عن المرأة

«ويَشهد عصرُنا أيضًا تصاعُدَ قوة النساء في مختلِف بلاد العالم غربًا وشرقًا، وازديادَ قُدرة المرأة على تنظيم صفوفها واكتسابها نوعًا من القوة السياسية والاقتصادية والثقافية، تزيد أو تنقص حسب درجةِ المجتمع من التقدُّم، وقد تكون بارزة، وقد تكون كامنةً في دَور التكوُّن، إلا أنها موجودة وتزداد قُدرةً مع تزايُد الوعي والتنظيم، وتكتسب بذلك قُدرةً أكثر على إعادةِ دراسة التاريخ برؤيةٍ جديدة، تَشمل حركةَ النساء لمقاوَمة الظلم والاضطهاد اللذين وقَعا عليهن من الرجال والطبقة الحاكمة.»

تُناقِش الدكتورة «نوال السعداوي» في هذا الكتاب موضوعَ المرأة من عِدَّة زوايا؛ فتبحث في الأمر تاريخيًّا، مثيرةً أسئلةً مُهمَّة حول الجذور الأولى لسَطوة الرجل على المرأة، مُؤكِّدةً أن التاريخ يَشهد بالكثير من النماذج التي تمتَّعت فيها المرأة بمكانةٍ عالية، وبحقوقها كاملة؛ فكانت المرأة إلهةً وملِكةً في عِدَّة حضارات. كما تبحث عن صورتها في عيون الأدب العربي والغربي، مُستعرِضةً بعضَ النماذج مثل: «العقاد»، و«المعري» و«توفيق الحكيم»، و«زكي مبارك»، مُبرِزةً دُونيةَ النظرة إليها في القصص والشعر والروايات، مع تقديمِ رؤيةٍ نقدية لتناوُل الفلاسفة والمؤرِّخين تجرِبةَ «رابعة العدوية». كما تُسلِّط الضوءَ على قيمة الإبداع في الوعي الذاتي والاجتماعي للمرأة، وهو الوسيلة الأنجَع لمقاوَمة عمليات التزييف المُمنهَجة والمستمرة؛ وتُشير إلى قيمةِ ارتقاء المجتمع وازدهاره، وانعكاسِ ذلك على مكانة المرأة ورُقيِّها.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيدة الدكتورة نوال السعداوي.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٨٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.

عن المؤلف

نوال السعداوي: هي إحدى الشخصيات الأكثر إثارةً للجدل؛ حيث يصعب على القارئ أن يقف منها موقفًا وسطًا، فإما أن يكون معها وإما أن يكون ضدها. وهي أشهرُ مَن نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومَن جهَرَ بالعصيان لِمَا سمَّتْه «المجتمع الذكوري».

وُلِدت نوال السيد السعداوي في «كفر طلحة» بمحافظة الدقهلية عام ١٩٣١م، لأسرة متوسطة الحال؛ فكان أبوها موظفًا بوزارة المعارف، وقد لعب دورًا كبيرًا في حياتها، فمنه تعلَّمَتِ التمردَ على قيود المجتمع، وأن الثوابت التي لا تؤمن بها هي أصنامٌ يسهل تحطيمها. أما أمها فهي سيدة ريفية بسيطة ورثَتْ عنها ابنتُها الجَلَدَ وتحمُّلَ المسئولية. أتمَّتْ نوال السعداوي دراستَها الجامعية وتخرَّجَتْ في كلية الطب عام ١٩٥٥م. وعلى الرغم من الصراع الدائم داخلَها بين الأدب والطب، فإن أحدهما لم يحسم المعركة؛ فقد كانت مؤلِّفتُنا طبيبةً مشاكسة وأديبةً مثيرة للأسئلة. تزوَّجَتْ ثلاثَ مرات وأثمَرَ زواجُها ولدًا وبنتًا، وكان زواجها الأخير من «شريف حتاتة» هو الذي دفَعَ بأعمالها إلى العالَمية بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

كتبَتْ نوال السعداوي أكثرَ من خمسين عملًا متنوِّعًا بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية، وعزفت بقلمها على الثالوث المقدس (الدين والجنس والسياسة) لتقوِّضه؛ فهي تدعو لأن تتحرَّر المرأة من قَيْدِ عبوديةِ الرجل محلِّقةً في أُفُق أرحب من المساواة ذاتها؛ فالمرأةُ حين ارتدَتِ الحجابَ تديُّنًا استتر عقلُها قبل شعرها، واعتلاها الرجلُ باسم الجنس. وعلى أعتاب السياسة فَقَدَت كلَّ شيء وقضَتْ حياتَها مدافِعةً عن المرأة؛ فسُلِبت حريتها، وعُزِلت من وظيفتها، وأُدرِج اسمُها في قائمة الاغتيالات، ولم يكن أمامَها إلا أن تبحث عن الحرية والأمان في مكانٍ آخَر، ولكنْ أينما ذهبَتْ فقضيةُ المرأة هي شاغلها الأكبر، فظلَّتْ تكتب عنها وإليها.

وعلى الرغم من جهدها في الدفاع عن قضايا المرأة المصرية والعربية، فإن الاحتفاء بها جاء من عدة دول غير عربية، كما أنها رُشِّحت لجائزة نوبل. ويظل اسم نوال السعداوي من أهم الأسماء المحفورة في مخيِّلة الأدب النِّسوي.

توفيت نوال السعداوي في ٢١ مارس ٢٠٢١م عن عمرٍ يناهز ٨٩ عامًا.

رشح كتاب "عن المرأة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤