الحسن والطهر

لَها حِلْيتان الحسنُ يُشجيكَ والطُّهْرُ
فَكلُّ مُحِبٍّ جُنَّ فيها لَهُ العُذْرُ
وَلَحْظٌ يُنَاغِي الرُّوحَ وَحيُ بيانِهِ
إذا أرسَلَتْهُ قام يَرْتَجِزُ السِّحْرُ
ولفظٌ يَهَشُّ القلبُ عند سماعِه
كما سَبَّحَ العصفورُ أنْطَقهُ الفجرُ
يلوحُ بِمرآةِ الفؤادِ خِلالها
كما في غديرٍ لاحتِ الأَنْجُمُ الزُّهْرُ
وتحسَبُني منها قريبًا لِرقَّتي
وما بيننا في تِيههِ يَنْقَضي العُمْرُ
فما أنا من يُرْضي الغرامَ بقُبْلةٍ
وَإنْ راحَ يُصبِيني بِمَبْسِمِهِ البدرُ
وهل لِيَ إنْ حَقُّ العَفافِ لَوَيْتُه
بتقوى جمالٌ أَو بِمَكْرُمَةٍ فخرُ؟

•••

بِنفسي التي قد ذَبَّحَ التُّرك قَومَها
وشرَّدها عن دارها الظلمُ والغدرُ
قَضَتْ أُمُّها واجتاحتِ الحربُ عَمَّها
فكان حِماها بعد أُسْرَتها الأسْر
وعَوَّدَها الذُّلَّ الإسارُ فما بِها
دَلالٌ ولا فيها وإن عَظُمَتْ كِبْرُ
وليستْ وإن غالُوا أباها يتيمَةً
لَها من أساها والشُّجونِ أَبٌ بَرُّ
تَشَفَّعَ فيها شركَسِيٌّ فحازَها
فيا لكِ من عُصفورة خَطَفَ الصقرُ
وقد زُوِّجَتْ بعد الإسارِ مُذِلَّها
وسِيقَ لَها مِن دُرِّ أدْمُعِها المَهرُ
سَلُوا قلبَها هل هَزَّهُ الحبُّ هَزَّةً
وهل لِلَّيالي عندَ مِحْنَتِها فجْرُ
تقول له أهلًا إذا جاء مُقْبِلًا
وفي قلبِها من قُبْح طَلْعتِه ذُعْرُ
فَيا لِتَقِيٍّ شاعرٍ شَفَّهُ الهَوَى
بِمُهْجَتِهِ مِن بَرْدِ إيمانِه جَمْرُ
فَلَا هُوَ سالٍ عن جمالٍ يَرُوقُه
وليس بدانٍ من خلائقِهِ العُهرُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤