نيام بلا مضاجع

«من الناس أقوامٌ مارَسوا الكتابةَ عددًا، وأتاحَت لهم الظروفُ أن تَظهر كتاباتهم، وأغلب الأمر أرغموا الظروفَ أن تُتيح لهم الطلوعَ على الناس بما يكتبون، فطلعوا، ومرَّت الأعوام فما أحسَّ بهم أحد، فلا النقَّاد اعترفوا بهم، ولا القرَّاء أحسُّوا بوجودهم، فكان طبيعيًّا أن يقفوا خارج الحلبة ليَسبُّوا كلَّ مَن فيها ويهاجموه في ضراوةٍ لا مثيلَ لها.»

يضمُّ هذا الكتابُ سلسلةً من المقالات التي خطَّها «ثروت أباظة» بقلمه الصائب، واضعًا نُصبَ عينَيه أوجاعَ وطنه وآلامه، فيَنكأ الجُرحَ ويَتحسَّس مواضعَ الألم، ويُشرِّح الآفات التي يعاني منها المجتمع، في محاوَلةٍ للتوصُّل إلى علاجٍ ناجع لها. ويرى «أباظة» أن النفاقَ والتملُّق وموت الضمير هي الآفاتُ الرئيسة التي أصابت المجتمع، وجعلته يضلُّ الطريق، من دون مَعالم واضحة تُرشِده. كما يرى أن سيادةَ القانون هي الركيزة الأساسية التي يجب الاستناد إليها، وأن الدستورَ والحرية هما بوصلة مجتمعنا، وعلينا الاهتداءُ بهما للخروج من المأزق الحضاري الذي نعيش فيه، من دون أن نَتحوَّل إلى الفوضى الغوغائية. ويستطرد في بعض المقالات الحديثَ عن الاتحاد السوفييتي والشيوعية، والولايات المتحدة والنظام الرأسمالي، كما يذهب بنا في إحدى مقالاته إلى لوزان بسويسرا، ويُقدِّم جانبًا مُشرِقًا للحضارة والشفافية وقيمة الحياة وبَساطتها.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ ثروت أباظة.

تحميل كتاب نيام بلا مضاجع مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٧٧.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

ثروت أباظة: روائيٌّ وكاتبٌ مصريٌّ مرموق، عُرِفَ بحِسِّه الوَطَني، ويَنتسبُ إلى عائلةٍ مصريةٍ عريقةٍ هي عائلةُ أباظة، وهو ابنُ السياسيِّ المصريِّ إبراهيم دسوقي أباظة.

وُلِدَ «محمد ثروت إبراهيم دسوقي أباظة» بالقاهرةِ عامَ ١٩٢٧م. حصلَ على ليسانس الحقوقِ من جامعةِ فؤادٍ الأولِ عامَ ١٩٥٠م.

كانتْ بدايةُ حُبِّه للقِراءةِ عندما أهداهُ والِدُه مجموعةً من مُؤلَّفاتِ الكاتبِ المصريِّ «كامل كيلاني»، ثُمَّ قرَأَ تِباعًا أعمالَ طه حُسَين، وتَوْفيق الحَكِيم، وعبَّاس العقَّاد، وأحمد شَوْقي.

تعدَّدَ إنتاجُ ثروت أباظة الأدبيُّ وتنوَّعَ ليشملَ الروايةَ والقصةَ القصيرةَ والمَسْرحيَّة، إضافةً إلى ترجمتِه أكثرَ من عملٍ، وكتابةِ عدةِ بحوثٍ أدبيَّة. ارتبطَ بعَلاقاتٍ وثيقةٍ مع كُتَّابِ وأدباءِ مصرَ الكِبار؛ فقدْ قدَّمَ له عميدُ الأدبِ العربيِّ طه حُسَين روايته «هارِب من الأيام»، وأَثْنى عليهِ نجيب محفوظ حينَ قالَ عنه: إنَّ دورَهُ في الروايةِ الطويلةِ يحتاجُ إلى بحثٍ مُطوَّلٍ بعيدًا عَنِ المَذاهبِ السياسيَّة، وقالَ توفيق الحكيم له ذاتَ مرةٍ: أنا مُعجَبٌ برِواياتِكَ في الإذاعة، لدرجةِ أنَّني حينَ أقرأُ في البَرْنامجِ أنَّ لكَ رِوايةً أمكثُ في البيتِ ولا أخرُج.

أثارتْ رِوايتُه «شيء من الخوف» جدَلًا واسعًا لقولِ بعضِ المقرَّبِينَ مِنَ الرئيسِ المِصريِّ الراحلِ جمال عبد الناصر إنَّها تَحملُ رمزيةً لفترةِ حُكمِه.

تَقلَّدَ ثروت أباظة عدَّةَ مَناصبَ رسميةٍ من أهمِّها:‎ رئيسُ تحريرِ مجلةِ الإذاعةِ والتلفزيونِ عامَ ١٩٧٥م، ورئيسُ اتحادِ كتَّابِ مصر، وحصل على عدة جوائز من بينها جائزةُ الدولةِ التشجيعيَّة عامَ ١٩٥٨م، ووِسامُ العلومِ والفنونِ من الطبقة الأولى، وفي عامِ ١٩٨٣م حصلَ على جائزةِ الدولةِ التقديريةِ عن مُجمَلِ أعمالِه.

تُوفِّيَ ثروت أباظة عامَ ٢٠٠٢م.

رشح كتاب "نيام بلا مضاجع" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤