تمهيد

استحضار الماضي

قليلٌ من الأمريكيِّين يمكنهم اليوم معرفةُ مَن هو جون ليديارد، أما مَن يقدِّر مساهمته في علاقات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط فعددُهم أقلُّ بكثير. غير أنه منذ حرب الخليج الأولى عام ١٩٩١، وبالتأكيد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، زادت معرفةُ الأمريكيِّين بالشرق الأوسط إلى حدٍّ بعيد. ومنذ خمسة عشر عامًا، كم عددَ مَن كان يعرف منهم معنى كلمة «جهاد»، أو «القاعدة» أو «انتفاضة» أو «الوهابيين»؟ وكم عددَ مَن كان بإمكانه أن يفرِّق بين العرب والإيرانيين؟ والبعثيِّين والإسلاميين؟ والسنة والشيعة؟ يضاف إلى ذلك أن أسماء مدن الشرق الأوسط كالفالوجة وجنين أصبحت أقربَ إلى أذهان وأسماع الأمريكيِّين اليوم من مدن الوسط الأمريكي.

إن معرفة الأمريكيِّين المطَّردة بالشرق الأوسط تعكس الدورَ الرئيسي الذي تحتله المنطقة في حياتهم الآن. لقد أصبحت الولايات المتحدة متضامنةً ومشاركة في الشرق الأوسط بصورة كبيرة تمسُّ حتى وجودها وكيانها. فالصراعات الإثنية والدينية والتهديدات الإرهابية والبحث عن مواردَ للطاقة والوقود يمكن الاعتمادُ عليها أصبحت موضوعاتٍ تَفرض نفسها على وسائل الإعلام في الساحة الأمريكية بوجه عام، وعلى خطة العمل القومية بوجهٍ خاص. وأصبح الشرق الأوسط يمثِّل إلهامًا دينيًّا لملايين الأمريكيِّين أيضًا، كما أصبح مصدرَ تخوُّفِ كثير منَّا. وتحوَّلت العمليات التي تقوم بها الجيوش الأمريكية في منطقة آسيا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط، وحلَّ الاهتمام باللغة العربية محلَّ الاهتمام بالروسية، خاصةً لهيئات الاستخبارات الأمريكية. وأصبحت علاقات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط أكثرَ مادية من علاقاتها بأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا، وأكثر إلحاحًا من علاقاتها بكوريا الجنوبية أو حتى بالصين، وبذلك أصبح الشرق الأوسط بوجه عام مؤثرًا على أمن الولايات المتحدة وسلامة كل مواطنيها.

وعلى الرغم من هذه الأهمية القصوى للشرق الأوسط، فلا يزال الأمريكيون — إلى حدٍّ بعيد — غيرَ واعين بتاريخ بلادهم الثري المتعدد الجوانب في هذه المنطقة. فيبدو أن معظمهم يعتقد أن الولايات المتحدة أصبحت نشطةً في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، أو مع بدايات الصراع العربي الإسرائيلي، أو مع اكتشاف النفط السعودي. والدهشة هي ردُّ فعل الغالبية على أي ادعاء بأن العلاقات مع منطقةٍ تبعُد عنهم نحو خمسة وثلاثين ألف ميل (من نيويورك إلى أقربِ مدينة في الشرق الأوسط وهي سيدي إفني بالمغرب) ربما كان لها هذا التأثير على صياغة الدستور وتكوين البحرية الأمريكية. وسيندهش معظمهم إذا عرفوا أن الأمريكيِّين وشعوب الشرق الأوسط قد تقابلوا ليس فقط في حقول النفط والمعارك فحسب، ولكن في مجالات الفن والتعليم والأعمال الخيرية أيضًا. فالأمريكيون هم أولُ مَن بنى جامعة حديثة في الشرق الأوسط، وبدأ كلٌّ من العَلم الأمريكي وتمثال الحرية من تجربة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

يرجع نقصُ المعرفة بتاريخ الشرق الأوسط — ولو جزئيًّا — إلى عدم وجود كتاب شامل في هذا الموضوع. ففي حين يستطيع أيُّ بريطاني مهتم بقراءة تاريخ بلاده أن يراجع كتاب إليزابيث مونرو الكلاسيكي: «هيمنة بريطانيا بالشرق الأوسط» أو غيره من الأعمال المميزة الأخرى التي وضعها ويليام روجر لويس، فإن الأمريكيِّين عليهم الخوض في مجموعة كبيرة من المؤلفات ليتمكنوا من الحصول على الموضوعات التي يبغونها في هذا المجال. وقد وُضِعَت عشرات الكتب عن حروب البربر — وهو أولُ صراع أمريكي مع الشرق الأوسط — وعن سياسة الولايات المتحدة نحو تسوية الأوضاع في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن لا توجد دراسة واحدة عن التدخُّلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط أو عن الدَّور الذي لعبته الولايات المتحدة في عمليات التحرُّر من الاستعمار. كما تحتل قائمةُ المؤلفات التي تتناول السياسة الأمريكية نحو إسرائيل والصراع الفلسطيني عدةَ صفحات، ولكن لا يوجد عمل واحد عن التراث الأدبي الأمريكي في الشرق الأوسط أو عن اندماج اقتصاديات الولايات المتحدة والشرق الأوسط منذ عام ١٧٧٦.

لكنَّ عديدًا من الباحثين سعَوا إلى تحرِّي جوانبَ أكبرَ فيما يخص تاريخ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ففي كتاب «رواد الشرق» الذي نُشر عام ١٩٦٧، قدَّم ديفيد فيني سردًا نابضًا بالحياة للأمريكيِّين العاملين والمسافرين والمبشِّرين في المنطقة في أواخر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وبعد ذلك بعامين أضاف جيمس فيلد عمقًا أكاديميًّا إلى استقصاء فيني الشعبي، فألَّف كتاب «أمريكا وعالَم البحر المتوسط»، ١٧٧٦–١٨٨٢. وسار جون دي نوفو على نهج فيلد من خلال كتابه «المصالح والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط»، ١٩٠٠–١٩٣٩ الذي يُعدُّ عملًا موسوعيًّا، وبعد دي نوفو وضع جوزيف جرابيل كتابَه الرائد «الدبلوماسية البروتستانتية والشرق الأدنى: التأثير التبشيري على السياسة الأمريكية»، ١٨١٠–١٩٢٧. أما آخر هذه الدراسات الموسَّعة فكانت دراسة بعنوان «العلاقات الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط»، ١٧٨٤–١٩٧٥ نُشرت منذ ثلاثين عامًا ووضعها توماس برايسون. ومنذ ذلك التاريخ ركَّز المؤرِّخون على فترةِ ما بعد الحرب العالمية الثانية وعلى الأبعاد السياسية والاستراتيجية لعلاقة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط. وتُعدُّ كُتب «الرؤساء الأمريكيون والشرق الأوسط» لجورج لينشيفسكي، و«الوجه الآخر للصراع العربي الإسرائيلي» لستيفن سبيجل، و«عملية السلام» لويليام كوانت ثلاثةَ أمثلة من أفضل الكتابات في هذا المجال. ومن الكتب الرئيسية الأخرى كتاب «المستعربون» لروبرت كابلان، وهو كتابٌ يغطي فترة زمنية واسعة، لكنه يبحث بصورة أساسية تأثيرَ وزارة الخارجية الأمريكية على سياسة الشرق الأوسط.

وتلك القائمة ما زال ينقصها بحثُ النطاق الكامل للعلاقات الأمريكية الشرق الأوسطية التي دامت قرونًا في جميع الجوانب العسكرية والاقتصادية والثقافية. ولم تسعَ أيُّ دراسة إلى التعرُّف على الموضوعات المكرَّرة في هذا التاريخ، أو إلى تقديم إطارٍ منهجي لتحليله. وحتى يومنا هذا لم تقدِّم أيُّ دراسة عرضًا أكاديميًّا لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أي عرض ميسَّر للعلماء وعامة القراء على السواء. ويسعى هذا الكتاب إلى ملء ذلك الفراغ.

إن كتابة مثل هذا العمل تثير العديد من التحديات، وعلى رأسها إجابةُ السؤال الآتي: «أين يقع الشرق الأوسط؟» ومع أن مصطلح الشرق الأوسط يكاد يكون اليوم مقبولًا ومعروفًا في العالم بأسرِه، فالواقع أنه لا يوجد إجماعٌ على حدوده. فكثير من الباحثين يصنِّفون المغرب وتونس والجزائر على أنها دول شرق أوسطية، في حين يَعُدُّ آخرون دول شمال أفريقيا كيانًا منفصلًا. وأقسام دراسات الشرق الأوسط ببعض الجامعات تستبعد أفغانستان وباكستان من نطاق دراساتها، ولكن برامج أخرى منها تغطي القوقاز وجنوب غرب آسيا. وكلما عُدنا تاريخيًّا إلى الوراء ازداد عُمق الخلافات حول معايير المنطقة. فالمؤرخون يختلفون حول ما إذا كانت دراسة الشرق الأوسط في القرن الثامن عشر يجب أن تتضمَّن بلغاريا العثمانية واليونان، أو ما إذا كانت هذه الأقاليم تتبع شرقًا أدنى منفصلًا وغامضَ المعالم. وينفي بعضهم أن يكون الشرق الأوسط قد ظهر للوجود قبل ١٩٠٢، عندما استُخدم هذا المصطلح لأول مرة.

يعمل هذا الكتاب على حلِّ تلك المشكلات عن طريق التعامل مع «الشرق الأوسط» بوصفه مرادفًا للمنطقة التي كان الأمريكيون — ومعظم الأوروبيِّين — فيما مضى يعرفونها باسم «الشرق». فعلى الأقل قبل القرن العشرين كان «الشرق» يتكوَّن من منطقة واسعة تمتد من الأناضول ومنطقة تراقيا الغربية إلى شمال أفريقيا ومصر، ومن الجزيرة العربية إلى الخليج العربي. وكانت البلاد الخاضعة لسيطرة العثمانيِّين في أوروبا وآسيا الوسطى تندرج أيضًا تحت هذا التصنيف مع أنها أصبحت أقلَّ «شرقية» بعد حصولها على الاستقلال. هذه البلدان كانت ترتبط في أذهان الأمريكيِّين بحضارةٍ مشتركة، ولباس متشابه، وتقارب في العمارة، والفنون، والمعتقَدات الدينية، وأنظمة الحكم. ومع ذلك فلا يزال معظم الأمريكيِّين يصنِّفون الليبيين والإيرانيِّين والفلسطينيِّين والتونسيِّين واللبنانيِّين ضمن إطار جغرافي سياسي يُطلِقون عليه اسم «الشرق الأوسط».

بعد تحديد مفهوم الشرق الأوسط، تصبح مهمتنا التالية هي توضيحَ هيكل الدراسة. وهنا أيضًا تثور تساؤلاتٌ رئيسية. هل يجب أن نوجِّه اهتمامًا متساويًا لكافة مراحل تاريخ العلاقات الأمريكية الشرق أوسطية؟ أم نختار فقط الفترات التي لم يُكتب عنها إلا القليل؟ وما الذي — بخلاف المنظور — يمكن أن يسهم به الكتابُ بجانب الموضوعات التي نوقشت من قبل، مثل سياسة أيزنهاور نحو أزمة السويس عام ١٩٥٦، أو موقف نيكسون من الحرب العربية الإسرائيلية في عام ١٩٧٣؟ وكيف يمكن لنصٍّ يعتمد على أوراق دبلوماسية مصنَّفة على أنها سرِّية ولم تُفتح ملفاتها بعدُ أمام الجمهور والعامة واستعمالها لإعادة بناء أول قرنين من علاقات الشرق الأوسط بالولايات المتحدة، وفي توثيق الثلاثين عامًا الأخيرة من هذا التفاعل؟

الإجابات عن كل تلك التساؤلات تنعكس على هيكل الكتاب وبنائه. ووفقًا لذلك تقدِّم الأجزاء الستة الأولى من الدراسة عرْضًا مفصَّلًا لعلاقات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين. أما الجزء الأخير فيستقصي أحداثَ السنواتِ الستين الأخيرة، بدءًا بالحرب الباردة وانتهاءً بحرب العراق. وخلال صفحات الكتاب بأكمله، سنجد أن التركيزَ سيكون على تعريف الأنماط الأساسية لدخول الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مع متابعة الموضوعات التي تمتد كالخيط المشترَك خلال النص، رابطةً بعضه ببعض وموضِّحةً إياه.

أكثر تلك الموضوعات التي تفرض نفسَها وتظهر بوضوح هو موضوع القوة. فالقوة تشير إلى السعي وراء المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال العديد من الوسائل: العسكرية والدبلوماسية والمالية. والقوة هي التي ظهرت في قرار الرئيس ماديسون بإرسال بوارجَ حربية إلى الجزائر عام ١٨١٥، وفي جهود لنكولن عام ١٨٦٣ لإثناءِ مصر عن التدخُّل في المكسيك. لكن الولايات المتحدة لجأت أيضًا إلى استخدامِ القوة في الشرق الأوسط لحماية مواطنيها الذين كانوا يقيمون هناك، وللدفاع عن الأقليات المهدَّدة بالخطر. فعندما أنقذت الباخرة «يو إس إس إنديبندنس» مبشِّرين أمريكيِّين من الخطر في لبنان عام ١٨٤٤، أو عندما قامت الباخرة «تينيسي» بإجلاء لاجئينَ يهودٍ من فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، لم تكن القوة تخدم مصالحَ اقتصادية أو سياسية فقط. بل كانت تساند الإيمان الأمريكي.

أما الإيمان — وهو الموضوع الثاني — فيشير إلى تأثير الدِّين في تشكيل المواقف والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. ومع أن الكاثوليك واليهود لعِبوا دورًا نشطًا في تحديد مسار العلاقات الأمريكية في المنطقة، خاصةً بعد الحرب العالمية الثانية، فقد كانت السيطرة للنفوذ البروتستانتي. غادرَ أولُ المبشِّرين البروتستانت بوسطن متوجهًا إلى الشرق الأوسط عام ١٨١٩ بهدفِ إعادة فلسطين إلى السيادة اليهودية وإنقاذ أرواح المسيحيِّين الأرثوذكس والموارنة والدروز. ولكنَّ الإيمان بالنسبة إلى الولايات المتحدة كان له بُعدٌ دنيوي ومدني أيضًا، يدفع الأمريكيِّين إلى تصدير مفاهيمهم الوطنية والديمقراطية للخارج. ومع ذلك فقد فشِلت الإرساليات التبشيرية في التنصير وفي إعادة بناء دولة يهودية، لكنها نجحت في تأسيس أول جامعات حديثة في تركيا والعالم العربي. فعن طريقِ غرسِ مشاعر الانتماء الوطني والاعتزاز في نفوس طلابها، تمكَّنت هذه المؤسسات من إطلاق قوًى جبارة جديدة في الشرق الأوسط، وغيَّرت سياسة المنطقة بلا رجعة.

الموضوع الثالث هو الخيال. فلطالما سلبت فكرةُ الشرق الأوسط عقولَ الأمريكيِّين، وسَحرتهم بصورٍ خيالية تملؤها مآذن المساجد والأهرامات والواحات والجمال والكُثبان الرملية. ونجد جذورَ تلك الصور الرومانسية عن الشرق الأوسط في الإنجيل من خلال الصور الخيالية التي رسمها للصحراء، وهو يُعد عادةً أكثرَ الكتب قراءةً في الولايات المتحدة. وأسهم كتاب «ألف ليلة وليلة» — وهو كتابٌ خيالي من العصور الوسطى — في صبغ الشرق الأوسط بأجواءٍ جنسية. وبإغراءٍ من تلك الصورِ الجذابة سافرت أعدادٌ كبيرة من الأمريكيِّين خلال القرن التاسع عشر إلى الشرق الأوسط، ووصفوا أدقَّ تفاصيل الطبيعة والتضاريس وصفًا تفصيليًّا بكلِّ دقة في كتاباتهم. وفيما بعد، عندما حلَّت التسجيلات الصوتية والمرئية محلَّ الكتب باعتبارها الوسائلَ الأساسية لتخليد الأساطير، أصبحت الأعمال المستوحاة من الشرق الأوسط هي الأكثر رواجًا في هوليوود وفي مجال الموسيقى. ولم تؤثِّر هذه الأعمال فقط على رؤية الجمهور للمنطقة، بل أثَّرت أيضًا على سياسات الحكومات الأمريكية. فالخيال — كما سيظهر فيما بعدُ — قد أسهم في قرار الرئيس بوك برعاية رحلة بحرية استكشافية إلى نهر الأردن، وكذلك في قرار الكونجرس عام ١٨٥٦ بإنشاء سلاح للجِمال بجِمال عربية مستوردة من مصر.

ولم يكن واحد من تلك الموضوعات حكرًا على علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط؛ فالأوروبيون قد أدخلوا عناصرَ القوة والإيمان والخيَال في سياساتهم نحو الشرق الأوسط أيضًا. ومع ذلك فإن استمرار تلك الأنماطِ على مدارِ أكثرَ من ٢٠٠ عام من تدخُّل الولايات المتحدة في شئون الشرق الأوسط — والتفاعل الديناميكي بينهما — كان أمرًا انفردت به الولايات المتحدة.

يهدُف هذا الكتاب إلى تقديم فهمٍ أكثرَ عمقًا وتنوعًا لهذا الجزء المحوري من تاريخ الولايات المتحدة عن طريق بحثِ تلك الموضوعات وإعادةِ تشكيل تاريخ العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط. ويقدِّم الكتاب أيضًا خلفيةً تاريخية لتحليل الدَّور الحالي للولايات المتحدة في المنطقة. فسياسات الولايات المتحدة في العراق وإيران وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تُعَد اليوم محلَّ جدال واسع داخل الولايات المتحدة وخارجها. وهدف هذا الكتاب ليس الانحياز لأي جهة أو الدعاية لها في هذه الخلافات، أو الدعوة إلى مسارٍ معيَّن. بل يسعى إلى تقدير الميراث المشترَك لهذين العالَمين اللذين أحيا فيهما واللذين أقدِّرهما بنفس القدْر وأكنُّ لهما الاحترام نفسه؛ الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤