في مدرسة الحرية

«والحقيقة أن مدرسة الحرية كانت بمَعزِل عن العمران — حيث تقوم في وادٍ فسيح يقع بين تلال أوكانجالا … ولم تكُن هناك إلا قريةٌ صغيرة على مسافةٍ غيرِ بعيدة تتناثر فيها عدة بيوت هنا وهناك — وفي الخلف غابة كثيفة … كما كان يُحيط بالمدرسة عِدة ممراتٍ ضيِّقة، ثم طريق واحد يصل بينها وبين مدينة صغيرة على بُعد … غير قليل.»

في منطقة على جانب التل بقرية دابانجا الأفريقية، الواقعة على مسافةٍ غير بعيدة من دار السلام عاصمة تنجانيقا؛ تقع «مدرسة الحرية»، تلك المدرسة التي تُقدِّم نموذجًا فريدًا ومِثاليًّا لما يجب أن يكون عليه مجتمع المدرسة؛ فهي مدرسة ثانوية داخلية تتمتَّع بنظام شديد الصَّرامة والعَدْل، أنشأتها الحكومة واختارت لها أساتذةً أَكْفاء، وتلامذتُها من ذوي العقول الفذَّة المتوقِّدة، كما كان ناظر المدرسة ومعلِّموها من الوطنيِّين الموهوبين الوُدَعاء الأنقياء السرائر. شَهِدت هذه المدرسة عدةَ أحداثٍ دفعَت الناظر والمعلِّمين والتلاميذ إلى التصدِّي لها؛ مثل نقص الطعام المخصَّص لهم، وسرقة بعض البطاطين، فكان تصرُّفهم في غاية الذكاء والتنظيم، وهو ما سنلمسه في هذه الرواية التي تدور أحداثها حول هذه المدرسة ومغامرات تلاميذها.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ أمين سلامة.

تحميل كتاب في مدرسة الحرية مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٦٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

أمين سلامة: مُترجِم وكاتب مصري، وُلد عام ١٩٢١م بالخرطوم في السودان. ترعرع في أسرةٍ تهوى العلم، وتهتم بالدراسة الأكاديمية العلمية، بينما وجَّه هو اهتمامَه إلى الدراسة الأكاديمية الأدبية. تَخرَّج «أمين سلامة» في قسم الدراسات القديمة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وذلك في عام ١٩٤٣م، وفي عام ١٩٤٧م حصل على شهادة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية.

شغل العديد من الوظائف الإدارية والعلمية؛ ففي بداية عمله كان أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، ثم انتُدب للعمل بتدريس اللغة اللاتينية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، كما كان أمينًا بقسم الجغرافيا بجامعة القاهرة حتى عام ١٩٥٤م. كذلك عمل بتدريس اللغة الإنجليزية من عام ١٩٥٥ حتى عام ١٩٥٨م، وذلك عقب التِحاقه بخدمة الحكومة السودانية، وفور انتهاء خدمته عمل مُدرسًا للغة الإنجليزية بالمدارس الأجنبية بالقاهرة، وذلك عام ١٩٦١م، كما عمل بالتدريس الأكاديمي بالجامعة الأمريكية في مصر، وبجامعات أمريكا وكندا.

كان «أمين سلامة» مولعًا بدراسة التاريخ اليوناني والروماني، وكان يحب السفر كل عام إلى اليونان للبحث في مكتباتها عن المخطوطات النادرة، واستطاع عبر سنوات حياته العلمية الاطِّلاع على أمهات الكتب اليونانية والرومانية وعلى أروع ما أنتجَته هاتان الحضارتان العظيمتان من أعمالٍ مسرحية وتراجيدية وفلسفية مهمة، وقد أتقن ترجمة هذه الأعمال من لُغتها الأصلية، سواءٌ اليونانية القديمة أو اللاتينية، ومن اللغة الإنجليزية أيضًا، إلى اللغة العربية، إلى جانب تأليفه للكثير من الأعمال المهمة. أما عن أعماله المترجمة فنذكر منها: «الإلياذة»، و«الأوديسة»، و«الأساطير اليونانية والرومانية». وأما عن مؤلفاته فنذكر منها: «الذات واللذات»، و«اليونان وشاهد عيان»، و«حياتي في رحلاتي».

تُوفِّي «أمين سلامة» عام ١٩٩٨م بمحافظة القاهرة، تاركًا إرثًا علميًّا كبيرًا من المؤلفات والترجمات التي تُثري وتُعزِّز مكتباتنا وثقافتنا العربية.

رشح كتاب "في مدرسة الحرية" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤