تكوين مصر

حرصت «مصر» منذ فجر التاريخ على توطيد علاقتها بالمجتمعات الكبرى؛ فأثَّرت فيها وتأثَّرت بها، لا سيما وأن التغير الاجتماعي الذي طرأ عليها في مختلف العصور كان كفيلًا بإكسابِها قدرةً على الصمود في وجه تحديات وعوائق حركتي التاريخ والجغرافيا السكانية. ويرى المؤلف في هذا الكتاب أن التفاعل الحادث بين مبدأ الثبات ومبدأ التغيير في المجتمعات هو الذي يصنع التاريخ. ونستطيع أن نقول: إن الكاتب هنا وضع يده على مفاتِيح الشخصية المصرية بعناية، فبرغم ما أورده من موضوعات متفرِّقة الأفكار، إلا أنها تترابط في مضمونها؛ لتبرز لنا معالم وطن كبير، ضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وهذا ما جعل الكاتب يقرر أن مصر هي «هبة المصريين»، وليست هبة النيل كما قال «هيرودوت» قديمًا.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٩٥٧.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٦.

عن المؤلف

محمد شفيق غربال: مؤرِّخٌ مِصري، يُعَدُّ صاحبَ مدرسةٍ خاصةٍ في مجالِ الدراساتِ التاريخية، وأوَّلَ مَن أسَّسَ مدرسةً تاريخيةً لدراسةِ تاريخِ مصرَ الحديث.

وُلدَ محمد شفيق غربال في الإسكندريةِ عامَ ١٨٩٤م، وتلقَّى بها تعليمَهُ الأساسيَّ والثانوي، ثم انتقلَ إلى القاهرةِ ليلتحقَ بمدرسةِ المعلِّمين العليا؛ حيث تخرَّجَ فيها عامَ ١٩١٥م، وكان وَلُوعًا بقراءةِ التاريخ. أُوفِدَ إلى إنجلترا لاستكمالِ دراستِهِ بجامعةِ ليفربول إبَّانَ الحربِ العالميةِ الأولى، وحصلَ عامَ ١٩١٩م على درجةِ البكالوريوس في التاريخِ الحديث، ثم نالَ درجةَ الماجستير عامَ ١٩٢٤م من جامعةِ لندن، عن رسالةٍ بعنوانِ «بدايةُ المسألةِ المصريةِ وظهورُ محمد علي»، وقد أشرَفَ عليها المؤرِّخُ البريطانيُّ الشهيرُ أرنولد توينبي.

بعدَ عودتِهِ إلى مصر، عُيِّنَ مدرِّسًا للتاريخِ بمدرسةِ المعلِّمينَ العليا، وظلَّ بها إلى أنْ نُقِلَ أستاذًا مُساعِدًا للتاريخِ الحديثِ بكليةِ الآدابِ بجامعةِ القاهرة، وما لبثَ أنْ رُقِّيَ إلى كرسيِّ أساتذةِ التاريخِ الحديثِ عامَ ١٩٣٦م؛ ليكونَ بذلكَ أوَّلَ مِصريٍّ يتولَّى منصبَ كرسيِّ الأستاذيةِ في قسمِ التاريخِ بالكلية. وفي عامِ ١٩٣٩م عُيِّنَ وكيلًا لكليةِ الآداب، ثم انتُخِبَ عميدًا لها، وشغلَ مناصبَ في عددٍ من الوزارات. أنشأَ الجمعيةَ المصريةَ للدراساتِ التاريخية، بالإضافةِ إلى المتحفِ المصري، وكان عضوًا في مَجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرةِ والمَجمعِ العلميِّ المصري.

ولغربال عددٌ من المُؤلَّفاتِ والتحقيقاتِ التاريخيةِ القيِّمة؛ حيثُ حقَّقَ مخطوطًا بعنوانِ «ترتيبُ الديارِ المصريةِ في عهدِ الدولةِ العثمانية»، ولهُ كتبٌ قيِّمةٌ منها: «بدايةُ المسألةِ المصريةِ وظهورُ محمد علي»، و«محمد علي الكبير»، و«منهاجٌ مفصلٌ لدراسةِ العواملِ التاريخيةِ في بناءِ الأمةِ العربيةِ على ما هي عليه اليوم» وهو آخِرُ ما كتَبَ من دراسات، كما تَرجَم كتابَ «المدينةُ الفاضلةُ عندَ فلاسفةِ القرنِ الثامنَ عشر»، وراجَعَ عشراتِ الكتب المُترجَمة.

وقد مُنِحَ جائزةَ الدولةِ التقديريةَ في العلومِ الاجتماعية، بصفتِهِ رائدًا لمدرسةِ علمِ التاريخِ الحديثِ في مصرَ والعالَمِ العربي، واختيرَ عامَ ١٩٥١م لعضويةِ لجنةٍ من ١٢ مؤرِّخًا من أبرزِ المؤرِّخينَ ليكونوا مُستشارينَ لليونسكو في شئونِ تاريخِ العالَم، وأشرَفَ على وضعِ الموسوعةِ العربيةِ المُيسَّرة، وتُوفِّيَ قبلَ طبعِها في القاهرةِ عامَ ١٩٦١م إثرَ مرضٍ ألَمَّ به.

رشح كتاب "تكوين مصر" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤