محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون

«إني لَأذكر ما اعتراني من إحساسٍ عجيب إذ كنتُ إلى جانبه. لقد كنتُ بإزائه غليظَ القلب يا أشكراتس؛ لأني لم أكَد أصدِّق أني إنما أشهَد صديقًا يَلفِظ الروح، إن كلماته وقَسَماته ساعةَ الموت كانت من النُّبل والجَلَد بحيث بدا في ناظِرَي كأنه رافلٌ في نعيم، فأيقنتُ أنه لا بد أن يكون بارتحاله إلى العالَم الآخَر مُلبِّيًا لدعوةٍ من ربه.»

امتلك «سقراط» أسلوبًا فريدًا في إثبات الحقائق التي يؤمن بها، مُعتمِدًا على المُحاوَرة وكثرة الأسئلة حتى يَقتنع مُحاوِرُه بصحةِ رأيه، وفي المُحاوَرات الأربع الواردة بالكتاب — التي يَعرضها لنا تلميذُه «أفلاطون» — لمحاتٌ من تاريخ «سقراط» وفلسفته؛ ففي المُحاوَرة الأولى «أوطيفرون» يحاول «سقراط» أن يُقنِع مُحاوِريه بأن البحث والتجرِبة يمكنهما أن يُشكِّلا وعيًا جديدًا، فيجب ألا نُؤمِن بكل ما ورثناه من أفكارٍ ومُعتقَدات. وفي مُحاوَرته «الدفاع» يَتمسَّك «سقراط» برسالته التي يؤمن بها، وهي البحث عن الحقيقة. أما المُحاوَرة الثالثة «أقريطون»، فيُؤكِّد فيها «سقراط» على قِيمة التمسُّك بالحياة الطيبة حينما يرفض أن يهرب من الموت الذي ينتظره. وتأتي مُحاوَرته الأخيرة «فيدون»، فيَسكُب «سقراط» عِلمه على تلميذه في حواره الأخير معه قبل موته بساعات. ستظل مُحاوَرات «أفلاطون» أحدَ أهم المصادر الفلسفية، ليس فقط للفلسفة اليونانية القديمة، بل للفلسفة بصفةٍ عامة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور زكي نجيب محمود.

تحميل كتاب محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٨٩٢.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٥٤.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.

عن المؤلف

أفلاطون: أحدُ أشهر وأعظم الفلاسفة الغربيين، موسوعيُّ المعرفة، عميقُ الفكر، له طريقة فريدة في عرض أفكاره بأسلوبٍ بسيط ومنطقي يَفتِن القراء.

وُلد أرسطوقليس بن أرستون في أثينا عام ٤٢٧ق.م تقريبًا، واشتُهر باسم «أفلاطون» الذي يُعبِّر عن ضخامة الجسد. تَربَّى في عائلةٍ أرستقراطية مثقفة اهتمَّت بتربيته بدنيًّا وفكريًّا، بدأ حياته بالتعلُّم من السفسطائيين ومن أحد تلامذة هرقليطس، وبعدها قابل مُعلمه سقراط ولازمه حتى صدور حكم الإعدام الجائر للمعلم؛ الأمر الذي جعله يرى الفسادَ في نظام الحكم وضرورة أن تكون الفلسفة أساسًا لهذا النظام، وهو ما دفعه للقيام برحلته الكبرى من أجل البحث عن الحكمة؛ فسافر إلى مصر وزار إقليدس وتعلم من كهنة عين شمس، ثم إلى قورينا والتقى بالعالِم الرياضي المشهور تيودورس وتعلم الشعر والموسيقى والرياضيات والفلك … واستمرت رحلاتُه اثني عشر عامًا، عاد بعدها إلى أثينا مسقط رأسه إنسانًا ناضجًا تمامًا، وأسَّس فيها مدرستَه الفلسفية، وانقطع بعدها للكتابة والتعليم.

له العديدُ من المؤلفات التي اتَّبع فيها أسلوبَ المحاورة لشيوعه في عصره، متمثلًا شخصيةَ مُعلمه سقراط، وناقش العديد من القضايا الفلسفية، كالوجود والفضيلة والروح والمعرفة والحب … وتميَّزتْ فلسفته المثالية بالسعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة من أجل الوصول إلى الحقيقة كهدفٍ أسمى. ومن أهم مؤلفاته كتاب «الجمهورية» الذي يتكلم فيه عن الفلسفة السياسية في عشرة كُتيِّبات، وكتاب «المأدبة» في فلسفة الحب.

تتلمذ على يديه العديدُ من أعلام الفلاسفة، أشهرُهم تلميذه أرسطوطاليس الذي اهتمَّ بحضور مناقشات أفلاطون، والذي نقل عنه شفهيًّا ما يصح أن يُطلَق عليه «تعاليم أفلاطون غير المكتوبة» من خلال مدرسته المشائية.

تُوفِّي أفلاطون عام ٣٤٧ق.م بعدما وضع أُسُس الفلسفة المثالية وترك أثرًا في الإنسانية لا يُمحى.

رشح كتاب "محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤