للأبد

سأظل أحلُم دون أن ينفدَ صبري أبدًا،
سأقبل على العمَل
الذي لن ينتهي على الإطلاق.
وشيئًا فشيئًا، قرب النهاية،
تمتدُّ الأذرُع للأذرع،
تنفتح الأيدي المعينة من جَديد،١
وتبدو العيونُ في كُهوفها.٢
وقد ردَّت لها الحياة
وأخذتْ تسخو بالنور.
وأنتِ التي ستبدين فجأة
سليمة لم تمس.
ستومضين،
ويصبح صوتُك مرة أخرى
هو دليلي،
وأعود أراك إلى الأبد.٣
(روما، ٢٤ مايو ١٩٥٩م)
١  أي: المحسنة الكريمة.
٢  أي: في محاجرها.
٣  القصيدة كلها عن زوجته الفرنسية «جان دو بوا» التي ماتتْ سنة ١٩٥٨م، وكانت رفيقة العمر الحقيقية: حياةً وتفانيًا، وصبرًا وتسامحًا، وثقةً بزوجها، وإيمانًا لا حدَّ له بمواهبه؛ ولذلك لا عجبَ أن يقول بعد ذلك: إنها كانت دائمًا بجوار «إلهامه» … راجع السطور الأخيرة من القصيدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤