مظاهر الأسطورة

«تحكي لنا الأسطورة كيف جاءت حقيقةٌ ما إلى الوجود، بفضل مآثرَ اجترحَتها الكائنات العليا، لا فرق بين أن تكون هذه الحقيقة كلية كالكون مثلًا، أو جزئية كأن تكون جزيرة أو نوعًا من نبات أو مَسلكًا يسلكه الإنسان أو مؤسسة.»

لم يَعُد العلماء يتعاملون مع الأسطورة على أنها ضربٌ من الخيال أو حكاية خرافية تفتقر إلى العقل، بل فطِنوا إلى مَغزاها التاريخي باعتبارها قصة حافلة بالمعاني والتفسيرات العميقة، تُعبِّر عن تصورات المجتمعات البدائية للعالم الميتافيزيقي ونشأة الكون وأصل العالم. تنقسم الأسطورة إلى مراتب تحتلُّ فيها الحكاياتُ المتعلقة بكائنات إلهية فائقة المرتبةَ العليا، تليها مباشَرةً الحكايات التي تروي المغامَرات العجيبة التي قام بها بطل قومي، وهو فتًى متواضعُ النشأة لا يلبث أن يصبح مخلِّصًا لشعبه، ثم تأتي في المرتبة الدنيا القصصُ الخاصة بالسِّحر واكتساب الساحرِ القوةَ الخارقة. ولمَّا كانت الأسطورة بهذا العمق، فقد جاء هذا الكتاب ليستكشف عالمها ويُجلي مَعانيها في مختلِف الثقافات.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ نهاد خياطة.

تحميل كتاب مظاهر الأسطورة مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٩٨٨.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٩١.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

مرسيا إلياد: مؤرِّخ روماني وفيلسوفُ أديانٍ شهير وكاتبُ قصصٍ خيالية، وهو يُعَد أحدَ أكبر مؤسِّسي علم الأديان وتاريخه في الفترة المعاصِرة، وتميَّزت أغلبُ أبحاثه وأفكاره ورُؤاه بالطابع الفلسفي الديني العميق، وقد أسهمَت أعماله الفلسفية في ترسيخِ علم الأديان بشكلٍ كبير.

وُلد عام ١٩٠٧م في بوخارست. كان واسعَ المعرفة والاطِّلاع، فكان شَغُوفًا منذ صِغَره بالتعرُّف على مختلِف العلوم الطبيعية والتراث الشعبي الروماني والتعمُّق في دراسة الديانة المسيحية التي رأى أنها الديانةُ الأمثل؛ لأنها تهتمُّ بحفظ التاريخ الإنساني، هذا فضلًا عن دراسة الخيمياء والتنجيم، ونجَح خلال مسيرته العلمية في تعلُّم اللغات: الإيطالية والإنجليزية والفارسية والعِبرية، كما اهتمَّ كثيرًا بقراءة أشهر المؤلَّفات الفلسفية، إلى جانب المؤلَّفات التاريخية الرومانية.

ولشدة تعلُّقه بدراسةِ الفلسفةِ الْتَحق في عام ١٩٢٥م بكلية الفلسفة والآداب بجامعة بوخارست، وتخرَّج فيها عام ١٩٢٨م، ثم قرَّر السفرَ إلى الهند لدراسة الفلسفة الهندية، وعُنِي كثيرًا بالتعرُّف على الجانب الروحاني منها، وبالتوازي تعلَّمَ اللغاتِ السنسكريتية والبالية والبنجالية في الجامعة الهندية «كلكتا» لكي يَتمكَّن من قراءة الكتب الفلسفية الهندية، وكان لهذه الدراسة أثرٌ كبير في صياغة بعض النظريات الدينية التي قدَّمها في مؤلَّفاته، وأشهرها نظرية العودة الأبدية. وتمكَّن في عام ١٩٣٣م من الحصول على درجة الدكتوراه عن أطروحته حول ممارسة اليوجا.

عُيِّن في جامعة بوخارست بعد عودته إلى رومانيا، ودرَّس بها الفلسفة والأديان الهندية والرمزية الدينية للشعوب، إلا أنه ترَك التدريس سريعًا وانخرَط في مجال الصحافة، وعُرف عنه تأييدُه للحرَس الحديدي، وكتَب الكثيرَ من المقالات التي كانت تحوي في مضامينها نقدًا لاذعًا لسياسة رومانيا، وقد قُوبِلت هذه المقالات بهجومٍ شديد من قِبَل صحافة الحزب الشيوعي الروماني، ووصَل الأمر إلى اعتقاله في عام ١٩٣٨م، خاصةً بعد حملة القَمْع التي وُجِّهت إلى الحرَس الحديدي. بعدما أفرجَت السُّلطاتُ عنه سافَر إلى المملكة المتحدة، وهناك عُيِّن ملحقًا ثقافيًّا في السفارة الرومانية، ولكنه ترَك منصبَه بعدما قُطِعت العلاقات الخارجية الرومانية البريطانية، وبعد مغادَرته لندن عُيِّن مستشارًا ثقافيًّا بالسفارة الرومانية في البرتغال.

كتب «إلياد» عددًا من المؤلَّفات الفلسفية التي حَظِيت بشعبيةٍ كبيرة، وأشهرها: «الشامانية: التقنيات العتيقة للنشوة»، و«الخيمياء الآسيوية»، و«دراسة في تاريخ الأديان»، و«الأسطورة والواقع»، و«السِّحر والعرافة والأنماط الثقافية»؛ هذا فضلًا عن أعماله الأدبية من روايات ومسرحيات، ونذكر منها: «الليالي البنجالية»، و«الغابة المحرَّمة»، و«إيزابيل ومياه الشيطان»، و«مراهِق قصير النظر»، و«الآنسة كريستينا»، ومسرحية «إيفيجينيا».

تُوفِّي «مرسيا إلياد» في عام ١٩٨٦م، تاركًا إنتاجًا غزيرًا من أعمالٍ فلسفية قيِّمة.

رشح كتاب "مظاهر الأسطورة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤