الفصل العاشر

قراءة شريط الأسعار الجزء الثاني

ثمة طريقة أخرى استخدمتها لعرض الموجات وحجم الموجة شملت ببساطة استخدام رسم بياني خطي لسعر الإغلاق فقط مع مدرج تكراري للحجم. ساعدتني هذه الطريقة كثيرًا. غير أنه كان هناك مكون ناقص، ألا وهو الوقت. وكلما كانت مدة الموجة كبيرة على نحو غير عادي، كنت أدون ذلك على الرسم البياني. وفي نهاية المطاف، وجدت شخصًا لكتابة برنامج للرسم البياني الموجي. ولم تعد الأمواج تُرسم على نحو متساوي البعد. وكانت تعكس المسافة بين الموجات مدة كل موجة، وكان عرض أعمدة الحجم أيضًا يشير إلى الزمن. ومن تلك النقطة، أصبح لديَّ كل العناصر الثلاثة اللازمة لقراءة شريط الأسعار: طول الأمواج وحجمها ومدتها. أشرت في مناقشة أسعار السندات في 15 و19 يونيو 2001 عدة إشارات إلى هذه العناصر الثلاثة كلما أمكن. وجعلت القائمة المجدولة للبيانات هذا ممكنًا. ولكن مع الرسم البياني الجديد، أصبحت واضحة بسهولة من مجرد نظرة واحدة. ومكنني هذا من دراسة الرسوم البيانية الموجية المرسومة خلال أي فترة زمنية. وفجأة، رأيت موجات سعرية استمرت عدة أيام، وروى حجم الموجة قصة أفضل من الحجم على الرسوم البيانية اليومية أو لكل ساعة. والسبب بسيط؛ وهو أن حركة السعر لا تنكشف عبر مجموعات من الفترات الزمنية المتساوية، بل عبر موجات. فهم ويكوف وقراء شريط الأسعار الأوائل هذه الحقيقة بوضوح، ومن ثمَّ درسوا موجات الشراء والبيع المتناوبة المستمدة من شريط أسعار الأسهم. إن تقسيم الحركة السعرية إلى فترات زمنية لا يعيق رؤية المرء للاتجاه، ولكن الحجم المقسم إلى أجزاء متساوية وفق الوقت يؤثر بالفعل على قدرة الفرد على تمييز القوة الحقيقية للشراء والبيع؛ أي، إن رسالة الحجم تضيع عبر الوقت.
fig98
شكل ١٠-١: الرسم البياني العمودي لليورو في ديسمبر 2012 بإعداد 250 صفقة (لاحظ أن الحجم بمئات العقود) (المصدر: تريدستيشن).
ولتوضيح هذه النقطة، أُقدم هنا شكل ١٠-١ الخاص بالرسم البياني لعقد اليورو في ديسمبر 2012. لكن أولًا، اسمح لي أن أشرح هذا الرسم البياني. بالنسبة لعمليات تداول العملات أو الفوركس خلال اليوم الواحد، أُفضِّل رسمًا بيانيًّا عموديًّا حساسًا للصفقات. كما ألقي نظرة أيضًا على الرسوم البيانية المرسومة على أساس الوقت، ولكن إنشاء عمود صفقات لا يقتصر على مقدار معين من الوقت. وهكذا، في ظل ظروف التداول المتقلبة، ربما يمتد عمود واحد من 250 صفقة لبضع ثوانٍ، وفي أوقات أخرى ربما يستمر 20 دقيقة أو أكثر. وتُعَد الرسوم البيانية العمودية الأكبر للصفقات أيضًا مفيدة في رؤية البنية السعرية الأوسع. على سبيل المثال، أنا أحيانًا ألقي نظرة على عمود الصفقات المكون من 5 آلاف صفقة الخاص بالعملات أو عمود الصفقات المكون من 9 آلاف صفقة الخاص بستاندرد أند بورز. يُبيِّن شكل ١٠-١ موجة من ثلاث نقاط أنشئت من إغلاقات أعمدة صفقات مكونة من 250 صفقة في 18 سبتمبر 2012. وإجمالي حجم العقد لكل عمود صفقات مُتضمن أيضًا. وبدءًا من الجانب الأيسر من الرسم البياني، نلاحظ أولًا الموجة الصعودية الكبيرة ذات الحجم 5400. وهذا هو أكبر حجم صعودي خلال حوالي أربع ساعات. ويبرز تراجع حدة الاندفاع الصعودي في الحركة الصعودية بوضوح، ويقول إن الاتجاه منهك. ويظهر العرض على الموجة الهبوطية الأولى، حيث يعد الحجم البالغ 4100 هو الحجم الأكبر حتى تاريخه. قارن هذا التغير الهبوطي في السلوك مع الموجة السادسة في شكل ٩-١٢، حيث ظهر الطلب لأول مرة. وفي الموجة الصعودية اللاحقة، أشار حجم 1100 إلى ضعف الطلب وقدم نقطة دخول ممتازة للبيع على المكشوف.
في معظم الأحيان، يبدو حجم عمود الصفقات كصف من الأشجار في الأفق. ويمكننا أن نجد تمايزًا ضئيلًا بين الأحجام، في حين أن حجم الموجة التراكمي يبين قمم وقيعان نشاط التداول. ولا تظهر أهمية هذا في أي موضع أكثر من ظهورها عند تراجع العقد البالغ 1100 حيث يبين حجم عمود الصفقات عدم وجود تغير كبير. وعلى نحو مماثل، لا تبرز التراجعات البالغة 100 عقد الأربعة من القمة كحجم كبير على المدرج التكراري لأعمدة الصفقات. فخلال الانخفاض من القمة، امتدت الموجات الهبوطية 13، و19، و19، و4 نقاط على الترتيب. والمدد الفردية للموجات هي 10، و16، و4، و2 دقيقة. أضف إلى هذه الصورة حجم الموجات المتناقص، وسيكون التحول من قاع 9:38 صباحًا بالتوقيت الشرقي الصيفي واضحًا. ثمة ملاحظة أخيرة؛ وهي الأخيرة امتدت مثل الموجة السابقة لها (19 نقطة). ومع ذلك، استمرت 4 دقائق فقط. وتعكس سرعة هذه الموجة الهبوطية سلوك ذروة حيث إن أصحاب المراكز الطويلة المحاصرين يتسابقون من أجل البيع. وهذا يخبر أي شخص صاحب مركز قصير بالبدء في جني الأرباح و/أو وضع نقاط توقف الشراء ضمن بضع صفقات بآخر سعر. وينبغي للمشترين المحتملين أن يستعدوا تحسبًا لارتفاع ناتج عن تغطية المراكز القصيرة. وبعد اثنتي وعشرين دقيقة من القاع الأخيرة، وصل سعر اليورو عند 1.3077.
fig99
شكل ١٠-٢: الرسم البياني للدولار الأسترالي في يونيو 2011 بإعداد ثلاث دقائق (المصدر: تريدستيشن).
يُبيِّن شكل ١٠-٢ رسمًا بيانيًّا مدته 3 دقائق للدولار الأسترالي في يونيو 2011. وقد أزلت الأعمدة السعرية الفردية الممتدة ﻟ 5 دقائق. والحد الأدنى لمقدار الموجة، أو الانعكاس، هو 3 نقاط. وتوضع دقائق كل موجة عند نقاط تحول الموجة. الآن انظر إلى الارتفاع من 1:15 مساءً بالتوقيت الشرقي القياسي. نرى أن الموجات الصعودية الثلاث امتدت 12 و36 و6 دقائق على الترتيب، وأطوالها هي 10، و21، و5 نقاط، مع أحجام بلغت 1896، و2038، و1305 عقدًا. يكشف وقت الموجات وطولها وحجمها المتناقصين عن حالة ضعف السوق؛ وهي تخبر قارئ شريط الأسعار بأن يجني الأرباح على المراكز الطويلة. وكان ويكوف سيدعو إلى جني الأرباح واتخاذ مركز قصير على الفور في مثل هذا الوضع. إن حجم المدرج التكراري تراكمي. فتتكون الموجة الهبوطية الممتدة 27 دقيقة من تسع فترات زمنية مدة كل منها 3 دقائق ويزداد الحجم الكلي بانتظام حتى الفترة التاسعة من هذه الموجة حين زاد بشدة. تساعد هذه الصيغة المرء على رؤية الزيادات المفاجئة في الحجم التي غالبًا ما تحدث عند الذروات الصعودية والهبوطية للأمواج. وللحصول على مثال آخر، انظر إلى قفزة الحجم في الفترة الأخيرة للموجة الصعودية الممتدة 6 دقائق إلى القمة. وفي خلال الانخفاض من هذه القمة، كانت كل الارتفاعات صغيرة وقصيرة الأجل. ويمكن استخدامها لإضافة المزيد إلى المركز القصير أو للدخول في عملية التداول إذا فشل المرء في التعرف على الذروة الصعودية. ويمكن أن يقال الشيء نفسه عن التصحيحات الصغيرة منخفضة الحجم خلال الارتفاع السابق. وتوفر العقود الآجلة للعملات وأسواق الفوركس المقابلة ميزة فريدة من نوعها، حيث يمكن استخدام مقدار الموجة بإعداد 3 نقاط في كل منها. وهذا يسمح للتاجر بالانتقال من واحد إلى الآخر بحثًا عن أفضل إعداد دون الحاجة إلى إعادة ضبط إعداد الموجة.

عند التداول، غالبًا ما أضع الرسم البياني الموجي فوق أعمدة السعر. وهذا يُتيح رسم خطوط الاتجاه والقنوات وخطوط الدعم/المقاومة من القمم والقيعان الصحيحة. أما الخطوط المرسومة على الرسم البياني — على غرار الرسم البياني للدولار الأسترالي — حيث لا تظهر أعمدة السعر، فهي جيدة أيضًا. لكنني دائمًا ما أرغب في تصفية أكبر قدر ممكن من البيانات؛ وبهذه الطريقة يُزال كثير من التشويش والغموض داخل اليوم. ولأن أعمدة السعر داخل اليوم يمكن أن تُعطيَ رسائل مشوشة، فإن إزالتها تُسهِّل اتخاذ مركز ربما كان سيُغلق قبل الأوان في حالة وجودها؛ وهي المشكلة التي يُعاني العديد من التجار منها.

يوضح شكل ١٠-٣ جميع الخطوط المهمة على الرسم البياني الموجي للنحاس في بورصة نيويورك في مايو 2011. أُنشئ هذا الرسم البياني من أسعار الإغلاق لكل 5 دقائق ويستخدم انعكاسًا يبلغ 0.0025. وأقل حركة سعرية في النحاس هي 0.0005 بقيمة 12.50 دولارًا. وهكذا، الحركة البالغة 1 سنت من 4.38 إلى 4.39 تساوي 250 دولارًا. ويقدم الرسم البياني تفصيلًا بارعًا لتحليل الموجة. ويُدرج وقت الموجة وحجمها عند نقاط التحول. وابتداءً من قاع 8:40 صباحًا بالتوقيت الشرقي القياسي، يرتفع النحاس فوق 2.5 سنت في 35 دقيقة. بعد ذلك، نرى سبع موجات من الحركة الجانبية التي يتقلص فيها الحجم. لاحظ الموجة الخامسة حيث ينخفض السوق 1.40 سنتًا على حجم دقيق بلغ 300 عقد. أما الموجة الهبوطية التالية فتمتد 0.60 سنت على حجم 200 عقد. وقد امتدت هاتان الموجتان 5 دقائق و10 دقائق على الترتيب. وفي كثير من الأحيان يكون للموجة الممتدة 10 دقائق حجم أكبر من الموجة الممتدة 5 دقائق عندما تحدثان على التوالي. ويُشير الحجم والمقدار الصغيرين للموجة الأخيرة إلى أن النحاس في مايو ربما يكون على منصة الانطلاق، وهذا مكان مثالي لاتخاذ مركز طويل. وترتفع الموجة الصعودية التالية 2.65 سنتًا في 55 دقيقة وتشير إلى طلب قوي. ولا يظهر أي عرض عند رد الفعل الممتد 10 دقائق. وتربح الموجة الصعودية التالية 1.25 سنتًا أخرى في 25 دقيقة فقط، ولكن ينخفض الحجم على نحو حاد. وهذا أول علامة على ضعف الطلب. ومن هذه النقطة، يبدأ سلوك البائعين في السيطرة على الرسم البياني.
fig100
شكل ١٠-٣: الرسم البياني الموجي للنحاس في مايو 2011 (لاحظ أن الحجم بمئات العقود) (المصدر: تريدستيشن).
بعد موجتين صغيرتين، هبوطًا وصعودًا، يحدث تغير هبوطي واضح في السلوك. ويمر النحاس بانخفاض ضحل لكنه يستمر 30 دقيقة، وهو أطول وقت هبوطي منذ قاع 8:40 صباحًا. كما يمثل أيضًا أكبر عملية بيع جماعي منذ ارتفاع النحاس من منصة الانطلاق. والآن يوجد في السوق ارتفاع سريع فوق القمة السابقة. وفي العمود الثالث الممتد 5 دقائق لهذا الارتفاع، يتضاعف حجم الموجة ثلاث مرات، وتغلق الأسعار بعيدًا عن القمة؛ وهو ما يمثل كسرًا صعوديًّا وهميًّا محتملًا. وتمتد الموجة الهبوطية التالية أدنى قليلًا من قاع عملية البيع الجماعي السابقة، وهي أكبر وتمتد 30 دقيقة أخرى. يصبح التغير في الاتجاه واضحًا. تزحف الأسعار مرتفعة الآن بمقدار 0.30 سنت فقط على مدى 45 دقيقة تالية مما يؤكد افتقاد تام للطلب. (وصف ويكوف هذا بأنه مركز على منصة انطلاق سابق لانخفاض السعر.) وتُبيِّن زاوية التقدم المنخفضة على هذه الموجة الصعودية الأخيرة مدى الصعوبات التي يواجهها النحاس في هذا الارتفاع. ولم تكن هذه المعلومات واضحة على هذا النحو على الرسوم البيانية لقراءة شريط الأسعار. ومن قمة 21 أبريل، انخفضت أسعار النحاس 40 سنتًا خلال الجلسات التسع التالية.
fig101
شكل ١٠-٤: الرسم البياني لعقود ستاندرد أند بورز ليونيو 2011 بإعداد 5 دقائق (المصدر: تريدستيشن).
يعرض شكل ١٠-٤ موجة بإعداد 0.50 نقطة بأعلى رسم بياني ذي إطار زمني 5 دقائق لعقود ستاندرد أند بورز لشهر يونيو 2011 في 6 مايو 2011. ويبين نوع التحول في التداول الذي يراه المرء كل يوم. بالنسبة إلى ستاندرد أند بورز، يشار إلى حجم الموجات بآلاف العقود. نرى هنا خط مقاومة عند 1349.50، والذي يخترق بعد ساعات قليلة. ويصل الحجم إلى أعلى مستوًى بالنسبة لأي موجة صعودية سابقة ويظهر ستاندرد أند بورز في بداية ارتفاع أكبر. يعرف أي شخص يتاجر في ستاندرد أند بورز بانتظام أن عليه أن يكون متأهبًا لحدوث تقلُّب سعري عنيف كلما تحققت قمة أو قاع جديدة؛ فهذه هي طبيعة المؤشر. ويسبب رد الفعل تجاه هذه القمة أكبر حجم في آخر خمس موجات هبوطية، ولكنه ليس واضحًا. ويجعله مقداره المتواضع يبدو أقل تهديدًا. ولكن الموجة الصعودية التالية تقول لنا إنه لا توجد سهولة في الحركة الصعودية، ولا طلب، وأن هناك كسرًا صعوديًّا وهميًّا محتملًا على الموجة الصعودية السابقة، وأن المخاطرة على القمة السابقة تبلغ فقط 0.75 نقطة أو 37.50 دولارًا لكل عقد. إنك لن تحتاج لأكثر من ذلك. فيستطيع صاحب المركز القصير التداول بمجرد أن تُظهر الموجة انعكاسًا بمقدار 0.50 نقطة. وبعد خمس وعشرين دقيقة، انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز بمقدار 7.25 نقطة. وبحلول 2:40 مساءً، كان الانخفاض قد وصل إلى 11 نقطة أخرى؛ كل هذا من تغيير طفيف في السلوك.
إن الحجم هو ما يجعل الرسوم البيانية الموجية قيِّمة. وكما ذكر آنفًا، فإن الحجم المرتبط بالوقت غالبًا ما يفشل في الكشف عن القوة الحقيقية للشِّراء والبيع. ولا يتَّضح هذا على نحو أكبر سوى مع الحجم اليومي؛ حيث تبدو القراءات متشابهة. وينطبق ذلك على نحو خاص على الحجم اليومي للأسهم. وتحكي الموجات (الحد الأدنى للمقدار 10 سنتات) على الرسم البياني اليومي لشركة يو إس ستيل (شكل ١٠-٥) قصة نموذجية في هذا الإطار. لقد ضمَّنتُ في الرسم البياني الحجم اليومي بحيث يُمكن مقارنته بوضوح حجم الموجة. تتكون عملية البيع الجماعي في أكتوبر 2010 من موجتَين هبوطيتَين كبيرتَين بحجمٍ يبلغ 56 و64 مليون، على الترتيب. في اليوم السابق لانتهاء الموجة الثانية، ارتفع الحجم الفعلي إلى 19 مليون، وهو الأكبر على الرسم البياني. وبعد قاع 27 أكتوبر، أغلق السعر مرتفعًا لمدة سبعة أيام متتالية على إجمالي حجم يبلغ 91 مليون سهم، وهو أكبر حجم صعودي منذ أوائل مارس. ولا يَبرُز الحجم الفعلي للفترة نفسها ويبدو إلى حدٍّ كبير مثل قراءات أوائل أكتوبر. وفي حين بدا حجم الموجة كذروة عند قاع أكتوبر، فإنه لم يحدث تراجع قليل الحجم لاتخاذ مركز طويل، غير أن العمود السعري الصعودي واسع النطاق من القاع أشار إلى وجود الطلب. وأشار الارتفاع كبير الحجم إلى أن قوة الشراء تغلبت على العرض. وعكس التراجع الكبير في حجم الموجات على الموجات الهبوطية الثلاثة خلال عملية التصحيح في نوفمبر نقص العرض؛ لا سيما الموجة الهابطة البالغ حجمها 19 مليون. وعلى مدى الجلسات السبع عشرة التالية، حدثت موجتان صعوديتان امتدتا تسعة وسبعة أيام، على الترتيب. وحدَث بينهما تصحيح ليوم واحد. وبدأ الطلب القوي على الموجتين الصعوديتين. وبعد التصحيح الضَّحل في ديسمبر، حقَّق السهم قمة جديدة أخرى في أول يوم تداول في يناير 2011. لاحِظ حجم الموجة المُنخفِض الذي يُشير إلى عدم وجود طلب. وأشارت هذه القمة إلى بداية تشكيل ذروة صعودية استمرَّ لعدة أشهر قبل عملية بيع جماعية كبيرة.
fig102
شكل ١٠-٥: الرسم البياني اليومي لشركة يو إس ستيل (لاحظ أن الحجم بملايين الأسهم) (المصدر: تريدستيشن).
انظر كيف تعمل الموجات نفسها تقريبًا كمُتوسِّطات مُتحرِّكة. في مرحلة الارتفاع، ربما ترتفع الأسعار لمدة 10 أيام أو أكثر دون تصحيح على أساس الإغلاق. ومن عند القاع المرسوم أسفله سهم، ارتفع السهم لمدة 17 يومًا. واستمرَّ التصحيح الوحيد يومًا واحدًا وحسب. يُعَد هذا مثالًا رائعًا على تحرك الموجة على نحو مُتواصِل كمتوسِّط مُتحرِّك. فقد كان التصحيح الصغير الوحيد يُمثِّل حقًّا فرصة شراء للتاجر الذي يَتبع استراتيجية التداول بالزخَم.
fig103
شكل ١٠-٦: الرسم البياني اليومي لشركة بوينج (المصدر: تريدستيشن).
يُوضِّح شكل ١٠-٦ الخاص بشركة بوينج (مقدار الموجة يُساوي 10 سنتات) عملية التداول الأكثر شيوعًا التي يُقابلها المرء على نحو مُتكرِّر. عندما نفحص الرسم البياني العمودي وحده، نرى ارتفاع السعر الرأسي في نهاية أبريل 2011. امتلك هذا السلوك بالتأكيد جميع سمات ذِروة الشراء، ولكن الحجم الفعلي فشل في الإشارة إلى وجود العرض على الموجة الهبوطية الأولى. وأعطى حجم الموجة صورة أوضح بكثير للعرض على الموجة الهبوطية الأولى. وهنا أظهر الحجم التراكمي أكبر ضغط بيع منذ منتصف ديسمبر 2010، وتبعه اختبار ثاني مُنخفض الحجم للقمة. وجعل حجم الموجة الهبوطي عملية التداول هذه يسيرة. وساعدَها لاحقًا الخط الأصلي المرسوم عبر قاع الموجة الهبوطية الأولى. وبعد اختراق الخط، توقَّف ارتفاعان طفيفان عنده. وعلى الموجة الأخيرة، في الجزء السفلي من القناة الهبوطية، انتهى العرض ومرَّ السهم بارتفاع قصير. ولم يتمكن من الارتفاع عن القاع الأول الذي تحقَّق بعد القمة. وفي أغسطس، وجد السهم دعمًا حول مستوى 56.
كما رأينا، شملَ رسم ويكوف البياني لقراءة شريط الأسعار تدوين كلِّ تغيُّر سِعري، وهو أمر غير عمَلي نظرًا لسِمَة التقلُّب الحالية للأسواق. ولتجنُّب هذه المشكلة، أستخدم رسمًا بيانيًّا موجيًّا قائمًا على أسعار الإغلاق لأي فترة زمنية من دقيقة واحدة ليوم واحد. ولكن هذا غير مُتسقٍ لأنني ما زلت أعتمد على البيانات المُستنِدة إلى الوقت. ولتجنُّب عدم الاتساق هذا، غالبًا ما أستخدم الرسوم البيانية القائمة على الصَّفقات. يتكوَّن الرسم البياني لأعمدة الصَّفقات من أعمدة أسعار فَردية استنادًا إلى عدد محدَّد سلفًا من الصفقات أو التغيُّرات السِّعرية. على سبيل المثال، كل عمود صفقات من 3000 صفقة يتضمَّن العدد نفسه من التغيُّرات السِّعرية. وفي ظل ظروف التداول العادية، يمتدُّ الرسم البياني لأعمدة الصفقات بإعداد 3000 صفقة لمؤشِّر ستاندرد أند بورز خمس دقائق تقريبًا. ومع ذلك، عندما يزداد نشاط التداول بعد صدور تقرير اقتصادي، يُمكن أن يحدث ثلاثة أعمدة كل منها مُكوَّن من ثلاثة آلاف صفقة خلال خمس دقائق؛ ومن ثمَّ يعكس الرسم البياني لأعمدة الصفقات نشاط التداول. ويُوضِّح الحجم الموضوع أسفل أعمدة الصفقات الفردية الأعداد الفعلية للأسهم أو العقود المُتداوَلة. ولكن مدة أعمدة الصفقات تَختلِف. فربما يمتد أحدها 4 دقائق ويمتد آخر تالٍ له 18 دقيقة. ويَعتمِد الأمر برمته على سرعة التداول. أدرك ويكوف أهمية النشاط، ولكن لم يكن لديه سبيل لإنشاء رسوم بيانية لأعمدة الصفقات. بدلًا من ذلك، كان يستخدم طريقةً أكثر بدائية للحكم على نشاط سوق الأوراق المالية عمومًا؛ فكان يقيس المسافة التي يقطعها شريط الأسعار بالبوصة لكل موجة.
fig104
شكل ١٠-٧: الرسم البياني العمودي للذهب في ديسمبر 2012 بإعداد 500 صفقة (لاحظ أن الحجم بمئات العقود) (المصدر: تريدستيشن).
بالحديث عن السلوك الأصلي، فإن سلوك السعر/الحجم على الرسم البياني لأعمدة الصفقات بإعداد 500 صفقة للذهب في ديسمبر 2012 (شكل ١٠-٧) يُعد هو الأبرز. تظهر قرائن كثيرة بشأن الموجة الهبوطية التالية في 25 سبتمبر 2012؛ وهو اليوم الذي تعرضت فيه أسهم ستاندرد أند بورز وكثير من الأسهم الأخرى لعمليات بيع هائلة (وهو الأمر الذي سنناقشه في الفصل الحادي عشر). تبدأ القصة بتراجع حدة الاندفاع الصعودي على الموجة الصعودية النهائية نحو القمة، حيث يتقلص الحجم (2000) على نحو كبير. ثمة مزيد من القرائن الواضحة تتمثل في الموجتين الهبوطيتين التاليتين بحجم 5900 و5100، على الترتيب. وعند الاختبار الثاني للذروة الصعودية، يزيد حجم الموجة إلى 4100. وعلى الرغم من هذا الجهد الكبير، يرفض الذهب تحقيق قمة جديدة ونعلم الآن أن السوق تُصادف عرضًا. وعند عملية البيع الجماعية التالية، يُعد حجم الموجة الهبوطية (6900) الحجم الأكبر على الرسم البياني حتى تاريخه. ويحدث نمط مستوي نسبيًّا من ثلاث موجات من هذا القاع. ومن الواضح أن رسالة الموجة الثالثة هبوطية؛ حيث يبلغ حجمها 7200، وتمتد 54 دقيقة، وزاوية صعودها قليلة جدًّا. ولدينا هنا قدر كبير من الوقت والحجم دون أي تقدم صعودي (وهو ما يظهر أيضًا على شكل ١٠-٣)، وهذا تجسيد للضعف. انتبه دائمًا بشدة عندما يظهر هذا السلوك على الرسم البياني الموجي؛ فهو يقدم فرصة تداول عالية الاحتمالات.
حدث سلوك مماثل في أسهم شركة تينانت (شكل ١٠-٨) خلال يناير 2012. لدينا هنا موجة من 10 سنتات مطبقة على الأسعار اليومية. تُشكل الدعم في ديسمبر 2011، ولكن أول ارتفاع من هذا القاع فشل في جذب ما يكفي من الطلب للحفاظ على نفسه. وكانت إعادة الاختبار أكثر إثارةً للقلق حيث حامت الأسعار لأيام فوق القاع تمامًا. واستمرت موجة هبوطية واحدة خلال هذه الفترة من الحركة الجانبية لخمسة أيام. ويمكن تفسير الوقت البطيء المقترن بالحجم الكبير للغاية والزاوية المستوية نسبيًّا للانخفاض بأنه استيعاب البائعين لجميع عمليات الشراء. ويشير التفسير الصعودي إلى وجود «حمل حقيبة» حيث يستحوذ المشترون على جميع العروض على نحو منتظم. وبعد موجتين صعوديتين، أظهر المشترون نواياهم حيث ارتفع السهم على حجم أكبر بكثير. وعلى الموجة الهبوطية الأخيرة، تمكن البائعون من كسر خط الدعم ولكن لم تحدث متابعة هبوطية وارتفعت الأسعار على نحو سريع. وتمثل هذه الموجات المسطحة تقريبًا ضغطًا للسعر.
fig105
شكل ١٠-٨: الرسم البياني اليومي لشركة تينانت (المصدر: تريدستيشن).
يتضمن أحد أنواع التداول الأكثر شيوعًا تراجع حدة الاندفاع. غالبًا ما يخلط التجار تراجع حدة الاندفاع مع الكسور الصعودية والهبوطية الوهمية. لا تهم التسمية كثيرًا. يمثل تراجع حدة الاندفاع تقلص التقدم بينما يُقاس من قمة إلى قمة أو قاع إلى قاع. عندما يحدث تراجع حدة الاندفاع على حجم منخفض جدًّا أو حجم كبير تصبح الرسالة أكثر وضوحًا. إنه يتطلب ثلاثة اندفاعات على الأقل، والتي ربما لا تتوافق دائمًا مع خطوط الموجة. يبين شكل ١٠-٩ لشركة كليفس ناتشورال ريسورسيس كثيرًا من هذا السلوك. إذا أردتُ أن أتخصص في مجموعة صغيرة من الأسهم، فستكون أسهم هذه الشركة أحد خياراتي. يعمل مقدار الموجة البالغ 10 سنتات جيدًا، كما أن السهم لديه كثير من الحجم والتقلبات. وفي 13 أكتوبر 2011، تمسك السهم بقاعه السابق عند الساعة 11:00 صباحًا رغم زيادة الحجم (159 ألف). وكانت هذه ذروة هبوطية مزدوجة طفيفة وبدأ اندفاع منتظم من ثلاث موجات. تُحدد هذه الموجات عن طريق رسم خطوط أفقية فوق نقاط القمم. ويظهر تراجع حدة الاندفاع الصعودي بوضوح على الموجة الثالثة حيث كان الحجم (41 ألفًا) أقل بكثير من ذلك الخاص بالموجة الصعودية السابقة. ومن هذه القمة، صحح السهم ارتفاعه الأخير. وتألف الاندفاع التالي من أربع قمم مع تراجع حدة الاندفاع في الموجة الأخيرة حيث كان الحجم الصعودي (36 ألفًا) يُمثل أقل حجم منذ قاع 11:00 صباحًا. ومن هذه القمة، اتبع السوق نمط ثنائي الموجة والذي شهدت فيه الموجة الثانية كسرًا صعوديًّا وهميًّا بدلًا من تراجع حدة الاندفاع. وانقسم الارتفاع الأخير إلى موجتين صعوديتين ولكن أعمدة السعر تُظهر ثلاث. إنني دائمًا ما أقيس تراجع حدة الاندفاع من أعمدة الأسعار وليس من نقاط تحول الموجة.
fig106
شكل ١٠-٩: الرسم البياني لشركة كليفس ناتشورال ريسورسيس بإطار زمني 5 دقائق (المصدر: تريدستيشن).
بما أن تراجع حدة الاندفاع يبرز باعتباره نوع التداول الأكثر شيوعًا على الرسوم البيانية داخل اليوم، فقد وضعت بشأنه بعض المبادئ التوجيهية، ولكن لا تعتبرها قواعد صارمة:
  • (١)

    بعد ثلاث أو أربع موجات أو اندفاعات متتالية صعودًا أو هبوطًا، ابحث عن تراجع حدة الاندفاع في الموجة الأخيرة. عادة ما تحرز الموجة تقدُّمًا طفيفًا ويتقلص الحجم، مما يشير إلى إنهاك الطلب و/أو فقدان الزخم. وفي بعض الأحيان يكون حجم الموجة كبيرًا، ولكن تراجع حدة الاندفاع يشير إلى أن الجهد الكبير أنتج مكاسب قليلة. وتربط ما تسمى بطريقة الثلاث دفعات نفس السلوك باختلافات على التأرجح ولكنها لا تذكر أي تراجع لحدة الاندفاع.

  • (٢)

    عندما يوجد أكثر من أربع موجات متتالية ويستمر تراجع حدة الاندفاع، فإن الاتجاه ربما يكون قويًّا جدًّا بحيث لا ينبغي أن تتداول عكسه.

  • (٣)

    عندما توجد موجتان فقط مع تقدم صغير في الموجة الثانية، فَكِّر في إمكانية حدوث كسر صعودي أو هبوطي وهمي. من الناحية المثالية، يجب أن يكون الحجم منخفضًا. ومع ذلك، فإن التقدم القليل مع الحجم الكبير أمر مقبول.

  • (٤)

    يتحدد تراجع حدة الاندفاع في الغالب من خلال قمم وقيعان أعمدة الأسعار، وليس من خلال نقاط تحول الموجات. ولكن حجم الموجة يحكي قصة قوة أو ضعف الطلب والعرض.

ثمة حاجة لبعض التوضيح بشأن المبدأ التوجيهي الأول. عندما يظهر تراجع حدة الاندفاع، انظر دائمًا للصورة الأكبر. وهذا نادرًا ما يتضمن الرسوم البيانية الأسبوعية أو الشهرية، ولكن مراجعة موقف السوق على الرسم البياني اليومي لا تضر. على سبيل المثال، يرتفع السعر فوق قمة نطاق تداول امتد ثلاثة أشهر وينعكس هبوطًا. ويصبح احتمال حدوث الكسر الصعودي الوهمي الهاجس الرئيسي. وبعد بضعة موجات هبوطية صغيرة، ربما تتراجع حدة الاندفاع الهبوطي وتقترح اتخاذ مركز طويل. ومن الأفضل تجنب اتخاذ أي مركز طويل في هذا النوع من المواقف أو يجب أن يُغلق بسرعة إذا كانت الاستجابة ضعيفة. وعندما تتحرك الأسعار فوق/تحت نقاط التحول التي نشأت خلال الموجات الصعودية/الهبوطية السابقة وتكسر خطوط الاتجاه، كن انتقائيًّا للغاية إذا أردت التداول عكس هذا الاتجاه. فتحديد متى تتحرك عند حدوث تراجع حدة الاندفاع يعد فنًّا، وليس أداة تداول أتوماتيكية.

كثيرًا ما تدور العديد من الرسوم البيانية الموجية حول الرسم في شكل ١-١ والمتعلق بمكان العثور على الصفقات. فتعمل الرسوم المقترنة بالكسور الصعودية والهبوطية الوهمية، والاستيعاب، واختبارات كسر المقاومة وكسر الدعم على نحو جيد للغاية. وعندما يحدث كسر صعودي/هبوطي وهمي، ابحث عن تغير صعودي/هبوطي في السلوك. وإذا تقلص ضغط البيع/الشراء على التراجع التالي، فادخل الصفقة وضع نقاط التوقف الوقائية دائمًا عند سعر إغلاق تحت/فوق أقصى مستويات التغير. وينجح نفس الأمر مع كسر المقاومة/الدعم على الحجم الكبير. وعندما يحدث هذا السلوك على حجم كبير، راقب طابع التراجع. ويدل انخفاض الحجم عند هذه النقطة على اختبار ناجح لكسر الدعم/المقاومة وينبغي أن يُستأنف الاتجاه. وتوضع نقاط التوقف الوقائية مباشرة تحت/فوق محور التراجع. وسوف يُذهَل التاجر اليومي من عدد أنواع التداول هذه التي تظهر في كل جلسة. وثمة اثنان من المتطلبات الأساسية في هذا الشأن: الصبر لانتظار ظهور تلك الأنواع، والعمل دون أي تحيز؛ فلا تخبر السوق بما سوف تفعله، بل دعها تخبرك بنفسها.
fig107
شكل ١٠-١٠: الرسم البياني لشركة نيومونت ماينينج بإعداد 100 صفقة (المصدر: تريدستيشن).
ذكرتُ التخصص في سهم واحد أو سوق معينة لغرض التداول داخل اليوم. ومن أجل مراقبة التفاصيل الدقيقة، غالبًا ما أستخدم رسمًا بيانيًّا عموديًّا بإعداد 100 صفقة. يساعد هذا المرء على رؤية العديد من أنواع التداول المختلفة خلال جلسة التداول. يُبيِّن شكل ١٠-١٠ الرسم البياني العمودي بإعداد 100 صفقة لشركة نيومونت ماينينج في 26 سبتمبر 2012، المُنشأ بانعكاس يبلغ 10 سنتات. حدد الحجم الكبير في الموجات الصعودية الأولى مسار اليوم لأنه يعكس شراءً كثيفًا. ونرى تراجعًا لحدة الاندفاع الصعودي على الاندفاعات الثلاث الأولى. وينذر الانخفاض الحاد في حجم الاندفاع الثالث بحدوث حركة هبوطية؛ إذ ينقسم إلى ثلاث موجات اندفاعية مع تراجع لحدة الاندفاع وتقلص للحجم في الموجة الثالثة الهبوطية. ومع ارتفاع الأسعار من هذا القاع، ينبغي اتخاذ مراكز طويلة ووضع نقاط التوقف تحت قاع الموجة الثالثة. وأدى الاندفاع الكبير نحو الشراء بالسهم فوق قمة الصباح الباكر. وحدث تراجع طفيف مدته أربع دقائق قبل بداية الموجة الصعودية التالية. وخلال ارتفاع السعر، نرى ثلاث موجات اندفاعية، ومرة أخرى تتراجع حدة الاندفاع الصعودي. هذه المرة يبقى الحجم كبيرًا ولكن تراجع حدة الاندفاع يُنذر بأن السهم يصادف عرضًا. وتمثل أول موجة هبوطية من هذه القمة تغيرًا هبوطيًّا في السلوك؛ فلدينا هنا أكبر حجم هبوطي منذ قاع 11:00 صباحًا، وتعد الموجة الهبوطية هي الأكبر منذ كسر السعر للمقاومة فوق قمة الصباح. ويشير هذان المؤشران معًا إلى أن ارتفاع اليوم انتهى.
fig108
شكل ١٠-١١: الرسم البياني العمودي لمؤشر ستاندرد أند بورز في يونيو 2012 بإعداد 100 صفقة (المصدر: تريدستيشن).
عادة عندما أتبع رسمًا بيانيًّا عموديًّا بإعداد 100 صفقة، أضغط الحركة السعرية بأقصى قدر ممكن بحيث لا يمكن التمييز بين الأعمدة الفردية. فأنا أهتم فقط بشكل السلوك والبنية التي تقدمها الخطوط؛ فهما معًا يرويان قصة سهلة القراءة للغاية. ويعرض شكل ١٠-١١ رسمًا بيانيًّا على هذه الشاكلة لمؤشر ستاندرد أند بورز في يونيو 2012 مع موجة بإعداد 0.75 نقطة. لا يحتاج هذا الرسم البياني حقًّا سوى لشرح بسيط. فيتعلق السلوك الأكثر أهمية بالكسر الصعودي الوهمي قليل الحجم عند القمة وتراجع حدة الاندفاع الهبوطي خلال عملية البيع الجماعي. وأشار حجم التوقف في الموجة الهبوطية إلى 1339.75 إلى أن النهاية كانت قريبة. وعلى الانخفاض إلى القاع الأخير، تراجعت حدة الاندفاع وانخفض حجم الموجة الهبوطية. لاحظ الحجم الكبير للغاية على الموجة الصعودية من القاع. ويمثل هذا بداية الارتفاع إلى 1356.75 خلال الساعة التالية. قد يقول البعض إن هذا تداول بلا قيمة، ولكن أعتقد أنه يوفر فرصة كبيرة للمتداول داخل اليوم. وكان ويكوف سيحب ذلك.
fig109
شكل ١٠-١٢: الرسم البياني العمودي لليورو مقابل الدولار الأمريكي بإعداد 250 صفقة. (لاحظ أن الحجم بمئات العقود) (المصدر: تريدستيشن).
تتضمن إحدى بنياتي المفضلة للرسوم البيانية استخدام خطي موجة بحجمين مختلفين. يتضمن شكل ١٠-١٢ رسمًا بيانيًّا عموديًّا بإعداد 250 صفقة لليورو مقابل الدولار الأمريكي مع موجة من 7 نقاط وموجة من 3 نقاط. يُستخدم حجم الصفقات على رسوم الفوركس البيانية؛ ومن ثمَّ فإن كل عمود صفقات يتضمن إجمالي حجم يبلغ 250 صفقة. وفي الرسم البياني الموجي، لدينا مجموع تراكمي. ومن قاع 22:51، تظهر سبع موجات من 7 نقاط. يلتف خط الموجة الأصغر الذي من 3 نقاط حول خط الموجة الأكبر. وثمة حالات حيث يتوافق فيها خطا الموجتين معًا كما في الانخفاض البالغ حجمه 2000 إلى قاع 22:51. تقدم الموجة الأصغر إشارات دقيقة بشأن اتجاه السوق مما يساعد التجار على القيام بتداول أقل مخاطرة. وعلى الموجة الصعودية الأولى المكونة من 3 نقاط من قاع 22:51، يتجاوز حجم التداول كل الأحجام الصعودية السابقة منذ ظهر اليوم السابق. ولا يظهر أي عرض عند التراجع التالي. أرى هذا بمنزلة تغير صعودي في السلوك ومن ثم كنت سأتخذ مركزًا طويلًا مع نقطة توقف بيع تحت القاع. ويستأنف الاتجاه الصعودي عمله على نحو منتظم حتى يظهر العرض على الموجة الهبوطية البالغ حجمها 1500، ويتقلص الطلب (حجمه 1300) بينما تتراجع حدة الاندفاع على الموجة الصعودية الأخيرة. عند هذه النقطة، فإن الرسالة هي: اجنِ الأرباح.
في 5 سبتمبر 2012، راقبت الرسم البياني العمودي لستاندرد أند بورز بإعداد 1000 صفقة مع موجتين رُسمتا معًا، الأولى من 0.50 نقطة والأخرى من 1.25 نقطة. وبين القمة والقاع، ظهرت تسعة موجات من 1.25 نقطة داخل الانخفاض الذي امتد ثلاث ساعات. وتوضع الأسهم على الموجات من 0.50 نقطة وأحجامها حيث يشير العرض أو ضعف الطلب إلى أن الأسعار ستتحرك هبوطيًّا. أنا متأكد من أنك تستطيع فهم كيف اكتسب البائعون السيطرة ودفعوا الأسعار للهبوط طوال بقية الجلسة.
عند مراقبة السوق، أجد الصفقات بدلًا من أن أبحث عنها. ضمَّن جاك شواجر في كتابه «سحرة السوق الجدد» مقابلة مع تاجر لم يذكر اسمه. حقق هذا التاجر مكاسب مالية كبيرة لعملائه، لكنه شعر أنهم لن يحبوا فلسفته في التداول كما شرحها في المقابلة؛ ولذلك طلب اختزال المقابلة في صفحتين ورفض الكشف عن هويته. وفي نهاية حديثه، قال العبارة التالية: «عندما تسعى وراء صفقة، وتكافح من أجلها، وتحاول إتمامها بالقوة، فأنت مخطئ؛ فأفضل الصفقات هي التي لا تتطلب جهدًا.»1 أوافق على هذه العبارة تمامًا. هذا ما كان يعنيه ويكوف عندما وصف قارئ شريط الأسعار بأنه إنسان آلي. وأخيرًا، فإن الفكرة الواردة في هذا المبدأ التبتي تعبر بقوة عن عقلية قارئ شريط الأسعار:
لا تفكير، لا تأمل، لا تحليل،
لا عناية، لا هدف؛
دع الأمر يأتي بنفسه.

هوامش

(1) Jack Schwager, New Market Wizards (New York: Harper Business, 1992), 412.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤