المدارس الفلسفية

«المدارس الفلسفية لم تَقِف عند تحليل النُّظم الاجتماعية، ومحاولة فهمها، إلا لكي تعمل على رسم خطوطٍ جديدة لمجتمعٍ أفضل؛ بابتداع أنظمةٍ جديدة تعمل على تطوير المجتمع وترقيته. ولو أنها قَنعَت بمرحلة الفهم والتسجيل، ما كانت مدارسَ فلسفيةً جديرةً بأن تحمل هذا الاسم، وفي المدارس العادية كفايةٌ في القيام بهذه المَهمَّة. أمَّا المدارس الفلسفية فلأنها بحُكم وظيفتها من الهداية والإرشاد، فهي تقوم بدور القيادة الفكرية التي تأخذ بيد الأمة إلى الأمام.»

قامت الحضارات على العلم والمعرفة، وهذه المعرفة بمرور السنوات أصبح لها طريقٌ مُنظَّم لاكتسابها؛ وهو المدارس والتدريس، بعدما كان اكتسابها شفهيًّا. وقد أُسِّست المدارس في أول الأمر باليونان، التي اشتُهرت بعلم الفلسفة؛ فأصبح هذا العلم وثيق الصلة بتلك المدارس فباتت تُدعى ﺑ «المدارس الفلسفية». وعلى الرغم من اختلاف هذه المدارس وتَعدُّدها فإنها جميعًا كانت بمثابة مرآةٍ صادقة تعكس صورة المجتمع الذي نشأت فيه بشتَّى أحواله السياسية والاجتماعية والثقافية. وفي طيِّ هذه الصفحات يُقدِّم لنا «أحمد فؤاد الأهواني» بأسلوبٍ فلسفيٍّ بسيط استعراضًا موجزًا لأهم وأبرز المدارس الفلسفية في العصر اليوناني، والتي كان لها تأثيرٌ كبير على الفِكر الإنساني آنذاك. كذلك يَذكر لنا أبرز المدارس الفلسفية في العصر الإسلامي، والتي تُعَد جزءًا مهمًّا من تراثنا العربي، وهي: الكندي، والفارابي، وابن سينا.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تحميل كتاب المدارس الفلسفية مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٦٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

أحمد فؤاد الأهواني: فيلسوفٌ مصري كبير وأحدُ روَّاد علم النفس في مصر والعالَم العربي، أصدَر العديدَ من الكتب والمقالات، ونقَل العديدَ من أمهات الكتب الفلسفية الأجنبية إلى العربية، وشارَك في تحقيق بعض أصول الفلسفة الإسلامية.

وُلد عام ١٩٠٨م. التحق بكلية الآداب في الجامعة المصرية منذ إنشائها، فدرَس الفلسفة على يد أعلامها الفرنسيِّين من أمثال «برييه» و«لالاند»، وتخرَّج فيها عام ١٩٢٩م، وعمل مدرِّسًا ثم مفتِّشًا بالمدارس الثانوية بوزارة المعارف، وحصل على الدكتوراه في أغسطس عام ١٩٤٣م، ثم عُيِّن أستاذًا للفلسفة الإسلامية في كلية الآداب عامَ ١٩٤٦م، وتدرَّج حتى أصبح رئيسًا لقسم الفلسفة عامَ ١٩٦٥م.

كانت آراؤه مثيرةً دومًا للنقاش والجدل، فقد سوَّد صفحاتِ المجلات الشهيرة في عصره — من قَبيل «الرسالة» و«الثقافة» و«الكتاب» — بالكثير من مقالاتِ نقد الكتب والترجَمات الصادرة حديثًا؛ إذ قلَّما قرأ كتابًا دونَ أن يكتب رأيَه فيه ويَنتقده، واشتُهِر عنه شِدتُه في النقد، التي وصلَت إلى حدِّ التلاسُن مع العديد من النقَّاد والأدباء في ذلك الوقت.

ترَك العديدَ من الآثار العلمية، أبرزها: «فَجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط» و«أفلاطون» و«الفلسفة الإسلامية» و«المدارس الفلسفية» و«خلاصة علم النفس». وشملَت ترجماته: «كتاب النفس» ﻟ «أرسطو»، و«مباهج الفلسفة» ﻟ «ويل ديورانت»، و«البحث عن اليقين» ﻟ «جون ديوي»، و«أصول الرياضيات» ﻟ «برتراند راسل»، و«العلم والدِّين في الفلسفة المعاصرة» ﻟ «إميل بوترو»، وشارَك في ترجمة «تاريخ العلم» ﻟ «جورج سارتون». وكذلك نشَر بعضَ المخطوطات، من أهمها كتاب «في الفلسفة الأولى» ﻟ «الكندي»، وكتاب «أحوال النفس» ﻟ «ابن سينا».

تُوفِّي «الأهواني» في عام ١٩٧٠م.

رشح كتاب "المدارس الفلسفية" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤