الفصل السادس عشر

تصميم المناظر

لتصميم المناظر أهمية أساسية في نجاح العرض المسرحي؛ فعندما كانت مناظري حسنة التصميم، كنت أجد سهولةً بالغة في الإخراج. وعلى عكس هذا، إذا كانت المناظر سيئة التصميم نشأت عنها صعوبات لا حصر لها لكلٍّ من المخرج والممثلين.

(١) وظيفة المناظر

للمناظر عدة أغراض مختلفة يجب على المصمم أن يضعها كلها نُصب عينيه ليكون تصميمه مقبولًا.

(١-١) المعالم الخلفية background

لا بد للمسرحية من معالم خلفية تمنع تشتت الذهن وتحصره داخل نطاق المسرحية. ولقد أخرجت مسرحية «مدينتنا» في برودواي على مسرح عارٍ عن المناظر، حيث كانت الحوائط المبنية بالطوب الأحمر وأنابيب التدفئة، تجذب الأنظار بين آونة وأخرى، فيشرد الذهن عن متابعة النص. ومما لفت نظري عندما أخرجت المسرحية إحدى فرق الهواة، فيما بعد، استعمال قوس من الستائر رمادية اللون كمنظر خلفي، أتى بنتائج باهرة.

(١-٢) الأسلوب style

للمناظر الكلمة الأولى في المسرح، فإذا لم تكن هذه الكلمة صحيحةً ضلل النظارة منذ البداية بدلًا من إرشادهم إلى الاتجاه الصحيح؛ لذا يجب ألا تتفق المناظر وأسلوب المسرحية فحسب، بل ويجب أن تطابق تمامًا روح الأسلوب حتى تقود النظارة إلى الاتجاه الصحيح منذ لحظة رفع الستار.

(١-٣) نقل المعلومات conveying information

يجب مد النظارة بالمعلومات الهامة عن المسرحية بمجرد رفع الستار. وقد لا يمكن التعبير بالمناظر عن جميع العناصر الناقلة للمعلومات دفعةً واحدة، بل إن بعضها قد يُترك غامضًا عن قصد. بيد أنه يجب أن يتحين المصمم كل فرصة لنقل بعض المعلومات الإضافية إلى النظارة. فمثلًا، تبين اللافتة الموضوعة على أحد أبواب المكاتب اسمَ ووظيفةَ من بذلك المكتب. وأهم العناصر التي يمكن نقلها بالمناظر هي:

نوع المكان: هل هو حجرة جلوس، أو مكتب، أو شارع، أو حديقة …؟

الوقت: تستطيع المناظر أن تعبر عن أي وقت من النهار، ومن السنة، وأحيانًا تحدد اليوم من الأسبوع (فالصحف ليوم الأحد، وغسل الملابس ليوم الاثنين … وهكذا).

مركز أصحاب المكان: كذلك تعبر المناظر عن المركز الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للسكان؛ فتبين حالتهم من حيث الثراء أو الفقر، وهل هم محبوبون في الحي أم مكروهون. ويستطيع المصمم البارع أن ينقل بمناظره كثيرًا من المعلومات الأخلاقية؛ فهل السكان منظمون في معيشتهم أو مهملون، وهل هم من النوع الودود أو العنيد، ومن المتدينين أو الماجنين … وغير ذلك. وغالبًا ما تستطيع قطعة ملحقات واحدة أن تعبر عن عدد كبير من المعلومات. فمثلًا يدل وجود دمية كبيرة لامعة ثمينة في حجرة جلوس أنيقة منظمة فاترة، على أن بالمنزل طفلًا يلقى تدليلًا ماديًّا، ولكنه يحيا حياة روحية قاسية. كما يدل على أن الوالدين من الأغنياء، أنهم بليدو الإحساس. وإما أن يكون الطفل خبيثًا، أو أنه محل للعطف والإشفاق.

(١-٤) الجو atmosphere

لما كان جو المنظر يصبغ جميع الحقائق بصبغته، لذا يجب أن يلتزم الدقة لكي يتيح للنظارة فهمًا صحيحًا للمسرحية. فأي خطأ في جو المنظر يجعل الأمر يلتبس على النظارة لدرجة لا يستطيعون معها التمشي مع النص إلا بعد أن يمر أغلب الفصل الأول. وقد حدث ذات مرة أني مكثت نحو عشرين دقيقة في درامة قاتمة، ظنًّا مني أنها هزلية خفيفة؛ لأن جو المنظر كان مرحًا أكثر مما ينبغي بالنسبة للمسرحية. وما إن استكشفت الحقيقة حتى كان جوهر المسرحية قد ضاع مني، وأصبح الباقي منها عديم المعنى.

(١-٥) القيم الجمالية esthetic values

من المفروض أن تلتذ العين لرؤية المنظر. وإذا تطلبت الرواية الجمال، لزم أن يكون المنظر جميلًا. ولكن المنظر الخلاب خطر؛ لأنه يشغل الأنظار فيبعد الانتباه عن المسرحية. ويقول دونالد أوينسلاجر Donald Oenslager: «إذا نال المنظر شيئًا من الإطراء فهو منظر رديء.» وكان كلود براجدون Claude Bragdon يفخر بأن أحد أصدقائه حضر ذات مرة عرضًا مسرحيًّا ليشاهد المناظر التي صممها براجدون ويستمتع بروعتها، ولكنه اندمج في المسرحية لدرجة أنه نسي كل شيء عن المناظر. والمنظر الجيد هو الخالي من التكلف. حقيقةً إنه يجب أن يتضمن شيئًا من البهاء، ولكنه إذا استرعى الأنظار أفسد الغرض منه.

ويجب تصميم المنظر بحيث يبدو متزنًا عندما يكون المسرح خاليًا من الأشخاص، وإلا كان على تشكيلات الممثلين ألا توازن أنفسها فحسب، بل والمناظر أيضًا. كما ينبغي ألا يحتوي المنظر على أي شيء يجذب الاهتمام، إلا إذا كان المنظر سيُستعمل لمدة قصيرة فقط. وإذا اشتمل المنظر على مركز للاهتمام وجب أن يراعى أمره في تشكيلات الممثلين، وليس هذا بممكن عمليًّا طيلة المنظر.

fig50
شكل ١٦-١

(٢) وسيط الإخراج

للمناظر غرض آخر في غاية الأهمية لدرجة يستحق معها أن نفرد له فصلًا خاصًّا، ذلك هو إيجاد البيئة الحسية التي تساعد على انتظام تدفق أفعال المسرحية. وللأسف يهمل أغلب المصممين هذه الناحية الهامة؛ إذ ينظرون إلى عملية تصميم المناظر كنوع من الزخرفة الداخلية، وهي في الواقع بندٌ هام في حرفية الإخراج. ولهذا السبب يرى المخرج من الأوفق أن يعمل الرسم التخطيطي لوضع المناظر فوق أرض المسرح، ويترك للمصمم تناسبها وتلوينها وزخرفتها. وليس تخطيط وضع المنظر، بأية حال، من الأمور السهلة. فحتى المخرج المتمرن يحتاج إلى عشرات من الرسوم التخطيطية قبل أن يهتدي إلى الرسم المناسب.

(٢-١) الحوائط المنحرفة raking

هل من الضروري جعل المناظر منحرفة؟ إن للمناظر ثلاث ميزات عند مقارنتها بالمناظر الموازية للمحاور الأساسية، فهي:

  • (١)

    أكثر إيحاءً بالواقعية.

  • (٢)
    أكثر حركة (قارن شكلَي ٩-٣، ٩-٤).
  • (٣)
    تبسط عملية التشكيلات والحركة وتجعلها أعظم تأثيرًا (كما في رقم ٦ شكل ١٦-١، ورقمَي ٢، ٣ شكل ٨-٢، وشكل ٨-٣ رقم ٥، وشكل ١٤-٨ رقم ٢).

وهذه المميزات ذات فائدة بالغة في معظم المسرحيات، وعلى ذلك ينبغي أن تكون مناظرك منحرفة، ولا تلجأ إلى نظام التوازي إلا لغرض معين. والمناظر المقامة على التوازي تكون لثلاثة أغراض:

  • (١)

    التنوع: يجب إقامة بعض مناظر المسرحيات العديدة المناظر، على التوازي؛ لئلا تكون كلها على وتيرة واحدة. وكذلك الحال في تنظيم المواسم حيث يكون من الأوفق وضع منظر هام واحد على الأقل، موازيًا للمحاور الأصلية.

  • (٢)

    الأسلوب: تفسد المناظر المنحرفة أية مسرحية تنتمي إلى حقبة معينة ذات أسلوب خاص كالميلودراما العتيقة وكوميديات موليير.

  • (٣)

    الروح: بما أن للمنظر المنحرف صفة الحركة، فهو يخرج بعض المسرحيات عن خطتها. وهذه تشمل المسرحيات القوية العواطف، كأغلب التراجيديات الإغريقية وكثير من مسرحيات يوجين أونيل، وكذلك المسرحيات التي يسيطر فيها العقل كالكوميديا الراقية من أمثال مسرحيات أوسكار وايلد ونويل كاوارد، حيث تكون المناظر الموازية للمحاور الأصلية أكثر ملاءمة لروح النص.

ولا أهمية لكون المنظر منحرفًا إلى اليمين أو اليسار. ففي رقم ١ شكل ٩-٣ نجد المنظر منحرفًا جهة اليسار مكونًا قمعًا يتجه نحو الباب في أسفل اليسار. غير أن هذه هي الحالة الوحيدة التي وُجد فيها أن لاتجاه الانحراف أهمية خاصة. ويُستثنى من ذلك طبعًا جميع الحالات التي يؤثر فيها وضع المناظر على المداخل والفتحات وطرق ترتيب الأثاث.

والانحراف بزاوية تقل عن عشر درجات يجعل المنظر يبدو كما لو كان قد أريد وضعه موازيًا، ثم انحرف وضعه خطأً. وقلما يفيد الانحراف بزاوية تزيد على خمس وعشرين درجة. أما فيما بين ١٠°، ٢٥° فلا تأثير للانحراف على فائدة المنظر أو غرضه.

(٢-٢) الحائط الضيق the short wall

كثيرًا ما يكون للمناظر المنحرفة حائط ضيق:

  • (١)
    ويمكن حذفه كليةً (كما في رقم ٥ شكل ٨-٣). وعندئذٍ يبدو المنظر كما لو كان جزءًا من حجرة واسعة.
  • (٢)
    يمكن وضع الحائط على محور المناظر (كما في شكل ٢-٧). فهذا يوحي بالواقعية، ويمدنا بركن نستطيع أن تضع فيه قطعة أثاث ضرورية يصعب تنسيقها. وفي هذه الحال، لا يصح أن يكون بالحائط باب؛ لأنه يكون غير ظاهر لبعض المتفرجين.
  • (٣)

    يمكن وضع الحائط على المحور الرأسي. وهذا هو الغالب كما يتضح من معظم مناظر هذا الكتاب. فمثل هذا الحائط يستطيع جميع النظارة رؤيته مهما كان الغرض العملي المستعمل فيه. وإذا كان بهذا الحائط باب فقد لا يتمكن بعض المتفرجين من رؤيته، ولكنهم يرون أشخاص المسرحية وهم يدخلون منه ويخرجون، فيسلمون بوجوده. ويكون الحائط الموضوع بهذه الطريقة بمثابة عنصر وسط بين محاور المناظر ومحاور المسرح.

يفضل بعض المصممين عدم التقيد بأية محاور عند وضع هذا الحائط الضيق، بل يجعلونه منحرفًا إلى وسط المسرح لكي يراه جميع المتفرجين. ومن رأيي أن هذا الإجراء يفسد الأثر المحوري للمناظر دون الحصول على أية نتيجة. وقد استعملت الحائط الضيق على المحور الرأسي في أكثر من خمسة وعشرين منظرًا، ولم يوجه إليَّ أي انتقاد من ممثل أو متفرج. وعندما يكون الحائط الضيق على ذلك المحور، يجب أن يكون الأثاث قريبًا منه على المحاور المسرحية أيضًا، سواء أكانت رأسية أم مستعرضة (انظر رقم ٢ بشكل ١٦-٣).
يراعى عند وضع أحد المناظر على التوازي، أن تكون الحوائط الجانبية منحرفة قليلًا (كما في شكل ٩-٤)، فهذا يعطي رونقًا للمنظر من ناحيتَي الصالة، ولا يتنافى وقاعدة التزام المحاور في التصميم؛ لأن الحوائط المنحرفة توحي بنظرية التلاشي، فتبدو الحوائط على المحاور، ويبدو المنظر أعمق مما هو عليه.

(٢-٣) المناطق areas

يجب تنسيق المناظر بحيث يقع كل مشهد هام في المنطقة المناسبة له. وتتضمن مسرحية «زائر بالمنزل» (شكل ٩-٣) النزاع على البيت. ولما كانت المدفأة رمزًا للبيت فإنها تتخذ أهميةً أساسية. ويكون للمشاهد «المنزلية» تأثير عظيم إذا مُثلت أسفل اليمين. وعلى ذلك يجب وضع المدفأة وقِطع الأثاث الأساسية في هذه المنطقة. ويحسن في المناظر التي لا تتضمن شيئًا من حياة «البيت» أو «الدفء» أو ما إليها، أن توضع المدفأة وقِطع الأثاث الهامة أسفل اليسار. ونلاحظ في شكل ٩-٣ أن الأثاث الشبيه بأثاث المكاتب موضوع أسفل اليسار، وأن أسفل الوسط متروك خاليًا لكي يجد الممثلون متسعًا لحركتهم خلال مشاهد الصراع.

(٢-٤) الأثاث furniture

تتحدد مناطق المسرح بطريقة وضع الأثاث، والمنطقة التي تحتوي على مجموعة من الأثاث تُسمى «منطقة الأثاث». وتحتاج أغلب المناظر إلى منطقتين من هذا النوع؛ إحداهما أعلى المسرح على أحد جانبَي المنظر، والأخرى أسفل المسرح. ونرى في رقم ٢ شكل ١٦-٣ أربع مناطق للأثاث، هي: أعلى اليمين، وأعلى الوسط، وأسفل اليمين، وأسفل اليسار.
fig51
شكل ١٦-٢: «زملاء الجانب الأيسر»، مسرح جامعة ييل: تصميم جين إيكارت: لاحظ كيف أتقن المصمم معالجة جميع عناصر هذا المنظر. ومن الواضح أن المسرحية ميلودراما رومانسية. وتدلنا المنحنيات والمنظر العام للتصميم على الصفة الرومانسية. كما توحي الزوايا المتضاربة بأنها ميلودراما، حتى ولو لم يكن هناك جنود ألمانيون. وتعد السلالم المختلفة والمصطبات والأبواب فرصًا للتشكيلات والحركة. كما تمكننا المستويات المختلفة من تنويع الإضاءة. ومن الواضح أن المنزل الموجود بالجانب الأيمن قد أعطى أهمية أكثر من بقية المنظر بسبب التفاصيل الإضافية التي أُسبغت عليه.
ومناطق الأثاث التي يمكن ضمها بإعادة تنسيق الشخصيات، تزيد كثيرًا في تنوع التشكيلات. فلو جلس شخص على المقعد (ب) (رقم ٢ شكل ١٦-٣)، وآخر على الكرسي المجاور للبيانو، وثالث على الكرسي الموضوع أسفل اليسار، لأصبح وسط المسرح ويساره منطقة واحدة من مناطق الأثاث.
ومما يساعد على مرونة تنسيق الأثاث، وجود كرسي يمكن اعتباره تابعًا لإحدى منطقتين من مناطق الأثاث، تبعًا لاتجاه الشخص الجالس عليه؛ فمثلًا يمكن اعتبار الكرسي الأوسط (ﺟ) بشكل ٩-٦ جزءًا من منطقة أسفل اليمين، ولو أدير ليواجه الجانب الأيسر لصار جزءًا من منطقة أعلى اليسار. ولو نُقل إلى أسفل اليسار لأمكن خلق منطقة أثاث أسفل اليسار.
وتبين الخطوط المنقطة برقم ١ شكل ١٦-٣ كيفية تجربة إمكانيات التشكيل في تنسيق الأثاث. ولا يوجد في هذا المنظر سوى اثني عشر زوجًا من أوضاع الجلوس. ونرى المقاعد في كثير من الأزواج متباعدة بدرجة تجعلها قليلة النفع. كما أن التشكيلات الممكنة لثلاثة أشخاص جالسين محدودة وغير مقبولة. وإذا أجرينا نفس التجربة على المنظر رقم ٢، ألفينا أنه بالرغم من أن لكلٍّ من المنظرين نفس الشكل وصعوبة التركيب وضخامة النفقات، فإن خطوط الاتصال أقصر في رقم ٢، وتسمح بتشكيلات كثيرة مثيرة للاهتمام. وزيادةً على ذلك، فإن المساحة الخالية للتمثيل بين الأثاث أوسع مما في رقم ١.
جرب نفس الاختبار على المنظر الموضح بشكل ٢-٧ (مع وجود كرسيي المكتب الدوارين) وفي المناظر الموضحة بالأشكال ٢-٤، ٩-٣، ٩-٤، ٩-٦.

وينبغي مراعاة التشكيلات اللازمة للمشاهد الهامة عند تنسيق الأثاث. وتجدر قراءة الفصل الخاص بالتشكيلات فيما يختص بهذا الأمر، ولا سيما الفصل الذي يتناول مشاكل التشكيلات، مع دراسة الأشكال المشار إليها في ذلك الفصل.

ويستخدم المخرجون الناشئون نماذج صغيرة للأثاث، ويمثلون المسرحيات بالدمى المصنوعة من دبابيس الأطفال (الإنجليزية) من النوع ذي الرأس الكروي مع قطع جزء من أسفل الشعبتين.

ويتحاشى قدر المستطاع وضع قطع من الأثاث في الجانب السفلي من باب هام في الحائط الخلفي؛ لأنها تحجب الدخول والخروج. غير أنه من الممكن وضع المقاعد المنخفضة أسفل الأبواب التي تقع في الحوائط الجانبية، وهذه تكون مفيدة وضرورية في كثير من الأحوال. ويتحتم اجتناب وضع الكراسي بحيث تواجه أعلى المسرح. وبالطبع ليس هناك ما يمنع من وضع كرسي يواجه أعلى المسرح عند رفع الستار، إذا كان سيُنقل من موضعه قبل أن يجلس عليه أحد. ونقل قطع الأثاث من مواضعها في أثناء التمثيل ذو فائدة عظيمة للحصول على التنوع. ومع ذلك فيجب عدم نقل قطع الأثاث من مواضعها في فترات ما بين الفصول (إذا كان المنظر نفسه سيتكرر في الفصل التالي)، إلا إذا كان سبب التغيير موضحًا في النص.

وينبغي أن يكون على المسرح عدد كافٍ من المقاعد لجلوس كل شخص إلا في مشاهد المجاميع (كما في شكل ٨-٢). وقد لا يروق المخرج مثل ذلك التشكيل، ولكنه إذا احتاج إليه فيما بعد فقد يكون من العسير إضافة مقاعد أخرى بعد قطع شوط كبير في البروفات.
ويجب التفكير في الأوضاع التي تتيحها قطع الأثاث عند انتقائها؛ فمثلًا نجد أن من المستحيل استعمال الكراسي ذات المساند (الفوتيل) في الوضعين ٨، ٩ بشكل ٦-١، كما أنه لا يمكن استعمال الكراسي العادية في الأوضاع ١٢، ١٣، ١٤. وتُعتبر الكراسي ذات المساند النصفية (أي التي تصل مساندها إلى منتصف جانبَي الكرسي فقط) ذات أهمية خاصة. فالوضع رقم ١٩ لا يمكن الحصول عليه بكرسي عادي، والوضع رقم ٢٠ غير مستطاع بكرسيٍّ ذي مساند كاملة، ولكن كليهما ممكن بكرسي ذي مساند نصفية. وتمدنا الكراسي عديمة الظهر وكراسي الأقدام بعدد كبير من الأوضاع المختلفة، حيث يمكن الجلوس فوقها من أية ناحية وبأية زاوية (كما في الوضع رقم ٢٥)، كما يمكن وضع الأرجل فوقها (كما في الوضع رقم ١٨). والمناضد الصغيرة (مناضد القهوة المعروفة بالطقطوقة) بشكل ٩-٤ ذات فائدة كبرى للمسرح؛ إذ يمكن استعمالها إما نضدًا وإما مقعدًا. أما الكراسي «الهزازة» فلا تسمح بتنوع الأوضاع، ولكنها تتيح للممثل أن يوجه عباراته وهو يهتز أو وهو ساكن، في الأوقات المناسبة، كما أنها تمكنه من الانحناء إلى الأمام ليهجم أو إلى الخلف ليتقهقر. وتسمح الأرائك بأوضاع متنوعة أكثر من المقاعد الطويلة (الشيزلونج). ويمكن الحصول على تنسيق منوع للكراسي حول المناضد المستديرة والبيضية أكثر منه حول المناضد المربعة أو المستطيلة، ولكنها تفسد التأثير المحوري للمشهد. وكلما رُوعيت هذه القواعد في تصميم المنظر، استطاع المخرج والممثلون القيام بالتشكيلات في سهولة.
fig52
شكل ١٦-٣

(٢-٥) الفتحات openings

لفتحات المنظر تأثير عظيم على التشكيلات والحركة؛ لذا كان لها نفس ما للأثاث من أهمية.

(٢-٦) الأبواب doors

إذا تأملت في تصميم منظر من إنتاج برودواي، استطعت أن تكوِّن فكرةً ما عن عدد الأبواب اللازمة للمنظر. ولكنك تستطيع التأكد من عددها بحصر الأماكن التي يدخل ويخرج منها أشخاص المسرحية. ثم اعمل رسمًا تخطيطيًّا للمنزل مبينًا التوزيع المعقول للحجرات؛ لأن جغرافية المكان ضرورية جدًّا حتى في المسرحيات الخيالية.

لقد استعملت ما يقرب من سبعة أبواب أحيانًا، غير أن ما يلزم للمناظر العادية يتراوح بين اثنين وأربعة. فالعدد الكبير من الأبواب لا يُعقد المنظر فحسب، بل ويُربك المتفرجين أيضًا. وكذلك تشغل الأبواب متسعًا من الحوائط له قيمته ويحتاج إليه عادةً في أمور أخرى. ويمكن الإقلال من عدد الأبواب بعمل رواق يؤدي إلى مكان على اليسار (الباب الخارجي مثلًا)، وآخر على اليمين (كمطبخ مثلًا). ومن الممكن وضع درج (كأنه يؤدي إلى غرف النوم في الطوابق العليا)، وباب في الحائط الخلفي للرواق (يؤدي إلى دهليز).

بعد ذلك أعد قائمة بعدد مرات الدخول والخروج الهامة من كل باب. وحيث إن الدخول الدرامي يكتسب تأثيرًا أوقع إذا تم أعلى المسرح، لذلك تُعد الأبواب اللازمة لهذا الغرض في الحائط الخلفي ما أمكن. غير أنه من الصعب إنجاز الخروج الدرامي أعلى المسرح؛ ولذا يجب أن تعد له أبواب في حائط جانبي، ويفضل ما كان قريبًا من الدروع. وإذا كان أكثر مرات الدخول والخروج الهامة من باب واحد، لزم أن يكون في حائط جانبي؛ لأن الدخول الدرامي من الجانبين أسهل من الخروج الدرامي من المؤخرة.

والأبواب التي سيرى النظارة من خلالها شيئًا ما، ينبغي أن تكون في الحائط الخلفي، وهذا يتناسب مع وجود رواق كالسابق ذكره. ومن الممكن وجود هذا الرواق خلف حائط جانبي منحرف إذا كان معنى الفعل لا يتوقف على أماكن معينة.

وعند تحديد أماكن الأبواب، يجب مراعاة أنها تكون بمثابة دوافع لكثير من الحركات، وهذا يعني أنه إذا احتوى المنظر على بابين فقط، فمن الخطأ وضعهما متجاورين، أو وضعهما معًا في أعلى المسرح، أو أسفله. ونلاحظ في شكل ٩-٣ أن الباب أسفل اليسار، والممر الواقع أعلى يمين الوسط، والباب أعلى الوسط، كلها ثابتة بسبب علاقتها بالرسم التخطيطي لأرض المسرح (يمكن رؤية الممر الموجود أعلى يمين الوسط بوضوح في شكل ٥-٣).

وتُفتح أبواب المسرح عادةً إلى الخارج، وهذا النوع أسهل تركيبًا وأقل التصاقًا في الأوقات الحرجة، ويساعد على سهولة سير التمثيل؛ لأن الممثلين قد تعودوه أكثر من غيره. ولقد أصبحت هذه الأبواب شائعة الاستعمال في المسرح حتى مع العلم بأنها غير واقعية. فأبواب الدخول العادية، سواء أكانت للمنازل أم للشقق، تُفتح دائمًا إلى الداخل، ولكن أبواب المسرح، بالرغم من هذا، تُفتح عادةً إلى الخارج. ولم يحدث أن سمعت متفرجًا ينتقد هذا النظام أو حتى يذكر أنه لاحظه. أما الأبواب التي تُفتح إلى داخل المسرح فتكون لثلاثة أسباب:

  • (١)

    إذا اقتضت المسرحية درجة كبيرة من الواقعية.

  • (٢)

    إذا كان هناك غرض خاص، كأن يختبئ ممثل وراء باب، أو إذا كان حاجبان «سيفتحان مصراعَي الباب» لدخول شخصية عظيمة، فلو دفعا الباب إلى الخارج لتعارض مع عظمة هذه الشخصية، ولقاوما دخولها بطريقة نفسانية بدلًا من الترحيب بها.

  • (٣)

    في المسرحيات البوليسية حيث يُفتح الباب إلى الداخل ومفصلاته في أسفل المسرح، لكن يظن المتفرجون عندما يرون الباب يُفتح أن أمرًا خطيرًا وشيكُ الحدوث.

والأبواب التي تُفتح إلى الخارج تكون مفصلاتها أعلى المسرح لكي تحجب من تلقاء نفسها ما وراء المسرح ولا تجعل حركة الباب نفسه لافتة للأنظار. ويمكن وضع مفصلات الباب المنخفض أسفل المسرح (كما في شكل ٨-٣) إذا كان هذا الوضع أسهل من الوجهة الآلية. وفي حالة انحراف الحائط الخلفي، تكون مفصلات أبوابه أعلى المسرح، ولكن سهولة تدفق الحركة قد تقتضي جعل المفصلات أسفل المسرح. تأمل الباب الموجود في أعلى يمين الوسط بشكل ٨-٢، ولاحظ أن الدخول أو الخروج السريع خلاله يكون أسهل إذا كانت المفصلات على الجانب الآخر، ولا سيما إذا كان سيمر منه عدة أشخاص في وقت واحد.

وتتحكم ليونة الحركة في طريقة وضع مفصلات الأبواب الموجودة بالحائط الخلفي الموازي لخط الدروع.

(٢-٧) النوافذ windows

إذا كان على النظارة أن يروا بعض التمثيل من خلال نافذة، وجب أن تكون النافذة في حائط خلفي. ولكن إذا كان التمثيل بالخيالات، كما في مسرحية «الزرنيخ والعجوز»، أمكن وضع النافذة في حائط جانبي.

وإذا كان على أحد الممثلين أن يرى شيئًا خلال النافذة ويصفه، لزم أن تكون النافذة في حائط جانبي، وإلا اضطُر الممثل إلى اتخاذ إجراءات حرفية معقدة ليتجنب الإلقاء بعبارات هامة وظهره نحو المتفرجين (كما في ﻫ، وبرقم ٦ شكل ١٦-١).

عند خروج شخص من نافذة فإنه يختفي بظهره. وهذا يجعل الخروج من نوافذ أعلى المسرح مقبولًا. وعلى ذلك يمكن وضع نافذة لتُستعمل في الخروج والدخول، في الحائط الخلفي أو في حائط جانبي، تبعًا لما يتناسب مع المشهد.

(٢-٨) المدفأة fireplace

المدافئ ورفوفها مصدر قيم لدوافع العبور والتشكيلات إذا كانت في حوائط جانبية أسفل المسرح. أما إذا وُضعت المدفأة في الحائط الخلفي فلن تزيد على كونها زخرفة؛ لأن الممثل الذي يذهب إليها لا بد أن يدير ظهره للمتفرجين.

(٢-٩) درجات السلم والمصاطب (البراتيكابلات) steps and platforms

يتوقف وضع سلم داخل منظر على طول السلم وعرض درجاته، ووجود سور أو عدم وجوده، كما يتوقف على انحراف المنظر. وطبيعة الإخراج ذات أهمية عظيمة في هذا الشأن؛ إذ تعقد الأمور تعقيدًا بالغًا لدرجة أنه يتعذر أن نضع أكثر من بعض ملاحظات عامة:

  • (١)

    لا قيمة تُذكر لسلم يتألف من درجة واحدة. أما السلم المكوَّن من ثلاث أو أربع درجات فيمكن وضعه في أي مكان تقريبًا؛ إذ يستطيع الممثلون الجلوس أو الوقوف عليه للحصول على تشكيلات قيمة.

  • (٢)

    السلم المكوَّن من عدة درجات ضيقة ملائم جدًّا إذا وُضع بطول الحائط الخلفي. أما إذا وُضع بطول حائط جانبي وبدايته أسفل المسرح، اضطُر الممثلون إلى إدارة ظهورهم للمتفرجين عند صعوده. وإذا كانت بدايته أعلى المسرح حجبت درجاته الممثلين عن عيون النظارة.

  • (٣)

    ترتفع درجات السلم العريضة نحو الحائط الخلفي عادةً. فإذا كان المنظر منحرفًا وصعد الممثل السلم بزاوية أمكنه أن يتحاشى الاتجاه بظهره إلى المتفرجين.

  • (٤)
    يساعد عدم انتظام السلم، ودورانه، ومصاطبه، وغير ذلك (انظر شكل ٩-٣) على روعة السُّلم نفسه، كما يفيد التشكيلات وحركة الممثلين.
  • (٥)

    كثيرًا ما تحتاج المسرحيات الواقعية إلى السور، ولكنه غير مرغوب فيه من حيث وجهة نظر المخرج؛ إذ يحدد التشكيلات التي يمكن تنسيقها على درجات السُّلم.

(٢-١٠) السُّلم ومصاطب الخروج getaway platforms and steps

إذا أدت درجات السلم إلى فتحةٍ وجب أن يكون في خارج المسرح مصطبة حتى يسير الممثل إلى الفضاء. ويوضح رقم ١ بشكل ١٦-٣ حالة نجد فيها درجة السلم ممتدة إلى مسافة تجعل المصطبة غير ضرورية، ولكن هذه حالة نادرة. وفي بعض الأحيان يبقى الممثل واقفًا على المصطبة خارج الباب وينتظر إشارة دخوله. وكثيرًا ما يكون هناك سلم نجار يؤدي إلى هذه المصطبة (كما في رقم ٢) أو درجات سلم عادي.

(٢-١١) مناظر المصاطب platform sets

يمكن للمصمم الحصول على نتائج باهرة بأن يكون منظره من عدة مصاطب (كما في شكل ٩-٥). ويوصف تصميم مثل هذا المنظر بأنه «تحديد مكان وقوف الممثلين ثم بناء المصاطب أسفلهم»، أو بمعنًى آخر اتفقْ على المناطق التي تحتاج إلى تأكيد، وارفع مستوياتها بالمصاطب. كذلك يجب مراعاة أنماط الحركة؛ إذ إنه ينبغي أن تعمل درجات السلم على تسهيل الحركة في الاتجاهات المطلوبة. وغالبًا ما تجعل الحركة في الاتجاهات غير المطلوبة عسيرة أو مستحيلة، لتوفير الدوافع الواضحة للشخصيات بعدم السير فيها.

تُستخدم المصاطب ودرجات السلم في المناظر التي من هذا النوع، عادةً، كأثاث للمسرح حيث تنسق التشكيلات الجالسة فوقها. ومن الأفضل تصميم عدد من هذه التشكيلات مقدمًا ليعمل حسابها عند تصميم المنظر.

يراعى عند وضع بعض المصاطب نظام المحاور المتعامدة، ويراعى في بعضها الآخر نظام المحاور المائلة. فإذا روعي فيها جميعًا نظام واحد من المحاور، كان المنظر على وتيرة واحدة، وإذا روعي فيها أكثر من زوجين من المحاور، كان أقرب إلى الفوضى وأصبح عديم المعنى.

ويجب أن تطابق الخطوط المحددة لحافات المصاطب الخطوط المحددة لما يحيط بها من حوائط. ولهذا السبب توضح أماكن المصاطب برسم أقطارها (كما في شكل ٩-٥)، وهذا بطبيعة الحال أمرٌ تقليدي؛ إذ لا تظهر الأقطار في المنظر نفسه.
fig53
شكل ١٦-٤: «زوج المحاربة»، المسرح القومي بهاريسبورج، بنسيلفانيا: تصميم هيننج نيلمز: كثيرًا ما تستعمل الكليات الستائر ونحوها للمناظر. ويبين هذا المنظر كيف أدى استخدام الزخارف والابتعاد عن التنسيق العادي إلى منظر جميل رغم الستائر التقليدية. وبالطبع لا بد من المحافظة على أسلوب المسرحية، وعناصر المنظر عند التصميم.

(٣) التنويع في تصميم المناظر

تميل المناظر غير المحورية إلى الاستدارة دائمًا (كما في رقم ٥ شكل ١٦-١)؛ ولذا تحتم أن يكون أثاثها موضوعًا على شكل نصف دائرة. أما المناظر المحورية فتتبع أحد الرسوم التخطيطية الثلاثة المبينة برقم ١ شكل ١٦-١.

(٣-١) مصادر التنوع providing variety

ولو أن عدد الرسوم التخطيطية الأساسية محدود، إلا أنه يمكننا الحصول على عدد محدود من الأشكال بالجمع بين بعض الوسائل المذكورة بعد:

  • (١)
    الانحراف: يختلف المنظر المنحرف إلى اليمين (كما في أ برقم ٤ شكل ١٦-١) عن المنظر المنحرف إلى اليسار (كما في ب برقم ٤)، وكذلك عن المنظر الموازي لخط الدروع. وبتغيير موضع النتوء الجانبي نحصل على عدة أشكال متنوعة (كما في ب، ﺟ برقم ٤). أما تغيير زاوية الانحراف فليس ذا أهمية كبرى.
  • (٢)
    التناسب: إذا كان أحد الحوائط طويلًا في منظر، وقصيرًا في منظر آخر، تغير شكل المنظر كله (قارن بين التجويف في شكل ٢-٤ الذي يشمل جميع الحائط الخلفي تقريبًا، ومثيله في شكل ٢-٧).
  • (٣)
    الجمع بين عناصر الرسوم التخطيطية: يجمع ب في رقم ٤ شكل ١٦-١ بين نتوء وتجويف. وهناك تجويف في الحائط الخلفي (د برقم ٤) غير أن درجات السلم تحجبه، وهذا يجعل التجويف يبدو كما لو كان منفصلًا عن المنظر الأصلي الذي هو من النوع البسيط. ومن الأمور الجديرة بالملاحظة أيضًا، أن به تجويفًا ضحلًا في الحائط الأيمن.
  • (٤)
    الأركان المقوسة والمائلة: هذه تقلل من وضوح تأثير نظام المحاور في المنظر (كما في ب، ﺟ برقم ٤ شكل ١٦-١).
  • (٥)
    الموقع والحجم والشكل للفتحات: لهذه العناصر آثار مختلفة. فالنوافذ والممرات المكشوفة توحي بالاتساع، كما تشعر الأبواب المقفلة والحوائط بضيق المكان. وأحيانًا يحذف من المنظر حائط برمته (كما في شكل ٨-٣). وللأبواب الكبيرة وزن جمالي أكثر من الصغيرة. ويجدر بنا أن نلاحظ أن لهيئة قمة الباب أثرًا في المنظر. فانظر مثلًا د برقم ٤ شكل ١٦-١، وتأمل كيف يبدو المنظر لو كانت قمم الأبواب مستديرة أو غوطية أو مستطيلة كالأبواب الموضحة بالمناظر الأخرى.
  • (٦)
    السلالم والمصاطب: لهذه تأثير في المنظر من حيث إنها تضيف إليه بعدًا ثالثًا كما أنها تكسبه تعقيدًا. تأمل ج برقم ٤ شكل ١٦-١، وتصور كيف يكون المنظر رتيبًا إذا حذفنا منه السور والمصاطب.
  • (٧)

    الزخارف: إذا تماثل منظران في التركيب، أمكن إحداث اختلاف بين مظهريهما بالألوان وزخرفة الحوائط. والحقيقة أن بعض الفرق المسرحية تملك منظرًا واحدًا تعيد طلاءه في كل مسرحية. كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر في شكل المنظر، كهيئة الأبواب والستائر والصور والأزهار وغير ذلك.

  • (٨)
    الأثاث: إن كمية الأثاث وطرازه وتنسيقه لمن العوامل القوية التأثير في تنويع شكل المنظر. فيكاد رقما ١، ٢ بشكل ١٦-٣ يكونان متشابهين في التركيب، إلا أن رقم ٢ قد استُعمل في دراما قاتمة بينما استُعمل رقم ١ في كوميديا خفيفة. حقيقةً، سببت الزخارف والألوان بعض الاختلاف، ولكن الأثاث كان العنصر الأساسي في اختلاف الروح بين المنظرين.
  • (٩)

    السقوف: شكل السقف عامل من عوامل تنوع هيئة المنظر، ويلاحظ ذلك بوضوح في السقوف المائلة والسقوف ذات البراقع، غير أنه إذا كان بالصالة «بلكون» تعذر على نصف النظارة رؤية السقف.

(٤) الاعتبارات الحرفية

كثيرًا ما يظن الناشئون أن تصميم المناظر مجرد صور على الورق. وقد حدث ذات مرة أن قدَّم لي رسام محترف «تصميمًا لمنظر» عبارة عن رسم لأربعة رجال جالسين حول مائدة دون أن يكون هناك منظر خلفي. وعلى ذلك لم يكن في هذا الرسم أية تعليمات للعمال توضح لهم كيفية تركيب أو طلاء أو إضاءة المنظر. ولكن ما يجب أن يوضحه تصميم المنظر، هو كيفية استخدام المواد الحقيقية — كالأخشاب والخيش وطلاءات المناظر — التي سيتولى العمال قطعها ولصقها وطلاءها وتركيبها على المسرح، والتي سيضع لها الكهربيون الأنوار اللازمة. كما يجب على المصمم أن يعرف أي أجزاء المنظر سيكون «عمليًّا»؛ أي يمكن استعماله فيما وضع له. فمثلًا، يُشترط في النافذة العملية إمكان فتحها وإقفالها، والصخرة العملية يستطيع الممثلون الوقوف فوقها. أما المناظر «غير العملية» فمن السهل صنعها، ولا يجد المصمم فيها صعوبة. ومع ذلك فلا بد من بنائها وتحديد موضعها وإضاءتها والمصمم الذي ينسى هذه القواعد يخلق لغيره متاعب، وفشلًا لنفسه.

وهذا يعني أنه عند صنع المنظر، يجب أن يراعي المصمم دائمًا طريقة تركيب المناظر، واستعمالها، وإضاءتها. كما ينبغي أن تراعى تكاليف كل قطعة، وسهولة أو صعوبة صنعها، بالنسبة للتأثير الذي يأمل في خلقه. وقلَّما يلم الهواة بهذه المعلومات، وعلى ذلك يجب أن يكون المصمم دائم الاتصال بالمخرج ومدير التنفيذ.

(٤-١) الرسوم والمواصفات drawings and specifications

يجب أن يعطي المصمم عمال المسرح الذين سيقومون بتنفيذ المنظر رسمًا تخطيطيًّا له (كالموضح برقم ٢ شكل ١٦-٣)، ورسمًا توضيحيًّا كالمبين بالأشكال (من ٥-٢-٥-٥)، وأية رسوم أخرى تساعدهم على فهم تركيب المنظر. فإذا كان التركيب بسيطًا، اكتفى برسم كروكي.

وعند تصميم منظر لجماعات الهواة، تذكر المواصفات كاملة، كنوع الخشب ودرجة لون الطلاء وغير ذلك. وإذا كانت هناك مواصفات خاصة وجب كتابتها على الرسم نفسه بجانب البنود الخاصة بها.

(٤-٢) مبادئ بناء المناظر principles of scene construction

يُبنى البيت الحقيقي قطعة واحدة، وتكون أجزاؤه المنفصلة، كالنوافذ والأبواب، سهلة الحركة. ولكن المناظر المسرحية على عكس ذلك، فهي تتألف من وحدات منفصلة، وهذه بدورها تتألف من قطع صغيرة تلصق ببعضها مؤقتًا. فحوائط المنظر المبين برقم ٢ شكل ١٦-٣ تتكون من خمس مجموعات من المسطحات (أو البانوهات) تتصل ببعضها بمفصلات. ويطلق على مجموعة المسطحات اسم «كتب books». وتتكون كل مجموعة كتب من ١٧ مسطحًا (١٥ مسطحًا مرقمًا ومسطحين خاصين). كما أن هناك ثمانية مسطحات خلف المنظر الأمامي مرتبة في ثلاثة كتب، ومسطحًا منفصلًا، وتُسمى هذه «البطانة». فالمسطح رقم «٦١» عبارة عن «بطانة توضع خلف نافذة»، وقد يُطلق عليه اسم «بطانة خارجية». والمسطحان «٣٦، ٦٠» يوضعان «خلف باب»، ويطلق عليهما اسم «بطانة داخلية». وتتكون الخمسة المسطحات الباقية ظهرًا لباب. ويشمل المنظر أيضًا: (١) إطار باب، وبابين (وقد نعتبر هذا الإطار مجرد سمك للباب). (٢) قطعتين لتجويف النافذة، ومسطحًا خاصًّا للنافذة، وإطارًا للنافذة، وقاعدة لها. (٣) سمكًا لفتحة المرور أعلى يمين الوسط. (٤) ثلاث مصاطب وثلاث مجموعات من الدرجات، وسلَّمًا للخروج، و«مسطح تغطية» (يحجب الدرجات والمصاطب، وبه سور). (٥) سقفًا.
ويتكون المنظر الخارجي (كالموضح بشكل ٥-٥) من درجات ومصاطب وستار خلفي عبارة عن ثوب عريض من الخيش المطلي بالبوية، يتدلى أعلى المسرح بالنسبة لبقية المنظر، وبراقع borders عبارة عن شرائح من الخيش المطلي تتدلى من فوق المسرح لتمثل أوراق الأشجار ونحوها، وجذوع أشجار، ومبتورات (أو أرماتورات) cutouts، وهي مسطحات متعرجة الحافة كما يتكون من مبتورات أفقية تمثل الأجسام البعيدة كالجبال وما إليها، وتُعرَف بالصفوف الأرضية. وتُسمى المبتورات الرأسية التي تغطي ما خلف جوانب المسرح «أجنحة wings»، ويمثل بعضها الأشجار، وتُعرَف في هذه الحالة باسم «أجنحة الغابة». وجدير بالملاحظة في هذا الصدد أن نتبين الفرق بين كلمة «جناح» التي تعني جزءًا من المنظر نفسه، وتلك التي تعني المنطقة التي توجد في كلٍّ من جانبَي المسرح. فأجنحة المنظر تغطي الجناحين وتمنع الجمهور من مشاهدة المسرح. وليس للمبتورة التي تقام بمفردها في منتصف المسرح اسم خاص.
ويحتوي شكل ٥-٤ على نوعين آخرين من وحدات المناظر؛ أحدهما «المصطبة المائلة ramp»، والآخر هو «الستار المفرغ leg drop»، وهو عبارة عن ستارة نُزع وسطها ليمكن استعمالها كبرقع وجناحين في آنٍ واحد. ولمعظم الستائر التي من هذا النوع ساقان، ولكن لا حاجة إلى الساق اليسرى في شكل ٥-٤؛ إذ سيحجبها المنزل. ومن وحدات المناظر الأخرى «حصيرة الخضرة»، وهي حصيرة من قش الرافيا تمثل الحشائش. ولما كانت غالية الثمن، فهي تؤجر عادةً أو تُقترض من بائعي الأزهار ومهندسي المعارض ومن إليهم.
والمسطح المذكور برقم ١ شكل ١٧-١ هو الوحدة الأساسية في ذلك المنظر، ويعد نموذجًا لمسطحات أغلب المناظر، ويتكون من قطعة من الخيش مشدود فوق إطار خشبي. ويقتصر استعمال هذه الطريقة في المسطحات المستوية فقط، أو الأجسام المكونة من مستويات. وعلى العموم فإن كل مصمم يعلم تمامًا أنه من السهل بناء أي جسم مكون من مستويات، أما السطوح المنحنية والمقوسة فصعبة البناء.

(٤-٣) الوحدات النموذجية standards

تُبنى معظم مناظر الهواة من وحدات جاهزة يمكن تركيبها وإعادة طلائها لتلائم المسرحيات المختلفة، مع إضافة قطعة أو قطعتين لإضفاء طابع خاص. ولما كانت هذه القطع الجاهزة ستتمشى مع بعضها، فيجب أن تكون من مقاسات معيرية، أي تبعًا لوحدة متعارف عليها. وقد يكون هذا القياس النموذجي عائقًا للمصمم، ولكنه عندما يستعمله عمليًّا، يجده مريحًا جدًّا ومساعدًا له على سهولة التركيب.

(٤-٤) المسطحات flats

تكون جميع المسطحات عادةً بارتفاع واحد، ولو أن بعض المسارح يستعمل مسطحات من ارتفاعين مختلفين: القصيرة للمناظر العادية، والطويلة للمناظر الخاصة. وقد اتفق على جعل الارتفاع الموحد ١٢ قدمًا. ولكن إذا كان هناك بلكون في صالة النظارة أصبح من الضروري زيادة الارتفاع إلى ١٤ قدمًا. أما المسارح ذات السقف المنخفض فتستعمل مسطحات ارتفاعها إحدى عشرة قدمًا أو أقل.

(٤-٥) عرض المسطحات flats width should not be standardized

يوحد البعض عرض المسطحات (فجعلها قدمًا وقدمين وثلاثًا وهكذا). ولكن هذا التحديد لا يفسح المجال أمام المصمم ولا يمكنه من بناء حائط طوله ثماني أقدام وسبع بوصات مثلًا. والطريقة المثلى هي أن تكون المسطحات كما في القائمة المذكورة بعدُ (صفحة ٢٩٦-٢٩٧)؛ إذ يمكن تنسيقها لتناسب أية مسرحية. وليس من الضروري أن تتقيد بهذه القائمة، ولكن يمكنك اتباع مبدأ عمل مسطح يزيد عن سابقه بوصتين أو ثلاثًا، مبتدئًا من قدم واحدة إلى خمس أقدام وتسع بوصات. وإذا احتاج المنظر إلى مسطح أقل من قدم، فاستعمل لوحًا خشبيًّا. وأقصى حد للمسطحات هو خمس أقدام وتسع بوصات؛ لأن هذا الحد أقصى ما يمكن تغطيته بخيش عرضه ٧٢ بوصة (مع مراعاة الانكماش). وهو كذلك أقصى عرض يستطيع عامل المسرح أن يحمله وينقله بسهولة. ولا ضرورة لمسطحات خاصة بالنوافذ والمدافئ؛ إذ يمكن استخدام المسطحات ذات فتحات الأبواب في هذا الغرض مع سد جزء من الفتحة (كما في رقم ٥ شكل ١٧-١).
ويراعى ترقيم كل سطح لمعرفة مكانه، كما يجب أن يُكتب عليه مقاسه. وإذا لم يتكون المنظر من مسطحات موحدة الارتفاع، بل كان منظرًا خاصًّا في إخراج معين، فيحسن إهمال ترقيم المسطحات، والاكتفاء بترقيم الكتب وحدها (كما في شكل ٢-٧). ويجب أن يبدأ الترقيم من أسفل اليسار، ويستمر حتى أعلى اليمين؛ لكي تظهر المسطحات في ترتيب منتظم لمن ينظر إليها من الخلف. أما مسطحات البطانة فترقم بحروف بدلًا من الأرقام؛ ليمكن تمييزها عن مسطحات المنظر الأصلي.
مسطحات الأبواب
الرقم بوصة قدم بوصة قدم بوصة قدم
١ عرض ٩ ٥ بفتحة ٤ ٤ × ٦ ٩ في الوسط.
٢ عرض ٩ ٥ بفتحة ٤ ٤ × ٦ ٩ في الوسط.
٣ عرض ٩ ٥ بفتحة ٤ ٤ × ٦ ٩ في الوسط.
٤ عرض ٩ ٥ بفتحة ٣ × ٧ في الوسط.
٥ عرض ٩ ٥ بفتحة ٣ × ٧ على مسافة قدم من يمين المسطح.
٦ عرض ٩ ٥ بفتحة ٣ × ٧ على مسافة قدم من يسار المسطح.
٧ عرض ٤ بفتحة ٣ × ٧ في الوسط.
المسطحات العادية
الرقم العرض الرقم العرض الرقم العرض
بوصة قدم بوصة قدم بوصة قدم
١٠ ١ ٢٣ ٣ ٢ ٣٦ ٦ ٣
١١ ١ ١ ٢٥ ٥ ٢ ٣٩ ٩ ٣
١٢ ٢ ١ ٢٦ ٦ ٢ ٤٠ ٤
١٣ ٣ ١ ٢٨ ٨ ٢ ٤٣ ٣ ٤
١٥ ٥ ١ ٢٩ ١١ ٢ ٤٨ ٨ ٤
١٨ ٨ ١ ٣٠ ٣ ٥٠ ٥
١٩ ٩ ١ ٣٢ ٢ ٣ ٥١ ١ ٥
٢٠ ٢ ٣٤ ٢ ٣ ٥٣ ٣ ٥
٢١ ٢ ٣٥ ٥ ٣ ٥٧ ٧ ٥
وكذلك ستة أو عشرة مسطحات عرض ٩ ٥ مرقمة ٦٠، ٦١ … إلخ.

(٤-٦) الأبواب doors

تكون فتحة الباب المفرد بعرض ٨ و٢ وارتفاع ٨ و٦ ، وإذا كان الباب مركبًا إلى ظهر الإطار، كان عرضه ١ / ٢ ٩ و٢ وارتفاعه ٨ و٦ . وإذا كان سيفتح تجاه المسرح كان عرضه ٣ / ٤ ٧ و٢ وارتفاعه ١ / ٤ ٧ و٦ . أما فتحات الأبواب ذات المصراعين فتكون ٤ عرضًا، ٨ و٦ طولًا على أن يكون عرض كل مصراع ٣ / ٤ و٢ وارتفاعه ٨ و٦ .

(٤-٧) درجات السلم steps

المقاييس الموحدة لدرجات السلم هي ٧ للارتفاع، ١٠ لعمق الدرجة. وبهذين تحصل على درجة سلم مناسبة. غير أنك تحتاج على المسرح عادةً إلى أقصى ارتفاع مع أقل حيز ممكن.

(٤-٨) المصاطب platforms

يجب أن يكون لديك مصطبتان مقاس ١٠ × ٤ ، واثنتان مقاس ٧ × ٥ ، وواحدة مقاس ٧ × ٢ ، واثنتان بطول ٧ ، بحيث يكون وضعهما متجاورتين لتكونا مستطيلًا مقاسه ٧ × ٥ وتكون إحداهما مسلوبة من ٤ جهة اليمين إلى ١ جهة اليسار والأخرى مسلوبة بنفس المقاس ولكن بعكس الاتجاه الأول.
ويمكنك أن تجعل هذه المصاطب بأي ارتفاع تريد، بأن تصنع لكل مصطبة مجموعةً من الأرجل تقل بوصة واحدة عن الارتفاع المطلوب. ويمكن تنسيق هذه المصاطب في عدة أشكال. وإذا صنعت مصطبة خاصة أو مصطبتين خاصتين أمكن تنسيقها في أشكال لا نهاية لها (انظر شكل ٩-٥، ولاحظ أن بعض المصاطب راكب فوق الآخر).

(٥) خطوط مستوى النظر

يجب أن يعرف المصمم أي أجزاء منظره سيراه جميع المتفرجين وأيهما سيكون محتجبًا. ويستطيع ذلك برسم «خطوط مستوى النظر».

(٥-١) خطوط مستوى النظر الأفقية horizontal sightlines

تبدأ بالخطوط الأفقية لمستوى النظر (كما في رقم ٣ شكل ١٦-١). ضع ورقًا شفافًا فوق الرسم التخطيطي لأرض المسرح في المنظر المراد تصميمه، ثم بين عليه مواقع كراسي الصف الأول من الجانبين «ب، ف»، وصل خطوطًا من «ف» تمس كل جزء من المنظر قد يحجب شيئًا عن المتفرج الجالس عند «ف» (كما في الشكل).

وتوضح الخطوط الممتدة إلى الجانب القريب من المنظر أجزاء المسرح التي قد نرغب في ظهورها، والتي ستحجب عن بعض النظارة. ومن الواضح أنه لا ينبغي تقديم أفعال هامة في هذه الأماكن. وفي رقم ٣ بنفس الشكل يعترض البئر رؤية منطقة أعلى اليمين التي تصبح عندئذٍ عديمة النفع. ومن جهة أخرى يدلنا الخط «ك» على أن كل متفرج يستطيع رؤية الدمية.

والخطوط «ﺟ، ط، ي، ﻫ، أ» الممتدة إلى الجانب البعيد للمنظر، تبين أجزاءً قد نرغب في حجبها في حين يستطيع بعض المتفرجين رؤيتها. وفي مقدور المتفرج الجالس في نقطة «ف» برقم ٣، أن يرى الحائط الخلفي للمسرح ما بين النقطتين ج، ط في الستار الخلفي. وهذا يدل على وجوب مد الستار الخلفي إلى مسافة أبعد خارج يسار المسرح.

كما يبين الخط «ط»، في نفس الوقت، أن الصف الأرضي طويل أكثر من اللازم (انظر د بالشكل). ويدلنا الخط الممتد إلى ركن المسرح عند «ي» أنه يمكن رؤية بعض أجزاء البطانة الخلفية «ط». وإذا استطاع عدد كبير من النظارة رؤية هذا فيمكن تقريب البيت إلى الأمام قليلًا. ولكن قد يفضل المصمم في هذه الحالة طلاء البطانة لتمثل واجهة البيت من الخارج ويبين الخط الواصل إلى الحافة السفلى للباب «و» إلى أي مسافة يجب إبعاد البطانة الخلفية عند «ﻫ». ويدلنا الخط المار بجانب الدرع «ج» على أن البيت يمتد إلى مسافة خارج المسرح تكفي لتغطية ما وراءه.

وقد ظُلِّل الشكل لبيان أجزاء المسرح التي يمكن رؤيتها من النقطة «ف». وليس هذا التظليل ضروريًّا عند مد خطوط مستوى النظر لمنظر حقيقي.

وكذلك تمد خطوط كهذه من النقطة «ب». والخطوط الهامة في هذا المنظر بالذات هي الواصلة إلى الستار المفرغ «م» والجناح «ن» والدرع «س». وهذه تدلنا على وجوب تغطية الجناحين «ع، ن»، وأن الستار المفرغ يجب أن يمتد إلى خارج المسرح.

(٥-٢) خطوط مستوى النظر الرأسية vertical sightlines

ويوضح رقم ٢ بشكل ١٦-١ طريقة مد خطوط مستوى النظر الرأسية. ولا يهمنا من هذه سوى ما امتد إلى الصف الأول. ومع ذلك ففي مشاهد «البلكون» ونحوها، التي تحتم رؤية قمة المنظر، تمد خطوط من الصف الخلفي للصالة والصف الخلفي للبلكون إن وُجد.
ونحتاج في الخطوط الرأسية لمستوى النظر إلى نوع من أشعة توضح الأجزاء الهامة في كلٍّ من جانبَي المنظر. وهذا أسهل نسبيًّا في رقم ٢، ولكنه أكثر تعقيدًا في منظر كالموضح برقم ٤ (د). ويدل رقم ٢ على أن الستار المفرغ «ﻫ» يحجب قمة الستار الخلفي «ج»، وأن الحائل «د» يحجب قمة الستار المفرغ. كذلك يتحتم حجب كل أجهزة الإضاءة. كما يجب أن يكون جناح الغاب «ب» بارتفاع ١٤ على الأقل، وارتفاع البيت ٥ و١٦ ، ولكن المصمم قد يقترح أن يكون ارتفاع البيت أقل من هذا، بإعطائه قمةً مبتورة ويعلق برقعًا يمثل أوراق أشجار خلف البيت ليمد المنظر بالتغطية اللازمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤