الفصل السابع

ملخص تاريخها قبل القرن العشرين

الطيران كعلم وفن هو بلا شك وليد القرن العشرين، ولكن فكرته قديمة جدًّا، فالإنسان منذ نشأته يغبط الطيور لتحليقها في الهواء، ويتمنى لو أُتيح له أن يُجاريها في ذلك. يدل على هذه الرغبة عند الإنسان من قديم الزمان ما نشاهده في الآثار القديمة من الرسوم وما نقرأه في حكايات وخرافات العصور المختلفة، وهذه الحكايات والخرافات كثيرة، مختلط بعضها ببعض وممتزجة بالتاريخ. ومن هذه الحكايات ما ذكره ابن سعيد في كتابه «المُغرب في أخبار المغرب» من أن عباس بن فرناس التاكرني «احتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سَرَق١ الحرير، فتهيَّأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة واستقل في الهواء، فحلَّق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة»، وكان ذلك في منتصف القرن الثالث الهجري، وليس هنا محل سرد هذه الحكايات وتلك الخرافات؛ ولذا فإنَّا نقتصر على الكلام عن الأشخاص الذين كانت لهم يد لا تحتمل الشك في خروج الطيران من حيز الخيال والفكاهة وحديث السمر إلى حيز الحقيقة والعمل.

(١) دافنسي

أول هؤلاء لناردو دافنسي الإيطالي الذي عاش في أوائل القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، وكان مُصوِّرًا ورسَّامًا ومعماريًّا ورياضيًّا وفيلسوفًا سبق أهل زمانه في تفكيره وبحثِه، حتى إن كتاباته لم تُقرأ بعناية إلا بعد موته بقرنين أو ثلاثة ولم تُعرف قيمتها العلمية إلا قريبًا.

وكانت الفكرة المستحوزة على عقله: إمكان الطيران متى نجح الإنسان في تقليد الطيور في الرفرفة بأجنحة، وهذه الفكرة وُجدت عند كثير قبله وبعده، ولكنها لم تتملَّك عقيدة شخص كما تملكت دافنسي. والذي يميزه على غيره كونه بدأ يدرس المسألة بدقة وبطرق علمية، فحوَّل همته إلى دراسة الهواء وخواصه، وإلى تشريح الطيور وتعرُّف تركيب أجسامها ووظائف أعضائها وتحليل حركاتها في الهواء، كل ذلك بقصد استنتاج طريقة لعمل أجنحة يرفرف بها الإنسان فيطير، وفعلًا وضع رسومًا لذلك وبيَّن كيفية اتصال الأجنحة بالجسم وكيفية تحريكها باليدين والرجلين، غير أنه لم يُوفَّق إلى تحقيق غرضه، ولو أن بحثه جدير بأن يُطالع باهتمام. ومن العجيب أنه اخترع المهبطة parashute واكتشف فكرة البالون، ولكنه أهمل هذين الأمرين لانغماسه في التفكير في مسألته الرئيسية الأولى.
وقد عُثر على أن أُناسًا ظهروا بعد دافنسي بقرنين وحاولوا أن يطبقوا آراءه عمليًّا، وقد ذكرنا منهم في الباب الثاني فرنسسكو لانا، وعرضنا في شكل ٥-١ صورة القارب الذي اقترح رفعه بواسطة كرات من النحاس رقيقة مفرغة من الهواء، وقيل إن بزنييه Besnier بنى في آخر القرن السابع عشر منحدرة بأجنحة رفرافة، وتمكَّن من الطيران بها إلى مسافات طويلة، وارتفع إلى عُلُوٍّ ليس بالقليل، وقد عثرنا على رسم للمنحدرة (أو على الأصح: الجهاز) الذي استخدمه بزنييه، قيل إنه الرسم الوحيد الذي وصل إلى أيدي الباحثين، فأثبتناه هنا في شكل ٧-١ على سبيل التمثيل على عِلَّاته، فواضح أن السطوح التي حملت بزنييه لا بد وأنها كانت أكبر مما في الرسم بكثير. وكان بزنييه يحرك الأربعة السطوح بواسطة حبال يقبض عليها بيديه، على أن هذه لا شك تجربة محفوفة بالأخطار واحتمال نجاحها ضعيف؛ ولذلك لم يُسمع أن إنسانًا تبع بزنييه وكررها.
وفي ذلك الوقت ظهر أيضًا رجل اسمه بوريللي Borelli برهن للناس بطريق رياضي (على قدر علمه) أن الإنسان لا يمكن أن يطير باستعمال عضلاته.
fig32
شكل ٧-١: رسم لجهاز بزنييه.

(٢) كيلي Cayley

والرجل الذي يلي دافنسي في العظمة العلمية في تاريخ الطيران هو السير جورج كيلي الإنجليزي الذي عاش في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وكان رجلًا رياضيًّا mathematician له إلمام عظيم بالهواء وتأثيره على الأجسام المختلفة المتحركة فيه، وساعده ذلك على تحديد الأجزاء الضرورية للطيارة واقتراح أشكالها، وقد أقرَّه العلم الحديث على كثيرٍ من آرائه، فهو في الحقيقة واضع أساس علم الأيروديناميكا aerodynamics. ومن الأمور التي قال بضرورتها للطيران: الآلة المحركة، وكان يعتقد بأنها ستوجد يومًا ما؛ ولذا كان إيمانه بإمكان الطيران عظيمًا، وفعلًا صنع طيارة وظل ينتظر مجيء الآلة اللازمة لتحريكها. ولمَّا اختُرع المحرك البخاري في زمنه زاد يقينه في مستقبل الطيران، برغم كون هذه الآلة لم تفده في تحريك طيارته التي مات قبل أن يراها تسبح في الهواء؛ وذلك لتأخُّر ظهور المحرك البنزيني. ولو أن كيلي تنبَّه إلى الانحدار gliding وعالجه لنجح، ولتبعه الناس فيه وترك أثرًا كبيرًا في التقدُّم العلمي.
وأول من خطا خطوة عملية في سبيل الملاحة الجوية: هنسن Henson، وسترنجفيلو Stringfellow، فقد صنع الأول سنة ١٨٤٢ نموذجًا لطيارة تشبه ذات السطح الواحد monoplane في هذه الأيام، تراها في شكل ٧-٢، وهذا النموذج لم يقوَ على الطيران أبدًا، غير أن سترنجفيلو حسَّنه، وبنى سنة ١٨٤٨ نموذجًا آخر صغيرًا (شكل ٧-٣) وضع فيه آلة بخارية تمتاز بخفة مدهشة، ساعدت على طيران هذا النموذج بالفعل لأول مرة في التاريخ.
fig33
شكل ٧-٢: النموذج الذي بناه هنسن.
fig34
شكل ٧-٣: النموذج الذي بناه سترنجفيلو وطار فعلًا.
وبعد ذلك بقليل أسست الجمعية الملوكية للطيران Royal Aeronautical Society بإنجلترا وهي أقدم أمثالها في العالم، ومن مؤسسيها رجل اسمه المستر ونهام Wenham بدأ يفكر في الطيران ويشغل به باله وهو على ضفاف النيل في رحلة له بمصر، وهو أول من ألقى محاضرة عملية قيِّمة في تلك الجمعية.

(٣) آدر وللينثال

وإذا مررنا على معظم مَن ظهروا في أواخر القرن التاسع عشر فلا بدَّ لنا أن نذكر اثنين، أحدهما فرنسي والآخر ألماني، ففي سنة ١٨٩٠ بنى آدر Ader المهندس الكهربائي الفرنسي الشهير طيارة على شكل الوطواط اسمها «الأفيون»، وركَّب لها محركًا بخاريًّا، ونطَّ بها إلى مسافات طويلة — وتراها في شكل ٧-٤ مبسوطة الجناحين، وفي شكل ٧-٥ مطويَتهما — فساعدتها الحكومة الفرنسية فبنى غيرها. وفي سنة ١٨٩٧ عرضها أمام لجنة عيَّنتها الحكومة، وكان أعضاء هذه اللجنة ينتظرون أن يروا الطيارة مُحلِّقة في الجو، ولكنها لم تطِر غير ٣٠٠ متر في خطٍّ مستقيم ثم نزلت إلى الأرض، فلم يرُق ذلك في أعيُن الأعضاء وكتبوا عن آدر تقريرًا سيئًا سبَّب إهمال الحكومة له، ويُقال أن ذلك هاج أعصابه ودفعه إلى حرق أوراقه ورسومه، وكاد يحرق طيارته لولا أن توسَّل إليه صديق بحُرمة الوطنية أن يُبقي عليها.
fig35
شكل ٧-٤: طيارة آدر مبسوطة الجناحين.
fig36
شكل ٧-٥: طيارة آدر مطوية الجناحين.
وفي نفس الوقت الذي بنى فيه آدر طيارته بدأ أتو للينثال Otto Lilienthal الألماني بمعونة أخيه جوستاف Gustav في دراسة طيران العصافير بعناية، وبحثا عن شروط الاحتفاظ بالتوازن أثناء الطيران. وكان أتو للينثال أول رجل صنع أجنحة بدقة وتفنَّن في استخدامها بطُرق عملية، بدأ كما بدأ غيره يحاول الرفرفة بأجنحة، ثم هداه البحث والعناية الإلهية إلى طَرق بابٍ لو أن كيلي طرَقه من قبل لغيَّر معالم تاريخ الطيران كما قدمنا، وذلك الباب هو: الانحدار. وبدا للينثال أن المهارة في ضبط الطيارة أو المنحدرة أهم من العناية بتصميمها، فاهتمَّ بالأولى كثيرًا، وساعده في ذلك أنه كان قوي العضلات رشيق الحركات.

(٣-١) طريقة للينثال في الانحدار

وهي الطريقة التي نسج على منوالها بعده كل معالج للانحدار. كانت تنحصر في قبضه على عود متصل بالجناحين وجريه على سَفح جبل، حتى يحس بأن الهواء يرفعه بقدر يُمكِّنه من الطيران، فيقفز إلى الهواء ويبدأ في الانحدار تحت تأثير جاذبية الأرض، وكان يتوخَّى الأماكن التي يهب فيها نسيم لطيف ثم يواجهه عند انحداره، فتزيد بذلك مدة بقائه في الهواء. وما زال بمنحدرته يُحسِّنها وبالتلال يتخيَّر أنسبها، حتى تمكَّن من أن ينحدر بزاوية ظلها ١ / ٨، أي إنه قطع قبل أن ينزل إلى الأرض مسافة أفقية قدرها يساوي ثمانية أمثال ارتفاعِه حين قفز في الهواء، كما أن مدة بقائه في الهواء اطَّردت زيادتها.

وتراه في شكل ٧-٦ وهو لا يزال على الأرض، أما في شكل ٧-٧ فتراه وهو في الهواء. ويحسُن بالقارئ أن يقارن بين منحدرته هذه وأحدث المنحدرات التي بناها أحفاده الألمان، وهي المرسومة في شكل ٢-١، وقد تمكَّن شلتز من البقاء عليها في الهواء أكثر من ٨ ساعات بفضل حُسن تخيُّر المكان الذي ينحدر فيه (ومن أهمِّ شُروطه هبوب ريح منتظم مستمر)، وحُسن قيادته لمنحدرته بحيث يستفيد من الرياح لرَفعها إلى أعلى كلما خفَّضتها جاذبيةُ الأرض إلى أسفل.
fig37
شكل ٧-٦: للينثال واقفًا على الأرض قابضًا على منحدرته.
fig38
شكل ٧-٧: للينثال مُنحدرًا.

عندئذٍ أراد للينثال أن يعمل آلةً يُركبها على الطيارة فتساعده على ضبطها، فيتسنَّى له توجيهها حيث شاء، وبذلك يستفيد من الرياح فائدة كبرى تطيل مدة بقائه في الهواء، وفعلًا صنع محركًا قوته حصانين ونصف حصان، ولكنه للأسف مات قبل أن يدرس هذا النوع من الطيران.

حُرم العلم بموت للينثال من عالِم ذكي جريء، ولكن هذه الوفاة أنارت همم الكثيرين مثل: بلنشر Pilcher الإنجليزي، وتراه مُحلقًا في الجو بمنحدرته في شكل ٨-٣أ، وشانوت Chanute، وأَخَوان رايت Wrights الأمريكيَّين لاقتفاء أثره، ومكافحة الهواء بأمل التغلُّب عليه ومجاراة الطيور في اختراقه. والدليل على عِظَم تأثير أعمال للينثال في الناس أن شانوت — وهو ثاني من ذكرنا الآن ممن نسج على منوال للينثال — كان قد تخطَّى الستين من عمره، ولكن كِبَر سنه لم يمنعه من تصميم المنحدرات وبنائها وتأجير شخص ليطير بها، وكان اسمه هرنج Herring، وتراه في شكل ٧-٨ يستعد للجري على سفح الجبل تمهيدًا للانحدار، كما تراه في شكل ٧-١٠ منحدرًا بالفعل. وليس شانوت بالرجل الوحيد الذي فعل ذلك، فهناك أمريكي آخر اسمه منتجومري Montgomery كان يستخدم طيارًا اسمه مالوني Maloney لتجريب طياراته (انظر شكل ٧-٩).
fig39
شكل ٧-٨: هرنح يستعد للانحدار.
fig40
شكل ٧-٩: مالوني يطير بالمنحدرة التي صممها منتجومري.
fig41
شكل ٧-١٠: هرنج يطير بالمنحدرة التي صممها شالوت.
fig42
شكل ٧-١١: رايت نائمًا على بطنه في منحدرته، وفي مقدمتها الرافع.

(٣-٢) لانجلي Langley

ننتقل بعد ذلك إلى لانجلي الأمريكي أيضًا، حيث يجد الإنسان حياة علمية يصح أن تُتخذ نموذجًا، فالمجهودات التي كان يبذلها هذا الرجل مثال من أحسن الأمثلة للبحث المنطقي المنتظم، والذي يستحقُّ أن يوصف بأنه عِلمي. كان لانجلي مخلوقًا عاديًّا له من الذكاء قسط غير وافر، ومن هذه الوجهة تكون دراسة حياته مفيدة للرجل العادي ليتعلم منها الصبر والمصابرة والاحتيال للتغلُّب على الصعوبات وتحمُّل الخيبة من آنٍ لآن، بل الترحيب بها والاستفادة منها. ولكي نُقرِّب للقارئ نوع الصعوبات التي اعترضته نروي له أن أهل أمريكا في ذلك الحين كانوا يعتقدون باستحالة الطيران، بدليل أنه لم يكن مسموحًا لأحد بأن يسجِّل لنفسه أيَّ اختراع يتعلق بالطيران؛ فرأي الأمريكان فيه عندئذٍ كان كرأيهم في الحركة الدائمة الأبدية الآن، فهم كذلك لا يسمحون في الوقت الحاضر بتسجيل جهاز يدعي صاحبه استطاعة توليد الحركة الأبدية بواسطته.

وإذا عُدَّ كيلي واضع أساس علم الأيروديناميكا فلانجلي أول من وضع فيه كتابًا قيِّمًا، وهو أول من أثَّر في الناس وجعلهم يعتقدون بإمكان الطيران، وأراهم ذلك عمليًّا بنموذج صنعه بيده وتراه في شكل ٧-١٢، لطيارة ذات سطح واحد مُكون من جزأين أحدهما وراء الآخر، وكان طول هذا النموذج نحو خمسة أمتار وعرضه نحو أربعة، وبه آلة بخارية من صنعه تُولِّد قوةَ حصان أو حصانٍ ونصف، ووزنها نحو ربع الوزن الكلي للنموذج. طار هذا النموذج، ولو أن الطيارة الكاملة التي بُنيَتْ طبقًا له لم تقوَ على الطيران. ولكن من غرائب الأمور أن كريتس (صاحب المصنع الشهير بأمريكا الآن) أخرج في سنة ١٩١٤ نفسَ تلك الطيارة التي بناها لانجلي وركَّب لها محركًا قويًّا وطار بها، فبرهَن للناس أن لانجلي لم يكن بعيدًا عن الصواب في تصميمها. وفي أواخر سنة ١٩٢٢ مكث مانيرول في الهواء محلقًا بمنحدرته زمنًا لم يسبقه إليه أحد، وكانت هذه المنحدرة تشبه طيارة لانجلي في كونها ذات سطح واحد مكون من جزأين أحدهما وراء الآخر.
fig43
شكل ٧-١٢: أول نموذج طار بمحرك (بخاري)، بناه لانجلي وطيَّره سنة ١٨٩٩.

وقد عاش لانجلي في الوقت الذي عاش فيه آدر وللينثال بالتقريب، ولكنه بلا شك لم يعرف عنهما شيئًا؛ لبُعد المسافة أوَّلًا، ولأنه لم يذكر عنهما شيئًا في كتاباته مع ما عُرف عنه من نَزاهة وأمانة نادرتَيْن.

(٤) الأخوان رايت

وفي أواخر القرن التاسع عشر صنع رجل فرنسي اسمه لينو لعبةً على شكل نموذج لطيارة، تُستخدم فيها قطعة من المطاط لإدارة المروحة التي تدفع اللعبة إلى الأمام في الهواء، وانتشرت هذه اللعبة في أوروبا ثم انتقلت إلى أمريكا، واشترى رجل هناك اسمه مستر رايت واحدة منها إلى ولديه: ولبر وأورفل، فأعجبتهما كثيرًا وأوجدت فيهما ولعًا بالحركة في الهواء، فقرءَا بعض الكتب التي لها مساس بذلك. ولما مات للينثال في ألمانيا سنة ١٨٩٦ وطيَّرت الشركات خبر موته في العالم ونشرت تاريخَ حياته، وقرأه هذان الشابان وعرفا أنه نجح في التحليق في الهواء بمنحدرته، ذكت في نفسَيهما جذوة الولوع بالطيران، فقرءا الكتب التي عندهما عنه واشتريا غيرها، وتعلَّما الألمانية وقرءا ما كتبه للينثال، وبدءا يدرسان أعماله وأعمال مَن نسجوا على منواله في أوروبا، واستنتجا من كل ذلك خير نوع للمنحدرة، ثم جاء دور العمل بعد القراءة، فبدءا فيه بعقل، وعملا تصميمًا خاصًّا لمنحدرة جمعت كل المحاسن في نظرهما، وبدءا تجاريبهما العملية سنة ١٩٠٠، وعندئذٍ غابت شمس القرن التاسع عشر ولاحت شمس القرن العشرين الذي شاء الله أن يختصه بالتقدُّم الحقيقي للطيران.

١  السَّرق: الشُّقَق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤