الفصل الأول

لمحة تاريخية عامة إلى الأناجيل
تُقسم الأناجيل التي دوَّنت أقوال المسيح وأفعاله والمعجزات التي قام بها، وقبل هذا وذاك ميلاده وغيابه عن هذا العالم، تُقسم إلى قسمَين؛ أناجيل تعتمدها الكنيسة، وتُسمَّى الأناجيل القانونية Canoiques، وأخرى غير معتمَدة، وتُسمَّى «أبوكريف» Apocryphes. وما يهمُّنا ابتداءً هو الأناجيل المعتمَدة؛ متى كان تدوينها واعتمادها، وأسباب تعدُّد رواياتها واختلافها فيما بينها، وأحيانًا تضارُبها، وما هي الظروف التي أحاطت بها.
الأناجيل المعتمَدة أربعة هي: إنجيل متى، إنجيل مرقس، إنجيل لوقا، إنجيل يوحنا. وهذه بدورها قسمان؛ الثلاثة الأولى تُسمَّى الإزائية Synoptiques. أمَّا الرابع، وهو إنجيل يوحنا، فذو طابع غنوصي أو عرفاني، ولا سيَّما في مطلعه الذي يواحد بين «الكلمة» التي نطق بها الله عند بدء الخلق، كما جاء في سفر التكوين من «العهد القديم»، وبين يسوع المسيح.١
تم تحرير هذه الأناجيل في بداية القرن الثاني الميلادي، وبدأ ذكر الروايات التي تستند إلى هذه الأناجيل في نحو منتصف القرن الثاني، لكنْ يصعُب القول إن كانت هذه الاستشهادات قد تمَّت بعد الرجوع إلى النصوص المكتوبة التي كانت تحت أيدي الكتَّاب، أو أنها اقتصرت على ذكر أجزاء من المأثور الشفهي اعتمادًا على الذاكرة.٢
في التعليقات على الترجمة المسكونية للعهد الجديد (١٩٧٢م)، التي تضافر لها أكثر من مائة متخصِّص من الكاثوليك والبروتستانت، يجد القارئ أن ليس هناك من شهادةٍ تدلُّ على وجود مجموعة من الكتابات الإنجيلية قبل عام ١٤٠م.٣
في مقدمة «الكتاب المقدَّس»، بيروت ١٩٨٩م، ص٨، جاء ما يلي: «ويبدو أن المسيحيين، حتى ما يقارب من السنة ١٥٠م، تدرَّجوا، من حيث لم يشعروا إلا قليلًا جدًّا، إلى الشروع في إنشاء مجموعة من الأسفار المقدَّسة. وأغلب الظنِّ أنهم جمعوا في بدء أمرهم رسائل بولس، واستعملوها في حياتهم الكنسيَّة، فقد كانت الوثائق البولسية مكتوبة، في حين أن التقليد الإنجيلي كان لا يزال في معظمه متناقلًا عن ألسنة الحفَّاظ، ولا يظهر شأن الأناجيل هذه المدَّة ظهورًا واضحًا كما يظهر شأن رسائل بولس … ومهما يكُن من أمر، فليس هناك قبل السنة ١٤٠م شهادةٌ تُثبت أن الناس عرفوا مجموعةً من النصوص الإنجيلية المكتوبة لها صفة ما يلزم.»٤
والترجمة المسكونية المُشار إليها تُرجع التاريخ الذي اكتسبت فيه الأناجيل صفة الأدب الكنسيِّ إلى العام ١٧٠م.٥
في حوالي العام ١٤٠م، قَدِم إلى روما الأسقف مرقيون، وطرح تمييزًا جذريًّا بين «الناموس» و«الحب»، اللذَين قرنهما بالعهد القديم والعهد الجديد، ترتيبًا.٦ كان مرقيون خصمًا لدودًا لليهود، وكان يرفض «العهد القديم» جملةً وتفصيلًا، ويرفض من الكتابات اللاحقة على المسيح ما كان يبدو منها على صلة وثيقة بالعهد القديم أو التراث اليهودي المسيحي، ولم يعترف إلا بإنجيل لوقا، لأنه، في رأيه، المتحدث بلسان بولس، وبكتابات هذا الأخير. لكن انتهى به الأمر إلى أن حكمت عليه الكنيسة بالهرطقة.٧
يذكر جيرالد مسادييه في «المصادر» أن إيريناوس، أسقف ليون، وكان من أكابر رجال اللاهوت في الكنيسة الأولى، كان في نهاية القرن الثاني يستخدم الأناجيل الأربعة التي نعرفها اليوم، بالإضافة إلى ثلاث عشرة رسالةً لبولس وبطرس ويوحنا والرؤيا وراعي هرماس.٨ وفي عام ٣٦٧م جمع أثناسيوس، أسقف الإسكندرية، لائحةً ضمنها رسائل بولس جميعها، بالإضافة إلى أناجيل متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا، وألحق بها بعض الكتب الأخرى مثل «أعمال الرسل». ومع ذلك تنوعت القائمة مع الزمن في هذه القرون الأولى من المسيحية، فهناك مؤلَّفات اعتُبرت فيما بعدُ غير رسمية (أبوكريف)، كانت تحتلُّ مكانًا مؤقتًا في هذه القائمة، على حين كانت هناك كتابات اشتملت عليها القائمة الحالية للعهد الجديد، كانت مستبعَدةً في ذلك العصر. لقد دام زمنًا حتى انعقد مجمع هيبون في عام ٣٩٣م، ومجمع قرطاجة في ٣٩٧م، ولكن الأناجيل الأربعة كانت دائمًا موجودةً في هذه القائمة.٩
على قرار هذَين المجمعَين يعلِّق أصحاب «الدم المقدَّس والكأس المقدَّس»١٠ بالقول: في هذَين المجمعَين، وافق المجتمعون على نخبة من الأعمال، شكَّل بعضها ما يُعرف اليوم ﺑ «العهد الجديد»، واستُبعدت أعمال أخرى زرايةً بها. ثم يتساءلون: «كيف يمكننا اعتبار عملية كهذه عمليةً نهائيةً؟ كيف تأتَّى لاجتماع سري عقده رجال أكليروس أن يقرر غير مخطئٍ أن كتبًا بعينها تنتسب إلى (الكتاب المقدَّس)، بينما لا تنتسب كتبٌ أخرى إليه، خصوصًا وأن بعض الكتب المستبعَدة له الحقُّ في الادِّعاء بصحته التاريخية التامة؟!»١١

ثم يخلصون إلى هذه النتيجة:

«إن الكتاب المقدَّس، كما هو عليه اليوم، إنْ هو الإنتاج لعملية انتقائية وتعسُّفية نوعًا ما، ليس هذا وحسب، وإنما خضع إلى شيء من التحرير والحذف والتنقيح.» ١٢
في القرن الخامس الميلادي نبذ البابا جيلاز الأول كتاب «راعي هرماس» في جملة «الأبوكريف» غير المعترف بها، والتي ينبغي إخفاؤها. كما نبذ في «الأبوكريف» أيضًا «رسالة برنابا» عِلمًا بأن مخطوطة سيناء، التي ترجع إلى القرن الرابع، تضمُّ «راعي هرماس» و«رسالة برنابا».١٣
بعد عامٍ من مجمع نيقية، الذي انعقد في العام ٣٢٥م، وفيه أُعلن يسوع «إلهًا» بالتصويت، أمر الإمبراطور قسطنطين الأول بإتلاف جميع الأعمال التي تعارض التعاليم الأرثوذكسية،١٤ وهي الأعمال التي وضعها مؤلِّفون وثنيُّون ذوو صلة بيسوع، والأعمال التي كتبها مسيحيُّون «هراطقة»، كذلك عمد إلى رصد مبالغ ثابتة وَقَفَها على الكنيسة، وأحلَّ أسقف روما في قصر «لاتران»، ثم في عام ٣٣١م كلَّف لجنةً لإعداد نُسخ جديدة من «الكتاب المقدَّس»، ورصَد لها المال اللازم. وقد كان هذا من العوامل الحاسمة في التاريخ المسيحي قاطبة، إذ هيأ للمسيحية الأرثوذكسية فرصةً لا تُجارى.١٥

ويبدو أن ما توفَّر لهذه اللجنة من نُسخ تعتمدها لكي تنسخ عنها أناجيل جديدة، كان قليلًا جدًّا بعد أن كان الإمبراطور ديوكلسيانوس في عام ٣٠٣م، أمر بإتلاف جميع الكتب المسيحية التي أمكن العثور عليها، وكان من نتيجة ذلك فقدان الوثائق المسيحية، وخصوصًا ما كان موجودًا في روما. وعندما عهد قسطنطين إلى لجنةٍ أمْرَ إعداد نُسخ جديدة من الوثائق، رأى في ذلك حُماة الأرثوذكسية فرصةً مكَّنتهم من تنقيح هذه الوثائق وتحريرها وإعادة صياغتها بما يتفق ومفاهيمهم. وعند هذه النقطة ربما تم إحداث معظم التغييرات الحاسمة التي أُدخلت على «العهد الجديد»، التي كان منها احتلال يسوع تلك المنزلة التي احتلَّها منذ ذلك اليوم.

والجدير بالذكر أن من بين خمسة آلاف رواية من المخطوطات الأولى من «العهد الجديد»، ما من واحدة ترجع إلى ما قبل القرن الرابع، و«العهد الجديد»، كما هو عليه اليوم، هو في الأساس نتاج محرِّرين وكتَّاب من حراس الأرثوذكسية، لهم مصالح ثابتة حريصون على حمايتها.١٦

•••

تختلف الأناجيل فيما بينها اختلافًا بيِّنًا يصل إلى حدِّ إثبات واقعة في أحدها ونفيها في آخر، أو الأمر بوصيةٍ أوصى بها السيد المسيح والرجوع عنها، أو انفراد إنجيل بإيراد حادثةٍ لا تَرِد في الأناجيل الأخرى، أو إضافة فِقَر إلى هذا الإنجيل أو ذاك في وقتٍ لاحقٍ لم يكُن لها وجود في أصل النص، بُغيةَ تعزيز وجهة نظرٍ في العقيدة أو دَحْض أخرى. من ذلك مثلًا ما جاء في إنجيل «متَّى» من دعوة المسيح إلى تجنُّب السامريين والوثنيين، وطلبُه من التلاميذ أن يقصروا دعوتهم على «خراف إسرائيل الضالة» (متَّى ١٠: ٥–٦ و١٥: ٢٤). لكن التلاميذ «دخلوا قريةً للسامريين ليعدُّوا للمسيح منزلًا» (لوقا ٩: ٢٥).

أمَّا فيما يختصُّ بدعوة الوثنيين إلى الإيمان برسالة المسيح، نجد «متَّى» في آخر إنجيله ينقل عن يسوع قوله: «اذهبوا، وتَلمِذوا جميع الأمم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متَّى ٢٨: ١٩).

بين أن تكون رسالة المسيح قاصرةً على «الخراف الضالة من آل إسرائيل»، وأن تكون رسالةً إلى «جميع الأمم»، يُلاحَظ ابتداء نوع من التناقض، أو نوع من «الناسخ والمنسوخ» المعروف في علوم القرآن.

وكان من الممكن اعتباره كذلك، لولا علمنا أن شِقاقًا وقع بين تلاميذ المسيح منشؤه تمسُّك بعضهم بحصر الرسالة في بني إسرائيل، وذهاب بعضهم الآخر، وعلى رأسهم القدِّيس بولس، إلى وجوب نشر الدعوة بين جميع الأمم.١٧ وإذا علمنا أن إنجيل «متَّى» في مجمله، يعبِّر — كما سوف نرى لاحقًا — عن وجهة نظر اليهودية-المسيحية، أمكننا القول إن هذه الفقرة الأخيرة من إنجيل «متَّى» قد أضافها نُسَّاخ متأخرون انتصارًا لوجهة نظرٍ مضادَّةٍ لوجهة النظر القائلة بقَصْر الرسالة على بني إسرائيل، يؤيد ذلك أن الإضافات ليست بعيدةً عن ممارسات كتَّاب الأناجيل التي كثيرًا ما تعرَّضت للتلف، كما حصل في العام ٣٠٣م، على يد الإمبراطور ديوكلسيانوس.

•••

يقول مسادييه في «المصادر»: كثيرًا ما يستخدم يسوع مصطلح «ابن الإنسان»؛ وهو مفهوم يريد به الغنوصيون الإنسانَ الأول، أو آدم الأصلي. ويسوع، إذ عرف نفسه بهذه الصفة، إنما وضع نفسه في المرحلة الأولى باتجاه الارتقاء الذي سوف يؤدي به إلى مرتبة «ابن الله»، وهو يعتبر نفسه قابلًا للنقد — أقول: وبالتالي غير معصوم! — إذ يقول: «… كل خطيئة وكفر يغفر للناس، وأمَّا الكفر بالروح فلن يغفر، ومَن قال كلمةً على ابن الإنسان يغفر له.» أمَّا مَن قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة (متَّى ١٢: ٣١-٣٢). ثم يتابع مسادييه: ويسوع، إذ أعطى مكان الصدارة للروح القدس، إنما أعلن عدم انتسابه إلى «الثالوث اللاهوتي» الذي يضع يسوع على قدم المساواة مع الروح القدس، لكن المضمون الواضح لهذا الإعلان يسبب الضيق لمرقس الذي، عندما تناول نفس الموضوع، تجنَّب ذكر الغفران الذي يُمنح مسبقًا لمَن يجدِّف على «ابن الإنسان» (مرقس ٣: ٢٨-٢٩). لكن التعبير يظلُّ غير مفهوم لدى مَن كانوا يستمعون إلى يسوع فيسألونه: «… كيف تقول إنه لا بدَّ لابن الإنسان أن يُرفع، فمَن هو ابن الإنسان هذا؟» (يوحنا ١٢: ٣٤). كلمة «يُرفع» فُهمت هنا حرفيًّا بمعنى «يُحمل إلى أعلى».

يقول مسادييه: بحسب كل بداهة، تشير هذه (الكلمة) إلى ما أعلنه يسوع قبل ذلك بقليل بالقول: «فإذا رُفعت من هذه الأرض جُذبت إلى الناس أجمعين» (يوحنا ١٢: ٣٢). في معرض تفسيره لهذا «الارتفاع» تفسيرًا حرفيًّا يعقِّب يوحنا بالقول: «وأشار بذلك إلى الحال التي عليها سيموت.» مما لا يتفق مع ما أعلنه يسوع مشيرًا إلى الصعود،١٨ أي: الصعود أو الارتقاء إلى مرتبة «ابن الله» كما يذهب إلى ذلك صاحب «المصادر».

•••

ومن الاختلافات التي يجدها القارئ المتتبِّع ما نقله الإنجيليون على لسان يسوع قبل أن يسلم الروح على الصليب، بحسب الاعتقاد المسيحي: يتفق «متَّى» و «مرقس» على أن يسوع صرخ صرخةً شديدةً قائلًا: «إلهي، إلهي، لماذا خذلتني؟» (متَّى ٢٧: ٤٦-٤٧، مرقس ١٥: ٣٤-٣٥). ويقول لوقا إن يسوع أيضًا صرخ صرخةً عظيمة، لكنه قال: «يا أبتا، في يديك أجعل روحي!» (لوقا ٢٣: ٤٦). هذا القول هو قول مطمئن بلقاء ربه، راضٍ بقضاء الله وقدره، لا يصحُّ أن تمهِّد له صرخةٌ شديدة … إنما تتفق هذه الصرخة، وهي صرخة احتجاج، مع رواية متَّى حين قال يسوع: «إلهي، إلهي، لماذا خذلتني؟»١٩

أمَّا يوحنا، فيروي أن المسيح قال: «تم كل شيء.» ثم حنى رأسه ولفظ الروح (يوحنا ١٩: ٣٠).

يقول ول ديورانت تعقيبًا على اختلاف رواية «لوقا» عن رواية «متَّى» و«مرقس»:

«… ولعلَّ لوقا قد رأى أن هذه العبارة (أعني عبارة: إلهي، إلهي، لماذا خذلتني؟) لا تتفق مع عقائد بولس الدينية، فبدَّل بها قوله «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»، وهي عبارة تردِّد صدى الآية الخامسة من المزمور الحادي والثلاثين ترديدًا يثير الريب لما فيه من دقة».٢٠

إن عبارة «في يديك أستودع روحي»، من حيث تمثيلها لموقف يسوع من «أبيه»، وهو موقف إسلامي في الصميم، تتفق مع قوله في بستان الزيتون: «يا أبتِ، إن شئتَ فاصرف عني هذه الكأس، ولكن مشيئتك لا مشيئتي!» (لوقا ٢٢: ٤٢).

وقد كان خليقًا بالذي جعل عبارة «في يديك أستودع روحي» بدلًا من عبارة: «إلهي، إلهي، لماذا خذلتني؟» أن يحذف عبارة «وصرخ صرخةً شديدةً»، ويستبدل بها عبارةً تتفق مع وضعية الاطمئنان والاستسلام لإرادة الله التي عبَّر عنها يسوع في بستان الزيتون.

•••

فيما يتعلق بصعود المسيح إلى السماء لا نجد «متَّى» ولا «يوحنا» يذكران شيئًا عنه، لا من قريب ولا من بعيد، بخلاف «لوقا» الذي يحدِّده بيوم قيامة المسيح من القبر في الإنجيل المُسمَّى باسمه، لكنه في «سفر أعمال الرُّسل»، الذي يُعتقد أنه هو مؤلِّفه، يجعل صعود المسيح بعد أربعين يومًا من «آلامه». وأمَّا مرقس، فيشير إلى الصعود من غير تحديد لتاريخه، وذلك في خاتمة تعتبر حاليًّا غير صحيحة.٢١
١  جاء في سفر التكوين من العهد القديم: «في البدء خلق الله السموات والأرض … وقال الله ليكُن نورٌ فكان نور … إلخ» (١: ١–٣). وكلمة «ليكُن» التوراتية تقابل كلمة «كُن» القرآنية.
٢  موريس بوكاي، دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة، ترجمة ونشر دار المعارف بمصر، بلا تاريخ، ص٥٧. انظر، إن شئت، الأصل الفرنسي المترجم وهو بعنوان: La Bible, le Coran et la science, 4 eme edition, Seghers, Paris, p. 65. وسوف نشير إلى هذين المرجعين فيما يلي من صفحات، بعد اسم المؤلِّف، بالحرف ع: ص، وف: ص، مريدين بهما أولًا الترجمة العربية، يليها رقم الصفحة، وثانيًا الأصل الفرنسي يليه رقم الصفحة.
٣  بوكاي، ع: ص٧٥، ف: ص٦٥.
٤  انظر: سليم الجابي، هل مات المسيح على الصليب، دمشق ١٩٩٥م، ص١٣٢.
٥  بوكاي، ع: ص٧٦، ف: ص٦٦.
٦  Michael Baigent, Richard Leigh and Henry Lincoln, The Holy Blood and the Holy Grail, London 1982, p. 339.
وسوف نشير إلى هذا المرجع فيما يلي من صفحات بالأحرف الأولى من ترجمة العنوان بالعربية: د. م، ك. م = الدم المقدَّس، والكأس المقدَّس.
٧  بوكاي، ع: ص٩٩-١٠٠، ف: ص٨٥.
٨  انظر: Gerald Messadie, L’Homme qui devint Dieu, Les sources, Paris, 1989, p. 47.
٩  بوكاي، ع: ص٩٩-١٠٠، ف: ص٨٥.
١٠  «الكأس» مؤنث غير حقيقي، يصحُّ في صفته التأنيث والتذكير.
١١  د. م، ك. م، ص٢٧٣.
١٢  د. م، ك. م، ص٢٧٩.
١٣  مسادييه، المصادر، ص٤٧.
١٤  لا يُراد بهذه الصفة المذهب المسيحي المعروف بهذا الاسم، بل العقيدة التي كان معترَفًا بها رسميًّا حتى القرن التاسع؛ حين انفصل المسيحيون إلى كاثوليك وأرثوذكس.
١٥  د. م، ك. م، ص٣٢٨.
١٦  د. م، ك. م، ص٣٢٨-٣٢٩.
١٧  بوكاي، ع: ص٧١، ف: ص٦١-٦٢.
١٨  Messadié, Les Sources, p. 236-237.
فيما يتعلق بالغفران لمَن يجدِّف على «ابن الإنسان»، وعدم الغفران لمَن يجدِّف على الروح القدس، إن للكنيسة رأيًا آخر يخالف رأي مسادييه. جاء في هامش الفقرة ٣٢ من الفصل ١٢ من إنجيل متَّى: يُغفر لمَن يقول كلمةً على يسوع الإله المتجسِّد، لأن يسوع ظهر في هيئة إنسان، وأمَّا مَن لم يؤمن بالمعجزات التي أتى بها يسوع، بل نسبها إلى الشيطان، فإنه يقاوم الروح القدس، فلا غفران له، إذا أصرَّ على عناده وكفره (الكتاب المقدَّس، العهد الجديد، ط٢، بيروت ١٩٦٩م).
١٩  انظر أيضًا: سليم الجابي، هل مات المسيح على الصليب، ص١٠٩.
٢٠  ول ديورانت، قصة الحضارة، ج٣، مج٣، ترجمة محمد بدران، القاهرة ١٩٦٤م، ص٢٣٨.
وجديرٌ بالذكر أيضًا أن عبارة «إلهي، إلهي، لماذا خذلتني؟» اشتملت عليها الفقرة الأولى من المزمور الثاني والعشرين بعبارة «لماذا تركتني؟»
٢١  بوكاي، ع: ص٦٦-٦٧، ف: ص٥٨. انظر أيضًا: سفر «أعمال الرُّسل» (١: ٣ و٩). يفسِّر العالم الألماني شفاتيزر معجزة الصعود تمشيًا مع العقلانية التي كانت سائدةً في القرن التاسع عشر بما يلي: على جبل الزيتون، وعند بزوغ الشمس، جمع (يسوع) تلاميذه للمرة الأخيرة. رفع يديه ليباركهم، وبينما كانت يداه مرفوعتَين في المباركة كان يبتعد عنهم. اعترضت غمامة بينه وبينهم، بحيث لم تستطع عيونهم تعقُّبه، وبعد أن توارى كان يقف أمامهم شخصان مهيبان يرتديان ثيابًا بيضاء، كانا في الحقيقة من أتباع يسوع السِّريِّين في أورشليم. حثَّهم هذان الرجلان على عدم الانتظار ثمة، وأن ينهضوا إلى العمل. وبما أنهم لم يعرفوا فعلًا أين مات يسوع، عمدوا إلى وصف مغادرته بالصعود.
انظر: Jesus, Edited by Hugh Anderson, USA, 1967, p. 15.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤