضور الملائكة إلى الرسول وهو نائم، وقولها إنَّ العين نائمة والقلب يقظان.١٠٨
وتدخل الملائكة في القول المباشر لتقوية الخطاب والإقناع به مِثل اليمين والحلف والقسم، مثل عدم صلاة الملائكة على أحدٍ لم يستغفر.١٠٩ كما تهدف إلى حثِّ المسلمين على الصلاة لصحبة الملائكة لهم. وإذا اتَّفقت آمين من المصلي مع آمين من الملائكة غفر الله ما تقدَّم من الذنب وما تأخَّر، لا تؤيده آية، وخارج عن نطاق الحديث العملي.١١٠ ويتدخَّل جبريل في حديث الاعتكاف.١١١ وقد تكون الإشارة إلى الملائكة نوعًا من المواساة لأهل المَيت بدلًا من البكاء عليه.١١٢ ولا يدخل المدينة رُعب المسيح الدجَّال ولا الطاعون لأنَّ لها ملكَين على كل بابٍ من الأبواب السبعة.١١٣ ووجود عدة صياغاتٍ متفاوتة بين الطول والقصر يُثبت الإبداع الإنساني فيه. ويعني تلقي الملائكة الأرواح بدايةَ الحساب طبقًا للاستحقاق.١١٤ وتُظل الملائكة بأجنحتها الشهيد.١١٥
وإذا أمَّن القارئ أمَّن الملائكة. فإذا اتَّفق التأمينان غُفر الذنب. ولله ملائكة يطوفون في الطرُق يلتمِسون أهل الذكر فيُنادون عليهم بالتعبير عن حاجاتهم. ويُخبرون الله بأنهم يُسبِّحونه ويُكبِّرونه ويحمدونه ويُمجِّدونه دون رؤيته. ويسألون الجنة دون رؤيتها. ويتعوَّذون من النار دون رؤيتها. فيغفر الله لهم. وهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم.١١٦ يتعاقبون ملائكة باليل والنهار. ويجتمعون في صلاة العصر والفجر. ثم يعرُج بعضهم إلى الله ويسألهم عن عباده فيُجيبون بأنهم يصلون في ذهابهم وإيابهم.١١٧ وينادي الملك على المنبر.١١٨
وفي قول مباشر: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة.١١٩ ويعني ذلك التماثيل التي بها الأرواح. فقد كان القوم حديثي عهدٍ بالوثنية. وكان من الضروري تطهير القلب منها. وليس اليوم في عصر الفنون التشكيلية.١٢٠ ثم تزداد الرواية وتُصبح: لا تدخل الملائكة منزلًا فيه صوَر. وأصحابها يُعذَّبون يوم القيامة ويعجزون عن إحيائها.١٢١ ثم تُصبح الرواية حكاية. فقد سأل الرسول عن وسادةٍ فقيل له للاضطجاع عليها فسأل مُستنكرًا بأنَّ الملائكة لا تدخُل بيتًا فيه صورة، وأن من صنعها يُعذَّب يوم القيامة ويُطالَب بإحياء ما خلق.١٢٢ كان ذلك بداية الدعوة وخطورة الوثنية وعبادة الأصنام. وبعد انتصار التوحيد وإثبات التنزيه لم يعُد الخطر قائمًا. لذلك قامت الفنون التشكيلية، الرسم والتصوير والنحت. وازدهرت في العالَم الإسلامي وتقدَّم فيها الغربيُّون. ويضيف الراوي من لديه بعض المُبالغات لحُسن التصوير. فلمَّا قال إن الملائكة لا تدخُل بيتًا فيه تصاوير يقص الراوي أنه لم يدخُل البيت حتى ميت. ورأى إبراهيم وإسماعيل وبأيديهما الأزلام فيُدينهما. وهو ما يستحيل فهمه أن يأتي من إبراهيم وإسماعيل، وإبراهيم ما كان يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مُسلمًا.١٢٣ وقد وعد النبي جبريل عدم الدخول في بيتٍ فيه صورة أو كلب. فإذا كان هذا الوعد قولًا مباشرًا. فقد يظنُّ أن الرواية تحوَّلت إلى قولٍ مباشر.١٢٤
ويجلس الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبون الأول فالثاني. فإذا أتى الإمام طوَوا الصُّحف واستمعوا إلى الذِّكر. وهذا يعني أهمية الحضور إلى المسجد مُبكرًا، وأهمية خطبة الإمام. ويُراقب الملائكة المُصلين. ويتعاقبون بالليل والنهار. ويجتمعون في صلاتي الفجر والعصر. ثم يعرجون إلى الله فيسألهم فيُجيبون أنهم تركوهم يُصلُّون، وأتوهم يصلون.١٢٥ وهل يحتاج الله إلى شهادة الملائكة وهو بكلِّ شيءٍ عليم؟ وإدخال الملائكة في قول الرسول المباشر لزيادة التأثير والإقناع مِثل حثِّ الرسول على التأمين وراء قول الإمام، لأنَّ من وافق قولُه قول الملائكة غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر. وهو ضد قانون الاستحقاق.١٢٦
ولتحميس المرأة لطاعة زوجها على المُعاشرة فإن الملائكة تلعنها حتى تُصبح لو دعاها وامتنعتْ عليه.١٢٧ وعزاء لمن قُتل أبوه في أحُد أخبره بأنَّ الملائكة تُظلُّه بأجنحتها حتى رُفع فلا داعيَ للبكاء.١٢٨
ويبعث الله ملكًا فيؤثر بأربع: بالرزق والأجل والشقاء والسعادة. والجنين في رحِم الأم أربعين يومًا ثم علقة ثم مُضغة.١٢٩ فالملائكة هم الواسطة بين الله والعالَم يُنفِّذون إرادته ويُحقِّقون مشيئته طبقًا للأشاعرة. الله هو الرازق. وهو الذي يُحدد الآجال. والسعيد من سعِد في بطن أمِّه والشقيُّ من شقيَ في بطن أمِّه. فالبخاري كان يُعبر بالحديث عمَّا عبَّر عنه الأشعري في العقائد.

(ب) جبريل

والرواية مكان لإثبات أقوال جبريل وأحاديثه مع الرسول.١٣٠ فجبريل أحد الملائكة. هو حامِل الوحي ومُبلِّغه. وعندما طلب الرسول أن يأتيه جبريل أكثر نزلت آية وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا. فقول الرسول سبب نزول الآية.١٣١ ولمَّا نزلت آية الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ سأل الناس: ومَن لم يلبسْ إيمانه بظلم؟ فأجاب الرسول: الشرك. طبقًا لقول لقمان لابنه يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.١٣٢ ويسأل الرسول جبريل «ما يمنعك أن تزورَنا أكثر مما تزورنا؟» فنزلت آية وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا.١٣٣ وقد أقرأ جبريل الرسول على حرفٍ واحد فلم يزل الرسول يستزيده حتى قرأ على سبعة أحرُف.١٣٤ فطلب التعدُّدية في القراءة من الرسول. ويصِف ابن عباس الرسول أنه كان أجود الناس في رمضان؛ حيث يلقاه جبريل وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان ليُدارِسه القرآن. وقد أخَّر عمر بن عبد العزيز الصلاة لنزول جبريل للصلاة أمام الرسول.١٣٥ ولقد أسرَّ جبريل لفاطمة أنه كان يعرض عليه القرآن كل سنةٍ مرة وأنه عرضَه هذا العام مرَّتين. وهذا يعني أنه حضر من أجلِها، وأنها ستكون ألحقَ الناس بأبيها وسيدة نساء أهل الجنة.١٣٦ ويخبر الرسول عائشة أن جبريل يُقرِئها السلام وتردُّ عائشة السلام لأنَّ الرسول يرى ما لا نرى.١٣٧ فجبريل لا يُحاور فقط الرسول بل يُحيِّي أيضًا أحب نسائه إليه.
وقد يتدخَّل جبريل في الربط باستدعاء الآية وقراءتها دفاعًا عن نفسه.١٣٨ وعندما يَلقى إبراهيمُ أباه يتشفَّع فيه عند الله فيرفُض لأنه حرَّم الجنة على الكافرين. ويُقرئه جبريل على حرفٍ فيُراجعه الرسول حتى سبعة أحرُف.١٣٩
وفي ليلة الإسراء قدَّم له جبريل قدَحَين من خمرٍ ولبنٍ فأخذ الرسول اللبن. فقال جبريل: «الحمد لله الذي هداك للفطرة. لو أخذتَ الخمر غوَتْ أُمَّتك.»١٤٠
وقد يدخل جبريل في التصوير في وصية الرسول بالجار حتى ظنَّ أنه سيُورِّثه.١٤١ ويتدخَّل جبريل مع الله في حوار. فإذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريل أن الله يُحبُّه فيُحبه جبريل. وينادي على أهل السماء بذلك فيُحبونه ثم يُوضَع له القبول في أهل الأرض.١٤٢ وإذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريل أن الله أحبَّه فيُحبه جبريل، ويُحبه أهل السماء، ويُوضَع له القبول في الأرض.١٤٣ وقد يُستعمل جبريل للعون.١٤٤ ويأتي بغير موعد. وقد يتأخَّر ثم يأتي فجأة قاعدًا بين السماء والأرض.١٤٥ ويُقرئ عائشة السلام.١٤٦ ويُخبر الرسول بأن من مات من أُمته ولم يشرك بالله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق وهو مُخالف لقانون الاستحقاق؛ الجزاء على الأعمال.١٤٧ وجبريل يسمع حوار الرسول مع أصحابه لإعطائه مزيدًا من القوة والثقة.١٤٨ ويبشر جبريل بأن من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة وإن سرَق وإن زنى. وجبريل يُلقي الحديث مرة ثانية بعد الرسول لمزيدٍ من الإقناع بما يُعارِض قانون الاستحقاق وهو الإيمان دون شركٍ يُدخل الجنة وإن سرق المؤمن وزنى.١٤٩ ويكرر جبريل نفس القول.
عُرضت على الرسول الأمم. فكلُّ نبيٍّ يمرُّ ومعه أُمته أو نفر أو عشرة أو خمسة. والرسول يمرُّ معه وحدَه. ونظر فوجد أمَّةً كثيرة فسأل جبريل عنها فنفى ذلك، ونظر فإذا أمامه سواد كبير وهم أمة الرسول، منهم سبعون ألفًا أمامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، لأنهم كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيَّرون. وكانوا على ربهم يتوكَّلون. وطلب أحدُهم أن يكون منهم ورُفِض الآخر لأنَّ الأول سبقَه. والعدد سبعة عددٌ رمزي. وفي صياغةٍ أُخرى سبعون ألفًا يسبقون تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر،١٥٠ وفي صورة ثالثة مُتماسِكين أخذ بعضهم ببعضٍ حتى يدخُل أولهم وآخرُهم الجنة. ثم تأتي صورة رابعة لمنادٍ ينادي على أهل الجنة وأهل النار بالخلود.
وقد تُخصَّص الملائكة بجبريل عندما قال الرسول «مكانك حتى آتيك.» وتقدَّم غير بعيد وسمع أصحابه صوتًا وهو صوت جبريل يُخبر الرسول أنَّ من مات من أُمته لا يُشرك بالله شيئًا دخل الجنة مهما فعل.١٥١ ويُستعمل جبريل لشدِّ العزم وتقوية العزيمة.١٥٢ وأمَّ جبريل الرسول خمس صلوات. فهكذا أمر.١٥٣ وقد نزل جبريل فأمَّ الرسول خمس مراتٍ للصلاة.١٥٤ والأمر سهل لا يستدعي تعليمًا.
شقَّ جبريل صدْر الرسول. وغسلَه بماء زمزم. وأتى بطستٍ من ذهب محشوٍّ إيمانًا وحكمة، فحشاه به وصعد به إلى السماء. وسلَّم على آدم. ووجد نهرَي النيل والفرات ثم نهرًا من لؤلؤٍ وزبرجد هو الكوثر في السماء السابعة.١٥٥ إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة وإقرار خمسين صلاة واكتساب خبرة الأنبياء في التخفيف. وهو حديث طويل واضح فيه الإخراج الفني.
وفي قولٍ مباشر فُرِج سقف في بيت الرسول وهو بمكة فنزل جبريل فشقَّ صدره وغسلَه بماء زمزم. ثم جاء بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ علمًا وحكمةً وإيمانًا فأفرغها فيه ثُم أطبق صدره. وأخذ بيده وعرج إلى السماء وطلب من خازن السماء الدنيا فتحَها لجبريل ومعه محمد، فقابل رجلًا عن يمينه أسودة إذا نظر إليها ضحِك وعن يساره أسودة إذا نظر إليها بكى. رحَّب بمحمد ورحَّب محمد به وهو آدم، ومن على يمينه ويساره بنوه الصالحون أهل الجنة، والطالحون أهل النار. ثم وصل إلى السماء الثانية وطلب من خازنها أن يفتح فوجَدَ فيها إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم، آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السادسة. وكلَّما مرَّ بنبيٍّ رحَّب به. ورحَّب النبيُّ بالنبيِّ الصالح والأخ الصالح. ثم سمع النبيُّ صرير الأقلام. وفرض خمسين صلاة. فرجع إلى موسى الذي طلب مُراجعتها، فنزلت إلى النصف. ثم راجع موسى فطلب مُراجعتها مرةً ثانية وثالثة حتى وصلتْ إلى خمس. ثم وصل إلى سدرة المُنتهى بألوانها وجنابذ لؤلؤها وترابها المِسك.١٥٦
وجواب الرسول عن سؤال عائشة عن أشدِّ يوم على الرسول من أحُدٍ وهو يوم العقبة عندما أظلَّته سحابة وبها جبريل الذي ناداه بأن الله سمع قول قوم الرسول، وبعث إليه ملك الجبال تحت أمرِه. فناداه ملك الجبال وأخبرَه أنه مُستعد أن يُنفِّذ ما يطلبه. فرفض الرسول العقاب. ورجا أن يخرج من الأصلاب من يعبُد الله ولا يشرك به.١٥٧
وإذا كان جبريل قد ركب فرسه وحارب في بدْر فماذا عن أحد؟ وفي صياغة أُخرى «يوم أحد». فالمُهم الصورة العامة لا الواقعة المُحدَّدة. وسواء كانت الأولى أم الثانية فالنتيجة واحدة. إذا كان جبريل يوم بدْر فلماذا غاب يوم أحد؟ وإذا كان يوم أحد فكيف هُزِم المسلمون؟١٥٨ ويدخل جبريل في الحوار عندما رجع الرسول من غزوة الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار وكأنه كان يُحارب مع الرسول أو من أجل ماكياج «من وحي الموقف» وضعت السلاح فو الله ما وضعتُه. فسأل الرسول أين؟ فأشار جبريل إلى بني قريظة. فخرج إليهم الرسول. وذلك يعني أولًا مُشاركة جبريل حروب الرسول، وبالتالي هي حروب مُقدَّسة، ثانيًا مطالبة جبريل استئناف الحرب ضدَّ بني قريظة تبريرًا لقتال اليهود.١٥٩

(٦) الشيطان والجن

وهما الملاك المعكوس أو الملاك النقيض. فكل صفات الملائكة مقلوبة تُصبح صفات الجن والشياطين. وهما ثنائية الحُسن والقبيح، والخير والشر، في صيغةٍ تشبيهية بل وتجسيمية. يتدخَّلان في العالَم على نحوٍ شرير كما يتدخَّل الملائكة على نحوٍ خيِّر.

(أ) الشيطان

إذا كان الملاك يقول صدقًا فإنَّ الشيطان يكذب. ويُفسر قول مباشر كذِب الكهَّان خاصةً ورجال الدين عامة؛ إذ تنزل الملائكة في السحاب فتذكر ما قُضِي في السماء فتسترقُ الشياطين السمعَ فتوحيه إلى الكهَّان. فيكذبون مع ما يسمعون مائةَ كذبة إضافةً من عند أنفسهم. فهم لا يقدرون على حفظ الأمانة وتبليغ الرسالة دون تدخُّل الأهواء والانفعالات والمصالح.١٦٠
والشيطان مسئول عن كل الأفعال القبيحة. فعدَم الالتفات إلى الصلاة اختلاس الشيطان منها لتحذير الناس وحثِّهم على الانتباه إليها.١٦١ ويعني عقد الشيطان الكسل وذهاب النشاط. وكذلك إذا مرَّ أحد أمام رجلٍ يُصلي يجب منعُه. وإن مرَّ يجب قتاله لأنه شيطان. وهو يختلس صلاةَ الناس. وتُقرأ آية الكرسي حين النوم لتحفظه من الشيطان حتى الصباح.١٦٢ ويهرب الشيطان إذا نودي على الصلاة ويُسمع له ضراط. ويعود ليخطر بين الإنسان وقلبه ويُشوِّش عليه عدد الصلوات، الركعات والسجدات.١٦٣ وكيف يكون ذلك والإنسان يكون أقربَ إلى الله وهو ساجد. فهل الشيطان أقوى من الله؟
قطع الشيطان الصلاة على الرسول وهمَّ بربطِه إلى ساريةٍ حتى يراه الناس في الصباح.١٦٤ وجريان الشيطان مجرى الدم مجاز، أي أقرب إلى الدوافع البشرية وعُمقها في الإنسان.١٦٥ الشيطان في دم الإنسان.١٦٦ يجري من ابن آدم مبلغ الدم أي أنه يتخلَّل الإنسان ويسري في الانفعالات.١٦٧ قدوم الشيطان ثلاث مراتٍ يدَّعي أنه أسير محتاج للتصدُّق عيله وكشْف الرسول عنه «ذاك شيطان.»١٦٨
الرؤية الصالحة من الله، والحلم من الشيطان.١٦٩ الأول للحمد، والثانية للاستعاذة. ومن رأى الرسول في المنام فإنه حق لأن الشيطان لا يتمثل به. ومن رأى الشيطان فلينفُث عن شماله ثلاثًا وليتعوَّذ منه. واتقاء الحلم المُخيف البصق على اليسار والتعوُّذ بالله. وإذا اقترب الزمان لا تكذب رؤيا المؤمن. والرؤيا حديث النفس، وتخوين الشيطان، وبشرى الله. ودواء الرؤيا الكريهة الصلاة.١٧٠ يعقد الشيطان على قافية الرأس فإذا نام الإنسان عقد عليه الشيطان ثلاث عُقَد. فإذا استيقظ وذكر الله انحلَّت عقدة. وإذا توضَّأ انحلت أُخرى. وإذا صلى انحلت الثالثة وأصبح الإنسان نشيطًا وإلا استمرَّ في كسلِه.١٧١ وهو تصوير فني بعد اليقظة للتحوُّل من الكسل إلى النشاط. وإذا نام الإنسان بال الشيطان في أُذنه. وإذا جامع أهله ودعا الله بأن يُجنِّبه الشيطان رزقه الله ولدًا ولم يضرَّه الشيطان.
والشيطان هو سبب النسيان.١٧٢ وهو سبب الفتنة في المشرق حيث يطلُع قرن الشيطان. والقسوة غلظة القلب عند أهل الإبل إذ يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر. والإيمان يماني، واليمن مفهوم فالرسول أصوله يمانية. والحكمة يمانية. والشرُّ في قبيلتَين أُخريين.١٧٣
والشياطين تنحلُّ في الليل. لذلك لا ينبغي للصبيان الخروج من المنازل إلا بعد ساعةٍ من العشاء، مع غلق الباب، وذكر اسم الله عند شُرب الماء أو الخمر (وخمِّر إناءك) وإطفاء المصباح. وإذا جنَّ الليل يدخل الصبيان إلى المنازل لانتشار الشياطين في الطرقات. وتُغلَق الأبواب. ويُذكَر اسم الله لأن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا، وتُغلق القِرَب، وتُخمَّر الأواني، وتطفأ المصابيح ويذكر اسم الله كما يفعل السحرة.١٧٤ والشيطان يقذف السوء في القلوب ويجعل الناس تشكُّ في الرسول إذا ما رآه أحد مع امرأة. والاستعاذة من الشيطان واجبة لتُذهِب الشر.
ويدفع الشيطان في نظرية الخلق إلى السؤال عن العلة فيها حتى يأتي إلى سؤال العلة الأولى «مَن خلق الله؟»١٧٥ ويدخل الشيطان في الخلق لتشخيص مظاهر الطبيعة. إذ تترك الصلاة حتى تطلع الشمس وحتى تغيب لأنها تطلُع بين قرنَي الشيطان. وهو ما يُعارض الصلاة حين الغروب وحين الشروق وبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وقد تدخل عناصر الطبيعة الحية مع الشيطان. فإذا صاحت الدِّيَكة فإنها رأت ملكًا. وإذا نهق الحمار لأنه رأى شيطانًا مما يُوجب التعوُّذ منه.١٧٦

ويطعن الشيطان بني آدم في جنبَيه بأصبعه حين الولادة إلا عيسى ابن مريم فطعنه في الحجب ولم يؤثِّر فيه. وهو تصوير فني لحديث «كل بني آدم خطَّاءون، وخير الخطَّائين التوابون.» ومن قال لا إله إلا الله وحده كل يومٍ مائة مرة فهي مثل تحرير عشر رقاب، ومائة حسنة، وتغفر مائة سيئة، وتكون حرزًا من الشيطان من النهار حتى المساء، ويفضُل جميع أعمال الخير.

والشيطان يخاف عمر ولا يسير في طريقه كما تخافه النساء وتحتجِب، وكأنه أخوف لهنَّ من الرسول. وما لقِيَ الشيطان عمر سالكًا فجًّا إلا سلك غيره، ويُشبِّه عمر بعدو الشيطان. فما سلك الشيطان فجًّا إلا سلك عمر غيره.١٧٧
وتتوالى الصور والصور المُضادة للتعبير عن قُبح الشيطان وحُسن التخلُّص منه مثل ضرورة التوضُّؤ بعد الاستيقاظ من النوم والاستنشاق لأنَّ الشيطان يبيت على الخيشوم. ومع ذلك يمكن تجنُّب أفعال الشيطان وآثاره الضارة على الإنسان؛ إذ تُسلسل الشياطين إذا دخل رمضان وفتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم.١٧٨ والشيطان يعني أهواء النفس وشبهاتها وظنونها، كمن ظنَّ بوجود امرأة في منزل الرسول، وهو من فِعل الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم.١٧٩ ويأتي الإنسان أهله بدعاء الله لتجنُّب الشيطان ما يرزُقه من ولد وحتى لا يضرَّه أبدًا.١٨٠ دعاء الرجل أن يُجنِّبه الله الشيطان عندما يكون مع أهله فيأتي الولد خاليًا منه، وكأنه لا قوانين للوراثة.١٨١
وللشيطان مرادف آخر هو إبليس. وتذكر الرواية صفة إبليس وجنوده اعتمادًا على شرح ألفاظٍ قرآنية.١٨٢ بصرف النظر عن مصدرها؛ مجاهد أو ابن عباس. وإذا ذُكِرت آية فلِتقوية الحديث والاقتناع به.١٨٣

(ب) الجن

والجن مثل الشيطان مخلوق كريه ولو أنه أقل حضورًا من الشيطان. فالحديث الحق للكهَّان من الجني يخطفها من الحق فيُقرُّها في أذن وليِّه قرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة.١٨٤ وفي قولٍ مباشر مرفوع أشبه بالرواية، أمر الرسول بتخمير الآنية وإعداد الأسقية وغلق الأبواب وإبقاء الصبية خلف الأبواب لانتشار الجن، وإطفاء المصابيح عند النوم لأنَّ الفويسقة ربما جرَّت الفتيلة فأحرقت أهل المنزل. وفي قول آخر هو عمل الشيطان.١٨٥ والعظم والروث من طعام الجن. وقد أتاه وفدٌ من جن نصيبين، ونعم الجن، وسألوه عن الزاد فدعا لهم أنهم لا يمرُّون بعظْم ولا روثة إلا وجدوا عليه طعامًا.١٨٦ فالرسول يستقبل وفودًا من الجن. ويتفاضل الجن فيما بينهم دون القول بأنَّ هناك خيرًا وشرًا. ويأكل الجن ولا يستطيع أن يُوفِّر الطعام لنفسه. ويستطيع ذلك الرسول بالدعاء. وإذا كان من أفضل أنواع الجنِّ فكيف يأكُل من فوق العظم والروث؟
ودخل عفريت من الجن على الرسول في صلاته فمكنه الله منه وربطه في سارية المسجد حتى يشاهده الناس فتذكَّر قول سليمان وَهَبْ لِي مُلْكًا فردَّه روح خاسئًا.١٨٧ وحديث آخر بربط أسير في السارية. وبالتالي احتمال بناء الحديث الأول المُتعالي بالحديث الثاني الواقعي. وربط الرسول عفريتًا من الجن في سارية من سواري المسجد شوَّش عليه الصلاة حتى ينظر إليه الناس في الصباح.١٨٨ والإنس والجن يموتون، والله لا يموت.١٨٩

(٧) الموتى والأرواح

وتظهر الموضوعات المُتعالية ليس فقط في الملائكة وجبريل ونقيضهما في الجن والشياطين، بل في أرواح الموتى والروح القدس. فأرواح الموتى تظلُّ حيَّةً في المقابر تنعم أو تتعذَّب كما هو الحال في عِلم أصول الدين. والأرواح تسعد وتشقى طبقًا لاتفاقها واختلافها. أما الروح القدس فهي التي تهبط بالوحي أو في السيد المسيح. وهما أقل أهميةً كما في الموضوعات وأضيق نشاطًا.

(أ) أرواح الموتى

وأفعالها ليست مرئيةً بل مسموعة. يسمعها الرسول وحدَه. ويُعبر عما يسمع في حديث. وقد يكون القول تعليقًا على حدثٍ وقع، مثل سماع صوت إنسانَين يُعذَّبان في القبر، ثم وضع كسرة على القبر. فلمَّا سُئل عن السبب قال للتخفيف عنهما. ولا يُوجَد سند قرآني لذلك.١٩٠ وقد يكون القول المباشر تعليقًا على حدثٍ خاص بالرسول لم يُدركه إلا هو، مثل سماع صوت تعذيب ميِّتَين داخل القبر ثم وضع كسرة على القبر للتخفيف عنهما. فلما سُئل عن السبب قال بأن الأول كان لا يستتِر من بوله وكان الثاني يمشي بالنميمة.١٩١ يعذب الإنسان في القبر لأنه لا يستتر من بوله أو يمشي بالنميمة. فإذا ما وضع عسيبةً رطبًا على القبر خُفِّف العذاب. فالخضرة رمز الحياة. وهو ما زال مُستمرًّا في الممارسات الشعبية.١٩٢ ويعذب أهل القبور في قبورهم عذابًا تسمعه البهائم كلها.١٩٣ ورُؤى الرسول الجنة والنار، وفتنة القبور مثل فتنة الدجَّال. يعترف المُسلم أنه قد جاءته البيِّنات فآمن فيرقُد آمنا. والمنافق والمرتاب اعترفا بأنهما قالا كما قال الناس تقليدًا.١٩٤ ولا تقوم الساعة حتى يُغبط أهل القبور. ويتمنَّى كل إنسانٍ أن يكون منهم.١٩٥ والمسلم يشهد في القبر ألَّا إله إلَّا الله وأن محمدًا رسول الله. والحديث مع الشهداء، شهداء القليب وسؤالهم هل وجدوا ما وعدهم ربهم حقًّا؟ مجازًا.١٩٦ وحياة القبر كلها صور فنية، السؤال والجواب، والنعيم والعذاب والشهادة. فإذا كانت الحياة في القبر ممكنة فهي خارجه أولى.١٩٧

(ب) الأرواح

«والأرواح جنود مُجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكَر منها اختلف.» أصبح أشبه بالمثَل العامي.١٩٨ فالجماعة المُتجانسة جماعة الأرواح، والجماعة المتنافرة جماعة الأرواح. فالروح ماهية الإنسان وليس الجسد. واللفظ لا يتكرَّر كثيرًا في الحديث لاتجاه الحديث نحوَ العالَم والسلوك العملي والوجود البدني. إنما التصوُّف هو الذي أبرز الموضوع وأصبح رئيسيًّا فيه.
وعلى عكس نقد القرآن الشهير للشعراء الذين يَهيمون في كل وادٍ ويقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، يدافع الرسول عن الشعراء نموذج حسَّان ابن ثابت وطلبه منه الإجابة بدلًا عنه «أجب عني.» ودعاؤه له بتأييد الروح القدس «اللهم أيده بروح القدس.» كما طلب منه هجاء الخصوم وجبريل معه.١٩٩ فالشعر نوعان، شعر صحيح وهو المؤيد بالروح القدس، وشعر كاذب وهو الشعر الخيالي. ومن ثم يمكن تطبيق نفس التمييز في الحديث. الحديث الصحيح وهو ما يتفق مع حياة الناس العملية وما يفيد في عالَمهم. والحديث الكاذب ما يُحلِّق في سماء الخيال من صُنع المحدثين والرواة في لحظات الضعف والتعويض.

(٨) أشراط الساعة ويوم القيامة

ومن وضع الخيال والتصوير الفني والإحساس بالنهاية تأتي أشراط الساعة ومشاهد القيامة، فساد الأخلاق، ظهور الفتن، واضطراب قوانين الطبيعة، نهاية هذا العالَم وبداية عالَمٍ آخر تعبيرًا عن الأمل المُستمر والعدل الدائم والخلود بعد الفناء. وهو عالم شعوري فِعلي حتى ولو أخذ صورة الخيال.

(أ) أشراط الساعة

من أشراط الساعة فساد الأخلاق، وضياع الهِمَم، وانهيار القيم، وإذا تطاول رُعاة البهائم في البنيان أي الغرور، ووضع الرجل المناسب في غير المكان المناسب، وأصبح الجاهل عالمًا، والعادل ظالمًا وهو ما يحدُث الآن بسبب الوساطة والولاء للنظام السياسي والقرابة والطاعة والنفاق. ومنها تضييع الأمانة أي إذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله، وأصبح الغش والخديعة والسرقة هو السلوك الشائع بين الناس.٢٠٠ ومن علاماتها نشر الرجُلَين ثوبيهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطوِيانه أي نقص العادات. وهو التوقُّف عن العمل والسير والتقدُّم والفعل. وإذا كانت الحركة علامة الحياة فإن السكون علامة الموت. ومن علامتها انصراف الرجل باللبن فلا يُطعمه، أي الجوع والمجاعة ووجود الطعام والشراب عند الآخرين ومُحرِّمين عليه. وعندما يأتي الإنسان حوضَه فلا يُسقى فيه، أي نهاية الغايات. وهي لحظات العطش والجوع كما هو حادث في أفريقيا الآن في أوقات الجفاف. وإذا رفعت أكلَتُه إلى فيه فلا يطعمها، أي توقف الأفعال والأهداف. وهي أوقات الجوع ووجود الطعام عند الأغنياء دون الفقراء. ومن علامات الساعة ألا يهرم الصغير، أي توقف الزمان والنمو، وهلاك الأطفال بسبب المجاعة والحروب الأهلية.٢٠١ وعندها يُحسَر الفرات عن كنزٍ من ذهب ولا يؤخَذ منه شيء، أي عدَم الانتفاع بخيرات الأرض، والجهل بخطط التنمية ووجود الموارد دون استغلالها.٢٠٢
ومن علامات الساعة أن يأتي زمان على الناس ليتصدَّقوا فلا يجدون من يقبلها لانتهاء زمن الاختبار.٢٠٣ فالصدقة لم تعُد تكفي، أو لانعدام الناس. من علامات الساعة تقليد الأمة مَن قبلها.٢٠٤ ولا تقوم الساعة حتى تضطرِب نساء دوس على طاغيتها الذي كانوا يعبدون في الجاهلية، أي الثورة على الكفر. ولا تقوم الساعة حتى يخرج من قحطان رجل يسُوق الناس بعصاه، أي نهاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.٢٠٥ وتتقاتل فئتان عظيمتان دعوتهما واحدة، وظهور ثلاثين دجَّالا يدَّعي كل منهم أنه رسول. ويُقبَض العِلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثُر الهرج وهو القتل. يكثُر فيهم المال ويفيض ولا يجد رب المال من يقبل صدقته. ويتطاول الناس في البنيان، ويتمنَّى الرجل أن يكون في القبر. وتطلع الشمس من مغربها. ولا ينفع نفس إيمانها. ولا يتبايع الرجلان ثوبهما بينهما ولا يطويانه. ولا يطعم الرجل بلبنِه، ويرِد حوضه دون أن يُسقى، ويأتي طعامه فلا يأكل.
وفي القول المباشر: خير مال الرجل غنم يرعاها في الجبال، والفرار بالدين من الفتن. وهي التوصية بالعُزلة عن الفتن في آخر الزمان كما فعل الحسَن وقت الفتنة وكثير من الصحابة.٢٠٦ ومن علامات الساعة خروج رجل يسوق الناس بعصاه وهو ما يسهُل تفسيره على أنه الوضع الحالي.٢٠٧ الخلاف هو قحطان القديم أو الجيش وقريش الحديث. ومن علامات الساعة اقتتال فئتين دعواهم واحدة مثلما يحدُث الآن.٢٠٨
وتحرس الملائكة المدينة من الدجَّال وكأن المدينة ستبقى إلى آخر الزمان، وكأنَّ أهلها غير قادرين على حراستها.٢٠٩ وهو أعور والله ليس بأعور. حذَّر منه نوح من قبل.٢١٠ وفي صياغة أخرى يأتي معه بمِثل الجنة والنار، وما يقول إنها الجنة هي النار. ويُضرب المثَل بالدجَّال على السوء والخطورة.٢١١ وهو موجود في كل نبوَّةٍ منذ نوح.٢١٢ وفي قول مباشر يتساءل الرسول عما يفعل المسلمون إذا نزل ابن مريم فيهم وإمامهم منهم.٢١٣
والمشرق أيضًا منشأ الفتن.٢١٤ فماذا يعني المشرق في شبه جزيرة العرب؟ الخليج، آسيا حتى الصين؟ وهو أيضًا وقت نهاية الصوم. وعند الفلاسفة مَهبط الإشراق ومنطق المَشرقيين. وفي الفكر العربي المُعاصر كوكب الشرق، ومصر تاج العلاء في مفرِق الشرق، وفي الفكر الإصلاحي الجامعة الشرقية وتجمع شعوب الشرق. وفي فلسفة التاريخ حاليًّا «ريح الشرق». من أشراط الساعة نار تحشُر من المشرق إلى المغرب. تخرج نار من أرض الحجاز تُضيء أعناق الإبل ببُصرى.٢١٥ ولماذا يأتي الكفر من المشرق أي من آسيا وهي الآن رصيد الإسلام، وتحوُّل النهضة من الغرب إلى الشرق فيما يعرف بريح الشرق؟ والفخر والخيلاء في أهل الخير والإبل أي عند العرب. والخوف أن يقصد بها الحجاز والخليج. والسكينة في أهل الغنم. والخوف أو يؤوَّلوا على أنهم أهل البدو.٢١٦
وفي قول مباشر يجمع الله يوم القيامة الأوَّلين والآخرين في صعيدٍ واحد فيسمعهم الداعي وينقدهم البصر. وتدنو الشمس منهم بين الظواهر الإنسانية والظواهر الطبيعية.٢١٧ ومن أشراط الساعة أن تلِد الأمة ربَّتها أي قلب قوانين الطبيعة.٢١٨ وتعني أشراط الساعة الخلل في الكون، واضطراب قوانين الطبيعة مثل رفع العِلم وكثرة الجهل، وإفشاء الزنا، وانتشار الخمر، وقلَّة الرجال، وكثرة النساء بنسبة واحدٍ إلى خمسين.٢١٩ ومن مظاهر اضطراب قوانين الطبيعة، غروب الشمس من مشرقها، وشروقها من مغربها.٢٢٠

(ب) يوم القيامة

ويوم القيامة بعد أشراط الساعة وبين النفختَين أربعون. ولا تُحدِّد الرواية المقياس، اليوم أو السنة أو الشهر.٢٢١ وما السبب؟ هل الزحام أو الاستعداد؟ والرسول أول من يفيق يوم القيامة بعد أخذ الصاعقة الجميع، وموسى آخذًا بقوائم العرش فربما أفاق قبله.٢٢٢ وهو ما يتناقض مع إعطاء الرسول نفسه الأولوية في كل شيءٍ على باقي الأنبياء. ومن يجرُّ إزاره في الدنيا خيلاء يتجلَّل في الأرض يوم القيامة.٢٢٣ ولا ينظر الله إليه. فالعقاب قد وُقِّع عليه قبل الحساب على عكس قوانين العدل أنَّ العقاب بعد الحساب. فربما صاحب الخيلاء له ما يُبرِّره. ولماذا يمشي الإنسان على وجهه يوم القيامة والحساب لم يتم بعد؟٢٢٤ ليست القضية قدرة الله بل الحكمة والغاية.
يُحشر الناس يوم القيامة على أرضٍ بيضاء عفراء كقُرصٍ نقيٍّ ليس فيها مَعلم لأحد. وهو تصوُّر خيالي، لماذا قرص أبيض ليس عليه معلم لأحد؟ وفي الصياغة «أو غيره» أي أن المتن مُحتمَل.٢٢٥ ويُحشر الناس يوم القيامة مجموعاتٍ على بعير، اثنان وثلاثة وأربعة وعشرة. واحد واثنان نعم، وثلاثة ربما، ولكن كيف عشرة؟ وماذا عن بقية الخلق؟ ولماذا اختير هؤلاء على بعير؟ ولماذا تَقيل النار معهم وتبيت وتُصبح وتمسي معهم والحساب لم يتم بعد؟٢٢٦ ولماذا يقابل البشر يوم القيامة حفاة عراة؟٢٢٧ هل يعني ذلك المساواة بين الناس منذ الخلق حتى آخره دون أي تفاوُتٍ اجتماعي يرمز باللباس وكما هو الحال في الإحرام في الحج؟
وسيؤتي برجالٍ من أمة محمد ويؤخذون ذات الشمال فيعترض الرسول بأنهم أصحابه فيقال له إنه لا يدري ماذا أحدثوا بعده. فإنهم لم يزالوا مُرتدِّين على أعقابهم.٢٢٨ وكيف لا يعلم الرسول ما حدث من أُمته بعده وهو يعلم ما سيحدُث آخِر الزمان ومصير بعضهم في الجنة أم في النار. وهذا يعني أن المساواة بين الناس بصرف النظر عن علاقاتهم بالرسول ومدى قُربهم منه. ويتحوَّل كنز الدنيا يوم القيامة إلى ثُعبان أقرع يفرُّ منه صاحبه أو يدخل في فمه أو يخبط وجهه. وهي صور كريهة من أجل تخويف الناس من التكالُب على الدنيا وكنوزها.٢٢٩ فالثروة إضافية لا تدخل في جوهر الإنسان ولا قيمته. من أخذ شيئًا بغير حقٍّ كهدية لأمير لإمارته يأتي يوم القيامة يحمل بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تبعُر. وهي صور كريهة حتى ينفر الأمير من الهدايا التي تُعطى له لإمارته والتي قد تكون رشوةً لإعطاء أحد غير ذي حقِّه.٢٣٠
ويعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويُلجمهم حتى يبلغ آذانهم.٢٣١ وهو ما يدل على التعب والإجهاد منذ القيامة والحشر. ويُنصَب لكل غادر لواء يوم القيامة بأنه قد بايع الله ورسوله، وينصب له القتال ويمتحن.٢٣٢ فالغدر ليس من شيمة المؤمنين. الغدر خرق للميثاق، وتَخلٍّ عن العهد، ونيل من قِيَم الشرف والأمانة. وهو لا يحتاج إلى انتظارٍ للحساب. يظهر على الغادر منذ يوم القيامة حتى يوم الحشر. فالغادر يُرفع له لواء يوم القيامة ويُقال له هذا غدرة فلان.٢٣٣
وفي حديث طويل واضح أنه موضوع لخيالاته، يجمع الله الناس يوم القيامة ويطلب منهم أنَّ من كان يعبد شيئًا فليتبعه، الشمس أو القمر أو الطاغوت. ويبقى في الأمة شافعوها ومنافقوها. فيشكُّون في الله شكَّ إبراهيم حتى يتجلَّى لهم في الصورة التي يعرفونها فيتبعونه. ويجتاز الرسول وأُمته الصراط بين ظهرَي جنهم. ولا يتكلم إلا الرسُل. ودعواهم السلام. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان تخطف الناس بأعمالهم. ثم يأمر الله الملائكة بإخراج من آمَن مِن النار وفي وجوههم أثر السجود. ويُصَبُّ عليهم ماء الحياة. فيبيتون تحته حتى آخِر رجل. فيطلب من الله إخراجه من النار. ثم يطلب إدخاله الجنة بعد أن يراها فيُحقِّق ما يتمنَّى ثلاث مرات.٢٣٤ وللحديث صِيَغ أخرى بصورٍ أخرى. الأرجح أنه من وضع الصوفية. يجمع بين القيامة والحشر والحساب والجزاء، ثوابًا أو عقابًا في وقتٍ واحد. فالخيال في لا زمان، صورة مُركبة فنيًّا وليس مراحل مُتتابعة زمانيًّا.
ويدين الرسول شرار الخلق يوم القيامة. وهم الذين يبنون فوق قبورهم مساجد ويضعون فيها صورًا.٢٣٥ هم الذين لم يتَّبعوا تعاليم الإسلام خاصة تحريم التجسيم والتشبيه عمليًّا، وليس فقط في التصوُّرات النظرية لله كما يفعل المُجسِّمة والمُشبِّهة. فالمسجد لله وليس للمُتوفَّى. وهو خالٍ من الصور لأنَّ الله مُنزَّه لا شبيه له. وأشد الناس عذابًا يوم القيامة من يُصوِّر الصور.٢٣٦ ويُقال لهم: أحيوا ما خلقتم. الصور تشبيه وتصوير حسِّي.
يوم القيامة تعويض عما يحدُث في الدنيا. فالسبُّ في الدنيا لأحدٍ قربة له يوم القيامة.٢٣٧ يسرع إلى تركها من أجل غيرها. والمُفلس هو الذي يفلس يوم القيامة، ويأتي بلا حسنات يستحقُّ عليها الثواب. والرجل السمين لا يساوي وزن بعوضة يوم القيامة لأنه اكتنز ولم يتصدَّق.٢٣٨
وقد رأى إبراهيم أباه يوم القيامة عليه الغُبرة والقَتَرة، صورتان لعدم الإيمان.٢٣٩ وكل مكلوم في الله يأتي يوم القيامة وكَلمُه يدمى، اللون لون دم، والريح ريح مسك.٢٤٠ فالظاهر غير الباطن، والدم غير الروح. وجليس الصالح كحامل المسك له ريح طيب. وجليس السوء كحامل الكير يحرق الذباب وتفوح منه ريح خبيثة.٢٤١
والدعوة إلى جعل الصحابة يوم القيامة فوق كثيرٍ من الناس.٢٤٢ وهو ما يتعارض مع مساواة الناس جميعًا منذ الخلق. والعيش عيش الآخرة، فالدعوة للأنصار والمهاجرين بالنصر.٢٤٣ وهو ما يتعارض مع مساواة الناس جميعًا دون تمييز خاصٍّ للصحابة، مهاجرين وأنصار.
والشهادة بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة. وهو مقياس الثواب. ومن يذكر التسعة والتسعين اسمًا لله ويحفظها دخل الجنة.٢٤٤ وهو مقياس آخر من مقاييس الثواب.
وتُستعمل القيامة للترهيب. فمن قتل نفسَه في الدنيا بشيءٍ عُذِّب به يوم القيامة.٢٤٥ فالجريمة في الدنيا لا تنجو في الآخرة. ووجود عالَم آخر هو قرار للعدل دون الظلم في هذا العالَم. وتُستعمل القيامة كتصويرٍ فني للترغيب والترهيب. فالأوامر والنواهي لا تكفي كتشريعاتٍ صورية بل في حاجة إلى وسائل شعورية للإقناع. فمن لا يؤدي زكاة المال يُصوَّر ماله كشجاع أقرع له زبيبتان يُطوَّقان بصاحبه يوم القيامة يأخذ بشدقيه ليُعذبه بماله.٢٤٦
ومن أشر الناس يوم القيامة ذو الوجهَين.٢٤٧ وهو المنافق. فالأخلاق هي مِعيار النجاة. وهي جوهر الإيمان. تُحمَل عن الكذَّاب كذبته حتى تبلُغ الآفاق فيُصنع به إلى يوم القيامة.٢٤٨ فالسوء يكبر ويزيد من الدنيا حتى الآخرة. وهو ما يعارض الرحمة والمغفرة. الله يستر على المؤمن ما يحمله في الدنيا ليغفر له يوم القيامة.٢٤٩ فالله مع المؤمن حتى قبل الحساب وهو ما يتعارض مع زيادة السوء. والمُكثرون هم المُقلُّون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرًا.٢٥٠ والآخِرون هم السابقون.٢٥١ فالآخرة تعويض عن الدنيا.

(٩) الآخرة والحساب

والدنيا والآخرة نقيضان.٢٥٢ والاستحقاق والظلم نقيضان كذلك؛ لذلك تعوض الدنيا هذا العالَم في الآخرة، ويعوض الظلم في عالَم آخر، عالَم الاستحقاق. الثاني استمرار للأول، يفصلهما الموت. فالموت ليس له الكلمة الأخيرة بل هو مجرد مَمرٍّ من عالَم إلى آخر، من الفناء إلى البقاء بمصطلحات الصوفية.٢٥٣

(أ) الآخرة والحوض والصراط

الإنسان في الدنيا غريب، عابر سبيل، في طريقه إلى عالَم آخر، الآخرة.٢٥٤ فالحياة مُستمرة بشكلَين. حياة حسِّية في الدنيا، ومعنوية في الآخرة. وما بينهما حياة الفكر والذكريات والأثر في قلوب الناس الذين ما زالوا أحياء لعدة أجيالٍ سابقة ولاحقة. لذلك يخلد العِظامُ في أذهان الناس في الدنيا قبل خلودهم خياليًّا في الآخرة.
والإيمان بالله واليوم الآخر دافع إلى الخير أو إلى الصمت.٢٥٥ هو دافع أخلاقي؛ فالعقائد بواعث على الأخلاق والعمل الصالح، وليست غاية في ذاتها. العقائد وسيلة، والسلوك الخير غاية. وعقائد بلا أخلاق، إيمان فارغ. تُستعمل الآخرة للترغيب والترهيب؛ فمن شرب الخمر في الدنيا حُرم منها في الآخرة. وماذا لو آثر أحد شُربها في الدنيا قبل الآخرة؟ ومن استحلُّوا الحرير والخمر والمعازف وحرَموا الفقير يُمسَخون قردةً وخنازير إلى يوم القيامة.٢٥٦ ولا يُشرب في آنيةٍ من ذهب أو فضة ولا يُلبس الحرير والديباج لأنها للناس في الدنيا، وللمسلمين في الآخرة.٢٥٧
يشهد الرسول على أمته وهو ينظر إلى الحوض أنه قد أُعطي مفاتيح خزائن الأرض ولا يخاف عليهم الشرك بل التنافُس عليها.٢٥٨ ينظر الرسول إلى الحوض وقد أُعطي مفاتيح خزائن الأرض. ويحتاج لقاء الرسول على الحوض إلى الصبر.٢٥٩ وهو أحرص الناس عليه. والرسول ينتظر على حوضِه من يرِدُ عليه من أُمته مع أنها تمشي القهقرى.٢٦٠ قد أحدثت بعده الفتن. تشرَب منه، ثم لا يعرفهم الرسول. ويدعوهم الرسول إلى الصبر بلقائهم على حوضه.
ما بين المنبر والحوض روضة من رياض الجنة. والمنبر على الحوض.٢٦١ والحوض مسيرة شهر، ماؤه من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء. مَن شرِب منه لا يظمأ أبدًا. مقدار الحوض ما بين المدينة وصنعاء؟ وهل يتَّسع أن يجلس عليه كل الخلق؟
والصراط جسر جهنم.٢٦٢ وبالأحرى هو جسر بين الجنة والنار لمن تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فيسيرون عليه فيقعون هنا أو هناك. وكيف تدخل المصادفة كعاملٍ للترجيح وليس المغفرة؟ الصراط مجرد حافز على زيادة الحسنات من أجل الترجيح الفعلي الإيجابي حتى لا يتعرَّض إليه المؤمنون. هو جمع بين الترغيب في مزيدٍ من الحسنات والترهيب من كثيرٍ من السيئات. هي صورة فنية تحثُّ على مزيدٍ من الحسنات وقليل من السيئات. وفي صياغةٍ أخرى يخلص المؤمنون من النار ويحبسون على قنطرةٍ بين الجنة والنار فيقتصُّ بعضهم من بعضٍ لمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى يُنَقَّوا فيدخلون الجنة فيسعد بها عما كان في الدنيا.٢٦٣

(ب) الحساب، والاستحقاق، والشفاعة، والبشارة

والحساب هو الغاية من القيامة والحشر. ولا يفتدي مَن يُحاسب حتى ولو جاء بملء الأرض ذهبًا. وقد كان يُسأل أقل من ذلك. أول ما يُقضى بين الناس بالدماء نظرًا لقيمة الحياة وهو قانون القصاص. ومن نُوقش الحساب عُذِّب لأن الحساب ليس بديهيًّا، فيه أخذٌ ورد. فأفعال الإنسان بين الحُسن والقُبح. ولا أحد يُحاسب يوم القيامة إلا هلك إلا أن يتغمَّده الله برحمته.٢٦٤ ويتم الحساب طبقًا لقانون الاستحقاق فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. هو القاعدة العامة قبل الرحمة والمغفرة.٢٦٥ وبالتالي كيف لا يدري أحد ماذا يفعل الله به يوم القيامة ولا حتى الرسول وهناك قانون الاستحقاق؟٢٦٦ من أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أبى. فالمبادرة من الإنسان، والمقدمة لديه.٢٦٧ ولا من إنسانٍ إلا ويكلم الله دون ترجمان بل من خلال عمله.٢٦٨
والسؤال عن الشفاعة ثم الإجابة عنها بالاستعداد ثم إعادة السؤال بالمحبة. والجواب بالموافقة مُناقض لقانون الاستحقاق وأقرب إلى الموقف الصوفي.٢٦٩ فالمحبة تُوجِب الاستحقاق.٢٧٠ وأهل بدْر في الجنة. يعملون ما يشاءون فقد غفر الله لهم إكرامًا للشهادة. فالشهادة تضحية بالوجود وليست إتيانًا بفعل منه.٢٧١ فهناك فعل كُلي يَجُبُّ أفعالًا جزئية. يشفع غيره من الأفعال.
والقدَر المُسبق ضد قانون الاستحقاق.٢٧٢ لأنه ضدَّ حرية الاستحقاق والمسئولية الفردية. تتعارَض مع حديث آخَر مثل: ما من نسمةٍ كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة سواء تمَّ العزل أم لم يتم.٢٧٣ فهذا إنكار للسببية وهي أساس الأفعال، والتي على أساسها قامت مباحث العلَّة في عِلم أصول الفقه.٢٧٤
ودخول الجنة سبعين ألفًا تضيء وجوههم إضاءة القمر. وطلب عكاشة أن يكون منهم، ورفْض غيرِه لأن عكاشة سبقَه ضدَّ قانون الاستحقاق أولًا وقانون المساواة والعدل ثانيًا.٢٧٥ يدخل من الأثر سبعون ألفًا بغير حساب وهم الذين لا يَسترْقون ولا يتطيَّرون وعلى ربهم يتوكَّلون. وعدم الاسترقاء والتطيُّر عمل، والتوكُّل ثقة بالنفس، وكذلك عدم إيذاء الجار وإكرام الضيف.٢٧٦ وقد عُرضت على الرسول الأمم، ويمرُّ الأنبياء ومع كل منهم رهطُه، والرسول ليس معه إلا سواد عظيم، أُمة موسى. ثم امتلأ الأفق بسوادٍ هي أمة الرسول يدخل منهم سبعون ألفًا بغير حساب.٢٧٧ فأين قانون الاستحقاق؟ وما مقاييسهم؟ هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون. وهي مقاييس تُوحي بأهمية الطلب والتوكُّل في آنٍ واحد. وأسعد الناس بشفاعة الرسول من قال لا إله إلا الله خالص النفس.٢٧٨ والشفاعة تُؤجَر. وهو قضاء الله على لسان نبيه.٢٧٩
وتُصوَّر الشفاعة في حديثٍ طويل من قصص الأنبياء لتُبين خصوصية الشفاعة لمحمد ورفض آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى التوسُّط بين الإنسان والله؛ إذ يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيطلبون الشفاعة، ويسألون آدم وهو أول الخلق وسجَدَ له الملائكة وعلَّمه الأسماء فيعتذِر بخطيئته. ثم أتَوا نوحًا فهو أول رسول فيذكُر خطيئته. فيأتون موسى الذي آتاه الله التوراة وكلَّمه فيذكُر لهم خطاياه. ثم يأتون عيسى كلِمة الله وروحه فيعتذِر. فيأتون محمدًا الذي غفر الله ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر فيقبَل. ويستأذن من الله فيقبَل الله الشفاعة ويُدخلهم الجنة ثلاث مرات. ومن بقِيَ في النار يخرُج بقوله لا إله إلا الله.٢٨٠ يَشفَع الرسول يوم القيامة طالبًا من الله أن يُدخِلَ الجنة من كان في قلبه ذرة إيمان.٢٨١ فأقل قدْرٍ من الإيمان يُشفَّع. وهو ما يُنسي العمل كجوهرٍ للإيمان. والرحمة والشفاعة ضد قانون الاستحقاق.
البشارة مثل الشفاعة ضد قانون الاستحقاق، الجزاء من جنس الأعمال. وهي خاصة بالرسول وهو تمييز بين الأنبياء. ويُوضَع الحديث في قالبٍ خيالي تفصيلي يرفض آدم أن يقوم بها ثم نوح ثم إبراهيم الخليل ثم موسى ثم عيسى ثم يقبَلُها محمد بعد استئذان الله الذي يوافق له عليها وهو من الأحاديث الطوال.٢٨٢ فالرسول سيد الناس يوم القيامة. وهو الشفيع لهم يوم تدنو الشمس وليس آدم أبو البشر أو نوح أو إبراهيم أو موسى أو عيسى. وهو حديث طويل يصعُب حفظه بالذاكرة دون تدوينٍ أو اصطناع. وقد تكون في صيغة دعاء بسيط دونما حاجة إلى تصوير.٢٨٣ وقد اطلع الله على أهل بدْر وطلب منهم عمل أي شيءٍ فإنه قد غفر لهم. وهذا ينقُض قانون الاستحقاق حتى بالرغم من أهمية المعركة الأولى في الإسلام.٢٨٤ وقد بشَّر الرسول بالجنة أصحابه.٢٨٥ وهي ميزة لهم على باقي المسلمين. وغير الصحابة حتى الآن ليس لهم ذنب في أنهم وُلِدوا بعده وليس من صحابته، وبالتالي لا يتمتَّعون بميزاتهم. لذلك رأى بعض الصوفية أنَّ المُعاصرة بالمصاحبة الوجدانية وليست بالوجود في الزمان والمكان.
وأخبر أن ابنته سيدة أهل الجنة. وهي بشارة غير مُتوقعة لابنةٍ من أبٍ أقسم من قبل أنها لو سرقتْ لقطع يدَها.٢٨٦ وهي بضعة منه. مَن أغضبها أغضبَه. تعمُّ فيما يملك ولا فيما لا يملك طبقًا لقانون الاستحقاق. هي بضعة منه وهو بضع منها. لا ينكحها لو أحد يسوءُها عدو الله. وخيرها أيضًا مريم وخديجة. فلا يعني الحُكم الواقع بل التكريم.٢٨٧ وخديجة أم أولاده. وقد بشر الله النبي خديجة ببيتٍ من قصب، لا صخب فيه ولا نصب. وقد أتاه جبريل لتبشيره بذلك بالرغم مما كان من غِيرةٍ بين عائشة وخديجة وهي مُتوفَّاة لم ترَها.

(١٠) الجنة والنار

والجنة والنار صورتان للخير والشر يوم القيامة.٢٨٨ وهما نتيجتان للسلوك البشري الحسَن والقبيح، للترغيب في الحسَن والترهيب من القبيح. حُفَّت النار بالشهوات والجنة بالمكارِه.٢٨٩ فالجنة والنار تشبيهان للجهاد والهوى.
وإذا كانت الرحمة هي التي تدخل الجنة والنار، فقد أبقى الله تسعةً وتسعين منها وأعطى واحدًا في المائة فقط للبشر. فلا يأس من عدم دخول الجنة والنجاة من النار. ويدخل الناس النار بذنوبهم ثم يدخلون الجنة برحمة الله وهم الجهنميون.٢٩٠ وهو ما يحافظ على مُطلق الإرادة الإلهية ولكن يطعن في قانون الاستحقاق.
البرُّ يهدي إلى الجنة، والفجور يهدي إلى النار.٢٩١ وأهل الجنة كل ضعيفٍ متضاعِف لو أقسم على الله لأبره. وأهل النار كل عُتلٍّ جواظ مُستكبر.٢٩٢ وهما امتداد لحِرَفهم في الدنيا، الزارع في الدنيا زارع في الجنة. والتاجر في الدنيا تاجر في الجنة.٢٩٣ وهما أقرب من شراك النعل؛ أي أنهما قريبتان من الإنسان بناء على الأعمال. والأعمال بخواتيهما بناء على مقاصدها؛ فقد يعمل أحد عمل أهل الجنة في البداية ويكون من أهل النار أو عمل أهل النار في البداية ويكون من أهل الجنة.٢٩٤ وفعل شيء مكتوب سلفًا ومُقدَّر مِن قبلُ، والجنين في رحِم الأم. فلله ما أخذ وما أعطى. إذا مات الإنسان عُرض عليه مقعده غدوةً وعشيًّا من النار أو الجنة حتى البعث. وكيف يكون ذلك قبل الحساب دون الدفاع عن النفس؟٢٩٥
وأكثر أهل الجنة من الفقراء، وأكثر أهل النار من النساء. الفقراء تعويضًا، والنساء رمزًا للغواية، وهو ما يُعتبر في الأدب النسوي مناهضة النساء.٢٩٦ وفي قولٍ مباشر: اطلع الرسول على أهل الجنة فرأى أكثرهم من الفقراء. واطلع على أهل النار فرأى أكثرهم من النساء.٢٩٧ الفقراء عزاء لهم عن فقرهم في الدنيا وتعويضًا عنه. والنساء طبقًا للصورة الشعبية منذ قصة آدم وحواء، أنهنَّ مصدر الغواية. اختصمت الجنة والنار إلى الربِّ بأن الجنة لا يدخلها إلا الضعفاء وسقط الناس، والنار المُتكبرون. فأخذ الله صفَّ الجنة بأنها رحمتُه ضدَّ النار بأنها عذابه. ولكلٍّ أهلها.٢٩٨ فالتواضُع فضيلة، والكبر رذيلة. ومن جرَّ الثوب من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة.٢٩٩ جنَّتان آنيتهما من فضة. وجنَّتان آنيتهما من ذهب. وفيهما قوم ينظرون إلى ربهم وما يمنعهم إلا رداء الكبر. وتحاجَّت الجنة والنار بأنَّ النار أوثِرَت بالمُتجبرين في حين أوثرت الجنة بالضعفاء وسقط الناس. فعزَّى الله الجنة بأنها رحمته وغرَّر النار بأنها عذابه، وبأن الجنة تمتلئ والنار لا تمتلئ.٣٠٠
وبعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يُذبَح الموت بينهما ويُنادى عليهم أنه لا موت فيزداد أهل الجنة فرحًا، ويزداد أهل النار حُزنًا. ولحظة الموت يُعرَض على الميت بالغداة والعشي إذا كان من أهل الجنة أومن أهل النار. يرى الإنسان المُستقبَل في حين أنه في تجربة الموت يرى الإنسان الماضي كشريطٍ في لحظة.٣٠١
لا يدخل أحد الجنة إلا رأى مقعده من النار. ولا يدخل أحد النار إلا ورأى مقعده من الجنة؛ أي النسبية وليس الديمومة. آخِر أهل النار خروجًا منها يخرج حبوًا فيطلب منه الله دخول الجنة فيجدها مملوءةً ثلاث مراتٍ فيخبره الله أنها مثل الدنيا عشر مرات.٣٠٢ وهو أدنى أهل الجنة منزلة. وقد عُرضت على الرسول الجنة والنار حتى رآهما دون الحائط.٣٠٣ فالرسول قادر على التمييز بينهما دون الحاجز.
ويروي الرسول في حديثٍ حوارًا بين الله وآدم يوم القيامة؛ ينادي عليه الله فيُلبي آدم النداء، ثم يُنادى بصوتٍ أن الله يأمره أن يُخرِج من ذُريته بعثًا إلى النار. فيسأل عن بعث النار. فيُجاب من كلِّ ألف. فيقول تسعمائة وتسعة وتسعين. حينئذٍ تضع الحامِلُ حملَها، ويَشيب الوليد، ويكون الناس سُكارى وما هم بسُكارى، وعذاب الله شديد. فشقَّ ذلك على الناس حتى تغيَّرت وجوههم ثُم يُطمئِنُ الرسول قومه أنَّ هذه النسبة الكبيرة من يأجوج ومأجوج، ومن المُسلمين واحدٌ فقط. فالمسلمون كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود. ويرجو أن يكونوا رُبع أهل الجنة فكبَّر المسلمون. فزاد الرسول الثلث فكبَّروا ثم زاد إلى الشطر فكبَّروا. وباقي الأمم بأعمالهم بصرف النظر عن أديانهم.٣٠٤ ويدخل القرآن في نسيج قول الرسول. فالإسلام أكثر رحمةً بالناس من الأديان السابقة التي حكمها قانون العقاب. وسأل الرسول أصحابه إن كانوا يرضَون أن يكونوا ثُلث أهل الجنة فرضُوا، أو نصفها لأنَّ الجنة لا يدخلها إلا مسلم. فلماذا السؤال مرةً ثانية والزيادة من الثلث إلى النصف كما هو الحال في التجارة؟٣٠٥
جزاء العبد الجنة، ونتيجة الدعاء العافية، فاختارت السائلة الجنة وقد يختار آخَر العافية، فالعاجِل خير من الآجل. ولماذا يتعارَض الاثنان ولا ينال المريض العافية بالدواء، والجنة بالعمل الصالح؟٣٠٦ ويُصوَّر الموت على هيئة كبش أملح ويُنادى على أهل الجنة وعلى أهل النار للتعرُّف عليه فيُذبَح حتى ينال الفريقان الخلود.٣٠٧ وهو تصوير فني للرغبة في الخلود، أهل الجنة طبيعي، وأهل النار لماذا؟

(أ) نعيم الجنة

الجنة مكافأة على الجهاد في سبيل الله.٣٠٨ في الجنة مائة للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتَين ما بين السماء والأرض والفردوس أوسطها، وعرش الرحمن أعلاها. ومنه تتفجر أنهار الجنة.٣٠٩
ويسأل الله أهل الجنة هل رَضُوا فيردُّون بالإيجاب. والجنان كثيرة منها جنة الفردوس الأعلى. وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.٣١٠ وفي صورة أخرى الراكب الجواد. ويتراءى أهل الجنة في الغُرَف كما تتراءى الكواكب في السماء. وفي صورةٍ أخرى كما يتراءى الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي. ومَوضع قدم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها. لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطَّلعَت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحًا ولنصيفها خير من الدنيا وما فيها. وأحيانًا تكون الصورة مُتناقضة عندما يدخل أحد الجنة بالسلاسل.٣١١
والجنة ليست قدَرًا مُسبقًا بل كسبًا واستحقاقًا. وقد يؤدي القدر المُسبق إلى التواكُل، فالكل مُيسَّر لما خُلق له.٣١٢ وكيف يدخل الجنة من آمن دون شركٍ وإن سرَق وزنى ضد قانون الاستحقاق؟٣١٣ وكيف إذا وافق قول المصلي «آمين» قول الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر. وهو ما يُخالف قانون الاستحقاق، وأن الجنة جزاء على الأعمال وليس الأقوال؟ كما يُخالف النية لأن الموافقة مع تأمين الملائكة تتمُّ عرَضًا لا قصدًا.٣١٤ وكيف يكفي قول لا إله إلا الله لدخول الجنة مع الزنا والسرقة رغم أنف أبي ذر؟ وكيف يتمُّ الحصول على كنوز الجنة بقول «لا حول ولا قوة إلا بالله» وليس بفعل؟ وهل دخول الجنة بذكر أسماء لا إله إلا الله، إلا واحدًا أم بالفعل؟٣١٥
وفي قول مباشر: للجنة ثمانية أبواب، منها باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون تقديرًا للصيام.٣١٦ والجنة استحقاق لمن آمن بالله والرسول وأقام الصلاة وصام رمضان وهاجر في سبيل الله. والجنة لها أبواب للصلاة والجهاد والصدقة والصيام، والريان يدعى إليها الناس طبقًا لتقواهم ويأخذون الجزاء من جنس الأعمال.٣١٧
من يضمن للرسول ما بين لحييه وما بين رجليه يضمن له الجنة. وهما صورتان للِّسان وللفرْج.٣١٨ وأول طعام أهل الجنة زبدة كبد حوت. وهو ما تحوَّل في الطب الشعبي إلى زبدة الحوت المصنوعة من ذكَرِه الواقف وهو يُجامع لتقوية الباه.٣١٩ وهي تفصيلات خارج قانون الاستحقاق، والثواب والعقاب وترغيب في الجنة وتطلُّع إليها. ومن قتل معاهدًا لم يَرح رائحة الجنة مع أن ريحها مسيرة أربعين عامًا.٣٢٠ وهذا يدل على أهمية أهل الكتاب وأنهم في ذمة المسلمين وعنقهم، وحُسن معاملتهم، ومساواتهم في الحقوق. فمَن آذى ذميًّا فقد آذى الرسول. وللصحابة حق مُكتسب في دخول الجنة مُسبقًا لأنهم من المبشَّرين بها. فقط أذن الرسول لأبي بكر ليس فقط بالدخول إلى بيته بل إلى الجنة.٣٢١ وهو أول المُصدِّقين به، وصاحبه في الغار، وخليفته الأول.
وفي قول مباشر رأى الرسول وهو نائم الجنة ولها امرأة تتوضَّأ إلى جانب قصر. ولمَّا سأل لمن هو قيل له لِعُمر. فتذكَّر غيرته وولَّى مدبرًا، فبكى عمر وتساءل مُتعجبًا أمن الرسول يغار؟٣٢٢ وفي رواية أُخرى رأى الرسول أنه دخل الجنة فإذا بامرأة أحد الصحابة جالسة وسمع صوتًا لبلال، وقصرًا بفنائه جارية لعُمر، فرفض الرسول الدخول عليه لغيرته ورفض عمر ذلك لأنه لا يغار من الرسول.٣٢٣ وقد أرسل الرسول إلى عمر قماشًا من حرير ليبيعها أو يكسوها لأحدٍ لا أن يلبسها. وفي الرواية يرفض الرسول أخذ جُبة سندس هديةً لأنه كان ينهى عن لبس الحرير. وفي قولٍ مباشر يَعتبر مناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذه الجُبة السندسية في الدنيا. ومناديل سعد ابن معاذ في الجنة خير من حرير الأرض.٣٢٤ وفي قول آخر: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها.»٣٢٥
وكان الرسول يبشر أصحابه كثيرًا بالجنة لرفع معنوياتهم أو لإعطاء نفسه سلطة معنوية عليهم.٣٢٦ وكان سريع التبشير والوعد. ومن حفر بئرًا تكون له الجنة. والبئر فضيلة في مُجتمع صحراوي. ومن جهَّز جيش العسرة فله الجنة في مجتمعٍ مجاهد فاتح.٣٢٧ وسمع دقَّة نعلَين بين يدَيه في الجنة تصديقًا للوعد.٣٢٨ وفي الجنة منازل وطبقات تَفاضُل مثل الدنيا. في الأعلى أهل الغُرَف فلما استُدرِك عليه بأنها منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم وافق الرسول. وأثنى على رجالٍ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين. فهم بمنزلة الأنبياء.٣٢٩
وفي قول مباشر صورة أول زمرة تدخل الجنة صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخَّطون ولا يتغوَّطون. آنيتهم ذهب وأمشاطهم ذهب وفضة. رشحُهم المسك. لكلٍّ منهم زوجتان يُرى مُخُّ سيقانهما من وراء اللحم من الحُسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغُض. قلوبهم قلب واحد. ويسبحون بكرة وعشيًّا. وهي صورة مثالية للبشر في حُسن الوجه ورفض للحدود البشرية الجسدية. والذهب والفضة قيمتان دنيويتان مع أنهما مُحرَّمان شرعًا لأنهما يرمزان إلى نعومة النساء وليس إلى خشونة الرجال. رشحُهم المسك مع أن الرَّشْح عيب وعلامة على البرد. ولماذا لكلٍّ منهم زوجتان وفي الدنيا أربع؟ وهل شفافية اللحم التي تُضيء العظم منظر حسَن لسيقان المرأة؟ التعاون والتضامُن بينهم محمود، وذكر الله فضيلة. ولنفس القول صياغة أخرى مشابهة. بعضها يدخل في القول المباشر والبعض الآخر يدخل في الرواية التي تزيد الإبكار أول الفجر والعشي مَيل الشمس إلى الغروب.٣٣٠ ويضيف قول مباشر آخر عدد مَن يدخل من أُمَّة الرسول سبعون ألفًا أو سبعمائة ألف. يتوقف على درجة المُغالاة. والعدد سبعة رمزي في حضارات الشرق. وتُضيف صياغة أخرى مع القمر البدْر الكوكب الدُّري في السماء.
وفي قول مباشر: الخيمة درَّة مجوفة. لا يهمُّ حجمها على الأرض بل طولها في السماء، ثلاثون ميلًا. وفي كل زاويةٍ منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون.٣٣١ فضيق الخيمة في الأرض يُعوِّضه وسعها في السماء. ووحدة الخيمة في الأرض يعوضها الأهل في كل ركن في السماء. في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوَّفة عرضها ستُّون ميلًا في كل زاويةٍ منها أهل يطوف عليهم المؤمنون.
وتُوصَف الجنة بالصور الفنية والقصص؛ فقد أتى الرسول اثنان وأخذا به إلى مدينةٍ مبنية بلَبِنٍ ذهبٍ وفضة واستقبلهم رجال نصفهم حسَن والنصف الآخر قبيح. فوقعوا في النهر فخرجا في أحسن صورة. وأخبراه بأنَّ هذه جنة عدن وهذا منزله. أما الرجال الأنصاف فهم أصحاب أعمال الخير وأعمال الشر.٣٣٢ جنتان من فضة، وجنتان من ذهب، وأهلها ينظرون إلى ربهم وبينهم رداء الكبر على وجهه في عدن.٣٣٣ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها. وكلها صور للمبالغة.
وكيف يمكن التحقُّق من روايات وصف الجنة، أنَّ بها مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين، ما بين الدرجتَين مثل ما بين السماء والأرض، واختيار السؤال عن الفردوس في وسط الجنة وأعلاها فوق العرش ومنه تنفجر الأنهار، وفي صياغة أخرى وفوقه عرش الرحمن؟٣٣٤ وهذا يتضمَّن عدة أسئلة: كيف تكون ما بين درجتَين في الجنة مثل ما بين السموات والأرض؟ وإذا كانت هنا مائة درجة فلا بدَّ من تسعٍ وتسعين سماء وأرض؟ كيف يكون الفردوس أوسطها وأعلاها في نفس الوقت؟ كيف يكون فوق العرش، والعرش أكرم منه، والأقرب الصياغة الثانية أنه تحت العرش والعرش فوقه؟ كيف تنفجر منه الأنهار وهو فوق العرش؟
وتستعمل الجنة للترهيب والترغيب. فلا يدخل الجنة قاطع رحِم.٣٣٥ وتُوجَد أحاديث أخرى أخلاقية مباشرة دون استعمال الجنة كوسيلةٍ للإقناع. وقد تُستعمَل الجنة لبثِّ الفضيلة والتقوى والزهد في الدنيا.٣٣٦ والرسول كافل اليتيم في الجنة مثل أصبعيه السبابة والوسطى جمعًا بين التصوير بالجنة والتمثيل بلُغة الجسد.٣٣٧ ولا يدخل الجنة قتَّات.٣٣٨ والجنة عزاء فلإبراهيم مُرضع في الجنة.٣٣٩ والجنة بشارة وأمل.٣٤٠ موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، وكذلك غدوة أو رَوحة في سبيل الله.٣٤١ ويدعو آخر رجل ينتقل إلى الجنة من النار اللهَ أن يشيح النار عن وجهه. مهما أُلقي في النار تطلُب المزيد وتمتلئ الجنة فينُشئ الله لها فضلًا جديدًا.٣٤٢ فالله مع زيادة الجنة ونقص النار.
والجنة مناسبة للمُبالغات ودفع الأمور إلى الحد الأقصى. فطبقًا لقول مباشر، فيها شجرة يسير الراكب في ظلِّها مائة عام ولا يقطعها. وهو معنى آية (وظلٍّ ممدود)، ولَقابَ قوسٍ في الجنة خير ممَّا طلعت عليه الشمس أو تغرب.٣٤٣ والوعد بالجنة في القول المباشر مُهمته تقوية الخطاب ومزيد من الإقناع. والوعد كجوابٍ للشرط مُنفصل عن فعل الشرط برواية «قال بكير حسبتُ أنه قال.»٣٤٤ كما عُرضت عليه في عرض الحائط فرأى الخير والشر. ورؤية الجنة والنار وهو ساجد ثم حديث تعذيب امرأة هرةً لا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض؛ لزيادة التأثير في الرفق بالحيوان. وخطف الأبصار التي ترتفع إلى قامة الإمام أثناء الصلاة لمزيدٍ من التخويف. ويتقطَّع الحديث ممَّا يدلُّ على أنه مُركَّب. والجنة وسيلة للتعبير للتفضيل بها عمَّا في الدنيا.٣٤٥ وقد يكون المعنى مجازيًّا مثل: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة. فتحت أبواب السماء، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلسِلت الشياطين.»٣٤٦ واستأذن رجل من أهل الجنة الله في الزرع ولديه كل شيء، فزرع فكان النبات مثل الجبال، وتعليق الله بأن آدم لا يُشبعه شيء.٣٤٧ والجنة مكان للتعويض. ففي قولٍ مباشر «لمَّا مات إبراهيم كان له مُرضع في الجنة.»٣٤٨ تُعطي الأمل بعد اليأس، والفرح بعد الحزن، والوجود بعد العدَم.

(ب) عذاب النار

وكما تُستعمل الجنة للترغيب تُستعمل النار للترهيب. فمن يرعى البنات ويُحسِن إليهن يكنَّ له سترًا من النار.٣٤٩ والنار للتخويف مثل إطالة الإزار تحت الكعبين.٣٥٠ وقد تتجدَّد الصورة بأنَّ من لا يَرحَم لا يُرحم، فالرحمة بالآخرين مثل رحمة الله بالعباد. ورحمة الله بعباده مثل رحمة الأمِّ بوليدها، لا تقذِف به في النار. جعل الله الرحمة مائة جزء أمسك منها تسعةً وتسعين وترك للبشر جزءًا. ومنها أن ترفع الفرسُ حافرها عن ولدها حتى لا تُصيبه. فالرحمة في الله وفي الإنسان وفي الحيوان. وتُصوَّر الرحمة بفعل الرسول عندما كان يضع الحسَن وزيد على فخذيه ويدعو الله لهما بالرحمة كما يرحمهما الرسول.٣٥١ وقتل الأب ولدَه خشية أن يأكل معه كالشِّرك أن يجعل لله ندًّا وهو خلَقَه.٣٥٢ ومن أشرك يدخل النار. وهو أيضًا ضدَّ الاستحقاق، وأن الجزاء قدر الأعمال وليس الأقوال.٣٥٣ وإلى النار مَن يرتدُّ عن دينه. ومن كذب على الرسول فليتبوَّأ مقعده من النار.٣٥٤ ومن تشهَّد ابتغاء وجه الله حرم الله عليه النار.٣٥٥ وقد تؤدي كلمة إلى النار.٣٥٦ ولا يحمي الرسول عمَّه الذي لم يؤمن به من النزول إلى الدرك الأسفل في النار. وقد رفض العمُّ أن يقول كلمة يحاجِج بها الرسول في صفه يوم القيامة. وقرَّر الاستمرار في الاستغفار له ما لم يُنهَ عنه. فالقرابة عاطفة أصيلة. وقد كان ينظر إلى البيت المُقدس كأحد الآيات.٣٥٧
وفي قول مباشر تُشخَّص النار وتدخل في حوار مع ربها وتشتكي له أنها تأكل بعضها، فأذِن لها بنفسَين واحد في الشتاء في الزمهرير وآخر في الصيف في الحر. وفي قولٍ مباشِرٍ آخر بعد أن أُصيب أحد الصحابة بالحُمَّى وبردها بماء زمزم لأن الرسول قال «الحُمَّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء.» وفي صيغةٍ أُخرى أكثر تخصيصًا بماء زمزم.٣٥٨ وفي صيغة ثالثة تتحدَّد نسبة الحرارة في الإنسان بالنسبة لجهنم واحد إلى تسعةٍ وتسعين. وليس المقصود بطبيعة الحال التحديد الكمِّي بل الصورة الفنية للتضخيم والتعظيم. وفي صيغةٍ رابعة أنَّ الرسول نادى على المنبر مالك خازن النار. وفي صورةٍ أكثر تفصيلًا عن رجلٍ يُؤتى به يوم القيامة ويُلقى به في النار فتندلِق أقتابه. ويدور كالحمار برحاه. فيجتمع أهل النار لسؤاله عن السبب مع أنه كان يأمرُهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فأجاب بأنه كان بالفعل كذلك ولكنه كان لا يأتي بالمعروف ولا يتناهى عن المنكر؛ أي الفصل بين القول والعمل. وهو شرط الفقهاء في ضرورة اتِّساق القول والعمل عند من يقوم بهذا الدور. وتُستعمل جهنم كصورةٍ للحرارة الشديدة تُبرَّدُ بالصلاة. وهو معنى قول الرسول المباشر «أبرد» مرَّتين.٣٥٩ أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل تُوضَع في أخمص قدمَيه جمرةٌ يغلي منها دماغه.٣٦٠ وتزيد صيغةٌ صورة كما يغلي المِرجَل والقُمقم. وفي صورةٍ ثالثة ضحضاح من نارٍ يبلُغ كوبَين يغلي منهما دماغه. يُلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع الجبار قدمَه في النار فتقول قط! قط!٣٦١ وللنار لفظ آخر «جهنَّم» وتُسبِّح بعزة الله.٣٦٢
واتقاء النار ولو بشقِّ تمرة أو بكلمةٍ طيبة.٣٦٣ سيكلم الله كل واحدٍ يوم القيامة مباشرةً دون ترجمان. ولا يرى شيئًا أمامه. ولا يرى إلا النار بين يديه فتستقبله. ويخرج من النار بالشفاعة فيدخلون الجنة فيُسمِّيهم أهل الجنة الجُهنميين.٣٦٤ ويخرج من أهل النار من كان في قلبه ذرةٌ من إيمان فيُلقى به في نهر الحياة فتنبُت كما تنبُت الحبة صفراء مُلتوية.٣٦٥ ويأمر الله آدم أن يُخرِج من ذُريته قومًا إلى النار.٣٦٦ وهو ضدَّ قانون الاستحقاق.
ومَن أحبَّ أن ينظُر إلى رجلٍ من أهل النار فلينظر إلى رجلٍ وضع صدره على ذبابة سيفِهِ واتَّكأ عليه وأخرجه من ظهره؛ أي الانتحار.٣٦٧ ويتنبَّأ الرسول بمكان أحد المسلمين الشجعان في النار فقد اتَّكأ على ذبابة سيفه وانتحر.٣٦٨ فلا يدخل الجنة إلا مؤمن. والله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. ومن أخذ شيئًا من أخيه ظُلمًا حتى ولو كان بحُكم الرسول الذي يخضع لبلاغة كل طرفٍ ويُخطئ ويُصيب في الحُكم فإنه يتبوَّأ مقعده في النار.٣٦٩ فالظلم طريق إلى النار. يطمئن الرجل في النار؛ لأنه يأمر بالمعروف ولا يفعل وينهى عن المنكر ويفعله.٣٧٠ فيختلف قوله عن فعله. وفي القول المباشر دخلت امرأة النار في هرَّة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض.٣٧١ وفي قول آخر كلبًا كاد أن يقتله العطش نزعت خفَّها وأوثقته بخمارها ونزعت له الماء وسقته. ونفس معنى القول المباشر مع من أمسك كلبًا ينقص من عمله كلَّ يومٍ قيراط إلَّا كلب حرث أو كلب ماشية. وفي قول ثالث من اقتنى كلبًا لا يُغني عنه زرعًا ولا ضرعًا نقص من عمله كل يومٍ قيراط.

(١١) قصص الأنبياء

ومن الأحاديث الطوال قول مباشر يتحدَّث فيه الرسول عن مقابلته للأنبياء السابقين السبعة، والرقم له دلالته، آدم، وعيسى، ويوسف، وإدريس، وهارون، وموسى، وإبراهيم بلا ترتيب، بقيادة جبريل. وقعت الواقعة والرسول عند البيت بين النائم واليقظان. هل هي رؤية واعية أم حلم نائم؟ أتاه طست من ذهب مملوء حِكمة وإيمانًا وبدابة بيضاء هي البراق أقل من البغلة وفوق الحمار. وانطلق مع جبريل حتى السماء الدنيا. وبعد حوار قصير يسأل صوت من السماء عن القادمين وبعد أن يُجاب: جبريل ومحمد. يرحِّب بهما. سلَّم على آدم أولًا، ورحَّب آدم بنبي زميل. وحدث نفس الشيء بالسؤال والترحاب والتعرُّف على القادمين في السماء الثانية لمقابلة عيسى. وفي السماء الثالثة لمقابلة يوسف، وفي السماء الرابعة لمقابلة إدريس، وفي السماء الخامسة هارون، وفي السادسة موسى الذي بكى لهذا الغلام الذي يدخل الجنة من أُمته أكثر ممَّن يدخل من أُمة موسى، وفي السابعة إبراهيم. ورُفع محمد إلى البيت المعمور الذي يُصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ثم إلى سدرة المنتهى، نبَقُها كأنه قلال هجر، وورقها آذان أفيال. في أصلها أربعة أنهار، اثنان ظاهران، النيل والفرات، واثنان باطنان في الجنة. وفُرضت عليه خمسون صلاة فنصحه موسى بمراجعة الله بناء على تجربته مع بني إسرائيل، فأصبحت أربعين فثلاثين فعشرين فعشرًا فخمسًا بطريقة الفصال البدوية تخفيفًا على العباد. والحسنة بعشر أمثالها.٣٧٢
أول من يُدعى يوم القيامة آدم، فتظهر ذُريته. ويُقال لهم إنه أبوهم. ويطلب منه إخراج بعْث جهنم من ذُريته. من كل مائة تسعة وتسعين. ويرى المسلمون أنه كثير.٣٧٣ وفي صياغة أخرى من كل ألفٍ تسعمائة وتسع وتسعين، وهو قليل. فطمأن الرسول بأن من يأجوج ومأجوج ألف، ومن المسلمين رجل واحد.٣٧٤ ويستشفع الناس الله يوم القيامة فيسألون آدم بما له من ميزات فيذكر خطيئته. فيأتون نوحًا فيذكر خطيئته. فيأتون إبراهيم ويتذرَّع بخطيئته. ثم يأتون موسى فيذكر خطيئته. فيأتون عيسى الذي يرسِلهم إلى محمد الذي غفر الله من ذنبه ما تقدَّم وما تأخَّر فيقبَل. فيسجد لله أكثر من مرة طالبًا فيخرج من النار إلا من حبسه القرآن. فتحاجَّ آدم وموسى، فقال موسى لآدم إنه المسئول عن الإخراج من الجنة فردَّ آدم على موسى أن الله اصطفاه فكيف يلومُه على أمر قدَّرَه الله عليه قبل أن يخلقه بأربعين سنة فحاج آدم موسى.٣٧٥ وفي قصةٍ حاج آدم موسى بالقضاء والقدَر كي يُخلي مسئوليته عن الخطيئة الأولى كما كتب الله على موسى التوراة.٣٧٦
وفي ليلة الإسراء رأى الرسول موسى رجلًا آدم طويلًا جعدًا. ورأى عيسى رجلًا مربوعًا بين الحمرة والبياض سبط الرأس. ورأى مالكًا خازن النار ورأى الدجَّال في آيات. فرؤيته لا شكَّ فيها.٣٧٧ وهو تصوير جسدي للأنبياء يدلُّ على رسالته، القوة في موسى، والرحمة في عيسى، والتأكيد على خروج الدجَّال.
ويذكر الرسول قصة يأجوج ومأجوج. وتبدأ برواية أن الرسول دخل على زينب بنت جحش فزعًا على غير عادة الأنبياء وهو يُنذر العرب من شرٍّ قد اقترب لأنَّ سدَّ يأجوج ومأجوج فتح اليوم. واستعمل لغة اليد للإشارة. فلمَّا سألت زينب كيف يهلك العرب وفيها الصالحون، أجاب الرسول بالإيجاب إذا كثر الخبَث. وتتقطع الرواية عدة مراتٍ لتركيب القصة من عدة حوارات منها حوار الله مع آدم لإخراج بعث النار وهم ألفان إلا واحدًا صالحًا مع رجاء أن يكون المسلمون رُبع أهل الجنة أو ثُلثها أو نصفها والناس تُكبِّر. وهم كالشعرة السوداء في جلد ثورٍ أبيض أو كشعرةٍ بيضاء في جلد ثور أسود.٣٧٨ وواضح الإخراج المسرحي والتصوير الفني في القصة. وبالنسبة لعاد، قال الرسول إنه نُصِر بالصَّبا كما أُهلكت عادٌ بالدبور، وتطويع ظواهر الطبيعة لقوى الأنبياء.٣٧٩
ويسأل الله نوحًا إذا كان قد بلَّغ أُمته فيُجيب بالإيجاب. ثم يسأل أُمته فينكرون. فيسأل الله عن شاهدٍ فيقول محمد وأُمته الوسط العدل.٣٨٠ ويونس أفضل الأنبياء.٣٨١ وأكرم الناس يوسف. ويستدعيه الرسول حتى يُؤيده الله بسبعٍ كما أيَّد يوسف.
وبعض الأحاديث حكايات من التوراة مثل قصة إبراهيم وزوجته سارة الحسناء يدخُلان قرية ملك جبار. فلمَّا سأل الملك إبراهيم عن هوية من معه كذب حمايةً لها وادَّعى أنها أخته وطلب من زوجته أن تكذِب معه لأنه لا يُوجَد على الأرض مؤمن إلا هما. وأرسلها إلى الملك فقامت وتوضَّأت لتُصلي داعية الله عدم تسليط الكافر عليها حفاظًا على فرجها الذي لزوجها. فنام ثم قام خشية أن يُقال قتلته. فكرَّرت سارة الوضوء والدعاء فنام وقام قائلًا إنها شيطان. وطلب إرجاعها إلى إبراهيم وأعطاها هاجر معها إليه شاكرة الله أنه كبت الكافر وأعطاها خادمة.٣٨٢ والقصة ليس بها أي أثر من النبوَّة لعدة أسباب: كذب إبراهيم وطلبه من زوجته أن تكذِب معه، وهي ليست شيمة الأنبياء، عدم مقاومته رغبة الملك في طلب من معه، التضحية بأُخته دون امرأته، الغرور بأنه لا يُوجَد على الأرض مؤمن إلا اثنان، نوم الملك والحسناء أمامه مرَّتَين، حماية المرأة نفسها بالدعاء وليس بالمقاومة أو بالحيلة، حُكم الملك أنها شيطان، إرساله هاجر هدية بالرغم من غضبه، وبالتالي تفوُّق أخلاق الملوك على أخلاق الأنبياء.
وفي قولٍ مباشر تُروى قصة إبراهيم. وهو أول من يُكسى يوم القيامة. ويقلق الرسول على أصحابه فيُخبَر أنهم منذ فارقهم ارتدُّوا على أعقابهم. ثم تنقطع الرواية وتبدأ أخرى عن لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجهه قتَرَة وغُبرة. فيُعاتبه إبراهيم لعصيانه ويندم الأب ويعِدُه بالطاعة اليوم. فيتشفع إبراهيم في أبيه بذبحٍ عظيم تحت قدَمي الله يُلقى في النار. وهي أقرب إلى الدراما بين عاطفة الأبوَّة والنبوَّة والطاعة الإلهية وإنقاذ الأب من أجل الابن عن طريق الفداء، طريقة إسماعيل وإبراهيم والكبش العظيم. فما تمَّ لإبراهيم مع ابنه في الدنيا يتمُّ مع أبيه في الآخرة. ووجد الرسول صورة إبراهيم ومريم في المنزل فأعلن أن الملائكة لا تدخُل بيتًا فيه صورة. وإبراهيم وإسماعيل ما زالا يَستقسمان بالأزلام، ثم تنقطع الرواية بثالثةٍ عن سؤال عن أكرم الناس والرد بأنه أتقاهم. ويظل السؤال قائمًا ويكون الردُّ يوسف. ويظل السؤال قائمًا عن معادن العرب، والردُّ أن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، تأكيدًا على التواصُل وليس الانقطاع. ثم تنقطع الرواية مرة أخرى لتشبك فيها قصة أخرى عن إبراهيم الطويل. ثم تنقطع الرواية لتشبك رواية يُخبِر فيها الرسول عن اختتان إبراهيم وعمره ثمانون عامًا. وتتخلَّل الأقوال المباشرة رواية عن الدجَّال ومكتوب بين عينَيه الكافر وشكل إبراهيم وموسى. ويبدأ قول مباشر عن كذِب إبراهيم ثلاثًا؛ تشرحه الرواية، اثنتان في الله: قوله إني سقيم، وقوله فعلَه كبيرهم هذا، والكذب بأنَّ امرأته أخته حمايةً لها من الملك. وتستأنف رواية بأن الرسول أمر بقتل الوزغ لأنه كان ينفخ على إبراهيم.٣٨٣
وفي قول مباشر تأتي قصة شفاعة الأنبياء. فيرفض إبراهيم وهو خليل الله لكذباته ويفوِّض الأمر إلى موسى.٣٨٤ وتنسج قصص الأنبياء ابتداء من نواتها في القرآن مثل قصة موسى والخضر. والدافع عليها ادِّعاء موسى أنه أعلم الناس. فأراد الله أن يُثبت له أن الخضر أعلم منه عن طريق حوتٍ يوضَع في مكتل ويكون في كل مكان. وهو حديث طويل وله صياغات عدة بحيواناتٍ وطيور أخرى.٣٨٥ وقصة موسى والخضر تُبين أن الخضر أعلم من موسى بدليل الحوت الذي نسِيَه موسى عند الصخرة بفعل الشيطان.٣٨٦
لقد أوذي موسى بأكثر ممَّا أُوذي به المسلمون وصبر.٣٨٧ ولا يُخيَّر الرسول على موسى، فالناس تُصعَق يوم القيامة فيكون الرسول أول من يُفيق، ويكون موسى باطشًا بجانب العرش. ولا يدري الرسول إذا كان موسى قد أفاق قبله أو استثناه الله من الصعق.٣٨٨ وقد يركب القول المباشر على رواية أسطورية مثل قول الرسول أنه بإمكانه أن يُريهم قبر موسى على جانب الطريق عند الكثيب الأحمر على رؤية إرسال ملك الموت إلى موسى، فسحقه وخرق عينه، فرجع إلى الله شاكيًا، فردَّ الله عينه، وأرجعه ليضع موسى يده على متن ثورٍ وله بكل شعرةٍ غطَّتها يده سنة يعيشها ثم الموت.٣٨٩ فسأل موسى الله أن يُدنيه من الأرض المقدَّسة رمية بحجر!
ومن الأحاديث الطوال تتعدَّد الأقوال وتتقَّطع ممَّا يدل على تركيبها. ترحم الرسول أم إسماعيل. ولولا عجلتها لكانت زمزم عينًا معينًا.٣٩٠ كما أقبل إبراهيم وإسماعيل وأمُّه وهي تُرضعه. ووضعهما إبراهيم عند دوحةٍ فوق زمزم في أعلى المسجد ولا أحد بمكة ودون ماء. ووضع جرابًا فيه تمر وسقاء ماء. وتبعته أم إسماعيل خوفًا من تركها وإذا كان هذا أمر الله، فردَّ بالإيجاب وأردفت أن الله لن يتركها. وذهب إبراهيم بمُفردِه ودعا. ونفد الماء عند إسماعيل. وعطش ابنها فوجدت الصفا أقربَ جبلٍ إليها ثم إلى المروة. وسعت بينهما سبع مراتٍ ثم تُقطع الرواية. ويستمرُّ النبي شارحًا وصف القرآن بالسعي بينهما. ثم سمعت صوت الملك عند مَوضع زمزم وضرب الأرض بعقِبِه وجناحه فتفجَّر الماء فملأت السقاية. ثم تقطع القول وعاد الرسول مُتمنيًا لو أن أمَّ إسماعيل لم تغرِف من الماء لكانت زمزم عينًا معينًا. وطمأنها الملك بعدم الهلاك في بيت الله. وظهر طائر في السماء يبحث عن الماء فمنعتهم أم إسماعيل. ثم تقطَّع القول ليقص كِبر إسماعيل وتعلُّمه العربية وزواجه وموت أم إسماعيل، واختفاء إسماعيل وسؤال إبراهيم عنه وإخباره أن أسرته في ضيقٍ شديد. فأمرهم بتغيير عقبة الباب، وتطليق زوجته. ثم تزوَّج بأُخرى. وبالقصة تناقُضات حول تطليق زوجة إسماعيل بلا ذنبٍ والزواج من أخرى.
وكثيرًا ما يتدخَّل الخيال في قصص الأنبياء. فبينما كان أيوب يغتسل عريانًا خرَّ عليه رِجْل جراد من ذهب يحتمي في ثوبه فناداه الله ألم يُغنِهِ عما يرى فردَّ بالإيجاب ولكن لا غِنى له عن بركة الله.٣٩١ وتذكر الروايات كثيرًا من الإسرائيليات مثل قول سليمان بن داود إنه سيطوف ليلة على مائة امرأة تلِد كل امرأةٍ غلامًا يقاتل في سبيل الله دون أن يقول إن شاء الله كما نبَّهَه الملك. ولم تلِد إلا امرأة واحدة، نصف إنسان.٣٩٢
ولتحليل الغنائم تُنسج قصة طويلة على لسان نبيٍّ آخر غزا وأمر ألا يتبعه رجل ملكَ امرأةً أو بني بها، وبنى بيوتًا ولم يرفع سقفها، ولا أحد اشترى غنمًا ينظر ولادها. وقرب من القرية في صلاة العصر فأمر الشمس بحبسها، فجمع الغنائم لتأكلها النار فلم تطعمها لأنَّ فيهم القلول. ولزقت يده بيد رجلٍ ثم يد رجُلين أو ثلاثة. فجاء برأس بقرة من الذهب فأكلتها النار. ثم أحلَّ الله الغنائم لمَّا رأى ضعف المسلمين وعجزهم!٣٩٣ وتدل هذه القصة على أربعة أشياء: الأول أن الغزو سُنَّة الأنبياء، ثانيًا سلطة النبي على ظواهر الطبيعة، ثالثًا النار لا تأكل إلَّا الحرام، رابعًا تبرير الغنائم الحلال. وفي قولٍ مباشر لدغت نحلةٌ نبيًّا نائمًا تحت شجرةٍ فأمر بإحراق بيتها. فأوحى الله له بأنها نحلة واحدة. وهو ما يتنافى مع أخلاق النبوَّة وما يُناقض العقل، حرق بيت نحلة بعد الحفر تحتها.٣٩٤
وفي حديث مقارنة بين علاقة بني إسرائيل باللحم وعلاقة حواء بآدم. فلولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها.٣٩٥ والتمايز عن اليهود في عدم اتخاذ قبور الأنبياء مساجد كما فعلوا من قبل.٣٩٦ كما باعوا الشحوم وأكلوها بعد أن جمَّلوها وقد حُرِّمت عليهم.٣٩٧ وأحيانًا يتمُّ الربط مع اليهود والنصارى وأحيانًا يتمُّ التمايز طبقًا لجدل التواصُل والانقطاع. فإذا كان اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فالمسلمون يصبغون.٣٩٨ والآن صبغة الشعر للنساء وليست للرجال.
وواضح مصدر الإسرائيليات في القول المباشر. فقد فُقدت أمة من بني إسرائيل دون معرفة سبب واضح إلا أنها شربت ألبان الإبل وألبان الشاة. وتتردَّد الرواية في تصديق هذا القول ثم تُقرُّ في النهاية بأن مصدرها التوراة.٣٩٩ ويأخذ الرسول موقفًا مُحايدًا من الإسرائيليات لا تصديقًا ولا تكذيبًا مع أنه في موقفٍ آخر أخذ موقف الرفض لأنه أتى بأفضلَ من التوراة. وكانت الرواية قد أخبرتْ بأن اليهود كانوا يقرءون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية للمسلمين.٤٠٠
ومريم والمسيح خاليان من الشيطان. ويوضع الحُكم في قالبٍ خيالي؛ أنه ما من مولود يُولَد إلا والشيطان يمسُّه فيصرخ من المس. والوليد يصرخ من دخول الهواء رئتَيه لأول مرةٍ بعد أن كان يعيش في رحِم الأم.٤٠١ وقد رأى الرسول في المنام رجلًا حسَن الهيئة هو المسيح يطوف حول الكعبة ورِجلاه تقطُر ماءً من الوضوء. ورأى آخر جعد قطط أعور العين اليُمنى كأنها عنبة طافية هو المسيح الدجَّال.٤٠٢
رأى الرسول المسيح يطوف بالبيت بعد أن توضَّأ وهو يقطُر ماء وعلى أحسن هيئةٍ وأجمل صورة، كما رأى آخَر جعدًا قطط أعور وهو المسيح الدجَّال.٤٠٣ ولا يضر المسيح الدجَّال بالرغم من أنَّ معه جبل خبز ونهر ماء. وينزل من ناحية المدينة، فترتجِف من ثلاث رجفاتٍ فيخرُج إليه كل كافرٍ ومُنافق. ولا يدخل المدينة رُعب المسيح فلها سبعة أبواب على كل بابٍ ملكان. ولا يدخلها الطاعون، وما من نبيٍّ إلا وأنذر قومَه به. ورأى الرسول في منامه أنه يطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يُراق الماء من رأسه وهو ابن مريم، ورجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين وهو الدجَّال.٤٠٤ حافره نار. وبين عينَيه مكتوبٌ كافر. الله ليس بأعور في حين أن المسيح الدجَّال أعور العين اليُمنى كأنه عنبة طافية.٤٠٥ فالتقابل بين الجمال والقُبح، بين الحقِّ والباطل، بين البصر والعور.
وقال الرسول وهو ينهش ذراع شاةٍ إنه سيد القوم. وسأل الناس إذا كانوا يدرون بمن يجمع الله الأولين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ فيُبصِر الناظر ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس فيسألون عمَّن يشفع لهم فيطلُب البعض آدم لأنه أبو البشر خلقَه الله بيدِه، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وأسكنه الجنة فيرفُض لأن الله غضب منه لأنه عصاه بأكلِهِ من الشجرة. فذهبوا إلى نوح لأنه أول الرُّسُل وسمَّاه الله عبدًا شكورًا. فيرفُض نوح لأن الله غضب عليه. فأتوا إلى محمدٍ ساجدًا تحت العرش. فيطلبون منه رفع رأسه والشفاعة. ويُعلق الراوي أنه لا يحفظ الباقي لأنه من الأحاديث الطوال.٤٠٦ والرسول سيد البشر. وهو أولى بالمؤمنين.٤٠٧ وكثير من أحاديث «الأنا» تفيد نفس المعنى. يقضي ديونهم. وأسماؤه محمد وأحمد والماحي للكُفر والحاشر الذي يُحشَر الناس على قدمه والعاقب الذي يعقبه الناس.٤٠٨ وهو أكثر الأنبياء أتباعًا.٤٠٩ والرسول شهيد على كل الأنبياء وليس فقط خاتمهم. يشهد أنهم قد بلَّغوا رسالاتهم ضدَّ من يُنكرون ذلك من أُمته.٤١٠ وهو أولى بالشكِّ من إبراهيم.٤١١ فهو الوريث لكل صفاتهم. وهو أولى منه بالسؤال، (أو لم تؤمِن؟) وهو أولى بموسى كي يصوم يومَه.٤١٢ ويُحرِّم الرسول ما بين جبلَي المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة.٤١٣ وفي تصويرٍ فني يوم القيامة تعترِف كل أمةٍ بمن كانت تعبد؟ عُزير عند اليهود، والمسيح عند النصارى، والله الواحد الأحد عند المسلمين.٤١٤ وأحيانًا تبدو بعض مظاهر الكهنوت مثل الدعاء في وقتٍ مُعين مثل الجمعة.٤١٥
١  مثل حديث «من يقُم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.» بالرغم من وجود آية إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.» بالرغم من وجود آيات قرآنية عن رمضان ص١٦. وحديث آخر في نفس الموضوع ص١٩.
٢  ج١، ٣٢، ٥٧-٥٨.
٣  السابق ج١، ٧٨، من أحصى أسماء الله التسعة والتسعين دخل الجنة، ج٣، ٢٥٩.
٤  «مثال: خرج ثلاثة فأصابهم المطر فاحتمَوا بمغارة بجبلٍ فسدَّته صخرة. فدعا كل منهم الله بأفضل شيء عمله. الأول أبواه شيخان وكان يرعاهما مع أولاده وامرأته وأهله؛ فانفرجت الصخرة الثلث. والثاني أحبَّ ابنة عمِّه وأرادها فطلبت مائة دينار فجمعها ولكنها امتنعت إلا بحقِّه فقام عنها؛ فانفرجت الصخرة الثلث الثاني. والثالث استأجر أجيرًا ورفض أن يأخُذ أجره الذرة فزرعها ومنها اشترى أبقارًا فأتاه الأجير فأعطاه الذرة والأبقار ريعها؛ فانفرج الثلث الأخير.» السابق ج٣، ١٠٤-١٠٥، ١١٩، ١٣٨-١٣٩.
٥  «وحكاية نزول جبريل من فُرجة من السقف وشق صدر النبي وغسله بماء زمزم وعرج بالرسول إلى السماء وأَمْره السماء أن تفتح واستقبال آدم له ثم مرَّ بالسموات السبع وبها إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم. وتنقطع الرواية مرَّتين بنسبتها إلى ابن حزم وأنس بن مالك عن ابن عباس والأنصاري وقد فُرِضت الصلاة بعد حوارٍ حول ما تُطيقه الأمة، فهبطت من خمسين إلى خمس حتى الوصول إلى سدرة المنتهى ودخول الجنة وبها حبَّات اللؤلؤ وتراب المسك.» السابق ج١، ٤١-٤٢، ٩٧-٩٨.
٦  السابق ص٢٠٤-٢٠٥.
٧  «رجلان أخذاه إلى الأرض المقدسة، رجل جالس ورجل بيده كلُّوب من حديد يدخل من شدقه إلى قفاه أكثر من مرة (الكذَّاب)، ورجل يضرب آخر بصخرةٍ فيشدخ في رأسه فيلتئم ويضربه من جديد (من عَلِم القرآن ولا يعمل). حرق رجال ونساء عُراة في تنُّور (الزناة). رجل في نهر دم يضرب الصخر إذا أراد الخروج (المرابون)، وروضة خضراء بها شجرة وشيخ وصبيان ونساء (الشهداء) مع الأنبياء والملائكة، ودار لمحمد ودار عمر لم تستكمل.» السابق ج٢، ١٢٦-١٢٧.
٨  بدء الخلق (٣٧٠ص) ج٤، ١٢٨–٢٥٣، ج٥، ٢–٢٢٦، ج٦، ٢–٢٠. وهو المستشرق مايرهوف.
٩  لا يشمل بدء الخلق إلا ٨١ص في حين أن السيرة تشمل ٢٧٩ص.
١٠  من الفناء إلى البقاء ج٢ الوعي الذاتي.
١١  تضم: حديث الغار، المناقب، قصة زمزم، أسماء الرسول، صفته، علامات النبوة، فضائل الصحابة، مناقب المهاجرين والأنصار، زواج خديجة، بنيان الكعبة، أيام الجاهلية، ما لقيه من المشركين في مكة، الهجرة الأولى، الإسراء، الهجرة الثانية، غزواته العشر: بدر، أحد، الخندق (الأحزاب)، ذات الرقاع، بنو المصطلق، الحديبية، ذات القرد، خيبر، الطائف، ذو الخلصة. حديث بني النضير، حديث الإفك، عقبة أبي موسى ومعاذ وجرير إلى اليمن، حج أبي بكر بالناس، قصص الأسود العنسي، عمان والبحرين، دوس والطفيل، كتابه إلى كسرى وقيصر، مرضه ووفاته.
١٢  ج٤، ١٢٨.
١٣  مثل البخاري الجزء السابع.
١٤  فكان في الحلم على قليب ولو نزع منه ما شاء ثم أعطاها لأبي بكر فنزع بها ذنوبًا قليلة بضعف. ثم أعطاها لعمر فأخذ ينزع منها بقوَّة حتى كاد أن يضرب الناس، ج٥، ٧، ١١، ١٣.
١٥  ج٩، ٥٥.
١٦  ج٥، ١٣، ١٥.
١٧  «بينما أنا نائم أُتيتُ بقدح لبن فشربتُ حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظافري ثم أعطيتُ فضلي عمر بن الخطاب.» ج١، ١٣.
١٨  رأى رجلين صعدا به الشجرة فأدخلاه دارًا لم يرَ أفضل منها وهي دار الشهداء، ج٤، ٢٠.
١٩  ج٩، ٤٥–٤٨.
٢٠  ج٩، ٥١–٥٣، ج٤، ١٤٧.
٢١  ج٧، ١٨-١٩.
٢٢  «أُريتُكِ في المنام مرتين إذا رجل يجعلك في سرقة حرير، فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنتِ فأقول إن يكن هذا من عند الله يُمضِه.» ج٧، ٦.
٢٣  ج٩، ٤٦-٤٧.
٢٤  ج٥، ٧١.
٢٥  «فقد أتاه آتيان ذات ليلة فرأى رجلًا مُضطجعًا وآخر قائمًا عليه بصخرة يُسقطها عليه ويتكرَّر ذلك بعد أن تصحَّ الرأس. وهو الرجل الذي يرفض القرآن وينام عن الصلاة. ورجل آخر مُستلقٍ على قفاه وآخر قائم عليه بكلوب من حديد وينشر شدقه ومنخره وعينه إلى قفاه، ثم يُكرِّر ذلك من الجانب الآخر. ثم يتكرَّر ذلك بعد أن يصحَّ الوجه وهو الكذَّاب. والثالث نساء ورجال عراة في تنُّور فهُم الزناة. والرابع رجل يسبَح في نهر أحمر من الدم ويُلقمه رجل على الشاطئ بحجارةٍ في فمه فيعود إلى النهر ثم يتكرَّر ذلك، وهو آكل الربا. وخامس كريه المرأى وعنده نار يسعى حولها فهو مالك خازن جهنم. وسادس في روضة مُعتمة، رجل طويل وحوله وُلْدان كثير وهو إبراهيم. وسابع روضة عظيمة بها مدينة من ذهب وفضة سُكَّانها أحسن شكلًا وآخر قبيح، وقفزوا إلى نهر أبيض وخرجوا وقد ذهب عنهم السوء، بها جنة عدن ومنازل وهم من خلطوا أعمالًا صالحة بأخرى سيئة.» ج٩، ٥٦–٥٨.
٢٦  ج٥، ٧١.
٢٧  ج٩، ٥٢-٥٣.
٢٨  «لما كذَّبتني قريش قمتُ في الحجر فجلَّى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه.» ج٦، ١٠٤، ج٤، ٢٤٧.
٢٩  «أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مُجوفًا. فقلتُ ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر.» ج٦، ٢١٩.
٣٠  ج٧، ١٤١.
٣١  ج٦، ٦٩-٧٠، ٧٥–١١٢.
٣٢  «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.» ج٦، ١٥١.
٣٣  ج٥، ١٣١.
٣٤  ج٩، ٥٢-٥٣.
٣٥  ج٩، ٥٣-٥٤.
٣٦  «فقد ذهب عند أم حرام، وهي امرأة متزوجة لتُطعمه كالعادة، وأخذت تُفليه فنام واستيقظ ضاحكًا. فلمَّا سألته عن السبب قصَّ لها الحلم أنَّ أناسًا من أُمته عُرضوا عليه غزاةً في سبيل الله راكبين البحر، ملوكًا على الأسرَّة. فطلبت أن يدعو لها أن تكون منهم ففعل. ونام ثانية واستيقظ ضاحكًا وطلبت منه أن يدعو لها ففعل في قولٍ مباشر هذه المرة «أنتِ من الأوَّلين.» وصرعت عن دابتها بعد أن ركبت البحر زمن معاوية.» ج٤، ١٩، ٢١، ج٥، ٦٤-٦٥.
٣٧  ج٩، ٥٤.
٣٨  ج٩، ٤٥–٤٨.
٣٩  ج٩، ٤٠-٤١.
٤٠  ج٥، ١٥.
٤١  ج٤، ١٦٢.
٤٢  ج٦، ٢٤، ٩٢، ٢٢٢.
٤٣  ج٦، ١٢٢-١٢٣.
٤٤  ج٦، ١٦٦.
٤٥  «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضتُ صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.» ج٨، ١١٢.
٤٦  «إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضتُ عليه. وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه. فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذ بي لأُعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.» ج٨، ١٣١. «يقول الله تعالى لِأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لو أنَّ لك ما في الأرض من شيءٍ أكنت تفتدي به؟ فيقول نعم. فيقول أردتُ منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ألَّا تُشرك بي شيئًا، فأبيتَ إلا أن تُشرك بي.» ج٨، ١٤٣.
٤٧  ج٧، ٢١١.
٤٨  ج٧، ٢١٢.
٤٩  ج٧، ٢١٨-٢١٩.
٥٠  «قال الله أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عَين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر.» ج٩، ١٧٦.
٥١  «يقول الله إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عمِلها فاكتبوها بمِثلها. وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة. وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلم يعملْها فاكتبوها له حسنة فإن عمِلَها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة.» ج٩، ١٧٧. «قال الله أصبح من عبادي كافر بي ومؤمن بي.» ج٩، ١٧٧. «قال الله إذا أحبَّ عبدي لقائي أحببتُ لقاءه وإذا كره لقائي كرهتُ لقاءه.» ج٩، ١٧٧. «قال الله أنا عند ظنِّ عبدي بي.» ج٩، ١٧٧.
٥٢  يقول الله عز وجل: «الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشُربه من أجلي …» ج٩، ١٧٥، ١٩٢.
٥٣  ج٦، ١٩٨.
٥٤  ج٩، ٣٨.
٥٥  سأل جبريل «ما تعدُّون أهل بدر فيكم.» ج٥، ١٠٣.
٥٦  ج٦، ٢٣.
٥٧  «هذا جبريل جاء ليُعلِّم الناس دينهم.» ج٦، ١١٤.
٥٨  «أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرُف.» ج٦، ٢٢٧.
٥٩  «قال الله تبارك وتعالى: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.» ج٦، ١٤٥.
٦٠  ج٥، ١٥٥.
٦١  ج٦، ٢٣٥.
٦٢  ج٦، ٩٩، ج٧، ١٠٤.
٦٣  ج٦، ١٠٠-١٠١، ١٠٢.
٦٤  ج٦، ١٠٨.
٦٥  ج٤، ١٢٩.
٦٦  «شتمني ابن آدم. وما ينبغي له أن يشتُمني. ويُكذبني وما ينبغي له. أما شتمُه فقوله: إنَّ لي ولدًا. وأما تكذيبه فقوله: ليس يُعيدني كما بدأني.» ج٣، ١٢٩.
٦٧  هي آية وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا. والحيث «نُصِرتُ بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور.» ج٤، ١٣٢. يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ …، ج٤، ١٥٣. وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ، ج٤، ١٥٤. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً …، لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ، فِي كَبَدٍ، مَا تُمْنُونَ، إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ، فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ … إلخ ج٤، ١٥٩، ١٦٢–١٦٤ بالنسبة لإلياس وإدريس. وهود وعاد ج٤، ١٦٦، يأجوج ومأجوج ج٤، ١٥٩، ١٦٧-١٦٨، إبراهيم ج٤، ١٦٩، ١٧٩، إسماعيل ويعقوب ج٤، ١٧٩، لوط ج٤، ١٨٠، ثمود ج٤، ١٨٠، يوسف ج٤، ١٨٢، أيوب ج٤، ١٨٤، موسى ج٤، ١٨٤–١٨٦، امرأة فرعون ج٤، ١٩٢، شعيب ج٤، ١٩٣، يونس ج٤، ١٩٣. داود ج٤، ١٩٤–١٩٧، لقمان وزكريا ج٤، ١٩٨-١٩٩، مريم ج٤، ١٩٩–٢٠١.
٦٨  سأل الرسول أبا ذرٍّ حين غربت الشمس: «أين تذهب؟» وأجاب: «فإنها تذهب حتى تسجُد تحت العرش فتستأذن فيؤذَن لها ويُوشِك أن تسجُد فلا يُقبَل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها. يُقال لها ارجعي من حيث جئتِ فتطلُع من مغربها.» ج٤، ١٣١. غزوة تبوك ج٦، ٢-٣. سؤال الرسول عن حُمَّى امرأة ج٤، ١٨٣.
٦٩  «وهذا أحُدٌ يُحبنا ونُحبه.» ج٦، ٩، ج٧، ٩٩.
٧٠  ج٥، ١٤، ١٩، ج٦، ٩.
٧١  ج٥، ١٣٢.
٧٢  ج٦، ١٦٧.
٧٣  ج٣، ٨٠.
٧٤  ج٤، ٤٢-٤٣.
٧٥  ج٣، ١٣٦.
٧٦  أخذ ذئبٌ شاةً من راعٍ فطلبها فرفض، لأنه لا راعي يوم السبع لها إلا هو. فردَّت عليه بقرة مارَّة بأنها خُلقت للحرث، ج٥، ٦-٧، ١٥.
٧٧  ج٥، ٩٧-٩٨.
٧٨  ج٤، ١٥٤، ١٥٦-١٥٧.
٧٩  ج٤، ١٥٦.
٨٠  ج٤، ١٥٧.
٨١  مثل وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ. ج٤، ١٢٨.
٨٢  ج٤، ١٣٠.
٨٣  ج٤، ١٣٠-١٣١.
٨٤  ج٤، ١٢٨.
٨٥  «كان الله ولم يكن شيء غيره. وكان عرشه على الماء. وكتب في الذكر كل شيء. وخلق السموات والأرض.» ج٤، ١٢٩.
٨٦  «إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم …» ج٦، ٨٣، ج٧، ١٢٩.
٨٧  ج٦، ١٥٤.
٨٨  ج٦، ١٥٨.
٨٩  «إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله. فإذا رأيتم منها شيئًا فصلُّوا وادعوا الله حتى يكشفها.» ج٧، ١٨٢.
٩٠  ج٤، ١٣٠، ج٥، ٢٢٤.
٩١  ج٤، ١٣١.
٩٢  «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا.» ج٤، ١٣١-١٣٢.
٩٣  ج٤، ١٣٥، ١٦١-١٦٢.
٩٤  ج٦، ١٦٧-١٦٨.
٩٥  ج٤، ١٥٩.
٩٦  ج٤، ١٦٠.
٩٧  ج٤، ١٢٩.
٩٨  ج٤، ١٤١-١٤٢.
٩٩  ج٤، ١٤٥-١٤٦.
١٠٠  جاءه الملك وهو في غار حراء فقال: «اقرأ.» قلتُ «ما أنا بقارئ.» قال: فأخذَني فغطَّني حتى بلغ مِني الجهد ثم أرسلني فقال «اقرأ.» قلتُ: «ما أنا بقارئ.» قال: فأخذني فغطَّني الثالثة ثم أرسلني فقال اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، ج١، ٣، ٢٠.
١٠١  آيات ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، ج٤، ١٤٠.
١٠٢  ج٤، ١٦٣.
١٠٣  مثل «بينما أنا أمشي إذ سمعتُ صوتًا من السماء فرفعتُ بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كُرسي بين السماء والأرض فرُعِبتُ منه فرجعتُ فقلتُ «زمِّلوني» …» ج١، ٤.
١٠٤  ج٤، ١٤١.
١٠٥  ج٤، ١٣٦. طلب النظر إلى الحيَّة ثم الأمر بقتلها ج٤، ١٥٦، ج٤، ٦٨، غزوة تبوك ج٦، ٢. وضع أول مسجد في الأرض ج٤، ١٧٧-١٧٨، كيفية الصلاة على الرسول ج٤، ١٧٨. عرض الإسلام ج٤، ٢٢٢، سؤال الرسول بِكُنيته ج٤، ٢٢٦.
١٠٦  ج٤، ١٩٥.
١٠٧  ج٤، ٢٣٧، طلب الاستنصار ج٤، ٢٤٤، الصحبة في السفر، ج٤، ٢٤٥-٢٤٦.
١٠٨  ج٩، ١١٤-١١٥.
١٠٩  ج١، ١٢١، ١٤٥-١٤٦.
١١٠  ج١، ١٩٨، ٢٠١.
١١١  ج١، ٢٠٧.
١١٢  ج٢، ٩١، ١٠٢.
١١٣  ج٣، ٢٨.
١١٤  «تلقت الملائكة روح رجلٍ ممَّن كان قبلكم …» ج٣، ٧٥.
١١٥  «لا تبكي، ما زالت الملائكة تُظلُّه بأجنحتها.» ج٣، ٢٦.
١١٦  ج٨، ١٠٦–١٠٨.
١١٧  ج٩، ١٥٤، ١٧٤.
١١٨  «يا مالك، ليقضِ علينا ربك»، ج٦، ١٦٣.
١١٩  ج٤، ١٥٨.
١٢٠  ج٥، ١٠٥.
١٢١  «إن أصحاب هذه الصور يُعذبون يوم القيامة. ويُقال لهم أحيُوا ما خلقتم. إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة.» ج٧، ٣٣، ٢١٥–٢١٧.
١٢٢  وفي صياغةٍ أخرى «لا تدخُل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل.» ج٤، ١٣٨-١٣٩. وقد يُستثنى «إلا رقْم في ثوب.» السؤال عن أول مسجد ج٤، ١٩٧. سؤال عن الحيرة ج٤، ٢٣٩، ٢٤٩.
١٢٣  ج٤، ١٦٩-١٧٠.
١٢٤  ج٤، ١٣٩.
١٢٥  ج٤، ١٣٨.
١٢٦  ج٤، ١٣٩.
١٢٧  ج٤، ١٤١.
١٢٨  ج٥، ١٣١.
١٢٩  ج٨، ١٥٢.
١٣٠  «تبدَّى له جبريل فقال له يا محمد: إنك رسول الله حقًّا فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسُه فيرجع. فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمِثل ذلك. فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.» ج٩، ٣٨.
١٣١  ج٤، ١٣٧.
١٣٢  ج٤، ١٧٢.
١٣٣  ج٦، ١١٨.
١٣٤  ج٤، ١٣٧.
١٣٥  ج٤، ١٣٧.
١٣٦  ج٤، ٢٤٨.
١٣٧  ج٤، ١٣٦-١٣٧.
١٣٨  مثل «من كان عدوًا لجبريل»، ج٦، ٢٣، ١٤٠. «أتيتُ على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مُجوفًا. فقلتُ ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر.» ج٦، ٢١٩.
١٣٩  «أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته. فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف.» ج٦، ٢٢٧-٢٢٨.
١٤٠  ج٦، ١٠٤.
١٤١  ج٨، ١٢.
١٤٢  ج٨، ١٧.
١٤٣  ج٩، ١٧٣-١٧٤.
١٤٤  قول الرسول لحسَّان بن ثابت «هاجِمهم وجبريل معك.» ج٨، ٤٥.
١٤٥  ج٨، ٥٩.
١٤٦  ج٨، ٦٨-٦٩.
١٤٧  ج٨، ٧٥.
١٤٨  ج٩، ١٤٤.
١٤٩  «قال جبريل عليه السلام عرَضَ لي في جانب الحرة. قال بشِّر أُمَّتك أنه من مات لا يُشرك بالله شيئًا دخل الجنة. قلتُ يا جبريل وإن سرق وإن زنى، قال نعم. قال قلتُ وإن سرق وإن زنى قال نعم، وإن شرِب الخمر.» ج٨، ١١٧-١١٨.
١٥٠  ج٨، ١٤٠-١٤١.
١٥١  ج٣، ١٥٢.
١٥٢  قول الرسول لحسَّان «اهجُهم وجبريل معك.» ج٥، ١٤٤.
١٥٣  ج٥، ١٠٧.
١٥٤  ج٤، ١٣٧.
١٥٥  ج٩، ١٨٢–١٨٤.
١٥٦  ج٤، ١٦٥-١٦٦.
١٥٧  ج٤، ١٣٩-١٤٠.
١٥٨  «يوم بدْر هذا جبريل أخذ برأس فرسِه عليه أداة الحرب.» ج١٠٣، ١٢٠.
١٥٩  ج٤، ٢٥.
١٦٠  ج٤، ١٣٥، ١٥٢.
١٦١  ج١، ١٩١. «عقد الشيطان على قافية رأس النائم ثلاث عُقَدٍ للرقاد. فإن استيقظ انحلَّت عُقدة. وإن توضَّأ انحلَّت الثانية. وإن صلَّى انحلَّت الثالثة.» ج٢، ٦٥. «وإذا نام ولم يُصلِّ بالَ الشيطان في أُذنه.» ج٢، ٦٦. «ومن يربط رأسه بالحجَر ينام عن الفرض.» ج٤، ٦٦. «وإذا نودي للصلاة أدبر الشيطان ويُسمع له ضراط حتى لا يسمع الأذان، ثم يعود فيشوِّش على المُصلي صلاته.» ج٢، ٨٧.
١٦٢  «ويتشكك هشام بن عروة الراوي في ذلك.» ج٤، ١٤٩، ١٥٢.
١٦٣  ج٤، ١٥١–١٥٣.
١٦٤  ج٢، ٨١. مُتذكرًا قول سليمان.
١٦٥  «إن الشيطان يبلُغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئًا.» ج٣، ٦٤-٦٥، ج٤، ١٠٠.
١٦٦  «الفتنة ثلاثًا من حيث يطلع قرن الشيطان.» ج٤، ١٠٠، ج٩، ٦٧-٦٨.
١٦٧  ج٨، ٦٠.
١٦٨  ج٣، ٣٣١.
١٦٩  ج٨، ٦١.
١٧٠  ج٩، ٣٩–٤٤، ٤٨، ٥٤-٥٥.
١٧١  ج٤، ١٤٨-١٤٩، ١٥١-١٥٢، ج٨، ٦١.
١٧٢  «نسي فتى موسى إحضار الغداء له لأن الشيطان أنساه إياه.» ج٤، ١٥٠-١٥١، ١٥٥.
١٧٣  ج٤، ١٥٥، ج٧، ٦٨.
١٧٤  ج٧، ١٤٥.
١٧٥  ج٤، ١٤٩.
١٧٦  ج٤، ١٥٥.
١٧٧  ج٥، ١٤.
١٧٨  ج٤، ١٥٠.
١٧٩  ج٩، ٨٧.
١٨٠  ج٩، ١٤٦، ج٨، ٢٨.
١٨١  «أما لو أنَّ أحدَهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنِّبني الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتني ثم قُدِّر بينهما في ذلك أو قُضِيَ ولدٌ لم يضرَّه شيطان أبدًا.» ج٧، ٢٩-٣٠.
١٨٢  مثل (يقذفون) يرمون، (دحورًا) مطرودين، (واصِب) دائم، (مَريدا) مُتمردا، (استخفَّ) استفز، (قرين) شيطان … إلخ. ج٤، ١٤٧-١٤٨.
١٨٣  وهي آية رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي.
١٨٤  ج٨، ٥٨.
١٨٥  ج٤، ١٥٧.
١٨٦  ج٥، ٥٩.
١٨٧  ج١، ١٢٤-١٢٥.
١٨٨  «إن عفريتًا من الجن تفلَّت عليَّ البارحة ليقطع عليَّ الصلاة فأمكنني الله منه وأردتُ أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تُصبحوا وتنظروا إليه كلكم …» ج٦، ١٥٦.
١٨٩  ج٨٩، ١٤٣.
١٩٠  ج١، ٦٤، «وكذلك عرض النار على الرسول وهو يُصلي.» ج١، ١١٨، ج٢، ١٢٠، عذاب القبر ج١، ١٢٣–١٢٥.
١٩١  ج١، ٦٤-٦٥.
١٩٢  ج٨، ٢٠-٢١.
١٩٣  ج٨، ٩٨.
١٩٤  ج٩، ١١٦.
١٩٥  ج٩، ٧٣.
١٩٦  ج٢، ١٢٢.
١٩٧  ج٦، ١٠٠.
١٩٨  ج٤، ١٦٢.
١٩٩  ج٤، ١٣٦.
٢٠٠  ج٨، ٨٢.
٢٠١  ج٨، ١٢٩.
٢٠٢  ج٩، ٧٣.
٢٠٣  ج٩، ٧٣-٧٤.
٢٠٤  «لا تقوم الساعة حتى تأخُذ أمتي بأخذ القرون قبلَها شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قُلنا يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟» ج٩، ١٢٦-١٢٧. وهو الحديث الذي صدَّرنا به «مقدمة في عِلم الاستغراب».
٢٠٥  ج٩، ٧٣-٧٤.
٢٠٦  ج٤، ١٥٥.
٢٠٧  «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه.» ج٤، ٢٢٣.
٢٠٨  ج٤، ٢٤٣.
٢٠٩  ج٤، ١٤١.
٢١٠  ج٤، ١٦٣، ج٥، ٢٢٣.
٢١١  «قال الرسول في بني تميم، هم أشدُّ أمتي على الدجَّال.» ج٣، ١٩٤.
٢١٢  «إني أُنذركموه. وما من نبي إلا قد أنذره قومَه. لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولًا لم يقُله نبي لقومه. تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور.» ج٤، ٨٦.
٢١٣  ج٤، ٢٠٥.
٢١٤  «الفتنة من هنا.» وأشار إلى المشرق، ج٧، ٦٦.
٢١٥  ج٩، ٣٧.
٢١٦  ج٤، ٥٥١.
٢١٧  ج٤، ١٧٢.
٢١٨  ج٣، ١٩١.
٢١٩  ج٧، ٤٨–١٣٥.
٢٢٠  ج٨، ١٣٢-١٣٣.
٢٢١  ج٦، ١٥٨.
٢٢٢  «لا تُخيروني من بين الأنبياء فإنَّ الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق. فإذا أنا بموسى آخِذٌ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جُزي بصعقة الطور.» ج٦، ٧٥، ١٥٨.
٢٢٣  ج٧، ١٨٣.
٢٢٤  «أليس الذي أمشاه على الرِّجلين في الدنيا قادرًا على أن يُمشيه على وجهه يوم القيامة؟» ج٨، ١٣٦.
٢٢٥  ج٨، ١٣٥.
٢٢٦  «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيَّتُهم، النار تَقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا. وتُصبح معهم حيث أصبحوا، وتُمسي معهم حيث أمسَوا.» ج٨، ١٣٥–١٣٦.
٢٢٧  «أنكم مُلاقو الله حفاةً عراة غُرلا.» ج٨، ١٣٦.
٢٢٨  ج٨، ١٣٦.
٢٢٩  ج٩، ٣٠.
٢٣٠  ج٩، ٣٦.
٢٣١  ج٨، ١٣٨.
٢٣٢  ج٩، ٢٧.
٢٣٣  ج٨، ١٥.
٢٣٤  ج٩، ١٥٦–١٦٠.
٢٣٥  ج٥، ٦٤.
٢٣٦  ج٨، ٣٣، ج٩، ١٩٧-١٩٨.
٢٣٧  ج٨، ٩٦.
٢٣٨  «إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزِن عند الله جناح بعوضة.» ج٦، ١١٧.
٢٣٩  ج٦، ١٣٩.
٢٤٠  ج٧، ١٢٥.
٢٤١  ج٧، ١٢٥.
٢٤٢  ج٨، ١٠١.
٢٤٣ 
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فأصلح الأنصار والمهاجرة
ج٨، ١٠٩.
٢٤٤  ج٨، ١٠٢، ١٠٨-١٠٩.
٢٤٥  ج٨، ١٩.
٢٤٦  ج٦، ٤٩.
٢٤٧  ج٨، ٢١.
٢٤٨  ج٨، ٣١.
٢٤٩  ج٨، ٢٤.
٢٥٠  ج٩، ١١٦–١١٧.
٢٥١  ج٨، ١٦٠، ج٩، ١٧٦.
٢٥٢  «رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.» ج٨، ٦٠.
٢٥٣  من الفناء إلى البقاء (جزءان)، دار المدى، بيروت ٢٠٠٩م.
٢٥٤  ج٧، ١١٠.
٢٥٥  ج٨، ١٢٤-١٢٥.
٢٥٦  ج٧، ١٣٨.
٢٥٧  ج٧، ١٤٦.
٢٥٨  ج٨، ١١٢-١١٣.
٢٥٩  ج٨، ١٤٨–١٥١.
٢٦٠  ج٩، ٥٨-٥٩.
٢٦١  ج٨، ١٤٨–١٥١.
٢٦٢  ج٨، ١٤٦.
٢٦٣  ج٨، ١٣٨-١٣٩.
٢٦٤  ج٨، ١٣٨-١٣٩.
٢٦٥  «ما منكم من أحدٍ إلا كُتب مقعده من النار أو من الجنة.» قالوا: ألا نتَّكِل؟ قال «اعملوا فكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له.» ج٩، ١٩٥.
٢٦٦  ج٩، ٤٤، ٤٨.
٢٦٧  ج٩، ١١٤.
٢٦٨  ج٩، ١٨.
٢٦٩  ج٥، ١٤-١٥.
٢٧٠  من الفناء إلى البقاء، ج٢ الوعي الموضوعي.
٢٧١  ج٥، ٩٩-١٠٠.
٢٧٢  «ما منكم من أحدٍ إلا وقد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا يا رسول الله أفلا نتَّكل؟ قال اعملوا فكل مُيسَّر.» ج٦، ٢١١-٢١٢.
٢٧٣  ج٧، ٤٣.
٢٧٤  «لن يُدخِل أحدًا عملُه الجنة … ولا أنا إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة.» ج٧، ١٥٧، من النص إلى الواقع، ج٢ بنية النص، ص٣٨٥–٤١٢.
٢٧٥  ج٧، ١٨٩.
٢٧٦  ج٨، ١٢٤، ١٤٣.
٢٧٧  ج٧، ١٦٣، ١٧٤.
٢٧٨  «لكل نبيٍّ دعوة فأُريد إن شاء الله أن أخَبِّئ دعوتي شفاعةً لأُمتي يوم القيامة.» ج٩، ١٧٠.
٢٧٩  ج٨، ١٤-١٥، ٨٢-٨٣.
٢٨٠  ج٩، ١٤٩-١٥٠، ١٦٠–١٦١، ١٨٢.
٢٨١  ج٩، ١٧٩.
٢٨٢  ج٦، ٢١–٢٢، ١٠٥–١٠٧.
٢٨٣  مثل «حلَّت له شفاعتي يوم القيامة.» ج٦، ١٠٨.
٢٨٤  ج٦، ١٨٦.
٢٨٥  ج٩، ٦٩، ١١٠.
٢٨٦  وهي فاطمة، ج٥، ٢٥، ٢٧-٢٨، ٣٦.
٢٨٧  ج٥، ٤٧–٤٩.
٢٨٨  «ما رأيتُ في الخير والشر كاليوم قطُّ؛ أنه صُوِّرت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط.» ج٨، ٩٦، ١٢٣.
٢٨٩  ج٨، ١٢٧، ١٤٦.
٢٩٠  ج٨، ١٦٤.
٢٩١  ج٨، ٣٠.
٢٩٢  ج٨، ٢٤.
٢٩٣  «استأذن واحد الله في أن يزرع في الجنة، والقرشيون والأنصار أصحاب زرع.» ج٩، ١٨٥.
٢٩٤  ج٥، ١٦٩، ج٨، ١٢٨-١٢٩، ١٥٢–١٥٧.
٢٩٥  ج٨، ١٣٤.
٢٩٦  ج٨، ١١٩، ١٤١-١٤٢.
٢٩٧  ج٤، ١٤٢.
٢٩٨  ج٩، ١٦٤.
٢٩٩  «مَن جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظُر الله إليه يوم القيامة.» ج٧، ١٨٢. «كم من كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة.» ج٧، ١٩٧.
٣٠٠  ج٦، ١٧٣، ١٩٨.
٣٠١  ج٤، ١٤٢.
٣٠٢  ج٨، ١٤٦، ج٩، ١٨١.
٣٠٣  ج٩، ٦٧، ١١٨.
٣٠٤  ج٦، ١٢٢-١٢٣.
٣٠٥  ج٨، ١٣٧-١٣٨، ١٦٣.
٣٠٦  ج٧، ١٥٠.
٣٠٧  ج٦، ١١٧-١١٨.
٣٠٨  «من أنفق زوجَين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة، كل خزنة باب.» ج٤، ٣٢.
٣٠٩  ج٩، ١٥٣.
٣١٠  ج٨، ١٤٢-١٤٣، ١٤٥-١٤٦.
٣١١  «عجب الله من قومٍ يدخلون الجنة في السلاسل.» ج٤، ٧٣.
٣١٢  «ما ليس منكم من أحد إلا وقد فُرغ من مقعده من الجنة والنار.» ج٨، ٥٩.
٣١٣  ج٨، ١١٧.
٣١٤  «فمن وافق قول الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.» ج٦، ٢١.
٣١٥  «ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة … وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي ذر.» ج٧، ١٩٢–١٩٣، ج٥، ١٧٠، ج٩، ١٤٥.
٣١٦  ج٤، ١٤٥.
٣١٧  ج٥، ٧.
٣١٨  ج٨، ١٢٥.
٣١٩  ج٨، ١٤١.
٣٢٠  ج٤، ١٢٠.
٣٢١  ج٥، ١٠-١١.
٣٢٢  ج٤، ١٤٢.
٣٢٣  ج٥، ١٢، ج٧، ٤٦-٤٧.
٣٢٤  ج٧، ١٩٤-١٩٥.
٣٢٥  ج٤، ١١٤.
٣٢٦  ج٥، ١٦.
٣٢٧  ج٥، ١٧.
٣٢٨  هما قدَما بلال ج٥، ٣٣.
٣٢٩  ج٤، ١٤٥.
٣٣٠  ج٤، ١٤٣–١٤٥.
٣٣١  ج٤، ١٤٣.
٣٣٢  ج٦، ٨٧.
٣٣٣  ج٦، ١٨١–١٨٣، ج٧، ٤٠.
٣٣٤  ج٤، ١٩-٢٠.
٣٣٥  ج٨، ٦.
٣٣٦  «من استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملء كفِّه من دمٍ أهرقه فليفعل.» ج٩، ٨٠.
٣٣٧  ج٧، ١٦٨، ج٨، ١٠.
٣٣٨  ج٨، ٢١.
٣٣٩  ج٨، ٥٤.
٣٤٠  ج٨، ٥٩.
٣٤١  ج٨، ١١٠.
٣٤٢  ج٩، ١٤٣.
٣٤٣  ج٤، ١٤٤.
٣٤٤  هو حديث «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة.» ج١، ١٢٢، ١٤٣. أطال الرسول السجود فقد رأى الجنة والنار ورأى امرأة تخدشها هرة حبسَتْها حتى ماتت جوعًا لا أطعمتها ولا أطلقتها تأكل من خشاش الأرض، ج١، ١٩٠. كذلك رأى جهنم في صلاة الكسوف، ج١، ١٩٠. ورأى الجنة لو تناول منها عنقودًا لأكل منه الناس حتى نهاية الزمان، ج١، ١٦٠. ولو رفع الناس أبصارهم فوق الإمام لخُطفت أبصارهم، ج١، ١٩١. والنار وأكثر أهلها من النساء لأنهنَّ يَكفُرن العشير والإحسان، ج٢، ٤٦. رؤية الجنة والنار وأنَّ الناس تُفتَن في القبور وامتحان المؤمن والمُرتاب، ج٢، ٤٧. سماع أقدام بلال في الجنة، ج٢، ٦٧. من مات ولم يُشرك دخل الجنة، ج٢، ٨٩. تقدير كل نفس مُسبقًا مكانها من الجنة أو من النار، ج٢، ١٢. من يخنق نفسه ومن يطعن نفسه في النار للتخويف، ج٢، ١٢١.
٣٤٥  «في الجنة مناديل أفضل من منديل الحرير بالدنيا.» ج٣، ٢١٤.
٣٤٦  ج٣، ٣٢-٣٣.
٣٤٧  ج٣، ١٤٢.
٣٤٨  ج٤، ١٤٥.
٣٤٩  ج٨، ٨.
٣٥٠  «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار.» ج٧، ١٨٣.
٣٥١  ج٨، ١٠.
٣٥٢  ج٨، ٩، ١٢.
٣٥٣  «من مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار.» ج٦، ٢٨.
٣٥٤  ج٨، ٥٤.
٣٥٥  ج٨، ١١٢.
٣٥٦  ج٨، ١٢٥.
٣٥٧  ج٥، ٦٥-٦٦.
٣٥٨  ج٤، ١٤٦-١٤٧.
٣٥٩  «أبردوا بالصلاة فإن شدَّة الحر من فيح جهنم.» ج٤، ١٤٦.
٣٦٠  ج٨، ١٤٤-١٤٥، ١٥٠-١٥١.
٣٦١  ج٦، ١٧٣.
٣٦٢  ج٩، ١٤٣.
٣٦٣  ج٨، ١٤، ١٤٠، ١٤٤.
٣٦٤  ج٨، ١٤٣، ١٤٥.
٣٦٥  ج٨، ١٤٤.
٣٦٦  ج٩، ١٧٣.
٣٦٧  ج٨، ١٢٨.
٣٦٨  ج٥، ١٦٨–١٧٠.
٣٦٩  ج٩، ٣٢.
٣٧٠  ج٩، ٧٠.
٣٧١  ج٤، ١٥٧–١٥٩.
٣٧٢  ج٤، ١٣٣–١٣٥، ج٥، ٦٦–٦٩.
٣٧٣  ج٨، ١٣٧-١٣٨.
٣٧٤  ج٨، ١٤٤-١٤٥، ج٩، ١٧٩-١٨٠.
٣٧٥  ج٨، ١٥٧.
٣٧٦  ج٥، ١٢٠-١٢١.
٣٧٧  ج٤، ١٤١.
٣٧٨  ج٤، ١٦٨-١٦٩.
٣٧٩  ج٤، ١٦٦.
٣٨٠  ج٤، ١٦٣.
٣٨١  «ما ينبغي لأحدٍ أن يقول أنا خير من يونس بن متى.» ج٦، ٦٢. «من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب.» ج٦، ٦٣، ٧١، ٩٥، ١٤٣، ١٥٥، ١٦٤-١٦٥.
٣٨٢  ج٣، ١٠٥-١٠٦.
٣٨٣  ج٤، ١٦٩–١٧١.
٣٨٤  ج٤، ١٧٢.
٣٨٥  ج٦، ١١٠–١١٧.
٣٨٦  ج٩، ١٧١-١٧٢.
٣٨٧  ج٨، ٢٢، ٣١، ٨٠، ٩١.
٣٨٨  ج٨، ١٣٤-١٣٥، ج٩، ١٥٤، ١٧٠.
٣٨٩  ج٢، ١١٣.
٣٩٠  ج٤، ١٧٢–١٧٧.
٣٩١  ج٩، ١٧٥.
٣٩٢  ج٧، ٥٠.
٣٩٣  ج٤، ١٠٤.
٣٩٤  ج٤، ١٥٨.
٣٩٥  ج٤، ١٦١.
٣٩٦  «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.» ج٦، ١٣-١٤.
٣٩٧  «قاتل الله اليهود لمَّا حرَّم الله عليهم شحومها جمَّلوه ثم باعوه فأكلوها.» ج٦، ٧٢.
٣٩٨  «إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالِفوهم.» ج٧، ٢٠٧.
٣٩٩  ج٤، ١٥٦.
٤٠٠  «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم»، ج٦، ٢٥.
٤٠١  «ما من مولودٍ يُولَد إلا والشيطان يمسُّه حين يولَد فيستهل صارخًا من مسِّ الشيطان إيَّاه إلا مريم وابنها.» ج٦، ٤٢.
٤٠٢  ج٧، ٢٠٨.
٤٠٣  ج٩، ٤٣، ٥٠.
٤٠٤  ج٩، ٧٤–٧٦، ١٧٠.
٤٠٥  ج٩، ١٤٨.
٤٠٦  ج٤، ١٦٣-١٦٤.
٤٠٧  «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة.» ج٦، ١٤٥.
٤٠٨  ج٦، ١٨٨، ج٧، ٨٦-٨٧.
٤٠٩  «ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي ما مِثلُه آمَن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيتُ وحيًا أوحاه الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يوم القيامة.» ج٦، ٢٢٤.
٤١٠  ج٦، ٢٦.
٤١١  «نحن أحق بالشكِّ من إبراهيم.» ج٦، ٣٩، ٩٧.
٤١٢  ج٦، ٩١، ١٢١.
٤١٣  ج٧، ٩٩.
٤١٤  ج٦، ٥٦–٦٦.
٤١٥  «في الجمعة ساعة لا يُوافقها مُسلم قائم يُصلي فسأل الله خيرًا إلَّا أعطاه.» ج٧، ٦٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤