الفصل الرابع عشر

حرفية التمثيل

تتناول «حرفية التمثيل» مجال الحركة وحرفيتها بنوع خاص. وتستهدف هذه الحرفية:

  • (١)

    مساعدة الممثل على أن يبدو كأحسن ما يمكن له.

  • (٢)

    جعل آلية الحركة سليمة غير متكلفة.

  • (٣)

    اجتناب تغطية الممثل، أو إدارته إلى أعلى المسرح وهو يتكلم، أو عندما يكون مركز الانتباه.

وحتى إذا لم تكن هناك حاجة إلى هذه الأغراض، فإن الحرفية السليمة ذات عون كبير لأنها تسمح للممثل بأن يختار تأثيراته ويسيطر عليها. والممثل القدير يستطيع التعبير عن الحرج بطريقة أكثر حيوية من الممثل المرتبك بفطرته.

(١) السيطرة على الوزن

تتوقف طريقة وقوفك وحركتك على الطريقة التي تباشر بها وزنك. سيطلب منك القيام فوق المسرح بحركات لم تألفها من قبل. فإذا أمكنك تحليلها على أساس السيطرة على الوزن، استطعت تأديتها بسهولة، وإلا فلا بد من أن تلتجئ إلى المخرج.

(١-١) مركز الثقل center of gravity

يتحرك كل جسم صلب، كقطعة أثاث أو تمثال أو ممثل مشدود العضلات، كما لو كان وزنه مركزًا في نقطة واحدة تُسمى «مركز الثقل». فلو وضعنا كرة من الرصاص في مركز ثقل تمثال أجوف، لاتَّزن بنفس الطريقة التي يتزن بها تمثال مصمت له نفس الوزن. ويقع مركز ثقل الممثل الواقف مشدود العضلات، في حوضه (انظر النقطة السوداء في رقم ١ شكل ١٤-٢). وقد يقع مركز الثقل في خارج الجسم. فمركز ثقل الحلقة في وسط ثقبها. وعندما ينحني الممثل قد يقع مركز ثقله أمامه (كما في شكل ١٤-٢ من رقم ٣ لغاية رقم ٦).

(١-٢) الدعامة base

الدعامة هي المساحة التي يرتكز عليها الجسم ليحفظ توازنه. فدعامة الممثل الواقف هي قدماه والمساحة المحصورة بينهما (شكل ١٤-٢ من ١-٦). وعندما يتكئ الممثل على شيء (كما في رقم ٥)، فدعامته هي المساحة التي تشغلها قدماه والجسم الذي يتكئ عليه. وعندما يجلس فدعامته هي المساحة التي يجلس فوقها على الكرسي وتحدها أجزاء جسمه.

(١-٣) خط الارتكاز line of support

خط الارتكاز، أو محور الارتكاز، هو الخط الواصل بين مركز الثقل ومركز الدعامة. فعندما يكون الممثل واقفًا لا يتحرك، يكون خط ارتكازه رأسيًّا. ولكنه إذا تحرك (كما في رقم ٧ شكل ١٤-٢)، مال الخط في اتجاه الحركة، وكانت زاوية ميله متناسبة مع السرعة.

(١-٤) التوازن العام balance

طالما كان خط الارتكاز في داخل نطاق الدعامة، كان الممثل مسيطرًا على توازنه (كما في رقم ١). فإذا مال حتى يقع خط الارتكاز قرب حافة الدعامة (كما في رقم ٢)، ظل محافظًا على توازنه ولكن بدرجة أقل ثباتًا وكان عُرضة للوقوع. وكلما اتسعت رقعة الدعامة، وكلما بَعُد خط الارتكاز عن حافتها، كان الممثل أكثر ثباتًا. أما إذا انحنى حتى يصبح خط ارتكازه خارج حافة الدعامة، فإنه يسقط (كما في رقم ٣). وقد يحافظ على توازنه وهو منحنٍ إذا مال بحقوَيه إلى الخلف (كما في رقم ٤)، وبذلك يكون مركز ثقله فوق دعامته. ولكنه إذا بدأ يسقط فلن يستطيع منع ذلك إلا بزيادة مساحة دعامته. ويمكن هذا بالاتكاء على جسم في اتجاه السقوط (كما في رقم ٥)، أو بالخطو في ذلك الاتجاه (كما في رقم ٦). كذلك يستطيع تحاشي الوقوع بأن يتشبث بشيء خلفه أو بجانبه، وعندئذٍ يصبح الشيء الممسك به جزءًا من دعامته، ويتعلق هو بهذه الدعامة الإضافية بدلًا من الوقوف فوقها؛ إذ ليس من الضروري أن تكون الدعامة أفقية.

fig40
شكل ١٤-١: «الأعماق السفلى»، المسرح الشعبي بهاريسبورج، بنسلفانيا: تصميم أودين ماكاي: استطاع المصمم هنا أن يقدم منظرًا رائعًا ممتع المظهر دون التضحية بالقبح والأقذار التي تتطلبها الواقعية. فليست الواقعية أن تنقل من أول نموذج تراه في الحياة الحقيقية، بل تعني أن تجد طريقة تصل بها إلى واقعية مقنعة وتأثيرات درامية. لاحظ كثرة التفاصيل والتشكيلات المبتكرة.

ورغم أن مركز ثقل الممثل يكون في حوضه وهو مشدود العضلات، فإن هناك قدرًا من المرونة في خصره. ويقسم الخصر الجسم، من حيث الوزن، إلى قسمين: أحدهما أسفل الخصر ويكون بمثابة دعامة، والآخر أعلى الخصر ووظيفته الموازنة. ويقع مركز ثقل القسم العلوي في وسط الصدر قريبًا من القلب. وهذا المركز هو ما يجب أن يفكر فيه الممثل وهو يتحرك. فإذا اعتبرت مركز ثقل وزنك عند قلبك، أمكنك إهمال وزن رجليك في حل مسائل السيطرة على الوزن، إلا إذا كنت راقدًا، حيث يكون وزن الرجلين من الأهمية بمكان.

(١-٥) السيطرة على الوزن – (أ) الوقفة

تفعل الوقفة الجيدة في حسن مظهرك ما لا يفعله أي شيء آخر. وهي كذلك أساس الحركة الرشيقة القوية. ومَن يتعثرون أو يهتزون في مشيتهم فإنما يفعلون ذلك بسبب خطأ وقفتهم. وأساس الوقفة الصحيحة هو السيطرة على الوزن. وللجسم ثلاثة أوزان أساسية، هي: الحوض، والصدر، والرأس. فإذا حملت شيئًا بغير اتزان، وليكن الرأس مثلًا أو مضربًا من الخشب (كما في رقم ٨ شكل ١٤-٣)، وجب أن تبذل جهدًا لتحافظ على توازنك. أما إذا اتزن ذلك الوزن، فإنك تستطيع حمله بغاية السهولة (كما في رقم ٩). فإذا لم تتزن أوزان جسمك (كما في رقم ١٠)، فإنك لا تبذل جهدًا مستمرًّا فحسب، بل ويقع وزنك على عضلاتك بدلًا من أن يقع على عظامك. ويصبح من العسير عليك في بادئ الأمر أن تحتفظ باعتدال جسمك؛ وذلك لأن العضلات الصغيرة (التي تحافظ على توازنك) قد دب فيها الكسل، في حين تخدرت عضلاتك الكبيرة (التي أصبحت تحمل وزنك بغير داعٍ، بسبب إساءة استعمالها مدةً طويلة).

وإذا كانت وقفتك رديئة، تدلى رأسك أمامك كما يتدلى رأس الحصان المتعب، وإذا مال حوضك ضغط على أمعائك، فتضغط هذه بدورها على جدار بطنك، فيبرز البطن إلى الخارج، وفي نفس الوقت يدور الجزء السفلي من الحوض إلى الخلف ويحمل معه أردافك. فإذا أصلحت هذه العيوب، فلن تصلح من منظرك فحسب، بل ويتحمل الحوض وزن أمعائك بدلًا من سحب صدرك إلى أسفل. وبعد أن يتحرر الصدر من هذا العبء، يرتفع تلقائيًّا. وهذا يزيد في سعة رئتيك كما يزيد من سيطرتك على التنفس اللازم للكلام.

الوقوف معتدل القامة standing erect

إذا كنا جالسين أو راقدين وأردنا النهوض فإننا عادةً لا نقف في وضع رأسي تمامًا مرة واحدة. فرءوسنا ثقيلة (إذ تبلغ ٥ / ١ وزن أجسامنا تقريبًا)، فنرفعها عادةً إلى أقل درجة ممكنة ونقف في وضع مائل قليلًا بدلًا من أن نقف رأسيًّا. وهذا نوع من الكسل بدون داعٍ؛ لأن الجهد القليل الذي نوفره بعدم وقوفنا رأسيًّا نبذل ضعفه عدة مرات في حمل وزن الجسم بعيدًا عن وضع التوازن. ولا شيء يفيد في تحسين وقفة المرء أكثر من الوقوف رأسيًّا تمامًا في كل مرة ينهض فيها.

التأكد من الوقفة المعتدلة posture check

من العادات القيمة أن تتأكد من وقفتك الصحيحة في كل مناسبة — أربع أو خمس مرات على الأقل يوميًّا. ويمكنك القيام بهذا التمرين في عشر ثوانٍ بعد أن تعرف طريقته:

استند بعقبَيك إلى حائط ليس له أفريز، وبين قدميك زاوية قدرها ٤٥°، على أن تمس الحائط ببطنَي ساقيك وأردافك وعظام لوحَي كتفيك (وليس بكتفيك) كما في رقم ١١ شكل ١٤-٣، ثم ارفع ظهر رأسك، وفي الوقت عينه اضغط به على الحائط (انظر السهام الصغيرة في رقم ١٣). لا ترفع رأسك إلى أعلى (كما في رقم ١٤) أو إلى أسفل (كما في رقم ١٥).
fig41
شكل ١٤-٢
fig42
شكل ١٤-٣

«أطلق لكتفيك الحرية.» فإن أية محاولة للضغط عليهما إلى الخلف تؤدي إلى التصلب، بينما أنت تسعى إلى وقفة لينة تتسم باليسر. تذكر أنك ممثل لا جندي في ميدان القتال.

بعد ذلك ضع إحدى يديك بين خصرك والحائط، وحاول أن تحشر يدك بالضغط بأعلى الحوض إلى الخلف، فهذا يحمل معه البطن إلى الخلف، وفي نفس الوقت يتجه أسفل الحوض إلى الخارج «ضاغطًا» أردافك إلى «أسفل» بدلًا من «بروزها إلى الخارج». وعندما تجعل الحوض في وضع مستقيم، فإن العمود الفقري يستقيم أيضًا؛ إذ إن السلسلة الفقرية المقوسة لا تحمل إلا جزءًا قليلًا من الوزن وتترك بقية العبء على العضلات … والعمود الفقري للأطفال مستقيم، فإذا تقوس فإن عضلاتهم الغضة لن تقوى على حمل رءوسهم الثقيلة نسبيًّا. وإذا لم تحافظ على استقامة العمود الفقري أصابه ما يُسمى طبيًّا بالغطأ أو القعس lordosis، وهو تحدب العمود الفقري إلى الأمام. ويتطلب علاجه، حتى يستقيم، كثيرًا من الوقت والتمرين … ابدأ بمعرفة أي العضلات يعمل على إمالة الحوض إلى الخلف. وافتح أحد الأبواب مسافة عشر بوصات، وحاول الدخول من هذه الفتحة الضيقة بجانبك. فلكَي تضغط جسمك ليمر منها، فإن حوضك يتخذ وضعًا رأسيًّا من تلقاء نفسه باستخدام عضلات الأرداف والفخذ. تدرب على استخدام هذه العضلات، وحاول أن تضغط عليها قليلًا كلما وقفت أو مشيت، حتى تحافظ على الحوض في وضع رأسي. ومن السهل القيام بهذا عند صعود السلم.

وإذا لم تستطع جعل ظهرك مستقيمًا بحيث يحشر أصابعك إلى الحائط في وضع التأكد من الاعتدال، كنت في حاجة إلى التمرين الموضح برقم ١٦ … استلقِ على ظهرك، وارفع ركبتيك بحيث تكون قدماك بمستوى الأرض، وضع إحدى يديك تحت خصرك لتتحسس موضع التقوس في ظهرك، ثم أخرج يدك واثنِ ركبتك إلى صدرك ثم أعدها إلى وضعها الأول، واثنِ الأخرى نحو صدرك أيضًا، وهكذا. ويكفي في كل مرة أن تكرر هذا العمل ست مرات لكل ركبة. بعد ذلك تحسس موضع التقوس ثانيةً فربما وجدته خيرًا من ذي قبل. داومْ على هذا التمرين حتى تجد أنك لا تستطيع وضع أصابعك تحت خصرك وأنت مستلقٍ على الأرض.

الوضع القائم standing poses

الوضع المبين برقم ١١ شكل ١٤-٣ نموذج جيد للتأكد من الوقفة المعتدلة، ولكنه جافٍ جدًّا للوقفة العادية. فبعد أن تتأكد من وقفتك، اسحب إحدى قدميك للأمام حتى يستقر عقبها إلى بطن القدم الأخرى مع الإبقاء على فرجة القدمين بزاوية قدرها ٤٥°، ثم أمِل جسمك إلى الأمام حتى يقع وزنك على الأمشاط. أرخِ جسمك دون أن تتهالك. تأكد من عدم وجود توتر أو تصلب، ولا سيما في كتفيك؛ حتى لا يكون هناك إجهاد بغير داعٍ على أية عضلة. بعد ذلك يمكنك أن تميل رأسك إلى الأمام نحو نصف بوصة، مع الاحتفاظ بحوضك معتدلًا، وأرخِ يديك إلى جانبيك.
هذه هي الوقفة العادية فوق المسرح. ويفرد الرجال عادةً القدم العليا (كما في رقم ٣ شكل ١٤-٧)؛ لأن ذلك يمكنهم من مواجهة الجمهور بعض الشيء ويتيح لهم الاستدارة بسهولة. أما السيدات فيفضلن سحب القدم العليا إلى الخلف لتبدو أقدامهن أصغر حجمًا (كما في رقمَي ٤، ٥، شكل ١٤-٧).
ولا يسمح هذا الوضع عادةً بأي تغير؛ إذ إن أي تغيُّر يكون ذا أثر أسوأ على مظهر الممثل واستعداده الآلي للحركة. وإذا تركت وزنك يقع على عقبيك فقدت مظهر التيقظ. وإذا صنعت القدم زاويةً تزيد كثيرًا على ٤٥°، بدا أنك «ملووح القدم»، وإذا نقصت الفرجة كثيرًا عن ٤٥° ضاقت رقعة دعامتك لدرجة قد تفقد معها توازنك. ويستطيع الرجل الوقوف متباعد القدمين، بينما يتحتم على الفتاة المرتدية إزارًا (جونلة) أن تقف وركبتاها مضمومتان، وكذلك قدماها. فلو تباعدت الركبتان أو القدمان ولو مسافة بوصة واحدة كان منظرها أقل جاذبية. ورقم ٢٣ من شكل ٦-١ هو الحالة الاستثنائية الوحيدة التي عثرت عليها لهذه القاعدة. وعلى العموم، فليس هذا الوضع شائع الاستعمال. وقد تقف الممثلة المرتدية سروالًا (بنطلونًا)، متباعدة القدمين في بعض الأحوال، لغرض التنوع. وكذلك تباعد الممثلة بين قدميها عندما ترغب في الظهور بالفظاظة.

ويجب أن تتدلى الأيدي إلى الجانبين عادةً، أو تستند برقة إلى ظهر كرسي أو أية قطعة أثاث. أما أي وضع آخر، كقبض الأيدي خلف الظهر، أو وضعهما في الجيوب، أو على الخاصرتين، فهو وضع ذو ميزة خاصة لغرض خاص يجب أن يلائم الموقف والشخصية. أما إطباق اليدين على البطن فضارٌّ بمظهر الممثل، ولا ينبغي أن يلجأ إليه إلا في الأدوار التي تستلزم هذا الوضع.

(١-٦) السيطرة على الوزن – (ب) الحركة

يمكنك تبسيط مشاكل الحركة إذا تعودت أن تفكر فيها على أساس مركز الثقل وخط الارتكاز والدعامة.

fig43
شكل ١٤-٤

الجلوس sitting

اتجه نحو الكرسي كما في رقم ١ أو ٢ شكل ١٤-٤، ثم ارجع بإحدى ساقيك إلى الخلف حتى تمس المقبض ببطن ساقك (كما في رقم ٣)؛ فهذا يصحح وضعك ويطمئنك إلى الجلوس. ولا ينبغي على الإطلاق أن تنظر إلى الخلف لترى ما إذا كان الكرسي موجودًا. وإن تحريك الساق إلى الخلف ليجعل مشط القدم الذي سيكون دعامتك أقرب ما يكون من الكرسي. ولهذه الحركة أهمية عظيمة في الجلوس والنهوض. ثم ألقِ وزنك على هذا المشط الخلفي، واخفض نفسك بثني الساق (كما في رقم ٤). وإذا ما صرت على بُعد ست بوصات من المقعد، فاقبض عضلات الساق الأمامية، وأرخِ الساق الخلفية (كما في رقم ٥)؛ ليُلقى وزنك على قدمك الأمامية. وبما أن مركز ثقلك سيكون خارج دعامتك، فإنك تقع فوق المقعد. فإذا جلست وجب أن يمس ظهرك الكرسي مسًّا خفيفًا. تدرب على هذه الطريقة في كل مرة تجلس فيها، في حياتك العادية، حتى تصبح عادة.
لا ينشأ عن جلوس الرجال سوى صعوبات قليلة جدًّا، أمام الفتيات فيحتجن عادةً إلى جلسات تبدو فيها سيقانهن رشيقة، كما في أرقام ١، ٢، ٣، ٥، ٦، ١٣ من شكل ٦-١. ولا بد أن تضم الفتاة ركبتيها عند الجلوس إذا كانت تلبس مئزرًا (جونلة) لا يصل إلى الأرض، كما تضم قدميها، إلا إذا كانت تضع ساقًا فوق أخرى، أو كانت تجلس على قدم واحدة. أما الرجل فقد يباعد قليلًا بين ركبتيه وبين قدميه، ولا ينبغي أن يتمدد في جلسته إلا في أدوار الشخصية.

وإذا كنت تجلس وإحدى ساقيك فوق الأخرى، فيجب أن تكون ساقك التي ناحية أعلى المسرح هي العليا، إلا إذا لم يكن لك كلام في هذا المشهد.

النهوض rising

يجب أن يكون مركز ثقلك فوق دعامتك قبل أن تنهض، وعلى ذلك ضع قدميك أسفل المقعد بقدر المستطاع (كما في رقمَي ٦، ٨، شكل ١٤-٤). وللنهوض من فوق كرسي مستقيم، أمِل جسمك إلى الخلف، ثم مل بشدة إلى الأمام. فعندما يلقى عزم هذه الحركة وزنك على قدميك، افرد ساقيك واحتفظ بوزنك على قدمك السفلى، ثم اخطُ إلى الأمام خطوةً قصيرة بقدمك العليا، وإلا أوقعت الكرسي عند اعتدال ساقيك. وثَمة وسيلة أخرى؛ وهي أن تتحرك جانبًا وتضع إحدى قدميك إلى الخلف (كما في أ رقم ١ شكل ١٤-٨). وبالميل جانبًا تلقي وزنك على قدمك وتنهض. ويمكنك إنهاء هذه الحركة بأن تقف أمام كرسيك أو بجانبه أو خلفه تبعًا للمكان الذي تضع فيه قدمك. ورقم ٨ شكل ١٤-٤ يبين كيفية النهوض من فوق مقعد منخفض، أو في الحالة التي لا تستطيع فيها وضع قدمك أسفل المقعد. وفي هذه الحالة تتزحزح إلى حافة الكرسي، ثم تميل جسمك قليلًا لتجعل وزنك فوق قدميك؛ ثم تنهض. وإذا كان للكرسي ذراعان فيجب استخدامهما في الميل إلى الأمام مع عدم رفع جسمك بالاتكاء عليهما. ويجب مراعاة عدم الوقوف أو الجلوس بالانحناء إلى الأمام (كما في رقم ٧ شكل ١٤-٤) إلا في أدوار الشخصية.

الركوع kneeling

يكون الركوع عادةً على الركبة السفلى؛ إذ تعمل على إظهارك. وإذا احتفظت بوزنك على القدم السفلى، تحركت إلى الأمام وأنت تركع، وإلى الخلف وأنت تنهض (كما في رقم ١٢ شكل ١٤-٤). وإذا احتفظت بوزنك على القدم العليا، كانت حركتك على عكس ما تقدم.

الانحناء stooping

عند الانحناء يجب أن تحتفظ بوضعك القائم وأنت تخفض جسمك (كما في رقم ١٠ شكل ١٤-٤) إلا في أدوار الشخصية.
fig44
شكل ١٤-٥: «أضواء الشموع»، المسرح الشعبي بهاريسبورج، بنسيلفانيا: تصميم م. ديل سميث: هذه مسرحية كوميدية تعتمد على المواقف مع شيء من العلاقات الجنسية. وإن المنظر ليعبر عن هذا القصد تمام التعبير حتى ولو لم يكن على المسرح ممثلون (انظر شكل ٢-٣، وكذلك أ في رقم ٤ شكل ١٦-١).

رفع الأحمال lifting

عندما ترفع جسمًا ثقيلًا يندمج وزن جسمك مع وزن ذلك الجسم، ويكون لهما مركز ثقل مشترك يجب أن يكون فوق دعامتك وأنت ترفع الحمل. ويجب أن تتحمل العبءَ عضلاتُ ساقيك، لا عضلات ظهرك وذراعيك. ضع قدميك بقرب الشيء الذي ستحمله، ما أمكن (كما في رقم ٩ شكل ١٤-٤)، ثم اجلس القرفصاء دون أن تنحني كما في رقم ١١. وعندما ترفع الحمل اجعل وزنك إلى الخلف ليتزن مع وزن الحمل.
والسر في سهولة حمل شخص ما يكمن في الشخص المحمول أكثر ممن يحمله. فالشخص المحمول (ويكون في الغالب فتاة) يجب أن تجعل وزنها أقرب ما يكون إلى حاملها (كما في رقم ٣ شكل ١٤-٦) حتى لا يبذل مجهودًا في المحافظة على توازنها، وذلك بأن ترخي عضلاتها وتسند رأسها على كتفه. وإذا لم يكن من المفروض أنها في حالة إغماء، طوقت رقبته بذراعيها لتدعم جزءًا من وزنها.

وغالبًا ما تنص التعليمات في مسرحيات شكسبير على حمل جثة خارج المسرح، فيجب تحاشي هذا الأمر بقدر الإمكان؛ لأن النظارة لا يتأثرون بالجثة المرتخية التي قد تبدو لهم أمرًا يبعث على الضحك. وإذا كان لا بد من حمل جثة، فلتُحمل وقدماها تجاه أعلى المسرح، فيحمل أحد الرجال الكتفين بينما يحمل آخران القدمين. غير أنه يُستحسن أن يحمل رجلان الكتفين. وإذا كان هناك ستة رجال أمسك اثنان آخران بالحقوَين لئلا يتدليا إلى أسفل بشكل لا يروق الناظرين. وينبغي أن يغطى الفعل كله عن النظارة قدر المستطاع، وذلك بأن يقف بعض الممثلين أسفل الموكب، وإذا أمكن لفت انتباه المتفرجين إلى جانب آخر من المسرح كان هذا أفضل بكثير.

السقوط falling

رغم الاعتقاد الراسخ لصغار الممثلين الذين يرغبون في إظهار براعتهم، فإنه يجب تحاشي السقوط الفخم إلا في الهزليات والميلودراما البحتة. فإن النظارة في مثل هذه الأحوال لا يؤمنون بأن «الشخص» قد وقع، بل يعجبون كيف قام «الممثل» بالسقوط دون أن يصيبه ضرر. ويجب أن تتم الذروة عندما يتلقى الممثل ضربةً ما، كما يجب أن تكون السقطة نفسها غير مفتعلة. وبقدر الإمكان يلزم أن تغطى بالممثلين أو قطع الأثاث. كما يجب لفت انتباه المتفرجين مؤقتًا إلى شخصية أخرى.

fig45
شكل ١٤-٦
يوضح رقم ١ بشكل ١٤-٦ سقطة جيدة التنسيق. وإن الممثل ليسيطر على وزنه ثلاثة أرباع الوقت تقريبًا، وتقسم السقطة إلى أربع سقطات صغيرة لتخفيف صدمة الوقوع. ويجب أن تتداخل هذه السقطات الصغيرة حتى تبدو كأنها حركة واحدة متصلة. ويبين رقم ٢ سقطة على مسرح خالٍ. حيث يضع الممثل إحدى قدميه خلف الأخرى ويسقط بواسطة ثني ركبته الأمامية، ثم يستدير جانبًا ويقطع السقطة بأن يجعل يده وفخذه تلمسان الأرض أولًا. وقد يبقى في هذا الوضع أو يتدحرج كما في رقم ١.

ويجب أن يرقد الأشخاص الميتون أو المغمى عليهم وظهورهم إلى المتفرجين، على أن تميل رءوسهم قليلًا نحو أسفل المسرح؛ لأن هذا الوضع يقلل من وضوح معالم الجسم، الأمر المرغوب فيه دائمًا، ويساعد على إخفاء أية حركة تبدر من الممثل وهو يتنفس. ولا ينبغي أن يكون نعل الحذاء في مواجهة أسفل المسرح إطلاقًا؛ إذ لسببٍ ما يجد النظارة ذلك أمرًا مضحكًا.

ولتحاشي الإصابة بأذًى عند الوقوع:

  • (١)

    قطِّع السقطة إلى عدة أطوار كما في رقم ١.

  • (٢)

    احتفظ بسيطرتك على وزنك قدر الإمكان، وقلل من الوقوع الفعلي ما استطعت.

  • (٣)

    إذا كان سقوطك من مكان مرتفع، فلتسقط أولًا على قدميك، ثم ارتمِ على الأرض.

  • (٤)

    دُر حول نفسك أثناء السقوط، وتدحرج عندما تبلغ الأرض، فهذا يجعل حركاتك تبدو متصلة، ويخفف من أثر الصدمة.

المشي walking

تتعلم عارضات الأزياء المشي وأقدامهن متوازية مضمومة بعضها إلى بعض (كما في أ رقم ١٠ شكل ١٤-٧). وكذلك يمكن استخدام هذه الطريقة على المسرح، أو قد تستدير للخارج بأن تجعل قدمك السفلى تميل قليلًا نحو النظارة (كما في ب).

(٢) حركة القدمين

حركة القدمين ضرورية للممثل كما هي ضرورية للرياضي. وتنشأ معظم مشاكل حركة القدمين من عدم البدء بالقدم الصحيحة في أول خطوة للمشي. وللبدء الصحيح قاعدتان بسيطتان:

  • (١)
    عند المشي إلى الأمام، ابدأ أولًا بالقدم التي في أعلى المسرح (كما في رقم ٧ أ شكل ١٤-٧).
  • (٢)

    عند الدوران، مهما كان طفيفًا، ابدأ بالقدم التي ستدور نحوها (ويوضح رقم ٦ دورانًا خفيفًا إلى اليسار، ويبين رقم ٨ دورانًا أوسع إلى اليمين. ولا ينبغي أن تضطرك الخطوة الأولى إلى أن تعبر بإحدى ساقيك أمام الأخرى كما في رقم ٦ب).

يدير الممثلون الناشئون رءوسهم بزاويةٍ قدرها ٩٠° دون تحريك أقدامهم، وهذه عادة خاطئة، وللإقلاع عنها «دع أصابع قدميك تتبع أنفك»، بالتمرن على الدوران كما في رقم ٨ حتى يزول خوفك من تحريك قدميك.

إذا كانت هناك أهمية خاصة لإحدى الخطوات (كالخطوة الأولى للدخول أو الخروج من باب)، فيجب أن تعمل الترتيب اللازم لأن تبدأ بالقدم التي أعلى المسرح … وتبدأ الخطوتان الأولى والأخيرة عند صعود أو هبوط سلم، عادةً، بالقدم العليا أيضًا. غير أنه في بعض الحالات تكون القدم السفلى أكثر سهولة وطبيعية. فإذا أثبتت التجربة هذا، وجب البدء بالقدم السفلى.

وللاستدارة بزاوية كبيرة (كما في رقم ٩)، لف على القدم البعيدة عن اتجاه الحركة وفي الاستدارة السريعة تحدث اللفة أثناء الدوران. وللاستدارة البطيئة يجب أن تبدأ اللفة قبل الاستدارة بلحظة طفيفة. وهذا يعني أن الممثل يقف لحظةً فوق أصابع قدم واحدة، ولكن هذا التأثير لا يلحظه أحدٌ ما دامت الحركة تتصف بالليونة، وما دامت الاستدارة تتبع اللفة مباشرة.

ويبين رقم ١١ طريقة الاستدارة في نهاية عبور.

fig46
شكل ١٤-٧

(٢-١) تحاشي الاستدارة تجاه أعلى المسرح avoiding upstage turns

لا تنشأ هذه المشكلة إلا إذا كان الممثل يواجه أعلى المسرح بزاوية ٤٥° ويريد العبور بزاوية ٤٥° إلى الاتجاه الآخر (كما في رقمَي ٤، ٥ شكل ١٤-٨). أما فيما عدا ذلك فلا يلتقي الممثل بأية صعوبات في الاستدارة الطبيعية نحو أسفل المسرح. ويمكن إلغاء الاستدارة نحو أعلى المسرح إذا أمكن التخلص من وضع مواجهة أعلى المسرح بزاوية ٤٥°، وذلك بعمل استدارة تمهيدية (كما في رقم ٥ أ) قبيل العبور بلحظة. وإذا لم يكن هذا ممكنًا، قام الممثل بالاستدارة التمهيدية والعبور معًا في حركة واحدة (كما في رقم ٤). وفي كلتا الحالتين يلزم إيجاد دافع للاستدارة التمهيدية. وليس في إيجاده أية صعوبة؛ حيث إن الحركة من النوع غير المحدد يقوم به عادةً أي فرد في أي وقت.

(٢-٢) العبور إلى أعلى المسرح crossing upstage

من السهل التمثيل في أسفل المسرح، غير أن الممثل الذي يتحتم عليه التحرك نحو أعلى المسرح وهو يتكلم، دون أن يدير ظهره للمتفرجين، يجد مهمته شاقة عسيرة، ولا سيما إذا كان عليه أن يبدأ من موضع في أسفل المسرح ثم يخرج من باب في الحائط الخلفي. ويوضح رقم ١ شكل ١٤-٨ عدة وسائل تمكِّن الممثل من القيام بذلك بطريقة تبدو طبيعية. ويمكن استخدام هذه الوسائل في أي ترتيب لتلائم الظروف. ونلاحظ أن مشاكل حركة الأقدام والدوافع مشتركة. ففي الشكل، يضطر الباب الممثل إلى السير نحو أعلى المسرح ليخرج، في حين توجد ثلاثة دوافع تجعله يسير بعرض المسرح أو يستدير نحو أسفل المسرح. وهي: الفتاة، والصورة (المفروض أنها معلمة على الحائط الأيمن، ولكنها غير موضحة بالشكل)، والمعطف المعلق على المشجب.

والنمط الأساسي عبارة عن خط متعرج. فلو تحرك الممثل نحو أعلى المسرح مباشرةً لتعذَّر عليه مواجهة النظارة وهو يتحرك. فأول خطوة في العبور بعرض المسرح دافعها الصورة. وربما كان ذلك مقررًا في صلب النص، أما إذا لم يكن فإن اهتمام الممثل بها ليكفي في حد ذاته كدافع يحثه على السير في ذلك الاتجاه. والانتقال الثاني دافعه المعطف. أما الحركة الثالثة فدافعها الباب نفسه. ويتخذ الاتجاهان ح، ﻫ ميلًا خفيفًا نحو أعلى المسرح. وفي أثنائهما يستدير الممثل نحو أسفل المسرح ليحادث الفتاة. وعند باب الخروج (و) يستدير نحو أسفل المسرح بدافع ارتداء معطفه. وجدير بالملاحظة أن الممثل هنا ينتهز كل فرصة للانحراف في سيره قليلًا نحو أعلى المسرح. فعند النهوض يصعد نحو غايته مسافة قدمين، كما أن الاستدارتين ب، د ليستا مجرد لفَّتين، فكلٌّ منهما تذهب به حوالي قدم ونصف قدم نحو أعلى المسرح، كما أنه يتقدم مسافة قدم ونصف قدم أخرى عندما يمد ساقه ليقطع الخطوة الثالثة في ﻫ. إنه لتمرين يجد طالب التمثيل فائدة كبرى في ممارسته لعدة ساعات.

fig47
شكل ١٤-٨

ويبين رقم ٢ كيف يتجه شخصان نحو أسفل المسرح وهما يخرجان معًا من باب في أعلى المسرح. فالرجل يسبق في المقدمة (ولذلك لا يكون عرضة للتغطية) وهما يهمان بالمشي. وبطبيعة الحال فإنه يستدير صوب أسفل المسرح ليتحدث إلى الفتاة، ثم يتراجع إلى الخلف بأدب ليسمح لها بالخروج من الباب أولًا. أما هي فتستمر في سيرها إلى الأمام وهي تلقي العبارات الأولى من كلامها (التي لا تكون لها في الغالب أية أهمية)، ثم تستدير لتكمل حديثها عبر كتفها السفلي. وقد يتبعها الرجل في صمت، ويتكلم بضع كلمات وهو يخرج.

والأنماط الموضحة بشكلَي ١٤-٧، ١٤-٨ تتضمن ٩٩٪ من مشاكل حركة الأقدام. أما القليل الباقي فيمكنك حلُّه بأن تسأل نفسك: (١) «أي قدم أستعمل؟» (٢) و«أين أضعها؟»

(٣) الأبواب والستائر

الباب المفتوح على المسرح محط تشتت للانتباه. وعلى ذلك يجب أن تقفل الباب خلفك دائمًا، إلا إذا كان هناك غرض خاص يستدعي خلاف ذلك. فعند الخروج أو الدخول، امسك مقبض الباب بيدك القريبة من المفصلات، وافتح الباب. وبعد المرور اقفل الباب باليد الأخرى، التي كانت في الأصل بعيدة عن المفصلات.

إذا دخلت من وراء الستائر ذات الفلقتين لتلقي كلمة الافتتاح، يجب مراعاة أي الفلقتين تطبق على الأخرى في الوسط من ناحية أعلى المسرح. وقبيل نهاية كلمتك، تحرك مسافة خمس أقدام نحو الخط الأوسط، ثم قف وظهرك للستار واضربها باليد القريبة من الخط الأوسط، فبذلك تحدث فرجة يمكن أن تمرَّ منها. وبدون هذه الوسيلة قد تُضطر إلى أن تدير ظهرك إلى المتفرجين وتبحث بين الستائر عن مهرب تخرج منه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤