الفصل التاسع عشر

قصة تشامبرلين

عندما دخل سبارجو المكتبة خاطَبه السيد كوارتربيدج قائلًا: «أظنك يا سيدي قرأتَ قصةَ محاكمة ميتلاند.»

رد سبارجو: «مرتَين.»

سأل السيد كوارتربيدج: «وهل استنتجتَ أن … بل أخبِرْني أنت ماذا استنتجتَ؟»

قال سبارجو رافضًا الإفصاح عن كل استنتاجاته مباشَرة: «استنتجتُ أن التذكرة الفضية الموجودة في محفظتي كانت تخصُّ ميتلاند.»

وافَقه العجوز الرأي: «نعم، هذا صحيح. أظن ذلك … لا يُمكِنني أن أتخيَّل غير ذلك. لكني كنتُ أظن أني سأتمكَّن من تتبُّعِ أثرِ هذه التذكرة، كما يُمكِنني تتبُّعُ أثر التذاكر التسع والأربعين الأخرى.»

سأل سبارجو: «نعم، ولكن كيف؟»

توجَّه السيد كوارتربيدج إلى خِزانة في ركن الغرفة وأخرج منها في صمتٍ قنينةً وكأسَي نبيذٍ ذواتَي شكلٍ غريب. ومسح الكأسَين برفقٍ بقطع قماش أخرجها من أحد الأدراج، ووضع الكأسَين والقنينة على طاولةٍ أمام النافذة، وأشار إلى سبارجو أن يضعَ كرسيًّا بالقرب منها. وسحب هو كرسيَّه ذا الذراعَين.

وقال: «لنشرب كأسًا من شراب الشيري البنِّي المعتَّق. لا أعتقد أن أيًّا منا يستطيع العثور على شراب شيري بني أفضل منه ولو ارتحلنا من لانذز إند إلى بلدة بيرويك أبون تويد بحثًا عنه يا سيد سبارجو، ولا حتى إذا اتجهنا شمالًا، حيث كان الذوقُ الرفيع في الخمور سمةً شائعة أيام شبابي! نخبك سيدي! وسأخبرك بشأن ميتلاند.»

قال سبارجو: «لديَّ فضول. وليس فقط حول ميتلاند. أريد أن أعرف الكثيرَ من الأمور المتعلقة بذلك الخبر الذي كان في الصحيفة. أريد أن أعرف أي شيء عن الرجل المذكور فيه عدة مرات … سمسار الأسهم تشامبرلين.»

قال السيد كوارتربيدج مبتسمًا: «حسنًا. توقَّعت أن يُثير فضولَك. لكن لنتحدَّث عن ميتلاند أولًا. عندما سُجِن ميتلاند، ترك وراءَه طفلًا، ولدًا، كان عمره حينئذٍ عامَين. وكانت أمه متوفَّاة. فظهرَت في المشهد أختُها التي تُدعى الآنسة بيليس … حيث كان ميتلاند قد تزوَّجَ زوجتَه من مكان بعيد … وأخذت الآنسة بيليس الطفلَ وكذلك متعلقات ميتلاند الشخصية. بينما كانت محاكَمته جارية، أعلن إفلاسَه، وبِيع كلُّ ما كان في منزله. لكن الآنسة بيليس هذه أخذت بعض الأشياء الشخصية الصغيرة، وطالما ظننتُها أخذَتِ التذكرةَ الفِضية مع تلك الأشياء. وربما كان ذلك صحيحًا؛ لأنني لم أعرف أيَّ شيء ينفي ذلك. على أي حال، أخذت الطفل، وبهذا انقطع ذِكْر عائلة ميتلاند في ماركت ميلكاستر. وبالطبع نُقِل ميتلاند بعد محاكَمته إلى دارتمور، وأمضى مدةَ عقوبته فيها. وكان هناك أناسٌ يَتُوقون إلى العثور عليه عند إطلاق سراحه، وهم مسئولو المصرف، فقد كانوا يعتقدون أنه يعرف عن مآلِ الأموال المنهوبة أكثرَ مما أفصح عنه، وكانوا يريدون أن يجعلوه يُفصِح عمَّا كانوا يَأملون أنه يعرفه … لا تخبر أحدًا بما سأقوله لك الآن يا سيد سبارجو، لكنهم كانوا سيُكافِئونه على الإفصاح عمَّا لديه.»

نقر سبارجو على الصحيفة التي كان محتفظًا بها أثناء حديث العجوز.

وسأل: «إذن فهُم لم يُصدِّقوا ما قاله محاميه، لم يُصدِّقوا أن الأموال كلها في حوزة تشامبرلين؟»

ضحك السيد كوارتربيدج.

وأجاب: «كلا، لم يُصدِّق ذلك أحد! سرى في البلدة اعتقادٌ قويٌّ — ستعلم سببَه فيما بعدُ — بأن الأمر كله كان متفَقًا عليه، وأن ميتلاند أمضى مدةَ عقوبته سعيدًا لأنه كان يعرف أن ثروةً طائلة كانت في انتظاره عندما يُطلَق سراحه. وكما قلت لك، كان مسئولو المصرف يَسعَون وراءه. وعلى الرغم من أنهم أرسلوا محقِّقًا خاصًّا للقائه عندما أُطلِق سراحه، لم يتمكَّنوا من العثور عليه قط. حدث خطأٌ ما عند إطلاق سراح ميتلاند، فقد اختفى تمامًا. ولم يَسمع عنه أحدٌ خبرًا منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا. إلا إذا كانت الآنسة بيليس قد سمعَت شيئًا.»

سأل سبارجو: «وأين تسكن الآنسةُ بيليس هذه؟»

رد السيد كوارتربيدج: «لا أعرف. كانت تسكن في برايتون عندما أخذت الطفل، وكان عُنوانها معروفًا، أحتفِظ به في مكانٍ ما. لكن عندما حاوَل مسئولو المصرف العثورَ عليها بعد إطلاق سراح ميتلاند، كانت هي أيضًا قد اختفت تمامًا، ولم تُجْدِ كلُّ محاوَلات العثور عليها. في حقيقة الأمر، ووَفْقًا لمن كانوا يسكنون بالقرب منها في برايتون، كانت قد اختفت تمامًا ومعها الطفل قبلَ خمسة أعوام. لذا لم يكن هناك دليلٌ يُقتفى به أثرُ ميتلاند. لقد أمضى مدةَ عقوبته، وكان خلالها سجينًا مثاليًّا حسَبما عرَفوا، وبذلك قصرَت مدة عقوبته إلى أقلِّ حدٍّ ممكن، ثم أُطلِق سراحه، ثم اختفى. ولهذا السبب تحديدًا سرَت في هذه البلدة فرضيةٌ عنه لم تزَل متداوَلةً حتى يومنا هذا!»

سأل سبارجو: «وما هي؟»

رد السيد كوارتربيدج: «كالآتي. أنه الآن يعيش في رغدٍ وترفٍ خارج البلاد، معتمِدًا على ما نهَبه من المصرف. يقولون إن أخت زوجته كانت ضالِعةً في الخُطة، وإنها عندما اختفت بصُحبة الطفل، غادَرت البلاد إلى مكانٍ ما وجهَّزت مسكنًا لميتلاند، وإنه لحِقَ بهما فورَ إطلاقِ سراحه. هل فهمت؟»

قال سبارجو: «أظن ذلك محتملًا.»

أعاد العجوز مَلْءَ كأسه وقال: «محتمَل جدًّا سيدي. والآن دَعْني أخبرك بقصة تشامبرلين. إن علاقتها بقصة ميتلاند أكثرُ تشابُكًا مما يبدو للوهلة الأولى، وسأخبرك بها وأدَعُك تتوصَّل إلى استنتاجاتك بنفسك. وفد تشامبرلين إلى ماركت ميلكاستر — لا أعلم من أين — عام ١٨٨٦، قبل قصة ميتلاند بخمسة أعوام. كان عندئذٍ في السابعة والثلاثين أو الثامنة والثلاثين، نفس عمر ميتلاند تقريبًا. كان موظفًا لدى السيد فالاس الراحل، الذي كان يعمل في تصنيع الحبال والخيوط؛ مصنع فالاس لا يزال قائمًا في مكانه في نهايةِ جادَّةِ هاي ستريت بالقرب من النهر، لكنَّ السيدَ فالاس نفسَه قد مات. كان تشامبرلين شابًّا ذكيًّا نابهًا مندفعًا، وأصبح لا غنى للسيد فالاس عنه، وكان السيد فالاس ينقده راتبًا جيدًا جدًّا. استقر في البلدة وتزوَّج بفتاةٍ منها، من عائلة كوركينديل، صانِعي السروج، بعد ثلاثة أعوام من قدومه. ومع الأسف تُوفِّيت أثناء الولادة بعد عامٍ من الزواج. وبعد ذلك بوقتٍ قصير ترك تشامبرلين عملَه لدى فالاس، وبدأ العمل سمسارًا للأسهم. كان قبل ذلك موفِّرًا، وتمكَّن من ادِّخارِ مبلغٍ معقول مع زوجته، كان دائمًا يعلم الجميع أن لديه مُدخراتٍ أخرى، وبدأ عمله بدايةً جيدة. كان دَمِثَ الخُلق، ولم يُعجِزْه استخلاصُ ما يريد ولو من بين أنياب الليث. كان أصحابُ الأموال في البلدة يَثِقون به، وكنتُ أنا أيضًا أثِقُ به يا سيد سبارجو، وأبرمتُ معه صفقاتٍ عديدة، ولم أخسر في أيٍّ منها شيئًا، بل على العكس، ربحتُ من ورائه الكثير. وربح معظمُ عملائه الكثيرَ. بالطبع كانت هناك بعضُ التقلُّبات، لكنه بوجهٍ عام كان يُرضِي عملاءه إلى حدٍّ استثنائي. لكن، بطبيعة الحال، لم يعلم أحدٌ ما كان يجري بينه وبين ميتلاند.»

قال سبارجو: «أستنتِج من هذا التقرير أن كل شيء انكشَفَ فجأةً وعلى نحوٍ غيرِ متوقَّع؟»

رد السيد كوارتربيدج: «هذا صحيحٌ يا سيدي. كان الأمر مُفاجِئًا وغيرَ متوقَّع كالرعد في يومٍ شتوي صافٍ. لم يكن لدى أحدٍ أدنى فكرة أن هناك شيئًا خاطئًا يجري. كان جون ميتلاند يَحْظى باحترام البلدة، وكان الجميع ينظرون إليه نظرةَ إكبارٍ ويعرفونه جيدًا. أؤكِّد لك يا سيد سبارجو أنه ليس من المبهِج أن يكون المرءُ عضوًا في هيئة المحلَّفين تلك كما كنت أنا — بل كنتُ رئيسَها — ولا أن ترى رجلًا كنتَ تعتبره صديقًا مقرَّبًا يُحكَم عليه. لكن هذا ما جرى!»

سأل سبارجو متحمسًا لمعرفة الحقائق: «كيف اكتُشِف الأمر؟»

رد السيد كوارتربيدج: «على النحو الآتي. مصرف ماركت ميلكاستر مملوكٌ بالكامل تقريبًا في حقيقة الأمر لعائلتَين قديمتَين في البلدة؛ هما عائلة جاتشبي وعائلة هوستابل. وذاتَ مرةٍ انضمَّ شابٌّ من عائلة هوستابل إلى العمل في المصرف بعد تخرُّجه في الكلية ووفاةِ أبيه مباشَرةً. كان شابًّا نابهًا متيقظًا، فارتابَ من ميتلاند لسببٍ ما، فألَحَّ على الشركاء الآخَرين لفتحِ تحقيقٍ خاص في أمره، وأصرَّ على أن يتم ذلك على نحوٍ مفاجئ. فتم الإيقاع بميتلاند قبل أن يَحْظى بأي فرصةٍ للمناوَرة. لكننا كنا نتحدَّثُ عن تشامبرلين.»

وافَقه سبارجو: «نعم كنا نتحدَّث عن تشامبرلين.»

واصَل السيد كوارتربيدج: «نعم، أُلقي القبض على ميتلاند ذاتَ مساء. وبالطبع انتشر الخبر في البلدة كالنار في الهشيم. كان الجميع مذهولين، فقد كان لسنواتٍ وحتى ذلك الحين وكيلًا لكنيسة الأبرشية، ولا أعتقد أن وَقْعَ المفاجأة كان سيكون أشدَّ لو سمعنا بالقبض على كاهن الكنيسة لجريمةِ تعدُّدِ الزوجات. في بلدة صغيرة كهذه، تنتشر الأخبارُ في دقائق معدودة. وبالطبع كان تشامبرلين سيسمع بهذه الأخبار شأنه شأن الجميع. لكنَّ الأهاليَ تذكَّروا فيما بعدُ وعلَّقوا كثيرًا قائلين إنه منذ لحظة القبض على ميتلاند لم يتحدَّث أحدٌ في ماركت ميلكاستر مع تشامبرلين بعد ذلك قطُّ. بعد وفاة زوجته اعتاد أن يقضيَ ساعةً تقريبًا من المساء هناك في فندق يلو دراجون، حيث التقيتَ بي أنا وأصدقائي ليلةَ أمس، لكنه لم يذهب إلى فندق يلو دراجون تلك الليلة. وفي صباح اليوم التالي استقلَّ قطارَ الساعة الثامنة إلى لندن. وقال لناظر المحطة وهو يركب القطارَ إنه يتوقَّع أن يعود في وقتٍ متأخر من ليلِ اليوم نفسِه، وإنه سيقضي يومًا مجهدًا. غير أن تشامبرلين لم يَعُد تلك الليلةَ يا سيد سبارجو. مضت أربعة أيام قبل أن يعود إلى ماركت ميلكاستر، وعندما عاد كان ذلك في تابوت!»

قال سبارجو منفعلًا: «مات؟ يا للمفاجأة!»

وافَقه السيد كوارتربيدج: «مفاجأةٌ حقًّا. نعم سيدي، عاد تشامبرلين في تابوته. وفي المساء الذي قال إنه سيعود فيه تحديدًا، وصلَت برقية إلى هنا تقول إنه مات على نحوٍ مفاجئ في فندق كوزموبوليتان. وصلتْ هذه البرقية إلى صِهره كوركينديل، العاملِ في تصنيع السروج، يُمكِنك أن تجده على مسافةٍ من هنا في هذا الشارع، أمام مجلس البلدة. أرسَلَ البرقيةَ إلى كوركينديل أحدُ أبناء إخوة تشامبرلين، اسمه ستيفن ويعيش في لندن، وفُهِم أنه يعمل في البورصة هناك. رأيت تلك البرقيةَ يا سيد سبارجو، كانت برقيةً طويلة. كُتِب فيها أن تشامبرلين تعرَّض لنوبةٍ مفاجئة، واستُدعِي له طبيبٌ لكنه مات بعدئذٍ بوقت قصير. ونظرًا إلى أن ابنَ أخي تشامبرلين وأصدقاءَه كانوا في لندن، لم يشعر صِهرُه توم كوركينديل أنه من الضروري أن يتوجَّه إلى هناك بنفسه، فاكتفى بإرسالِ برقيةٍ إلى ستيفن تشامبرلين يسأله عما إذا كان هناك ما يُمكِنه فعله. وفي صباح اليوم التالي وصلَتْ برقيةٌ أخرى من ستيفن كُتِب فيها أنه لن يجريَ التحقيقُ في سبب الوفاة، فقد كان الطبيب حاضرًا ويُمكِنه أن يشهد بسبب الوفاة، وطلب من كوركينديل أن يُجرِيَ ترتيبات الجنازة بعد يومَين. كان تشامبرلين قد اشترى قبرًا في مقابرنا عندما دفَنَ زوجته، وبطبيعة الحال قرَّروا دفْنَه فيه، معها.»

أومأ سبارجو. وبدأ يستوعب كل المعلومات تدريجيًّا ويتخيَّل فرضيات عديدة مختلفة.

واصَل السيد كوارتربيدج: «وفي اليوم التالي، أحضروا جثمان تشامبرلين. جاء معه ثلاثةُ أشخاص: ستيفن تشامبرلين، والطبيبُ الذي استُدعِي، ومحامي إجراءات. جرى كل شيء على النحو الصحيح. ونظرًا إلى أن تشامبرلين كان معروفًا في البلدة، استقبل عددٌ من أبناء البلدة الجثمانَ في المحطة وتبعوه إلى المقابر. وبطبيعة الحال كان الكثيرون منَّا ممَّن كانوا عملاءَ تشامبرلين توَّاقِين إلى معرفةِ كيفيةِ وفاته المفاجئة هذه. وفقًا لرواية ستيفن تشامبرلين، كان تشامبرلين المقصودُ قد أبرَقَ له ولمحاميه ليلتقوا في فندق كوزموبوليتان لإجراء بعض الأعمال. كانا في انتظاره هناك عندما وصل، تناوَلوا الغداء معًا. وبعد ذلك التفتوا لأعمالهم في غرفة مغلقة. وقُربَ نهاية النهار، شعر تشامبرلين بوعكةٍ مفاجئة، وعلى الرغم من أنهم استدعَوْا له الطبيبَ على الفور، فقد مات قبل حلول المساء. قال الطبيب إن قلبَه كان عليلًا. على أي حال، شهِدَ الطبيب بسبب الوفاة؛ لذا لم يُجرَ تحقيق، ودُفِن كما أخبرتُك.»

توقَّف العجوز، وأخذ رشفةً من شراب الشيري، ثم ابتسم عندما تذكَّرَ شيئًا ما.

وواصَل: «وبالطبع، عندئذٍ جاءت الفكرة لميتلاند، وأقسَمَ ميتلاند إن كل الأموال في حوزة تشامبرلين، بل إنه كان أيضًا متأكدًا تمامًا أنه كان يحتفظُ بها في صورةِ أوراقٍ نقدية. لكن تشامبرلين يا سيد سبارجو لم يترك وراءَه شيئًا تقريبًا. كل ما أمكن تتبُّعه كان ثلاثة أو أربعة آلاف جنيه. ترك كلَّ شيء لابن أخيه ستيفن. ولم يكن هناك أيُّ دليل على مآل المبالغ الطائلة التي عَهِد ميتلاند إليه بها. وعندئذٍ بدأ الناس يتحدَّثون، وبدَءوا يتداوَلون القصصَ التي لم تَزَل شائعةً حتى يومنا هذا!»

قال سبارجو: «وما هي؟»

مال السيد كوارتربيدج إلى الأمام ونقر ذراعَ ضيفِه وأجاب:

«أن تشامبرلين لم يَمُت قطُّ، وأن التابوت كان مليئًا بالرصاص!»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤