بلاغ إلى الرأي العام

«إلى متى يتعب القلب، والطابور لا ينتهي، لا يريد أن ينتهي، حتى أصبحنا نتسابق للبحث عن مكاننا فيه وموعدنا معه؛ فقد شقيَت الأيدي من مصافَحات الوداع، وجفَّت العيون من الدم والدمع، ولم يَعُد الحزن على النفس وعلى الآخَرين كافيًا لمنع الكابوس.»

ودَّعَت مصر في ثمانينيات القرن العشرين نُخبةً من كبار الكُتاب والأدباء والشعراء، الذين عاصَروا التحوُّلات السياسية والاجتماعية الكبرى منذ أوائل القرن العشرين، وعبَّروا عن آمال الأُمة العربية وأحلامها، وأنتجوا أدبًا خالدًا وفِكرًا مستنيرًا. ففي تلك الحِقبة رحَل «توفيق الحكيم»، و«صلاح عبد الصبور»، و«فؤاد حداد»، و«عبد الرحمن الخميسي»، و«صلاح جاهين»، و«توفيق صايغ» وغيرهم، وقد شاء القدَر أن يكون «غالي شكري» على معرفةٍ بكثير من هؤلاء الراحلين، وهو ما ضاعَف شعوره بالفجيعة. في هذا الكتاب يجمع «غالي شكري» المقالات الصحفية التي رثى بها هذه الرموز الثقافية الكبيرة، مسترجِعًا ذكرياته معهم ومشيرًا إلى مكانتهم. كذلك عرَض الكاتب في بعض مقالات الكتاب الظروفَ المجتمعية والسياسية التي صاحَبت عصرَ الانفتاح منذ بدايته، وتناوَل بالنقد واقعَ الحركة الأدبية والثقافية في فترة الثمانينيات بحسِّه الساخر وأسلوبه العَذْب.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور غالي شكري.

تحميل كتاب بلاغ إلى الرأي العام مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٨٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

غالي شكري: مفكِّر وناقد أدبي بارز، وأحد روَّاد الفكر الاشتراكي في الستينيات، اعتُقِل في زمن «عبد الناصر»، ونال درجةَ الدكتوراه من جامعة السوربون تحتَ إشراف المستشرِق الفرنسي الشهير «جاك بيرك».

وُلِد الدكتور «غالي شكري» بمحافظة المنوفية لعائلةٍ قبطية تَرجع أصولها إلى صعيد مصر، والتحق بمدرسةٍ إنجليزية تابعة للإرساليَّات التبشيرية. حفظ القرآنَ الكريم في سِن الطفولة وتمكَّنَ من تجويده، وأتقَن اللغةَ العربية والثقافة الإسلامية بصورةٍ فريدة، حتى إنه كان يُلقي خُطَب المولد النبوي والمناسَبات الدينية الإسلامية. التَحق بمدرسة الزراعة، ثم عمل مدرسًا بإحدى مدارس القاهرة، وبدأ في ترجمةِ القصص ونشرها في مجلة «قصة».

تشكَّلَ فِكره بعد انتقاله إلى القاهرة لاستكمال دراسته، فتبنَّى الفِكر اليساري وصار عضوًا في الحركة اليسارية المصرية، واعتُقِل عام ١٩٦٠م، ثم طُرِد من الجامعة في عهد «السادات» فسافَر إلى لبنان؛ حيث مكَث بها ثلاثَ سنواتٍ ونصف سنة إلى أن بدأت الحربُ الأهلية اللبنانية، فسافَر إلى باريس حيث أقام فيها ١٢ عامًا استغلَّها في دراسة الدكتوراه عن موضوع «النهضة والسقوط في الفِكر المصري الحديث»، كما سافَر إلى تونس حيث عمل بإحدى جامعاتها، ثم عاد إلى القاهرة وتولَّى رئاسةَ تحرير مجلة «القاهرة».

للدكتور «غالي شكري» الكثير من المؤلَّفات الفِكرية والنقدية، من بينها: «سلامة موسى وأزمة الضمير العربي»، و«أزمة الجنس في القصة العربية»، و«المنتمي: دراسة في أدب نجيب محفوظ»، و«ثورة المعتزل: دراسة في أدب توفيق الحكيم»، وغيرها من الأعمال المتميِّزة التي أثرى بها المكتبةَ العربية. كما نال العديدَ من الجوائز، لعل أبرزَها جائزةُ الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٩٦م.

رحَل الدكتور « غالي شكري» عن دُنيانا عام ١٩٩٨م عن عمرٍ يناهز ٦٣ عامًا بعد حياةٍ حافلة بالإبداع والنِّضال.

رشح كتاب "بلاغ إلى الرأي العام" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤